أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الى - الشهيد- عزت الدوري














المزيد.....

الى - الشهيد- عزت الدوري


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 08:06
المحور: كتابات ساخرة
    


انت تعلم ان سكان العراق وحسب آخر الاحصائيات بلغ عددهم 20 مليون نسمة – اشك في هذا الرقم- وكلهم ايها النائب يكرهوك وهناك مليون آخرين سيأتون من رحم العراقيات سيكرهون ايضا ليس لانك كنت نائبا لرئيس الجمهورية ولا رئيس جمعية الزراعيين العراقيين ولا وزيرا للداخلية ولا وزيرا للاسكان ولا عضو مجلس قيادة الثورة .
لا، لم يكن هذا هو السبب بل السبب الحقيقي هو انك كنت نديما للخليفة، واذا لم تعرف ما تعني كلمة" النديم" فهي ببساطة مهرج الحاكم الذي كلما احتاج اليه ليسمعه نكتة تزيل بعض كربه استدعاه.
لم تكن الا اداة طيعة جدا للخليفة ولم تكن فترة استزواورك الا صفرا على الشمال او اليمين لايهم.. الشعب العراقي ايها النديم له ذاكرة قوية خصوصا في صفحات التاريخ ولهذا فهو يعرف جيدا انك لم تكن الا صاحب دم خفيف في اجتماعات مجلس قيادة الثورة او مجلس الوزراء،مهمتك اسماع الطرائف للحاضرين حتى لا يملوا او يهابوا سطوة الخليفة الذي قال عنك ذات يوم "انك طيب القلب ولكنك ساذج".
في هذه العجالة اطلب منك ان تصفن مع نفسك قليلا وترمي كل دولاراتك في الهواء بدلا من ان تستغلها في قتل اطفال العراق باسم المقاومة ... لايمكنك ايها النديم ان تقنع الشعب العراقي بانك مناضل جبار تريد تحرير العراق من الغاصب اذ سيسألوك اول ما يسألوك : هل النضال يتلبس الشخص بعد الستين..؟ وهل يناضل بالدولارات التي سرقها من قوت الشعب ام العكس صحيح؟.
صحيح انك انحدرت من الكادحين وكنت فقيرا في كل شيء حتى في ثقافتك النضالية وحين وجدت من ينتشلك من حفرة الفقر ويقدم لك اكياس الدولارات تنكرت لجذرك واصبحت رمزا لمن لارمز لهم.
لن اذيع لك سرا حين اقول لو حدث وان تناسى شعبنا بعض مآسيه واراد ان ينشأ للطواغيت متحفا يذكرهم بماضيهم فلن يضعوك بين تماثيلهم لانك ببساطة لم تستطع ان تدخل التاريخ لابسئياتك ولا حسناتك فقد كنت ببساطة ميتا حتى ولوكنت نائبا لرئيس الجمهورية.ولعمري فانك كمن يريد ان ينتقم من رئيسه ليصنع مجدا على انقاض جماجم الاطفال بعد ان عجز عن صنعه في حياة قائده.
لن تستطيع ايها النديم ان تصنع الان شيئا ولا تفكر في صناعة مجدك الخاص ولاتفكر ايضا في يوم الحساب لانك ستلقي صاحبك هناك وترتجف خوفا منه اكثر من ربك حين يسألك عن الدولارات التي هدرتها في سبيل هؤلاء "الغوغائيين". بل سيسألك سؤالا تقف امامه كالطفل المهمل امام معلمه ، اذ سيقول لك: ولك عزت صرفت كل هذه الدولارات من اجل ان تكون رمزا للمقاومة وتصبح رئيسا للعراق من بعدي". ولم يكن امامك الا جوابا واحدا : لا ياسيادة الرئيس الضرورة لا اطمح لرئاسة العراق من بعدك ولكني كنت اريد ان آخذ بثارك من هذا الشعب الذي كان معظمهم يمشون حفاة واتيت انت لتوزع عليهم"الاحذية" انهم ناكروا الجميل ياسيادة الرئيس وخسارة في هذه الدولارات التي صرفتها والوقت التي امضيته مع "القاعدة" لكسر شوكتهم.
ويقول لك الخليفة بعد ذلك: لامجال للعودة الان ولكننا سنحاول ان نجد حلا مع هؤلاء "الاوغاد" الذين اتعبونا.. انهم حفاة عراة ،يركضون وراء البطاقة التموينية ويرتادون سوق البالات للملابس المستعملة كل يوم ولايعرفون طعم التفاح الا من اسمه ولا البرتقال الا في قصص كتابهم ولكنهم –وهنا الكارثة- يحبون ورد الجوري والقداح واذا نخيتهم فانهم يفدونك بارواحهم ،انهم شعب غريب لايمكن تدجينه.
وكعادتك تسكت انت مطأطى الراس لانك لاتفهم شيئا مما يقوله وكل الذي تمتم به كعادتك: نعم ايها الرئيس انك على حق دائما.
وتسكت عن الكلام المباح وتعض شفاهك ندما وتصيح :ياليتني مت قبل ان ارى هذا العذاب . ولكن هيهات.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يابياع الخواتم...
- بكم اشتريت -الدكتوراه- ايها ألاخ
- ميكي ماوس ..قاتل
- 3 ألف مخرب غير عراقي في العراق
- صدام حسين و-الفرات- ومادونا
- عينات خائبة من رجال الدين
- يا غايتي في هذه الدنيا
- آه يامطر الداغر
- بلد مسالم استغنى عن حكومته
- أين الربان ايها السادة
- رسالة الى السيدة الاولى
- عن المخصيين والعنينين
- ذات الاهتمام المشترك
- الله شاعر
- حمامات دجلة
- اطفال الجنة ... قتلى وسفاحون
- طيور الجنة ... قتلة وسفاحون
- اين انت يا سلفادور دالي
- الحمار
- الزلابيا حرام ياناس


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الى - الشهيد- عزت الدوري