|
على هامش أنتخابات اقليم كردستان
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 06:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما التغيير الذي تريدهُ الجماهير الكردستانية ؟ - التغيير المطلوب في اقليم كردستان ، ليس تبديل " أشخاصٍ " ب " أشخاص " ، فليس مؤكَداً ان يتبدل الوضع نحو الاحسن ، لو فاز " هلو ابراهيم احمد " برئاسة الاقليم ، ولن تُحل المشاكل لو حصل " نوشيروان مصطفى " على الكثير من المقاعد . و لا يكمن الحل في مجيء " عبد المصور البارزاني " الى البرلمان ليحل محل " أدهم البارزاني " مثلاً . أعتقد ان المطلوب هو تغييرات بنيوية في المنظومة الفكرية للأحزاب الحاكمة وليس تبديل وجوه باخرى . - ان التشبث ب " الشرعية الثورية " بعد ثمانية عشر عاماً من الحكم ، لم يعد ملائماً . ففي التسعينيات كان من الطبيعي والمقبول الى حد ما ، ان يكون المسؤول " مناضلاً وبيشمركًة " في الحركة التحررية الكردستانية ، ربما بالرغم من عدم إمتلاكه لمواصفات الإدارة والقيادة الصحيحة والناجحة . ولكن جيلاً كاملاً من الذين كانوا اطفالاً في 1991 ، هم الان رجال ونساء بالغون والعديد منهم يحملون شهادات عليا ، وربما آباءهم وامهاتهم لم يلتحقوا يوماً بالثورة . فما ذنب هؤلاء ؟ ان معايير الكفاءة والنزاهة والشرعية الدستورية يجب ان تحل محل الحزبية والفئوية والشرعية الثورية . فحتى مشروع " المعارضة " الحالي يعتمد على " تأريخ " رموزها أكثر من إستنادهِ على برنامج إصلاحٍ جذري حقيقي . وعلى كل حال ف " التأريخ " ثلاثي الابعاد ، وعلى الرغم من أهمية " الماضي " فأن مايهمنا ايضاً هو الحاضر والمستقبل ! - على الاحزاب الحاكمة ان تُعيد توزيع " الثروة " في الاقليم بطريقةٍ أكثر عدالةً . فليس من المعقول ان يتسع الفارق بإضطراد بين الاثرياء القدامى والجدد من ناحية وبين المسحوقين والمُهَمَشين من ناحية اخرى . فحتى في مراكز المدن لازالت هنالك المئات من البيوت الطينية المُفْتقرة الى ابسط الشروط الانسانية ، مقابل الثراء الفاحش لطبقةٍ طفيلية أثْرَتْ او إزداد ثراءها في غفلةٍ من القانون والرقابة . وكذلك إعادة النظر بالبون الشاسع بين رواتب الفئات العليا من الموظفين والفئات الدُنيا . ان تجاهل العامل الطبقي في المعادلة الاجتماعية يؤدي الى تراكمات سلبية لا تُحمد عقباها . - ان يُعاد بناء مؤسسات الدولة على اُسس صحيحة ، بعيدة عن تأثيرات وتدخلات الاحزاب الحاكمة . وان يرتقي فكر الاحزاب الحاكمة الى مستوى " الوطنية " الحقة ، والتخلي عن المصالح الحزبية الضيقة . فمن المُحْرِج ومن المؤلم وبعد سنتين من إتخاذ قرار توحيد الادارتين ، ان يَرِدَ في ميزانية 2009 والتي أقرها البرلمان قبل أيام ، ميزانية وزارة داخلية اربيل وميزانية وزارة داخلية السليمانية ، وكذلك الأسايش وديوان الرقابة المالية . بهذه العقليات العاجزة عن تنفيذ مسألة بسيطة وبديهية مثل التوحيد الفعلي للإدارتين ، لا أعتقد انه من الممكن حل مشاكل أعقد مثل المناطق المتنازع عليها والثروة المعدنية والعلاقة مع بغداد . ينبغي الإرتقاء بمستوى تفكير الاحزاب الحاكمة والتخلي عن نهج الإستحواذ والسيطرة وضيق الافق السياسي ! - ان التغيير المَرجو ، يحتاج الى نكران ذات من قِبَل قيادات الاحزاب الحاكمة ، والى " تضحية " حقيقية مِنْ قِبَلهم ب " الإمتيازات " الكبيرة التي منحوها لأنفسهم خلال كل الاعوام السابقة والتي أصبحت عُرْفاً مُتّبعاً أشبَه بالقانون ! . من الافضل ان يبدأ التغيير من القاعدة ، من تحت ، اُفقياً ، ولكني أعتقد بأنه وحسب الواقع الموضوعي في كردستان العراق ، فأن إحتمال ذلك ضئيل ، لضعف مؤسسات المجتمع المدني وتبعية معظمها للأحزاب الحاكمة ، وعدم سماح هذه الاحزاب الحاكمة منذ توليها السلطة ، بنمو ( مُعارضة ) حقيقية ! لو حدث اي " تغيير " في المشهد السياسي الكردستاني في الفترة القادمة ، فأنا ارى بأنه سيكون عمودياً وفوقياً ، بمبادرة من القيادات الحاكمة الحالية .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- التياغ الصدغي - يتوسط بين الحدباء والمتآخية !
-
مستشفياتنا ومستشفياتهم
-
إنتخابات اقليم كردستان .. آراء وتكهنات
-
الى ربي ... عّزَ وجَل !
-
اثيل النجيفي .. يتحّرش !
-
عُمر البشير .. ووزير التجارة العراقي !
-
الحدباء والمتآخية .. الخيرُ والشر !
-
أخطاء المالكي في الألف يوم الاولى من حكمهِ !
-
هل ينسحب الامريكان من الموصل نهاية حزيران ؟
-
الحكومة المحلية الجديدة في نينوى
-
دولة اللاقانون في كربلاء !
-
عَرَب / كُرد
-
حذاري من الصحوات
-
كشف المصالح المالية .. إحراج !
-
حكومة الاقليم - الوليدة - متى ستصبح - رشيدة - ؟ !
-
- غول - في بغداد
-
جماهير كردستان تُنّدد ب - جريدة هاولاتي - !
-
- فضِّيق الحبلَ وأشدد من خناقهم فربما كانَ في إرخائهِ ضرَرُ
...
-
نِعَم وبركات الشيخ رفسنجاني !
-
برلمانيون ارهابيون !
المزيد.....
-
أسقطه عن اللوح ونهش ذراعه.. شاهد ما حدث لراكب أمواج هاجمه قر
...
-
تأثير غير متوقع من -ميلتون-.. طفلان يعثران على طيور مدفونة ح
...
-
مفتي عُمان ينعى يحيى السنوار: لحق بأسلافه -المجاهدين-
-
المخابرات الكورية الجنوبية: بيونغيانغ ترسل قوات لمساندة روسي
...
-
ميلوني من بيروت: استهداف اليونيفيل -غير مقبول-
-
مصير حماس بعد -ضربة- مقتل السنوار.. وهل تتوقف الحرب في غزة؟
...
-
برلمان ألمانيا يقر حزمة أمنية جديدة ومجلس الولايات يرفض جزءا
...
-
مصر تحذر من استدراج المنطقة لحرب واسعة تداعياتها بالغة الخطو
...
-
لبنان يستدعي سفير إيران في بيروت بعد تصريحات قاليباف في -لحظ
...
-
لافروف يوجه رسالة لإسرائيل عن لجوئها للاغتيالات السياسية وضر
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|