أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - رفقاً بالرعية!














المزيد.....

رفقاً بالرعية!


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


يا أيها الرّ ُعيان
رِفـْقاً بالرعيّة
فأنتم بعيدونَ والعراقُ واللهُ
رغم واو المعيّة
فيا راعٍ
أنتَ جئتَ مدينتـَنا
لسَوْق ِ الحَضَرْ
بذاتِ عصا الشّـَوْك؛
مَسَحْتَ للتوّ، بالكوفيّة
وجهَكَ من بول الناقهْ
وعقـَلـْتَ شيخَ بُعرانِك
وآلـَمْتَ في شدِّ العِقال ِ ساقـَهْ
شِياهُكَ تسْرحُ وحدَها في الجفاف
وتـُفقئُ الأشواكُ آذانـَها
وتـُفقئُ أنتَ معنى الصحارى
ومعنى البقاءْ
ومعنى الكرمْ
وتـُدْمي دماملُ حبِّكَ لابنةِ العم
نصفَ الإبـِلْ
تـُصيبُها بالجَرَبْ
ويَسْري للنباتِ، فلا عشبٌ
ولا شَوكٌ يظلّ ُولا غرَبْ؛
تذكـّرْتَ الشياهَ وفوضى الجـِمالِ
والرائحَ والغاديَ
فحنـَّتْ نفسُكَ للباديهْ!
وسَرَحْتَ خـَلـْفَ السور
لمْ تـَدْر ِ بعصيان ٍ
أو مُثـُل ٍ أسمى
ظننتَ الناسَ قافلة ًعرجاءْ
فكنـْتَ الحاديَ الأعمى
رأيْتَ أمّة ً كغاباتِ النخيل واقفة ً
لا تريدُ القرفصاء
أو التربـّـُعَ في التراب
كجمال ٍ طاويهْ
رؤوسُها
تحتلّ ُالفضاءْ
بوجوهٍ طويلةٍ شاكيهْ؛
فقد رأيْتـُكَ حينَ راحَ فـُلـْوٌ يرضعُ أمّـَهُ
سُطـْتـَهُ
وشدَدْتَ بمُصران ِالحمار ِوثاقـَهْ
ورحلـْتَ بعقل الفتح ِ نحو العاصمة
قضـَّيْتَ حاجاتِك
في غرفِ النوم ِ في حاناتِ وخاناتِ الفلاة
واستـَنـْجَيْتَ بماءِ الشـّـُرْبِ
نسِيْتَ وضوءَكَ والصلاة
والتحَقـْتَ بجيش ِالسلطة
تعلـّـَمْتَ الرُّشـَيْشة َ
صرتَ قديراً وخبيراً
بأمر ِ السلـْطان
وأمر السلـُطات
ثم تصفـَّحْتَ سريعاً أضابيرَ السجناءْ
فلقد أرسلـَكَ اللهُ إلى لندن
لدراساتٍ عليا
وصرتَ وزيراً في زمن الفتنهْ
وسفيراً في وقتِ اللكنهْ
ورئيساً في عصر المحنهْ!
ونطـّـَقـَكَ الوحيُ
كلماتٍ كالبركة
دُررا ً تخرجُ من سمكة!
كلاما ً مطليّا ً بالماس ِ
كـَذِباً قيلَ مطليـّـا ً بماءْ!
تحدّثـْتَ عن العلمِ والعلماءْ
وسكّ النقودْ
عن الفتنةِ والحدودْ
وتنشيطِ البريدْ
وأنتَ لم تمسحْ لحيتـَكَ العشـْماءَ بعدُ
من وعثاءِ الطريق ِ
أو الثريدْ!

تسلـّى السلطانُ بحفرةٍ
وحينَ جئتَ صارتْ هاويهْ
فابتلعَتْ أهلـَهُ والحاشيهْ
وصرتَ عالِما ً فيلسوفاً
واحتلّ َ وجهُكَ القمر
يُشـْبـِعُهُ خـُسُوفاً
فرِفقاً
رفقاً بالرعيّهْ؛

تؤلـّفُ الكتابَ لكَ لِجانٌ مختصّة، ويغدو لكَ في كلّ بئرٍ دَلـْوٌ، وفي كلّ شـُغـْلٍ حِصّة، ولا يستقرّ فؤادٌ لكْ، إنْ لم تكنْ في كلّ دارٍ غـُصّة، وإنْ لم تكنْ بطلَ الأبطالِ في ما يحكي الرواةُ من قِصة، وإنْ لم نـُمسِ ولم نـُصْبـِحْ برؤيةِ عينيْكَ والقـُصّة، فالصورُ الشعرية ُفي الشعر صورتـُكْ، ووجهكَ ناطقٌ في كل جدارٍ تـُخـْرِسُهُ أكتافُ السجناءْ، ووجهُكَ في غرفِ النومِ الصامتة، في اللافتاتِ السود، فأنتَ حكيمُ الزمن، لأنك في الأيام ِ وفي الساعات وقارئُ الموتِ في أرقامِها، ومرشدُ الحُب، لأنّ الأزمانَ كانت قد تدحرجَتْ من شفتـَيْ والدَيْكَ إلى بَسْمَتِكَ الكبيرة حيثُ رضاكَ على الرعيّة؛
فرفقاً بها!
رفقاً بالرعية!
رفقاً بالرعية!




#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كريم 10 - القرية (14-28)
- دخيلٌ على جُزُر الوحوش ِالصغار
- في الذين ماتوا من أجل شئ ٍمن العدل، في العصر السابق للتوزيع ...
- أكاذيب من عصر الشمبانزي السادس عشر
- -أمينُ لا تغضبْ- قصيدة محمد مهدي الجواهري بعد انقلاب شباط 19 ...
- في ثقافة الاحتلال العراقية - محاولة في تشخيص بعض صفاتها الأس ...
- كريم - 9 -
- أوباما
- إبتسامة ٌ آثمة
- ألسْتَ القائل...؟
- دفاعاً عن لامية الأدب العربي للجواهري
- الخُطى -2-
- الخُطى - 1 -
- بعضُ أراءٍ في تموز (بمناسبة مرور نصف قرن على تموز1958 في الع ...
- - محاولة ٌٌبدائيّة ٌٌفي البحث عن كُلِّيِّ الحكمة -
- نسيج
- روما 3
- 8 - روما - 2 (من مرثاة - كريم -)
- 8 - روما 1
- 7 - فسيلة


المزيد.....




- أفلام رعب طول اليوم .. جهز فشارك واستنى الفيلم الجديد على تر ...
- متاحف الكرملين تقيم معرضا لتقاليد المطبخ الصيني
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. ملحن يؤلف الموسيقى حتى بعد وفاته!
- مغن أمريكي شهير يتعرض لموقف محرج خلال أول أداء له في مهرجان ...
- لفتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...
- «خالي فؤاد التكرلي» في اتحاد الأدباء والكتاب
- بعد سنوات من الغياب.. عميد الأغنية المغربية يعود للمسرح (صور ...
- لقتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...
- مصر.. وفاة منتج فني وممثل شهير والوسط الفني ينعاه
- فنان مصري شهير يقع ضحية الذكاء الاصطناعي ويحذر جمهوره (صورة) ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - رفقاً بالرعية!