عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 09:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في بحث الجوانب المتصلة بتجسيد الديموقراطية لاي مجتمع كان، اضافة الى العلاقات الاجتماعية و المستوى الثقافي و الوعي العام و قدرة و امكانية المجتمع بشكل عام، يجب الا ننسى دور الفرد بحد ذاته كاهم العناصر المشتركة في العملية السياسية برمتها .
حرية اشتراك الفرد في العمل السياسي منوط بالوضع السياسي العام و مايتمتع به هو بذاته و قدرته على التعاطي مع الواقع و ما فيه من الظروف التي تفرض كيفية التعامل مع الوضع و السياسة المطلوبة و كيفية عمل الاحزاب و التيارات و ظروفهم الداخلية في الواقع السياسي الحر .
ان العلاقات السياسية و الاجتماعية العامة هي التي تحدد نوعية الترابط و الانتمائات ،و لها تاثيرها المباشر على عقلية الفرد و مدى حريته بعيدا عن احتياجاته الخاصة التي تفرض قيودا معينة على حريته و بالاخص في الشرق،و اصبح التحزب و الانتمائات بمثابة التعينات او الوظائف العامة ليعتاش منها الفرد و ان كان الانتماء بعيدا عن عقلية و تفكير وعقيدته. و هنا تلعب الظروف الاقتصادية العامة دورها الحاسم في تضييق حرية الفرد و التاثير على قناعاته و الانخراط في تيارات و احزاب الذي يوائم مع ما يؤمن به .
من المباديء الاساسية للعملية الديموقراطية هي الانتخابات العامة ،و هنا يظهر دور الفرد و ما فيه من كافة جوانب الحياة، و ليس منفردا فقط و انما ضمن المجتمع، و العلاقات الجدلية المعلومة بين الفرد و المجتمع لها ظلالها الواضحة على كيفية اشتراك المجتمع في العملية الانتخابية و دور الراي العام و الاعلام و الايديولوجيات على مسيرة المجتمع و العملية اليموقراطية . و هنا تدخل المصالح المتعددة كعامل سوى كان سلبيا ام ايجابيا في العملية و تؤدي الى تغيير المسارات في كثير من الاحيان .
هناك علاقات قوية جدا بين الاعلام و الانتخابات العامة، وهنا يكون الفرد بين ضغطين مباشرين فكرة و ما يؤمن و الوسط الذي يعيش و العلاقات المتعددة التي تربطه و العواطف التي تسيطر في اكثر مناطق الشرق على مسار رؤياه و ما يبثه الاعلام و ان كان تضليليا او يعمل لحساب من يتربص بالشعب سوى كان خارجيا او داخليا . و هنا تدخل الاحساس بالمسؤلية تجاه الواجبات العامة و الايمان بالوطن و مدى الارتباط بالارض و المجتمع كعامل حاسم لنجاح اية عملية و ليس الديموقراطية و بما فيها من الانتخابات فقط .
و هنا يمكن القول، وسط كل تلك العوامل و المؤثرات تدخل الحرية الحقيقية للفرد كاهم العوامل في نجاح و تقدم المجتمعات و ضمان مستقبلهم، من خلال مدى مشاركته في الحياة العامة من كافة جوانبه السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية ، و اداء واجباته و الحصول على حقوقه العامة و دوره الفعال في تحسين المستوى المعيشي و الثقافي للمجتمع بشكل عام .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟