صباح كنجي
الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 08:07
المحور:
كتابات ساخرة
مشهد أول.. حرية النقد
حينما ُتمنح اكبرُ مساحة من الفضاءِ، وتوفر لك الأقلام والأوراق الزاهية الألوان، ويتركُ لكَ الخيارُ في انتقاء ِ الكلمات ِ، التي ُتفتحُ لها الأبواب، وتتسابق الصحف والمجلات، لنشر ما تكتبه، وتنقل الفضائيات ما تقوله، من دون رقيب أو حسيب ...
شرط أن لا توجه نقدك، للحكومة وبرامجها الفاشلة، والأحزاب وممارساتها الجائرة، والأديان وأفكارها البائرة، والمحسوبين على البشر من أبناء الزانية... عندها ... ستجد نفسك، مشروعا ً وحيدا ًصالحا ً للنقد، فتلجأ ُ لنقد الذات ... الذي لا يستلزم ُ إلا ّ الصمت!! ..
مشهد ثاني.. الحجاب
في ندوة ٍ خصصت لنصرةِ حقوق المرأة ِ، حضرها عدد من النساءِ والفتياتِ الجميلات ِ، تبَخترَ المثقفُ الحاذقُ، نفشَ ريشهُ كالطاووس، عبرَ عنْ اشمئزازه ِ ومقته للنقاب.
- استفسر متأففا ًلا ادري متى تنزعُ المرأة الحجاب؟ وتتخلص منه للأبد؟!
- أجابته شابةٌ في مقتبل العمر.. حينما تنزعُ من عقلك الحجاب أولا ً، كي تتعلمَ الحبَ، وتتعودَ أنْ تعشقَ الجمال...
مشهد ثالث ..الدين الجديد
الدين هو أن تبحث عن شيء لتؤمن به، لا يهم ماذا يكون ..وأي شيء يكون لقد عبد البشر، الكثير من الأشياء، وضحوا من اجلها .. وأفضل الأديان هو أن تبحث وتسأل عن الأفضل من بين هذه الأديان.. حينها ستكلُ وتمِلُ من الأنتضار وتوقن أنك لن تلقى الجواب.. وستبقى تحلمُ أن يكون لك دين.. أيِّ دين ٍ؟.. وستقضي عمرك دون أن يكون لك التزام بدين.. هذا ما يحتاجه البشر.. وتصبحون بلا دين...في زمن أصبح فيه الإرهابُ ركنا ً من أركان الدين..
مشهد رابع ..الحرب
الحرب تبدأ بإشارة من القائد يطلب فيها من الجنود التقدم إلى الأمام ومن تلك اللحظة يبدأ كل شيء في الكون بالتراجع إلى الوراء .. هذا هو سر قانون الحرب فمع التقدم إلى الأمام يتراجع كل شيء في الوجود الوراء..
مشهد خامس.. الحوار الديمقراطي
الحوار الديمقراطي، هو أن تسمعني بانتباه، وتصغي لنصائحي بعدها عليك أن تنفذ ما أمرتك به، دون تأخير مهما كانت المبررات وعند النتيجة المخيبة للآمال عليك أن تتقاسم معي الأعباء والتكاليف، باعتبارك شريكاً مرافقاً لي، طالما كنت من طاقم الحرس والخدم، وعندما يطلب مني فدية أو رأس كبش عليك أن تكون جاهزا ً للتضحية بنفسك من أجلي، وان أفلحت بالخلاص من الموت المحقق بقدرة من إلهٍ بعيد ومنزوي في زاوية من زوايا الكون، يمكنك مناقشتي بحرية تامة حسب بنود الحوار الديمقراطي، الذي يكفل للموتى بالحديث والاعتراض، إن أوجدت وسيلة للاتصال بعالم الموت وتمكنت من إيصال صوتك إلى هناك.. فنحن هنا وبكل رحابة صدر نستقبل تلك الأصوات ونتحاور معها.. السنا في منتهى الديمقراطية؟!
#صباح_كنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟