اليمن: حين يغدو القصر مصنعا للحرائق..!!

رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 08:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

في اليمن صحافيون يحاكمون وتهم يمارسها النظام وقضاء عديم النزاهة ،وأجانب يقتلون واختطافات مستمرة ، فساد يستشري دون توقف ، وأوضاع يشوبها الفلتان الأمني المصطنع ، إنه اليمن ، بلا مستقبل أفضل ، يتقادم يوما بعد يوم.

لم يكن بن شملان متخرصا ذات مهرجان انتخابي رئاسي في صنعاء عام 2006م، وهو يتنبأ بمستقبل وطن تديره مجاميع تطلق على نفسها دولة أونظام، لقد أكد ذلك "الشملان" النزيه ، أن اليمن في انتظار مصير مجهول حالما استمرت إدارته بالفوضى وصناعة الفساد وتخليق حاضناته ، في "شرنقات" التكاثر المخيف ،هناك في سلطة تأسست على احتراف لعبه الفوضى وإنتاج الأزمات .

هاهي الأمور تسير باتجاه مصير يتاشبه مع مصير جار أضحى ساحة للموت ، ومستنقع للإرهاب ، لقد صنع هذا النظام كما يؤكد اليمنيين جميعا حالة مستدامة من الجوع والقهر والتخلف ، وأسس ديناميت الاقتتال بإبداع قل مثيله ، إنه إذا يمارس الدمار يمارس أيضا صنع باروده دون هوادة، فلا الديمقراطية في اليمن أفضت إلى خيارات حقيقية تسود الوضع وترتب الفوضى الماثلة ، لأن هذا النظام أفرغها من محتواها ، ولا النظام أجاد فعل الحكم الايجابي الرشيد بحيث يبقى الناس على أمل أن المستقبل سيكون أفضل كما رفع ذلك ذات شعار مزيف ، لم يكن يحمل في مضمونة سوى هذه الفوضى .

لقد منح المؤثرون إقليما وعالميا هذا النظام صك الطمأنينة ، بأن الوحدة باقية وأنهم معها ، وكعادته فإنه لا يستغل هذه المنح المعنوية الخارجية في تمتين الوحدة، بل في المزيد من تفتيت المجتمع ، والمزيد من إنتاج حالة التشضي والتفسيخ المستمر لنسيجه الاجتماعي ، إن العالم مع الأسف يتواطأ مع هذا النظام بشكل يجعله أكثر حسما في تحقيق الأجندات المختلفة التي لا تحبذ يمنا حرا مزدهرا موحدا ، إلا ريثما يكون ضعيفا تنعدم فيه إمكانية القوة الوحدوية الحقيقية حتى يتم تشريحه بعد أن يكون قد استحال الاستقرار فيه تماما.

الوحدة اليمنية كانت قدر، ويبدو ان التفكك قدر اليمن الأقوى ، ففي ظل انعدام القيادة السياسية الرشيدة والإدارة الوطنية الكفوءة ،واستمرار الفساد ،والقمع وقتل الديمقراطية و"حربنة" الحياة الوطنية ، وتجريد السياسة من أخلاقياتها ،والتعامل مع كل شيء بدماغ دبابة ، فإن البلاد سائرة لا محالة نحو التفكك ، ومن يراهنون على أن الخارج داعم للوحدة يراهنون على وهم قوى لها أهدافها التي لن تكون اليمن سوى لعبة لذيذة لها .

كل ذلك يؤشر نحو أن اليمن يسير نحو نفق مظلم هو الآن محشورٌ فيه تماما ، ولن يخرج منه الا مختنق الأنفاس وفاقدا لروح الاستقرار ، فلا تنمية ، ولا إصلاح ، ولا إدارة رشيدة ،ولا حتى بصيص نور في عتمة ليل هذا اليمن الطويل الذي مازال جاثما منذ ثلاثون عاما .

وفي الوقت الذي تتشاور الأحزاب ، إلا أنها عاجزة عن فعل شيء ، فقط متخمة كما يرى الكثير بغزل المبادرات وعقد المؤتمرات ، في حالة شبه انعزالية لنخبة تحاور ذاتها ، وتشاور بعضها ، إن اليمن يحترق ، وإن القصر الجمهوري هومنبع هذا الحرائق التي لن تدعه إلا وطن أشباح، وأشباه آدميين ، ومخزن لكل فوضى.


---------------------------
*صحفي يمني

#رداد_السلامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات