زياد عبدالوهاب النعيمي
الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 10:28
المحور:
الادب والفن
رحلت مبكرا ياابي الغالي وتركتني اضيع وسط جموع الكلمات ابحث عن أعظمها كي اكتب عنك لأنك عظيم وكبير ..لأنك عراقي أصيل ابن العراق .. تركتني ابحث عن إيقونة الموت وانأ أتمنى أن تكون نهايتي مثل نهايتك .. عظيمة وعزيزة وكبيرة .. أيها الإنسان المتفرد بكل معاني الأصالة والطيبة والإبداع أيها المترفع عن هفوات الدنيا ..عشت حزينا وفي قلبك ألف وجع على العراق ومت عزيزا وأنت تحمل العراق في قلبك ووجدانك وسطورك .
غادرتنا أيها الرائع في غفلة ملعونة غادرتنا في لحظة ..لم تقل لنا وداعا ولم نقل لك وداعا غادرت بهدوء وببساطة عهدها عليك الأعزاء غادرت كما يغادر العظماء .
أبي العزيز
عندما كنا نجلس نتحدث يكون العراق حديثنا وهمنا وحزننا .. وكنت تقول لنا العراق هو اغلي ما في الوجود والموصل مدينة تستحق التضحية، أدركنا من خلال حديثك عن الموصل والعراق أن عشقك إليها لم ولن ينتهي وقبل أن تغادرنا بساعات ونحن في الطريق إلى طوارئ المستشفى الجمهوري في العاشر من حزيران عام 2009والموت بانتظارك قلت لنا .. الله ... الله ... كم هي جميلة مدينة الموصل وعظيمة والتفت إلي وقلت لي هذه مدينتكم أمانة في أعناقكم أبدعوا وتعلموا وأنتجوا من اجلها ..قلت أن الموصل هي عشقي الأبدي ومدينتي وكل زقاق فيها يحمل ذكرى الطفولة والشباب .
أبي الغالي :
تاهت الكلمات وضاعت السطور وصرت أتخنق في أنفاسي كأني الفظها لأخر مرة حين اكتب إليك هذه الرسالة لان كل الحروف لو كتبت لن توافيك وكل السطور لو سطرت لن تعادل حبنا فيك .. ابي وصديقي واخي وأستاذي ومعلمي أنت ..رمز وشرف لي أن اكتب عنك وهذا اقل مايكتب عنك لانك كبير والكبير لايكتب عنه سوى الكبار لكن عذري في هذا اني ابنك الاول وفرحتك الأولى وحلمك في أن أكون أنسانا تفتخر به .. كما افتخر بك اليوم ..
أعاهدك ياابي أني سأكون مثلما عهدتني وكما ربيتني وكما علمتني أن أكون أنسانا نقيا ووفيا ومحبا للعراق والموصل والعلم .. أعاهدك ياابي أن أكمل المسيرة كما رسمتها لي أعاهدك بحب العراق أن أظل عراقيا أصيلا محبا لبلدي كما كنت محبا له وسأموت محبا له كما مت وأنت تحمل العراق بين إضلاعك وبدمك وتفكيرك
رحمة الله عليك ياابي وأستاذي وأخي الكبير فكل ماساكون به في حياتي هو من فضلك علي وحسن تربيتك ولن أكون الا ذلك الابن البار للأب العظيم البار... فوداعا أبي وداعا أستاذي ومعلمي وداعا أخي الكبير وداعا ياسيدي وداعا يأاعظم رجل في حياتي .. وداعا عبدالوهاب النعيمي
ابنك
زياد
حزيران 2009
#زياد_عبدالوهاب_النعيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟