أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ميكي ماوس ..قاتل














المزيد.....

ميكي ماوس ..قاتل


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 08:24
المحور: كتابات ساخرة
    


صفق "ابو الطيب" برجليه امام اصدقائه المعتقين معطيا اشارة الى انه يحمل خبرا مجنونا لايستطيع السكوت عنه.
انتظر الاصحاب وقتا حسبوه دهرا فهم ليسوا متفرغين فقط الى ابي الطيب وحده فهناك عشرات التفاصيل اليومية يجب انجازها هذا اليوم والا ستقوم قيامة من تنتظر في البيت لتبدأ في اعداد الطعام والقبلات وعصير المانجو المعصور في عصير الليمون و...و.
وحين وجد ابو الطيب ان صبرهم كاد ينفذ صاح بضجيج فرح:
لقد اعدموا ميكي ماوس لانهم وجدوه بدعة وكل بدعة ضلال وكل ضلال في النار, واضافوا من عندهم مقولة صغيرة تشير الى الى ان كل شعوب الغرب ستكون في النار بأذن الله.
اردف بعد ثوان:
- لاعليكم ايها السادة فقد كان لابد ان اثير اهتمامكم بهذا الخبر المضحك والا فانكم ستعطوني اذنا صماء كالعادة.
صاح واحد في آخر الجلسة" خلصنا يا ابا الطيب فقد ولى عهد المهرجين.
غضب ابو الطيب ومن بين اسنانه خرجت الكلمات متقاربة:
- كنت وما زلت احب افلام الكارتون كما كنت حريصا ان اشاهد ميكي ماوس كل يوم تقريبا، حتى اني اسجل بعض الحلقات لاشاهدها بعيدا عن منغصات الاولاد في غرفة النوم. ميكي ماوس ايها السادة كان الفار الامريكي الظريف الذي ينجو من المقالب بذكائه الفطري في بعض الاحيان ولشهرته التي طغت على بقاع الدنيا حتى ان ام الدنيا مصر خرجت علينا في اوائل الستينات من القرن الماضي بمجلة فاخرة اسمتها ميكي ماوس، ولكن هيهات لم يحدث ان كان الاصل مطابقا للصورة على مر العصور. ماعلينا، المهم بعد سنوات طويلة جدا تنبه احد الملتحين الذي لم يحدث ان رأى وجهه في المرآة حديثا ليقول ان ميكي ماوس بدعة غربية وهو كافر ويمنع مشاهدته وبالفعل اخذ التلفزيون "الخليجي" برأيه ومنع عرض افلامه التي بدأت بعد ذلك تباع باسعار خيالية في السوق السوداء ويقال ان العديد من اصحاب اللحى المتنفذين ارسلوا خدمهم وغلمانهم ليشتروا هذه الافلام وبالاسعار المقررة في السوق السوداء.
احتج احد الحاضرين متبرما:
- لقد سمعنا خبر المنع وقرأنا بالتفصيل فتوى احد المشايخ وكانت مضحكة للغاية ولا جديد في كلامك.
رد ابو الطيب: ماهذه الا مقدمة لاقول لكم طامة كبرى هزت مشاعري طيلة سنوات طويلة، فقد هل علينا "توم وجيري"بعد ذلك ونالت افلام صراعهما شهرة اكثر من زميلهم ميكي واصبحت مدمنا على مشاهدة هذه الحلقات حد العظم حتى اني كنت اهرب من العمل مبررا ذلك بحجج واهية لأرى مافاتني من حلقات. وفي يوم ما سمعت ان هذا الكارتون هو الآخر قد اصدرت بحقه فتوى شرعية تمنع مشاهدته واكتشفت بعد ذلك ان "توم" في حلقة واحدة نادرة تصالح مع جيري وما كان منه الا ان قبله ورجا منه المسامحة وعرفت- وياليتني لم اعرف- ان هذه القبلة هي السبب في المنع اذ كيف للاطفال ان يشاهدوا مثل هذا "المشهد الفاجر" فالقبلة في نظر هؤلاء الملتحين حرام.. حرام..حرام.
صرخ نفس الحاضر المتبرم:
- لقد سمعنا هذا الخبر ايضا،اوجز يا أخي فلدينا حريم بانتظارنا.
- وبنفس الهدوء رد ابو الطيب:
- كيف تريدونني ان اوجز،هل تعلمون ان احد الملتحين منع اغنية شعبية للاطفال قبا ايام تقول كلماتها"طاق طاق طاقية". هنا سكت ابو الطيب ولم يستطع ان يداري دمعة خرت على خده فقال مولولا:هذه الاغنية - اللعبة- مشهورة في جميع بلدان العرب في الخليج ويلعبها الصغار بتشكيل حلقة يدور حولها احدهم ماسكا بطاقية مصنوعة غالبا من بقايا القماش ويرميها تحت ظهر احد الجالسين دون ان يشعر بذلك واذا احس المرمي عليه ان الكرة اصبحت في دائرته يجب عليه ان يسرع نحو الولد الواقف ليرمي عليه الكرة واذا اخطأ فان الاولاد الباقين يطلبون منه ما يجب تنفيذه وهو في الغالب ضربات على قفاه قد تكون قاسية في بعض الاحيان.. اتدرون ايها السادة ماذا كان تبرير الملتحي لمنع هذه الاغنية اللعبة.. قال المفتي ان الكرة المصنوعة من القماش هي عبارة عن شكل لطاقية كان يلبسها اليهود في ايام الرسول وما يزالوا وبما انهم كفرة ومن رجس الشيطان فالاولى ان نمنعها من اولادنا حتى يتجنبوا عذاب الله.
توقف شخير احد الحاضرين فسأل وهو في غيبوبة النعاس: وهل يعذب الله الاطفال..؟"





#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 3 ألف مخرب غير عراقي في العراق
- صدام حسين و-الفرات- ومادونا
- عينات خائبة من رجال الدين
- يا غايتي في هذه الدنيا
- آه يامطر الداغر
- بلد مسالم استغنى عن حكومته
- أين الربان ايها السادة
- رسالة الى السيدة الاولى
- عن المخصيين والعنينين
- ذات الاهتمام المشترك
- الله شاعر
- حمامات دجلة
- اطفال الجنة ... قتلى وسفاحون
- طيور الجنة ... قتلة وسفاحون
- اين انت يا سلفادور دالي
- الحمار
- الزلابيا حرام ياناس
- البطة واسامة بن لادن
- حين يعتذر القاضي
- شخصيات ...مشروع رواية


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ميكي ماوس ..قاتل