جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 08:09
المحور:
كتابات ساخرة
في بيتنا روسيه , هذا ما قاله صديقي لي معتقداً أنني سأندهش بها مثل والده الذي أصبح يدخل المطبخ للعمل مع زوجته والروسية , منادياً بشعاره الجديد وهو المساواة بين الرجل والمرأة , وقبل ذلك لم تكن عنده مساواة بين الرجل والمرأة وبين الإبنة والإبن , ولكن بفضل الروسية تحققت المساواة العادلة والشاملة في المنطقة .
وكذلك لأول مرة في التاريخ العائلي يظهر مفهوم جديد للرجل قائم على الجندرية والحرية والمساواة في كل شيء حتى في العلاقات العاطفية .
وفكرت في الموضوع ملياً وقلت أن الروسيات والمغربيات هداهن الله وجزاهن خيراً يعملن الآن في الخليج العربي والشرق الأوسط على إزالة الفوارق بين الجنسين الذكري والإنثوي , وقلت من الممكن أيضاً أن تحل الروسيات أيضاً القضية الفلسطينية , والكردوستانية , والأكراد في شمال البلاد , ولا أنسى القول أن الروسية أيضاً مقوي جنسي لمن يشكو ضعفاً عاما في الإنتصاب , فبمجرد أن دخلت منزل صاحبنا هذا عملت به على إحداث رفرش في الأب راع المنزل وصاحب الدار , وتأكذ الأب من أن المرأة تُنكح لجمالها ولحسبها ولدينها , وأضاف معلومة جديدة وهي , أن المرأة تُنكح أيضاً فقط لكونها روسيه .
وقال لي أن المنزل مضاء بالشموع فمن يوم جاءت إليهم والأب المحترم أو حضرة المحترم يحضر كل يوم معه بوكيه ورد فاخر من الآخر , وذلك من أجل إعطاء صورة مشرقة عن المجتمع العربي أمام المجتمع الروسي , وقال الأب مقولته الشهيرة , خلص يكفينا 1400 عام وأكثر من التخلف , نحن الآن يجب أن نراجع حساباتنا , المرأة مساوية للرجل والرجلُ مساوي للمرأة في الحقوق والواجبات , وعلى المرأة أن تجلس في منزلها وعلى الرجل أن يطبخ لها .
اليوم عاد صديقي من عمله كما أخبرتكم إلى منزل والده كالمعتاد في تمام الساعة الواحدة ظهراً , وهي فترة الإستراحة التي يتناول بها الغداء مع أمه وأبيه وأخواته وإخوانه جميعاً , وما أن دخل وأغلق الباب خلفه حتى دخل والده ومعه امرأة , يا ألله عليها ليست من البشر , ولا تشبه البشر الذين في حارتهم , ولا أي نوع من مخلوقات الله إلا تلك الموجودة في المخيلات الدينية , دخل الوالد ومعه امرأة روسية الصنع , نظر الكل بوجهها وإذا بها من أعاجيب مخلوقات الله عز وجل , يا رب إرحمنا برحمتك , هذا اليوم مش عادي , ونظرت أم صاحبنا فيها وقالت لزوجها :
- شو هاظا يا إمسخمط , ولك شو هاظا إللي جايبلي إياه , جايبلي روسيه ؟!! شو بدك تتجوز عليّ روسيه ؟!!
- لالا إنت إفهمت الموضوع غلط أنا لا بدي أتجوز عليك ولا بدي أطلقك , شو مالك , هاي وحده بتشتغل عند صاحبي , وهو سافر لإسبوع زمان هو وزوجته وحكالي خليها عندك أمانه, وأنا جبتها على شان أشغلها خادمه عندك, كله على شانك , بكفيك 25 سنه نظال وكفاح وبطوله في المنزل , آن الأوان أن ترتاحي من عبء أعمالك المنزليه.
- شو يا زلمه بدك تضحك عليّ , إحكي الصحيح .
-بصراحه هاي روسيه كانت عند صاحبي وصار بسببها خلاف بينه وبين زوجته , بس ما بمنع هذا الشيء إني أجيبها خادمه عندك ,وعشان هيك حطها عندي أمانه لبين ما تهدى الأمور .
- أيوه كمان إشويه جيبلي مغربيه أو لبنانيه , والله خايفه أصير أنا عندها خادمه ,يعني إنت الصادق الأمين ؟ إنت إللي ما بخونش الأمانه ؟ إي صدقني ما بأمن عليك إتنام إبجنبك جاجه(دجاجة) ؟ يا زلمه شو مالك شايفني هبلا أو مجنونه ؟ أنا بفهمها وهي طايره , إسمع إما أنا وإما هاي الحوريه , لالا شو حوريه وجهها كله نمش يقطعها ويقطع إللي كاين ظابها عنده.
وبعد الُُمداولات أتفق أب صاحبنا وزوجته على الإبقاء عليها إسبوعاً واحداً ريثما تهدأ الأمور بين صاحبه وزوجته , وعلى العشاء ذهبت الزوجة لإعداده وأخذت معها الروسية , فقال الأب للأولاد ووجهه ونظراته كلها شفقة على زوجته وأولاده :
يا بابا مش معقول نترك الماما لوحدها في المطبخ من المفترض أن يكون في منزلنا مساواة بين الرجل والمرأة , يعني أنا لازم أدخل المطبخ مع الماما على شان أساعدها في العشاء .
ونظر الأولاد لأبيهم الكسول بإستغراب , فهم يعرفونه أنه مثل ذكر النحل كسول جداً ولا يسقي نفسه شربة ماء , ودايمن يقول : المرأة خلقت للمطبخ فقط لا غير ولرغبات الزوج , طبعاً كلمة رغبات الزوج زمان ما سمعوها منه .
وحين دخل قالت له زوجته : نعم خير يا طير شو بدك ؟ بدك إتساعدني ؟ ما بدي ألله أوياك , ألله معك , بالناقص إنت هسع جاي إتساعدني ؟!, ما لينا متزوجين 25 سنه عمرك ما عملت فنجان قهوه لحالك ..إلخ
- لالا إنت فاهمه الموضوع غلط , أنا قصدي التعاون وأنا اليوم تعبان ما بدي أطلع برى الدار , فحبيت أستغل وقت الفراغ وأساعدك, الأولاد كبروا ومن المفترض الآن أن يروا أساليب التعاون بين الرجل والزوجة حتى يتأثروا بها على الكبر , أنا الآن رايح أعلملك الروسيه أصول الأتيكيت , آه , ما هو كلشي بده أتيكيت.
- هسع إنت صرت تفهم بالأتيكيت ؟ يا رجل روح سولف غيرها ,إنت اليوم ما بدك تطلع من الدار تعبان وكمان أولادك تعبانين , حتى إللي أجا من شغله يتغدى ويرجع ما بدهوش يرجع , بيحكي إمعلمه حكاله إليوم خلص خليك في البيت , شو قصتكوا؟
وأثناء الحديث سمع صوت إبنه يناديه , نادى صديقنا والده وقال له :
- يابه جوز خالتي بده يحكي معك على الموبايل .
هات أشوف, ألوه .
- هلا وغلا , شو إسمعنا عندك روسيه , في معاي حبوب مقويه جنسيه , بحكو إنها قويه جداً , وبتخليك زي الحديد , شو أجيبلك منها ؟
--لالا ولك , شو مالك؟ إنت ما بتفهمش؟ هاي الروسيه ما بدهاش لا فياغرا ولا مياغرا , هاي أمك وخالتك وكل نسوان حارتك بدهن فياغرا , هاي نفسها عباره عن فياغرا , هاي نفسها عباره عن منشط , هاي كلها( أدرينالين) هاي عباره عن (سيروتونين) لو أخذت منه سعاد حسني ما كانت فكرت بالإنتحار .
- شو يا رجل على حساب كنت تشكي إكثير ؟
-إنسى الموضوع أنا الآن عندي رفرش في كل أنحاء جسمي, يا رجل شفتها هسع في المطبخ وهي إبتشرب ماء (مي) والله شفت الميه وهي نازله من زورها على صدرها ومعدتها , هاي وحده مثلها بدها فياغرا ؟ أي خليهن إلك , مع السلامه بعد إسبوع بشوفك .
ومنذ تلك اللحظة والبرامج في كافة أنحاء المنزل قد تغيرت , فالزوج لم يعد يذهب للعمل كالمعتاد والأولاد سكنوا في البيت لا يخرجون منه , والجيران يزورونهم بإستمرار , حتى أن أقربائهم الذين لم يزوروهم من سنين زاروهم في ذلك الإسبوع أكثر من مرتين , وكثر أصدقاء البابا والماما والإخوة (الأعداء ) أ و(كرامازوف), والأب أصبح نشيطاً جداً , ويضاجع زوجته كل يوم , بدون منشطات , صحيح أن الفرص كلها كانت ضعيفة لكي يضاجع الروسية , لكنه بحق شعر وكأن شبابه بعث من جديد , أنه عاد كيوم دخلته في اليوم الأول والإسبوع الأول , كل الناس أيضاً أصبحوا يترددون على المنزل وعلى المنازل المجاورة لمنزلهم , أما الروسية فكانت المسكينة في حيرة من أمرها الزوجة فرضت عليها رقابة صارمة وأعلنت مع بناتها حالة الطوارىء , فهيب لا تنام إلا بين البنان , بعد أن تذهب الزوجة للنوم , أما الزوج فإنه يفرغ كل طاقته المكبوتة في زوجته , والزوجة تقول له , شو مش عوايدك؟ كنك إبتوخذ مقويات جنسيه ؟ أكيذ إبتوخذ مقويات جنسيه على شان الروسية , وذات يوم حاول الأب إختراق صفوف الحرس من أجل الإستفراد بالروسية ولكن البنات والزوجة معوه منعاً باتاً منها .
أما الأولاد فلم يعد أحد يذهب للدراسة أو للعمل , والجيران يزورونهم بإستمرار , والبيت أصبح في حالة قلق وثورة وشيكة , والزوج تخاصم مع الزوجة , لأنه لم يعد يذهب للعمل باكراً بل متأخراً ويعود باكراً وبعد الغداء لا يخرج لمقابلة الأصدقاء أو الزيارات حتى دب خلاف بين الزوج والزوجة , هذا الخلاف إنفجر حين أخبر الزوج زوجته من أن الروسيات هاملات وبمارسن الجنس بدون محرمات وعليه فهو خائف من أن تكون هذه الروسية مصابة بالإيدز لا سمح الله , وذاب الأب وقاراً وهو ينطق بالكلمة : أخشى أن تكون مصابة بالإيدز , أنا مش مهم , ولكن الخوف من إنه أحد أولادك يغلط معاها هيك أو هيك , بعدين بتصير مشكله معنا كلنا , أنا بدي آخذها على الفحص الطبي.
وخرج بها الزوج الوقور وفي الطريق ضاع كل وقاره وراودها عن نفسها فلم تمانع , لقاء بعض الليرات , وعاد بها إلى المنزل وهو يؤكذ لزوجته أنها والحمد لله خالية من أي أمراض جنسية , وبعد مضي يومين متتاليين , جاء أحد أصدقاء الروسية إلى المنزل يسأل عنها , فرحبوا وبه , ولكن الزوجة أسرت للزوج من أنها تخشى من إنتشار الوباء في منزلها , فلا سمح الله من المحتمل أن يكون الروسي مصاب بإنفلونزا الخنازير , واقترحت على الأولاد أن تأخذ الروسي للفحص قبل أن يعود والدهم من العمل , لعل وعسى؟
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟