ماجد الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 06:32
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
لا تشكل المبادرة العربية أو سواها من مبادرات الحلول التسووية، أي قيمة في نظر الإسرائيليين، وحدها مبادراتهم ومبادآتهم سواء في الحرب أو في "السلم" ما يقيمون له الوزن ويمحضونه القيمة. لهذا لم تولد المبادرة العربية في نظرهم إلاّ ميتة، حتى خريطة الطريق أماتوها عبر الملاحظات الأربعة عشر. ما يعتبر حيا وحيويا ويمكن التعاطي معه على هذا الأساس، هي تلك المبادرات التي ما يني يبلورها نتانياهو منذ تشكيله حكومته اليمينية المتطرفة في أعقاب انتخابات شباط (فبراير) الماضي، لا سيما وأن خطابه الأخير لم يحسم كامل المواقف التي ينبغي أن يقود حكومته على أساسها خلال الفترة القادمة. وسواء كان الحل إقليميا شاملا أو جزئيا، فإن ما تسعى إليه حكومة نتانياهو، لن يتخارج عن كونه الحل الاقتصادي - الاستيطاني الذي يريد تحويل بعض الفلسطينيين إلى قوة عمل مأجورة تعمل لدى المستوطنين، وتحويل بعض آخر إلى قوة عاملة لدى الرأسمال الفلسطيني المشترك بين الرأسمالية الإسرائيلية وتلك الفلسطينية. أما الذين طردوا من وطنهم، فلهم المنافي ومخيمات اللجوء والاستمرار برفع شعارات حق العودة دون عودة. وهذا هو حال صيغ التسوية الأخرى على اختلافها، ومهما حاولت أو تحاول الإدارة الأميركية أو الرباعية الدولية أو النظام الإقليمي العربي، إخضاع التسوية العتيدة لتسويات معقدة هي الأخرى، فسيبقى جوهر التسوية على حاله: الانتقاص من حق الفلسطينيين ومنع حق عودتهم إلى ديارهم التي شردوا منها، رغم فشل كل الحلول الممكنة لإبادة الفلسطينيين حتى الآن وفي المستقبل.. حتى البعيد. وإذا كانت التسوية هي الدجاجة، فهي البيضة كذلك، وفي ذات الوقت. فأيهما يختار نتانياهو لتسوية "سلامه الاقتصادي – الاستيطاني"، وأيهما يختار أوباما لتسوية "سلامه الإقليمي"؟ وهل يمكن أن نشهد حلا وسطا بين حلول التسوية التفاوضية التي تتباعد آفاقها يوما بعد يوم؟. وإذا كان نتانياهو قد أعاد موضعة موقف إسرائيل بالتأكيد على رفض الدولة الفلسطينية، وتلميحه إلى "القبول" بحل الدولة (الإسرائيلية) و "نصف الدولة" (الحكم الذاتي الفلسطيني) أي رفض ما يسمى "حل الدولتين"، فأي موضعة يمكن أن يقدمها الخطاب الأوبامي، ونواياه المفتوحة حتى انتهاء ولايته الأولى بعد أربع سنوات من الآن، وهي الفترة التي حددها لإمكانية قيام الدولة الفلسطينية؟.
#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟