أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - من يقف وراء فوز أحمدي نجاد؟














المزيد.....


من يقف وراء فوز أحمدي نجاد؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 10:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لم تكن نتيجة الانتخابات الإيرانية مفاجئة لأحد على الإطلاق، وحتى لو فاز المرشح الإصلاحي، رئيس الوزراء الإيراني الأسبق مير حسين موسوي، فإن تحولاً جذرياً على السياسة الخارجية، ولاسيما الملف النووي، الشغل الشاغل للشرق والغرب، لن يكون ذا قيمة، أو بال، في مطلق الأحوال، فإن هذا الأمر يقع في نطاق المحظورات والاستراتيجيات المبدئية الثابتة التي قامت عليها الثورة الإسلامية الإيرانية في العام 1979، ويغذي خطابها وجود، ويدعم شرعية نظام الملالي.

وتبقى رمزية المنصب الرئاسي بروتوكولية وشكلية، في مطلق الأحوال، وهي هنا، قضية أخرى. وبرأينا المتواضع، وطبقاً لفورة الغضب العارمة هذه، التي تنطلق وتتوجه في غير مراميها المنطقية، حيث يجب أن تكون باتجاه موقع الولاية الكبرى لمرشد الثورة الإيرانية على الخامنئي الذي يقبض على مفاصل القرار، وليس موقع الرئاسة، وذلك وفقاً للهرمية الكهنوتية الملية التي تحكم إيران الخمينية والتي تضع الولاية في مكان مقدس. إذن إن فورة الغضب هذه يمكن أن تؤخذ، بأنها موجهة، وبشكل جريء غير مباشر، باتجاه ذات الموقع "المقدس"، للولي الفقيه، كونه الحامي، والراعي، والداعم لنجاد، ولكن لا يجرؤ أحد، ومن منطلقات دينية، وفقهية الاقتراب، حتى الآن، من المرجعية بأي شكل من الأشكال. غير أنه يمكن القول، بالإجمال، بأن التعبير عن الغضب، والرغبة في التغيير قد بدأت تسري في جسد الجمهورية الإسلامية بعد الوقوع في نمطية وترهلية بادية للنظام، ولاسيما على الصعد الداخلية اقتصادياً واجتماعياً، حيث التحولات العولمية الكبرى تفعل فعلها، في نظام بات، وفي تناقض صارخ، ينطوي على بعض ملامح قروسطية ظاهرة، في وقت يسعى فيه لتبوء سدة المنصة النووية في منطقة تغلي على براكين متنوعة.

لاشك، بأن الدعم الذي حظي به الرئيس نجاد من قبل المرشد الأعلى السيد خامنئي، يقف بشكل جزئي، وراء هذا الفوز الكاسح الذي بلغت نسبته حوالي الـ64%، إضافة إلى التأييد المطلق الذي يتمتع به نجاد في أوساط الطبقات الأكثر فقراً، وتديناً وإملاقاً وتواضعاً، وهم يشكلون الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب الإيراني، والتي تتسم- الأغلبية- بالطابع المحافظ وتسري في دمائها القيم الإسلامية التقليدية، ولذا يبدو من السهل، جداً، التحكم بتوجهاتها، وسوسها وفق الخطاب المعروف، "إياه"، فيما يحظى المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي بدعم النخب الليبرالية والمثقفة والتي تشكل نسبة قليلة من مجموع السكان في إيران، إضافة إلى الطبقة النخبوية المتوسطة، والأثرياء الجدد القادمين من أوساط "الفساد" الإيراني الذين تكلم عنهم نجاد في مناظرته التلفزيونية الشهيرة قبيل الانتخابات.

كما تتسبب السياسات الغربية المعادية لإيران والخطاب "الاستكباري الاستعلائي"، وفق منظومة التعبئة الملية، والموجه ضدها من دوائر غربية بعينها، في مراكمة وإذكاء وتوليد مشاعر قومية، وشوفينية لاهبة لا يمكن إنكارها، وترتبط بالمفهوم والولاء الوطني، الذي لا يغيب عن بال، وقلب معظم الإيرانيين، سواء اتفقوا أم اختلفوا مع سياسات الرئيس نجاد، ومع نظام الولي الفقيه، الذي يعتمد في شرعيته على انتظار "الإمام الغائب"، The Hidden Imam.

ويلعب، أيضاً، الخطاب الإقليمي التعبوي الموجه والحافل في مجاهرة الخصومة لإيران و"مناصبتها" العداء، جنباً إلى جنب مع عملية تنمية حالة من الاستقطاب السياسي بين اعتدال وممانعة، إضافة لاستقطاب آخر أشد خطراً وتأثيراً وهو الطائفي السني-الشيعي، غير المسبوق، وبذاك الشكل المهوّل، أيضاً، نقول يلعب دوراً في تخليق اصطفافية طائفية داخلية محتقنة ومعبأة هي الأخرى، وضمن شرائح إيرانية واسعة، ومستعدة للانضواء تحت راية القوى المحافظة والمتشددة، التي يمثلها الرئيس نجاد، والسيد الخامنئي، والمرجعيات الأخرى المحافظة التي "تدّعي الحفاظ على المذهب" من الضياع وممن "يناصبه" العداء، والتي تعتقد تلك –الشرائح- بأنها ، أي المرجعيات المقدسة والمحافظة- هي الوحيدة القادرة على حمايتها مذهبياً، والإبقاء على كينونتها سليمة من أصحاب التيارات الحداثية والإصلاحية التي تـُصوّر، وتربط عادة بمعاداة الإيمان والقيم المحافظة، ومحاولة القضاء على الأديان، وهذا أمر لا يغتفر في نظر المحافظين والأتباع. كما كان للهجوم المسبوق الذي شنه جاد ضد الفساد والمفسدين في الأرض، الذي دعموا مير حسين موسوي في زيادة شعبية هذا الرئيس المتواضع والذي يعيش حالة شبه تقشف في حياته الخاصة والعامة متمثلاً قيماً وسلوكيات يتوق لها الكثير من الإيرانيين وتلهمهم إلى حد كبير، في ظل الفساد المستشري في هذا البلد الإسلامي.

كما كان للكثير من التطورات الإقليمية الأخرى، ومن بينها التصعيد الإسرائيلي في غير مكان، والحرب في العراق، ولاسيما الأحداث المؤسفة والدموية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين والعزل في غزة، ومناظر الموت والدماء التي حملتها وسائل الإعلام، وساهمت في تذكية مشاعر العداء لإسرائيل ومن يقف ورائها من قوى الاستكبار، وبالتالي الوقوف وراء من يعادي هذه القوى وهو نجاد والإمام الخامنئي.

إن العوامل الداخلية، والخارجية، تلك التي ساهمت، إلى حد ما، في ذلك الفوز الكاسح للرئيس نجاد، هي نفسها التي ستبقي على حالة التشدد القادمة في إيران، والتي لا تستثني أحياناً لا إصلاحيين ولا حداثيين، من أن ينضووا تحت جناحها، حتى لو لم يكونوا من مؤيديها، وهي السبب في التقدم الكاسح لنجاد، ووفقاً للقاعدة الذهبية التراثية المعروفة، ليس حباً بعلي، وإنما نكاية بمعاوية



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو الفائز الحقيقي في انتخابات لبنان؟
- ماذا يحدث في إيران؟
- أوباما وأمريكا والإسلام
- أوباما: المسلم أم اليهودي؟
- هل دخل أوباما دائرة الخطر؟
- يا بلاش، مقال ب 2000 دولار
- المعارضة السورية: والدرس الكبير
- الصحوة المسيحية 1-2
- هل تفلت المعارضة السورية من المحكمة الدولية؟
- هل تكون أفغانستان مقبرة الأمريكان؟
- كيلو: أخطأ ام أصاب؟
- شكراً لمحكمة الحريري؟
- طرائف من العالم: لغز السروال الزهري!!!
- هل هناك أمل بإعادة تأهيل الأصولي؟
- إيروتيك تشاينا
- مذبحة التاميل: لا نفط عندك تهديها ولا مال
- لماذا تشوش سوريا على فضائيات المعارضين؟
- الصحوة الكويتية: لا للإسلاميين ونعم للمرأة
- ثورة البراقع اللامرئية
- -أماه: أني أرى الأنشوطة تقترب من عنقي-: القصة الكاملة لإعدام ...


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - من يقف وراء فوز أحمدي نجاد؟