أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح عوده - الماضون إلى الجنة .. (..!!..)..














المزيد.....

الماضون إلى الجنة .. (..!!..)..


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 10:28
المحور: الادب والفن
    




في الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد القائد مازن حسني الأحمد " أبو الوفا "..
مدير جهاز الاستخبارات العسكرية – قلقيلية .

إليه بعد استشهاده، من علمنا أن نموت واقفين كالأشجار
فمات واقفاً، ولم ينكسر ..

كان بالأمس البدرُ الغارقُ في يم الحزنِ يبكي الفراق، أنتم هناكَ، في الأعالي، ونحن ها هنا، جاثمون على الأرض، مصلوبون، معلقون بأهداب الوقت، نرجعُ بالذاكرة سنون مضت، وبضعُ أيامٍ، وسويعاتٍ فارقت بينا، وكأن قدرنا أن نسير في درب الحياة وفقَ منوال من التضاد، منوال يجمع بين الحزن والفرح، يجمع بين الم الفراق و ذكركم الطيب، قدركم أن تصعدون إلى الجنة فرحين بما وهبكم الله إياه من نعيم، وأن نبقى نحن هنا نجترُ الذكرى، نبكيكم عمراً، ونلحقُ بطيفكم الهابطُ إلينا من سماء سابعة، مجللاً بعباءة من نور، يكسو الكون أريجاً، وبهاء.. !!

أبا الوفا ..

كنتَ هنا ذات يوم تطوف شوارع قلقيلية المدينة الماسورة، تجوب أزقتها، كخيل شاردةٍ لا يمكن لجمها، فارس لم يخلق لهذا الزمن، مقداماً لا يهب الموت حين يدنو منه، تنطقُ الصمت، وتصنعُ من العدم أملاً، وتنسجُ من خيوط الليل الثقيل خيوط َ حرير، تدخرها للفجر الجميل الآتي من خلف ستائر العتمة، كنتَ تحلمُ بفجرٍ ليكون لنا، وحدنا، لا يشاركنا فيه أحد ..!!
ووطن خالص لنا، بمائه وهوائه، وترابه، نقيٌ بكلِ ما يحوي من تفاصيل، كوجهكَ المشرقِ وقت استشهادك، آمنت إيمانا يقيناً بأن هذه الأرض الطاهرة مهما بلغت من اتساع فلن تستطيع أن تستوعبنا " نحن " و َ " هم " ولذلك كانت قناعاتكَ فليرحلوا هم ..!! وجعلتَ من جسدكَ الطاهر جسر العبور إلى جنة الوطن الذي لا يتسعُ إلا لنا نحنُ ..!!

أبا الوفا ..

في بحر كبير شاسع الامتداد، يمتددُ الحزنُ فيه بحجم الكون، أرى النفسَ تطوف البحر بلا أشرعه، تعبرُ من ميناء بعيد إلينا، ومازلنا نتبعُ الأشرعة التي توجه بوصلتها نحو قلب الماء، وكأنها رحلة سفر مع الموت لا تتوقف، لذا سنوجه الشراع خلف وهجكم البعد علنا نلحق بكم، فعطر الشهداء المجبول بتراب الأرض المباركة باقٍ إلى الأبد، لا يزول بمرور الزمن، لأنكم أحياءٌ، ولأن ما دونكم أموات، ولأن الفجر النقي حين يعانق نسائم الأرض يكتسي حلةً ذات بهاء عندما تعانقنا أطيافكم، تعلقنا بين السماء بحبل الذكرى الذي يأبى أن يزول .




أبا الوفا ..

ها هي الذكرى السابعة تمر بنا كأنها طيفٌ من لحظة، وكأنه حلمٌ سار بنا على بساط الخيال، نذوب في عمق الذكرى هاربون من الم الفراق إلى عوالم الحلم المجلل بزهر الياسمين، لكننا عندما نحاول الإمساك بكم، في لحظة شوق، ندرك أن الموت حالَ بيننا وبينكم، فتستيقظ في الأعماق السحيقة منا دمعةٌ مجنونةٌ تعيد سيرة الموت الذي فرق بيننا وبين الأحبة، يا أيها الموتُ أرعبت قلوبنا وغيّبتهم فغابوا قسراً ، آه منك إلى أي الدروب أخذتهم، تركتنا هنا نبكيهم حسرة ... وأخذتهم إلى هناكَ، بعيداً عنا، إنها دربهم المزروعةُ بالخير، والطهارة، والنقاء، دربهم درب الجنة، التي وعدوا بها، فاستحقوا أن يمضوا إليها دونما غيرهم، ايها الموت بلغ سلامنا، وحنينا إلى الماضون إلى الجنة وحدهم الشهداء، من تجف الاحبار عندما يمرون في الذاكرة .



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وشوشة ..(..!!..)..
- عائدون ....(..!!..)..
- ولا بدَ أن يستجيب القدر ..(..!!..)..
- يا كاتب التاريخ مهلاً ..(..!!..)..
- ( و َ .. الله ُ يفصل .. بينهم .. !! ) ..
- المرأة الفلسطينية نموذج عطاء، واستمرارية نحو الإبداع ..(..!! ...
- - ما حَكَ جِلدَكَ غيرُ ظفركَ - ..(..!!..)..
- عن التاريخ المزيف .. والصمت .. (..!!..)..
- قناة الجزيرة - وفانتازيا - التضليل الإعلامي ..(..!!..)..
- أي نوع من الإعلام نريد ..(..؟!..)..
- من جيوس الى غزة..(..2..)..
- مروان البرغوثي .. سلمت يمناكَ ..(..!!..)..
- رسائل إلى أطفال غزة ..(..!!..)..
- من جيوس إلى غزة ..(..!!..)..
- كفاكم تباكياً على أوجاعنا ..(..!!..)..
- فإما نكون .. وإما نكون ..(..!!..)..
- مقابلة مع الدكتور زاهر الجوهر حنني ( أدب المعتقلات )
- صباح الخير جيوس ..(..!!..)..
- لِنُضِئْ شَمّعَةً خَيرٌ مِنْ أنّ نَلّعَنَ الظَلاَمْ ..(..!!. ...
- حينما يكون العزل إجبارياً ..(..!!..)..


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح عوده - الماضون إلى الجنة .. (..!!..)..