أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شلال الشمري - الصفحة البيضاء














المزيد.....

الصفحة البيضاء


شلال الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2683 - 2009 / 6 / 20 - 08:52
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في إطار تفعيل نظرية الفوضي الخلاقة نشرت سلطة الاحتلال الفوضى في كافة مفاصل البلد السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتهيئة الأرض للمعايير والقيم والثقافة الأمريكية الغربية فكانت فاتحة الفوضى حرق ونهب مؤسسات الدولة وتدمير البنى التحتية والاقتصاد الزراعي والصناعي والتجاري أعقبه زعزعة الوضع الأمني بفتح الحدود أمام صراع الأجندات الإسرائيلية والسعودية والإيرانية ولكل من هؤلا ء أذناب ومريدون في الداخل والخارج يزيدون الطين بلة ، وكان السيناريو الفوضوي مستهتراً بكل القيم بحيث أدخل في اهتماماته مفردات مضحكة مبكية مثل قتل الحلاقين ودلالي العقارات وباعة الثلج ومحلات التسجيلات الغنائية وأصحاب محلات المشروبات وأجبروا الرعاة على إلباس الماعز ملابس داخلية تستر عوراتها وأجبروا المطاعم على عدم ثرم الطماطة مع الخيار ، لأن فيه إيحاءً جنسياً 0

وقد عملوا على تمزيق النسيج الاجتماعي الذي هو بالأساس كان يقف على شفير النار بسبب سياسات النظام السابق والحصار الأمريكي فتحلل المجتمع إلى طوائف ونحل وقوميات غاب عنها الحس الوطني انتخت بالغريب على أبناء جلدتها وزادت في ذلك قوات الاحتلال بدكها المدن العراقية ( النجف والفلوجة ) وعمليات القتل بدم بارد وعمليات الاغتصاب وفضائح أبي غريب وجرائم الشركات الأمنية التي وُظِّفَت لمصالح مخابرات الدول المجاورة وعصابات المافية وتهريب الآثار العراقية والقتل على الهوية وهتك المقدسات من دور عبادة ومراقد أئمة ومتاحف وطنية وقد امتدت مخالبهم لتمزيق وقتل كل ما هو جميل بما فيها حفلات تخرج الطلبة بالإضافة إلى فساد العملية السياسية كونها جاءت مشوهة ميتة إلى جانب الفساد في المال العام الذي ضرب أطنابه على أعلى المستويات وأدناها إلى الفساد على المستوى الاجتماعي الذي عُزِّزَ بجدران الكونكريت والأسلاك الشائكة والسيطرات الحكومية والصحواتية التي قسمت أشلاء المجتمع إلى كانتونات عرقية ومذهبية 0

وعلى صوت المفخخات ورائحة شواء الأجساد وبرك الدماء هذا المشهد اليومي انحسرت وتقلصت وشذبت وانكمشت وتضاءلت وتوحدت مطالب المجتمع بمطلب واحد هو ( الأمان ) لا نريد قومية ولا نريد مذهباً نريد منقذاً أمريكياً وخذوا كل مناضلي الشتات لقد أصبحنا مهيئين لتقبل ما تريدون نحن الآن (صفحة بيضاء) فاكتبوا ما تريدون عليها كلنا عيون وآذان صاغية نحن في غاية العطش لـ (ميرنا وخليل ودموع الحب وحد السكين وإكليل الورد ووادي الذئاب والحلم الضائع وتمضي الأيام ونور ومهند وسنوات الضياع وقصة شتاء وقصر الحب ويبقى الحب وقلب شجاع وموسم المطر ) هذه المسلسلات النابضة بالحياة فيها جمال الطبيعة وجمال الإنسان وجمال الأزياء فيها المفردة الهادئة والمهذبة والحوار الهادف مُحِيَت فيها حواجز التحريم وأصبح التسامح سيد الموقف تسامح في العلاقات قبل الزواج تسامح في تقبل الولادات غير الشرعية تسامح في تقبل علاقات جانبية على هامش العلاقات الزوجية هذه المسلسلات تعرض الحياة بشكلها الهادف البعيد عن فوبيا الأحزاب المذهبية والقومية 0

نعم مستعدون لتقبل مثل هذه الثقافة وأتحدى كل شيوخ الدين ورجالات السياسة أن يكون لخطاباتهم (1 % ) من الحضور التي تتمتع به هذه المسلسلات 0

لقد كانت الفرصة سانحة لمثقفي العراق في أن يؤسسوا لثقافة وطنية جديدة بعد أن وصل المجتمع إلى الصفحة البيضاء التي أشرنا إليها لكنهم يفتقدون الإمكانات المادية في مواجهة المد الثقافي الأمريكي كما أنهم عاجزون عن إيصال أصواتهم وسط طبول الطائفية كما أنهم أي المثقفين جزء مهم ممن استهدفهم المخطط الفوضوي إلى جانب ملاكات البلد الطبية والهندسية والفنية 0

الآن وقد علقت في أذهاننا صورة دور العبادة وُظِّفَت كمقرات للأحزاب وأوكار للتعذيب والقتل ومخازن للأسلحة والذخيرة ومنابر للشحن الطائفي ومدافن للمغدورين ، وهذا ما عملت عليه أجندة الاحتلال بالدعم والتمويل ،الآن لا يمكن إعادة العجلة إلى الوراء فإن المجتمع يبحث عن بدائل ليس فيها دم وقتل حتى لو كان ذلك على حساب بعض ما كان يعتز به !



#شلال_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا والفتح الاسلامي
- الشيوعي العراقي - بين الوعي الريادي والوعي المزيف
- -بين حانة ومانة خلصت لحانا-
- -الديمقراطية في العراق- تضخم في الكمية وسوء في النوعية
- المثقف العراقي.. وعي المرحلة
- الليبرالية .. المفهوم الأصعب
- نموذج لأخلاقيات اللعبة الديمقراطية
- إشكاليات التيار الديني في العراق
- تصادم القوى.. العراق بين السندان الأمريكي ومطرقة التيار الدي ...
- التيار الليبرالي .. بين منصة الإحتياط وتثوير العملية السياسي ...


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شلال الشمري - الصفحة البيضاء