خالد ديمال
الحوار المتمدن-العدد: 2685 - 2009 / 6 / 22 - 04:46
المحور:
الادب والفن
عندما تكون نفسية الإنسان غير قادرة على القراءة، فهذا معناه أن التوقف عن الإستمرار أكيد، من دون إضافة، أو مبالغة، لأن الإفراط في ذلك يفيد هدر الوقت، وهدر البنية الذهنية، وإتعابا للدماغ"الجهاز الفزيولوجي" الحامل لذروة التفكير"فالقراءة فعل نفسي قبل كل شيء"، وأي إفراط، أو توجس لا يمكن تشخيصه سوى بارتباط وصيغة الهدر هذه، والتي لا يمكن تداركها إلا بتغيير المعنى، أو المنحى، أو هما معا، فما بالك بافتعال أشياء وهمية مصدرها غير واضح في الكم والجوهر. أليس في ذلك"رشق للدماغ بحضيض الفكر والمعنى؟.."ربما"..، لكن، في التحليل، غالبا ما تتم الإستعاضة عن الأساسي بالجزئي، لأن الدماغ قاصر على أن يستبدل غيره بما هو أهم، وأكثر دقة، سوى ببعض الأوهام المتناثرة، هنا، وهناك.
أليس ما يتم استحضاره، هو لغة التشظي "المتناثرة" المستعصية في كل لحظة وحين، سوى فيما يخص استعمال الإستعارات، أو استحضار المجازات، وهو ما يخل بالمعنى جملة وتفصيلا، وتلميحا كذلك. فتفصيل الكلمات، على شكل تجزيء، الغرض منه هو الوصول إلى"معنى للوجود"، والإستظلال بالعقل، كجوهر في الإنسان، وجب إعماله لنصل إلى"اندماج أفضل بالحياة"، وبالإستمرار الهادئ، ولكن عندما تستعصي الكلمات، وتتداخل بلفح المعنى، يكون التيه مصيرا حتميا يقتضي إعادة المحاولة، لاستدماج مدارك خفية تكمله، وتجعله متماسكا، ومستلطفا، ولكن"هل اللغة، قادرة على أن تؤدي هذا الدور، في أبهة، وتكامل؟"..
اللغة غالبا ما تكون ناقصة ولا يمكنها أن تسبر غور الباطن النفسي للإنسان مهما علت بلاغتها، وتماسكت وانشدت إلى بعضها، إلا بتواجه بين الظاهر والرمزي، بين الحامل والمحمول، الذي قد يتشكل منه المعنى، إنها لعبة التناثر اللفظي، والإنسان في النهاية يبقى هو قالب الصياغة الذي يفرض في الرمزي تكاملا ينقل به مخاضات التشافه والإنكتاب في بنية اللغة كمتواصل اجتماعي مستمر يتجاوز التستر إلى الإنكشاف والوضوح، بانسيابية هادرة تقوي التشابك الإجتماعي، وتنمي روابطه المنسوجة على شاكلة معينة، يتداخل فيها المحكي، والميثولوجي، ثم يعضدها المكبوت في الإنشداد نحو الأسطوري الذي غالبا ما يعني(الديني)، وغيره، يرسم المخيال الجماعي للمجتمع، ويرسم صورة تماسكه اللامتناهي، في ترابط متجه نحو ترصيف السلوك المجتمعي/المشترك.
#خالد_ديمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟