أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - يابياع الخواتم...














المزيد.....

يابياع الخواتم...


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 06:30
المحور: كتابات ساخرة
    


عذرا لمليكتنا فيروز وعذرا أخر للاخوين رحباني لاني استعرت عنوانا لاغنية هي من اجمل اغانيها. استعرت هذا العنوان بعد ان وصلني ايميل من احد اصقائي في العراق يقول فيه:
صديقي المغترب، ما زلت كما انا نقيب المفلسين في هذا العالم ، جربت كل المهن ولم افلح في واحدة منها ليس العيب في مواهبي ولكني كنت اريد ان اكون ميسور الحال كما حدث لغيري ولكني لم افلح. وكم كانت تؤرقني سرقات الكبار من دم هذا الشعب المغلوب على امره.. اسمع عن مسؤول سرق "كذا" مليون وهرب الى البلد الذي منحه الجنسية منذ سنوات ومسؤول أخرعقد صفقات وهمية مع شركات على الورق فقط ليقبض الملايين وهو لم يخسر سوى توقيعه وأخر سلط رجاله على خزائن البنك المركزي لينهبوا مايريدون دون رادع وأخر.. وأخر.
ارجو الا تفهم من كلامي اني اريد ان اكون مثلهم – حاشا لله – فانا مازلت ذلك العراقي الذي ينام قرير العين حين يشعر بانه لم يسرق او يلحق الاذى باحد. ولكني هنا – استميحك عذرا- فكرت في مهنة جديدة اريدك ان تعينني على اتخاذ قرار حاسم بشأنها بعد الاستنناس برأيك. اني – ياصديقي- وجدت ان افضل مهنة لي هذه الايام هي بيع الخواتم زهي مهنة لاتحتاج الا لقليل من حلو الكلام والابتسامة الجميلة واستقبال المشترين بوجه بشوش. لاتفكر باني سأفتح محلا لبيع الذهب او صياغة المعادن الثمينة..لا والف لا فانت تعرف اني لااملك لا الرأسمال ولا الخبرة في هذا المجال، اني فقط ياصديقي سابيع الخواتم المفصصة الخضراء منها والسوداء تلك التي سيلبسها خريجي الحوزات الشريفة.
لاتتعجب ياصديقي فانا مثل غيري اريد ان اركب الموجة ولكن بشرف. ماالعيب في بيع الخواتم على "ملالينا وطلاب حوزتنا"..؟. وبعد جهد جهيد جمعت معلومات قيمة تشير الى ان الخواتم تصنف حسب الوانها كما يفعل البعض في تصنيف البشر. فطالب الحوزة الشريفة لايحق له ان يلبس خاتما فصه اخضر وصاحب العمامة البيضاء لايحق له لبس خاتم الفص الاسود اما صاحب العمامة السوداء فله كل الحق ان يلبس الخواتم ذات الالوان المتعددة.
لااريد ان اطيل عليك فقد استلفت مبلغا من المال من بعض الاصدقاء وفتحت "رازونة" وهي كلمة فارسية تعني فتحة في جدار وفرشت بضاعتي للمارة من امام بيتي.
في اول يوم جاءني شاب حسن الملامح ذكرني بوجه السندباد البحري واراد شراء خاتم يحمل فص اخضر وحين سألني عن سعره تذكرت تعليمات امانة غاصمة بغداد في هذا الخصوص فقلت له بكثير من الادب الجم: ان هذا اللون خاص بناس وصلوا لمرتبة عالية في الدين ويمكنه ان يشتري الان خاتما يحمل الفص الابيض وهو علامة على انه مازال في باكورة سعيه "الديني". صاح بي ياصديقي هذا الفتى غاضبا:
هل نصبوك لتكون بعثيا في بيع الخواتم ايها الرجل الاخرق.
لم افهم سبب غضبه رغم اني حاولت ان اشرح له مجددا ماتعسر له من فهم قصدي، ولكنه عاد الى غضبه وهو يصيح:
لقد قضينا على البعثيين لانهم قسموا المنتمين اليهم الى مؤيد ونصير وعضو شعبة ثم عضو فرقة ثم عضو قطرية وفي الآخر عضو قطرية وانت الان تريد اعادة الماضي ومن حقنا ان نسحقك لانك تريد ترويج افكار هدامة ةتعيد الديكتاتورية الى العراق الديمقراطي.
لم اعرف بماذا اجيب هذا الفتى ولكن الذي لعرفه تماما ان جلبابه وعمامته خير شاهد على تصديقه فيما لو اراد النيل مني، واخيرا قلت له:
يابني لك ما تريد رغم اني بذلك اخالف تعليمات امانة العاصمة. خذ ماتريد من الخواتم احمرها واخضرها واسودها وحتى اذا اردت ان تشتري كل الخواتم فلك الخيار في ذلك.
رأيته يغادر فتحة الدكان بعيدا فما كان مني الا ان سارعت باغلاق "محلي" وانا ارتجف من فكرة اني اصبحت في آخر ايامي "بعثي" في زمن اصبح فيه البعثيون في التحف البغدادي".
انتهت رسالة صديقي ولكني لم اعرف حتى كتابة هذه السطور ما حل بخواتمه الملونة...؟.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكم اشتريت -الدكتوراه- ايها ألاخ
- ميكي ماوس ..قاتل
- 3 ألف مخرب غير عراقي في العراق
- صدام حسين و-الفرات- ومادونا
- عينات خائبة من رجال الدين
- يا غايتي في هذه الدنيا
- آه يامطر الداغر
- بلد مسالم استغنى عن حكومته
- أين الربان ايها السادة
- رسالة الى السيدة الاولى
- عن المخصيين والعنينين
- ذات الاهتمام المشترك
- الله شاعر
- حمامات دجلة
- اطفال الجنة ... قتلى وسفاحون
- طيور الجنة ... قتلة وسفاحون
- اين انت يا سلفادور دالي
- الحمار
- الزلابيا حرام ياناس
- البطة واسامة بن لادن


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - يابياع الخواتم...