أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عائل فقيهي - التطرف.. والحقيقة الغائبة














المزيد.....

التطرف.. والحقيقة الغائبة


أحمد عائل فقيهي

الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 02:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


** دائما تظل هناك رغبة جامحة وجانحة عند الإنسان من أجل أن يقول “أنا هنا”.. من أجل البروز، بحثا عن الوجاهة حتى لو كان هذا البروز وهذه الوجاهة على حساب الحقيقة، وعلى حساب المعنى العميق لهذه الحقيقة.
** ودائما وأبداً تظل هذه الحقيقة غائبة.. وليست مطلقة، ومن هنا تظل بالمقابل في حالة لهاث بحثا عن نصف الحقيقة، لا الحقيقة كاملة. ولكن لماذا تسود في حياتنا وفي سلوكنا وفي أفكارنا وفي إعلامنا وفي كتاباتنا ثقافة التطرف والفكر الحاد واللغة الواحدة؟.
للإجابة على هذا السؤال ينبغي دراسة الجذور الأولى لثقافة التطرف وفهم المسببات التي أدت إلى تفشي ظاهرة التطرف ومن ثم كيفية علاج هذه الظاهرة وقراءتها في ضوء الدراسات الفكرية والعلمية ومن وجهة نظر نفسية واجتماعية ودينية، وهذا لن يتأتى إلا بوجود فريق عمل يضم نخبة من خيرة المثقفين والمفكرين والباحثين ورجال الفكر الديني المستنير للبحث في جذور فكر التطرف الذي نراه ونقرأه في أدبيات المشهد الاجتماعي والإعلامي والثقافي والتربوي.
هذا الفكر لا يقتصر على التطرف الديني كما هو سائد ومعروف، ولكن التطرف عند كل الأطراف وكل الاتجاهات؛ فثمة تطرف وخصومة عند الإسلاميين لكل ماهو على صلة بالثقافة الغربية، ومظاهر التمدن وما له علاقة بالحداثة وما بعد الحداثة، والليبرالية وكل تجليات الفكر الغربي، والدولة الحديثة, وهناك تطرف بالمقابل عند الحداثيين والليبراليين والذين يدعون إلى جعل العقلية السائدة والمهيمنة هي العقلية الغربية بكل مفاهيمها ومصطلحاتها وممارساتها وفي كل مظاهر الحياة، في مجتمع لا يزال يتراوح بين الحفاظ والتشبث بثقافة الصحراء والبادية.. وجعل «الهوية» الاجتماعية والدينية والحضارية تتقدم على كل هوية قادمة ـ وهو ما ينبغي أن يكون ـ وبين شريحة في هذا المجتمع تحاول أن تأخذ كل شيء من الغرب دون مراعاة للبيئة الدينية والاجتماعية التي ما زالت تؤمن إيمانا مطلقا بالماضي فكرا وممارسة مع قليل من الانفتاح.
إن التطرف ليس تطرفا واحدا وأحاديا فقط.. وليس محصورا في فئة دون أخرى، ولكن التطرف الفكري أكثر عدائية وعدوانية.. وأكثر أذى للوطن والتنمية والمستقبل.. إنه التطرف الذي يذهب إلى خلخلة التركيبة الاجتماعية وخلق الفوضى داخل المجتمع تأسيسا لذهنية مفخخة ومعادية لكل مظاهر التقدم والمدنية والحداثة.
أما التطرف الفكري عند التيارات الأخرى.. وعند طبقة المثقفين والمفكرين من حداثيين وليبراليين فهو أقل ضررا وأقل أذى لأنه ذلك التطرف الذي يظل داخل الأفكار والرؤى وذلك الاختلاف الذي لا يتعدى الحدود ولا يتجاوزها إلى حالة العنف والقتل والإرهاب كما نجدها عند الإسلاميين المتطرفين الذين يعملون على توظيف الدين وفق أجندة سياسية وفي سياق منظومة فكر ظلامي مضاد ومعاكس لحركة المستقبل.
وهذا لا يعني أنه ليس هناك معتدلون وعقلاء وأصحاب فكر إسلامي حقيقي.. منفتح.. ومستنير ولا يعني أيضا أنه ليس هناك معتدلون وعقلاء وأصحاب فكر حداثي وليبرالي حقيقي.. ولكن يجب ألا تكون ثقافة التطرف هي الثقافة التي تسود المشهد الاجتماعي والثقافي والفكري والديني والتربوي والتعليمي.
إن المطلوب هو وجود حوار حضاري بين كل الأطراف من إسلامية وحداثية وليبرالية وعلمانية أيضا من أجل خلق أرضية علمية ومعرفية تتأسس على فكر الاختلاف لا فكر الخلاف على الرأي والرأي الآخر، وعلى احترام الأطراف لبعضها البعض لا مصادرة هذا الطرف لذاك الطرف أو إلغاء هذا الفكر من أجل سيادة فكر بعينه. ذلك ان وجود كل الأطراف وكل التيارات والاتجاهات والتوجهات في مجتمع واحد من شأنه أن يخلق مجتمعا أكثر تآلفا لا أكثر اختلافا، أكثر انسجاما لا أكثر انفصاما، ذلك المجتمع القائم على التعددية الفكرية والثقافية والدينية والاجتماعية وعلى فكرة الحوار والتعايش والعيش المشترك ضمن فضاء المواطنة الواحدة والانتماء الواحد.
إن التطرف حالة مرضية في عمومها، سواء جاءت من هذا الطرف أو من هذا الطرف من أقصى اليسار أو من أقصى اليمين، لذلك لتكن العقلانية سبيلنا إلى المستقبل. ووسط التطرف والتطرف المضاد هناك حقيقة غائبة ما زلنا جميعا نبحث عنها.. أو نصف الحقيقة، فمن يجدها؟
ذلك هو السؤال.



#أحمد_عائل_فقيهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حداثة الشعر إلى حداثة الفكر
- المجتمع السعودي.. والخوف من الحرية
- إحياء علوم الدين.. وإحياء علوم الدنيا أيضاً
- المقدَّس والمدنَّس.. والسؤال الحائر
- بناء الإنسان ...ورياح التغيير
- هل يمتلك المثقف السعودي وعياً بحركة التاريخ
- المجتمع بين التحديث والممانعة


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عائل فقيهي - التطرف.. والحقيقة الغائبة