أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - لن تتغير أمريكا ما لم يتغير العرب














المزيد.....

لن تتغير أمريكا ما لم يتغير العرب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 06:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


بدون مؤاخذة :
لن تتغير أمريكا ما لم يتغير العرب
خطاب رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو مساء الأحد 14-6- 2009 في جامعة بار ايلان لم يفاجىء أحداً من الذين يتابعون سياسة الرجل، فقد طرح ما جاء في خطابه منذ أوائل تسعينات القرن الماضي في كتابه ( Place Between Nations ) والذي تُرجم الى العربية تحت عنوان (مكان تحت الشمس) فغلاة الفكر الصهيوني ومنهم نتنياهو يعطون أولوية اهتمامهم للتوسع، ويرون أن أي دولة عربية تريد السلام مع اسرائيل، فإن عليها أن تعترف بحق اسرائيل في التوسع، وسيكون الفضل لاسرائيل اذا ما أقامت علاقات معها، وقضية الانسحاب من الأراضي المحتلة ليست واردة عند نتنياهو،ولا عند غيره من حكام اسرائيل، ومن هنا وبعد كل اشتراطاته ولاءاته التي وردت في خطابه، فإنه قال وبكل ثقة بأنه على استعداد للسفر الى أيّ عاصمة عربية للقاء القادة العرب، وإقامة سلام اقتصادي معهم، أو كما جاء في كتابه آنف الذكر، أن سوريا ستستفيد من السلام مع اسرائيل دون انسحاب الأخيرة من الجولان، لأنها ستساعد سوريا في حلّ مشكلة المياه وتطوير الزراعة، وأنه اذا ما اجتمعت الأيدي العاملة العربية الرخيصة مع (الانتلجنسيا ) الاسرائيلية فإن الشرق الأوسط سيصبح جنّة، والفاحص لجنّة نتنياهو التي يعد بها العرب فإنها لن تخرجهم من دائرة ( الحطابين والسقائين ) .
واذا ما حمل خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في جامعة القاهرة يوم الرابع من حزيران الحالي بوادر تغيير في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ، أملتها المصالح الأمريكية، وفتحت بصيصاً من أمل امكانية احلال السلام في هذه المنطقة التي أرهقتها الحروب والنزاعات، فإن خطاب نتنياهو في جامعة بار ايلان يؤكد من جديد أن اسرائيل الرسمية غير مستعدة للسلام.
ونتنياهو الذي اشترط اعتراف الفلسطينيين والعرب بيهودية الدولة العبرية مقابل اعترافه بدولة فلسطينية منزوعة السلاح، ولا سلطة لها على حدودها البرية والجوية والمائية، بل لا سلطة لها على أراضيها التي ستبقى نهباً للاستيطان، ولا على مواردها الطبيعية، وهذا يعني أن أقصى ما توافق عليه اسرائيل هو ادارة مدنية فلسطينية على السكان وليس على الأرض . وأن هذه الادارة المدنية لن تشمل القدس العربية المحتلة، وأن حلّ مشكلة اللاجئين هو خارج حدود دولة اسرائيل، مع التذكير بأن لا أحد يعرف حدود دولة اسرائيل ، لأنها الدولة الوحيدة في العالم التي لا ينص دستورها على حدودها، لأن الحدود الحقيقية لاسرائيل هي الحدود التي يستطيع الجيش الاسرائيلي أن يصل اليها محتلاً، وهي قابلة للتغيير من خلال التوسع الأكثر .
واذا كانت المصالح الأمريكية هي التي أملت على الادارة الأمريكية أن تعيد النظر في سياساتها في المنطقة، فإن الضعف العربي الرسمي هو الذي شجع نتنياهو أن يتمسك برؤاه القديمة الجديدة والتي طرحها في خطابه الاخير.غير أن الادارة الامريكية لن تخرج الأفكار التي طرحها أوباما في خطابه في القاهرة الى ارض الواقع ما لم تغير الأنظمة العربية من سياساتها، وما لم تستعمل ضغوطها وأسلحتها الاقتصادية من أجل الوصول الى السلام العادل والدائم في المنطقة، فالادارات الأمريكية السابقة ارتأت مصلحة أمريكا في المنطقة من خلال اسرائيل قوية ، وفي ظل خنوع عربي رسمي يصل الى درجة العبودية .
وهذه المعادلة البائسة ومن خلال الثقة ( بشجاعة الرئيس العربي جورج دبليو بوش وحبّه للسلام ) فإن عداءه لشعوب المنطقة وصل به الى درجة احتلال وتدمير العراق، واحتلال أفغانستان، واشعال اقتتال داخلي في السودان والصومال والجزائر وغيرها، وكل ذلك جاء بعد سيطرته على منابع البترول العربي، وبعد أن أقام قواعد عسكرية في أكثر من بلد عربي، وبعد أن فُتحت غالبية الموانىء العربية والممرات المائية العربية لأساطيله العسكرية والتجارية.
وعندما بدأ الرأي العام في أوروبا وأمريكا يتجه باتجاه انهاء الصراع العربي الاسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره، واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، جاء خطاب أوباما في القاهرة وتأكديه على وقف الاستيطان، وعلى اقامة الدولة الفلسطينية، لكن اسرائيل التي عوملت منذ نشأتها في أيار 1948 ولا تزال كدولة فوق القانون الدولي، ردّت على لسان رئيس وزرائها نتنياهو لتنسف كل ما جاء في خطاب أوباما، ولتؤكد من جديد على سياساتها التوسعية والعدوانية،ولم يتوان البيت الأبيض من الاعلان على لسان الرئيس اوباما بأنه يرى في خطاب نتنياهو خطوة الى الأمام .
واذا كانت أمريكا على عتبات التغيير في سياستها الشرق أوسطية، فإن اسرائيل غير جاهزة وغير مستعدة لتغيير سياساتها القائمة على الاحتلال والتوسع، فهل الأنظمة العربية جاهزة للتغيير في التعامل مع أمريكا وأوروبا لتحقيق السلام، أم أنها ستبقى على نفس السياسة، ونفس الايمان بأن الحلّ السحري سيأتي على أيدي أمريكا ونحن مكتوفي الأيدي والأرجل ومسجوني الارادة ؟ فإذا ما بقينا (قاعدين) كما نحن دون تغيير، فإن قادة اسرائيل لم ولن يغيروا سياساتهم التوسعية، كما أن أمريكا لن تغير هي الأخرى من انحيازها الكامل لاسرائيل، لأن أحداً لا يطلب منها ذلك و"لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" .





#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في حكاية (يوم ولد قيس)
- مراوغة الجدران في ندوة اليوم السابع
- أوباما ليس خليفة العرب والمسلمين
- عندما تراوغ نسب أديب حسين الجدران
- ذاكرة سلمان ناطور في ندوة اليوم السابع في القدس
- الخامس من حزيران والهرولة الى الخلف
- اثنان وأربعون عاما عجافا
- اطفال الشرق الاوسط في يوم الطفل العالمي
- ذاكرة سلمان ناطور في رحلة الصحراء تأريخ للمأساة وسخرية من ال ...
- دولة تحارب شعبها
- هل سيسمع اوباما -لا- العربية
- مجموعة -اكليل من شوك- القصصية والتميز شكلا ومضمونا
- في ذكرى نكبة فلسطين
- التعذيب في العراق وغيره
- وقفة مع الاول من ايار
- قراءة في ديوان الشاعر تميم البرغوثي
- سرّ الرائحة قصة أطفال تدعو للحفاظ على البيئة
- اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين التيه
- القدس مدينة التعددية الثقافية
- الثقافة المحلية ليست بالحسبان


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - لن تتغير أمريكا ما لم يتغير العرب