|
مشاهد حية من حياتنا وحياة من حولنا (9)
محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 08:19
المحور:
كتابات ساخرة
# المشهد السابع عشر: بعنوان "المصيف وقناديل البحر": الشمس حارقة.السماء صافية.والشاطئ مزدحم.الأطفال تلعب حول الشماسي.الأمهات تجهز الطعام.الشباب يلعبون الكرة على الرمال.الشاطئ يمتلئ بضجيج المصطفين والبائعين.يجلس الدكتور يحيى على الكرسي القماش بجوار زوجته ينظرون للبحر يراقبون ولديهما وائل و شريف وهم يسبحون في البحر وسط الأطفال والشباب. مر بائع الآيس كريم أمام الدكتور يحيى ينادي وهو يرفع صوت جهاز التسجيل يعمل به شريط أغاني. فقام الدكتور يحيي يشير بيديه لأولاده ليخرجوا من المياه ليشتري لهم آيس كريم. فظل يشير عدة مرات حتى يراه.فلم يتنبهوا له.فرجع وجلس. وبعد مرور خمسة دقائق.سمع الدكتور يحيى ابنه الأصغر شريف وهو يصرخ.فقام هو زوجته تجاه البحر.وقبل أن يصل إلى المياه وجد شريف ملقى على الأرض في بداية الشاطئ وبجوار أخوه وائل واثنين من الشباب.فدفع مسرعاً تجاهه.ماذا حدث أي شريف؟ما بك يا أبني؟ماذا حدث لأخيك يا وائل؟. وائل: لا تخف يا بابا لا تخافي يا ماما. شريف: قنديل البحر لسعني في رجلي يا بابا.. نظر يحيى وأمسك بها: فوجد حرقاً على الرجل اليمنى لشريف.. فقال لزوجته: أعطيني بسرعة قطعة قماش لكي أزيل أثر اللسعة من على جلده .. فجرت الأم تجاه شنتها ورجعت في ثواني.. وهي ممسكه قفازا يد فقال هل يصلح هذا القفاز.؛ فقال: نعم .. وأمسك به وارتداه في يديه وبدأ يمسح على جلد شريف في مكان اللسعة.. ثم نظر ل وائل يا وائل أذهب حبيبي وأتي لي بملء يديك رمل جاف وغير مبلول.. فجرى وائل ورجع مسرعا.. يا بابا هذا الرمل.. ضعه هناك وهو يشير له على جلد أخيه في مكان لسعه قنديل البحر.. فقام الدكتور يحيي وهو يرفع شريف بيديه إلى صدره ومشى به إلى الكرسي الذي كان يجلس عليه.. فأنزله على الكرسي لكي يسترخي.. ثم تلفت لزوجته قائلا يا أم وائل أعطني غطاء رأس من شنتك.. لكي أربط رجل شريف..فقام وربط تلك العاصبة حول رجله اليمنى الملسوعة.. فقالت له: لما تربط رجله هكذا... وهو سم ثعبان.. نعم فلسعة قنديل البحر بها سم يمكن لجلده أن يمتصه؛فلابد كم ربط عاصبة حول الطرف الملسوع خلال ربع ساعة من وقوع اللسعة فهذا يساعد على تأخير امتصاص السم. يحيى: يا أم وائل أنا سوف أذهب بالسيارة إلى مستشفى الطوارئ الموجودة هنا لكي أأتي بحقنة مضاد سم قناديل البحر، فوصل خلال دقائق إلى استقبال المستشفي وطلب حقنة المضاد، فقال له طبيب الطوارئ والاستقبال: هل أنت متأكد من أنها لسعة قنديل البحر؟؛ يحيى: نعم يا دكتور فأني طبيب باطني.. الطبيب: هل قمت معه بالإسعافات الأولية وأزلت المجسات الممسكة على جلد وطهرت مكان اللسع؟ يحيى:قمت بمسح الجلد بقفاز ووضعت عليه رمل جاف.. الطبيب:لم تضع على الجلد أي مطهر كالكحول أو فورمالدهيد 10% .. يحيى: لا يا دكتور، لم يكن معي أي مطهرات.. الطبيب: ذهب مسرعاً وأخرج من الثلاجة حقنة مضاد سم قناديل البحر .. وأعطاها أيه.. ثم قال انتظر .. خذ زجاجة الفورمالين هذه وطهر الجرح بعد إزالة الرمل من عليه أولاً يحيى: شكر جزيل يا دكتور وبارك الله فيك.. وانطلاق إلى سيارته؛ وفي أقل من بضعت دقائق كان يحيى أمام أولاده وزوجته.. ما أخبارك الآن يا شريف.. شريف: أنا بخير يا بابا الزوجة: بدأت حرارة جسمه في الارتفاع.. يحيى: لا عليكي.. الآن سوف أعطيته حقنة مضاد سم القناديل.. المهم نظيفي الجرح وجله من الرمل حتى نطهره بالمطهر الذي أتيت به من المستشفي فإنه سوف يكون أفضل من الرمل.. وبعد عشرة دقائق بدأت حالة شريف تستقر.. وجلست الأسرة تشرب عصير فواكهه لكي ترتوي من حرارة الجو... وائل: ما هي قناديل البحر يا بابا؟ ولماذا تلسع الناس هكذا؟! يحيى: يا حبيبي قناديل البحر أخطر وأغرب من الكائنات البحرية ويوجد منها أنواع كثيرة وعجيبة، فهي تقوم بالاستيلاء على فرائسها بالإمساك بها بواسطة زوائد طويلة مرنه لا يوجد بها مفاصل تستطيع التمدد والتقلص وتنشر عليها خلايا سامة.. وائل: يعني يا بابا بها سم كما قالت ماما كالثعبان؟ يحيي: بالفعل؛ فزوائد قناديل البحر مغطاة بخلايا تفرز السموم، كل خلية بها كبسولة صغيرة جدا مملوءة بالسم يتدلى داخل هذه الكبسولة ليفة حيوانية تلتف بشكل حلزوني وتُكون معمورة تماما بالسم بحيث تتشرب بالكامل بكميات كبيرة من هذا السم.. وائل: كيف يا بابا يقوم القنديل بلسعة الإنسان في جلده؟ يحيى: يوجد يا حبيبي خارج هذه الخلية السامة هدب صغيرة جدا وعند اصطدام هذه الهدب بأي جسم سواء إنسان أو حيوان بحري أخرى ينفتح غطاء الكبسولة وينفرد السوط. وائل: أسف يا بابا؛ ما هو السوط؟ يحيى: السوط مثل الأهداب.. بالتأكيد أنت أخذ في مادة العلوم أنواع بكتيريا ووسائل تحركها.. وسمعت أن الأهداب والسوط وائل: نعم يا بابا.. كالأميبيا ، فالأسواط هي زوائد خيطية رفيعة جداً وطويلة يحيى: بالضبط حبيبي كما قلت.. فما يحدث أن قنديل البحر عندما يصطدم بالشخص الذي يوقعه حظه العاثر للاستحمام في البحر أو السباحة في منطقة يوجد بها قنديل البحر ينفخ غطاء الكبسولة وتنفرد الأسواط ممتدة للخارج لأقصى مسافة ممكنة نافثا أي مخرجا أو قاذفا ما به من سم داخل هذا الشخص. وائل: يعني يا بابا قنديل البحر يقذف بالسم على سطح الجلد فيلسعه.. ولا يخترق الجلد كما يفعل الثعبان؟ يحيى: هناك أنواه من قناديل البحر تفعل ما تقول، ولكن هناك بعض الأنواع من قناديل البحر يكون السوط مجهزا بحيث يستطيع اختراق جلد الضحية ويطلق سمه فيسير السم في الضحية بسرعة شديدة مما يصيبه بالشلل وتصبح غير قادرة على الحركة وعندها يقوم قنديل البحر بابتلاع الضحية إذا كانت الضحية كائن بحري كالأسماك مثلا.. وعموما يا أبني فلسعات قنديل البحر تسبب ألما سطحيا فقط ، ولكنه في بعض الأحيان يكون شديداً يتطلب تدخل الطبيب لعلاج المصاب..
# المشهد الثامن عشر: بعنوان "الشيخ حسن والمذيعة!": ماذا يحدث بالخارج يا فؤاد؟.لا أعرف يا باب.أسمع صوت عمي عادل يتكلم بصوت عالي.أخرج وأعرف ما الخبر؟.حاضر يا بابا. دخل عادل يضحك:يا شيخ حسن مبروك.. ألف مبروك.. خير يا عادل الله بيارك فيك..علي ماذا تبارك؟.. اتصلت بي جريدة الأخبار تخبرني بأن القناة السادسة تريد أن تجري معك حوار تليفزيوني... هل يعرفني أحد في القناة؟.. فضحك عادل بشدة.. ما الذي يضحكك هكذا ؟!.. يا شيخ أنت ناسي ان جريدة الأخبار أجرت معك حوار مطول ونشر على صفحة كاملة منذ شهر... بلى فاكر.. أنت تريد أن تقول أن القناة تابعت ما نُشر؟ .. بالطبع يا أخي .. فمُعد برنامج "رموز مشرفة بعيدة عن الأضواء".. اتصال بالجريدة وأعطاه الصحفي الذي أجرى معك الحوار رقم تليفوني حيث أني كنت أعطيته كرت شخصي لي.. فماذا قلت له يا عادل؟ .. بكل سرور فالشيخ حسن يسعده ذلك.. وهل اتصل بك مُعد البرنامج؟.. نعم منذ قليل قبل ما أدخل عليك حالا.. هو هذا الذي كنت تتحدث معه بصوت مرتفع قبل دخولك علي.. نعم هو.. جميل جدا.. وهل حدد معك موعد لإجراء اللقاء؟ قال هل يناسبكم يوم الخميس القادم الساعة 3 بعد الظهر حتى تستطيعوا الوصول لمبنى القناة؟ بكل سرور يا أستاذنا.. لماذا يوم الخميس يا عادل؟ قال لي المُعد حتى يتم التسجيل والانتهاء من المونتاج قبل يوم الثلاثاء القادم موعد إذاعة البرنامج.. فهو يذاع كل يوم ثلاثاء الساعة 7 مساءً.. اصطحب عادل أخيه الشيخ حسن .. يوم الخميس.. ووصلا مبنى القناة قبل موعد التسجيل بحوالي الساعة وربع الساعة.. فستقبلهما مُعد ومخرج ومذيعة البرنامج.. وتم تقديم لهما واجب الضيافة.. المذيعة: يا شيخ حسن هل تريد أن تتفق معي على نوعية الأسئلة.. أم نجعله لقاء مفتوح؟ لا يا أستاذة أي أسئلة فأنا مستعد إن شاء الله .. ولا يوجد أي شيء محرج.. بدأ التصوير: المذيعة: السادة المشاهدين الكرام.. أسعد الله أوقاتكم بكل خير.. يوم نستصيف نموذج مشرف الموجودة في بلدنا.. وهو رغم إعاقته فهو كفيف منذ أن خرج للدنيا.. ولكنه ذو بصيرة قوية وعزيمة من نار.. ومواهب متعدد.. ضيفي وضيفكم اليوم .. الشيخ حسن .. أهلا وسهلا بك يا شيخ حسن ضيف عزيزاً على برنامجنا.. الشيخ حسن: أهلا وسهلا بكي وبالاخوة المشاهدين في كل مكان يصله بث القناة.. كم يبلغ عمرك يا شيخ؟.. 45 عاماً.. هل أنت متزوج؟.. الحمد لله متزوج ولي ثلاثة من الأبناء.. ولد وهو أحمد الكبير.. وبنتان .. مي وسارة.. وما هي دراستك؟ حفظت القرآن الكريم منذ الصغر وأكملت حفظة وعمري 13 سنة.. وقد ألقني والدي في مدارس ومعاهد الأزهر الشريف وقد حصلت بفضل الله على ليسانس أصول الدين.. ما هي هوايتك؟ سماع الإذاعة .. والرياضية .. والكمبيوتر.. والإطلاع المستمر.. وصيانه وإصلاح الأجهزة الكهربائية.. جميل جدا يا شيخ حسن.. بخصوص تصليح الأجهزة الكهربايئة .. فقد عرفت أنك تمتلك محل لتصليح الأجهزة الإلكترونية .. لا يا أختي .. فهي ورشة صغيرة داخل بيتي.. أمارس بها تلك الهوية والموهبة التي قد تعلمتها منذ فترة طويلة من بعض الأصحاب المتخصصين في هذا المجال المعقد.. يا شيخ حسن .. يوجد بالاستوديو الآن مُسجل كهربائي .. فهل تستطيع فكه وتركيبه مرة أخرى .. أين هو؟ مرحبا به.. فقامت المذيعة ووضعته على الطوله الخشبية أما الشيخ حسن .. فمد يده وأمسك به.. وكان يوجد على المنضده حقيبة عده وأدوات الفك والتركيب.. وبدأ الشيخ حسن يفك أجزاء المٌسجل جزء ..جزء ويضع كل قطعة في مكان مخصص على المنضدة وعندما انتهى من فك الجهاز بشكل كامل.. قالت المذيعة: يا شيخ حسن أنت الآن قمت بفك المُسجل تماماً.. فهل تستطيع الآن تركيبه مرة أخرى كما كان؟ فضحك وهو يصفق لنفسه وقال: سوف أركبه وأنا غامض عيني!!!
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكنائس والمساجد..المسلمين والمسحيين في مصر
-
مشاهد حية من حياتنا وحياة من حولنا (7)
-
مشاهد حية من حياتنا وحياة من حولنا (6)
-
أنفلونزا الخنازير المكسيكية (5)
-
مشاهد حية من حياتنا وحياة من حولنا (5)
-
الإبل .. تربية وإنتاج
-
فضفضة ثقافية (الحلقة الحادية والسبعين)
-
من كواليس زيارة أوباما للقاهرة
-
أنفلونزا الخنازير المكسيكية (4)
-
أوباما يوجه كلمه للعالم الإسلامي من القاهرة
-
واقع المسرح العربي باعتباره أبو الفنون
-
مستقبل الطفل العربي في القرن 21
-
فضفضة ثقافية (الحلقة التاسعة والستين)
-
فضفضة ثقافية (الحلقة الثامنة والستين)
-
الموارد البشرية في البحوث الزراعية المصرية
-
تاريخ الفردية الرأسمالية و الجماعية الاشتراكية (الحلقة الثان
...
-
تاريخ الفردية الرأسمالية و الجماعية الاشتراكية (الحلقة الأول
...
-
فضفضة ثقافية (الحلقة السابعة والستين)
-
دليلك في طب ورعاية الماشية والأغنام والماعز وبيطرتها
-
تاريخ مرض الجمرة الخبيثة
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|