أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - الاسلام بأل التعريف/ و كيف نحكم بازدواجية المعايير














المزيد.....

الاسلام بأل التعريف/ و كيف نحكم بازدواجية المعايير


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 09:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كون الإسلام لا يتحّوى ازدواجية معاير أم لا , هذا يتعلق بطبيعة نظرتنا إلى الإسلام؟
و يمكن أن تكون الإجابة بنعم أو لا, تبعا ً لفهمنا للإسلام.
فإذا نظرنا إلى الإسلام كجوهر ثابت , عندها سنجد أن الإسلام يتحوّى ازدواجية معايير؟
و هذا ما نجده في الفهم الكلاسيكي للإسلام كما تجلى تاريخيا ,فلدينا سجل حافل التكفير و التخوين و سجل حافل بالحروب –تحت تبريرات دينية- بين مناصري الفرق و المذاهب الإسلامية .
و هذا ليس خاصا بالإسلام بل نجد في تاريخ الأديان الكثير من ذلك بلا استثناء تقريباً؟
- و إذا نظرنا إلى الإسلام كطريقة كشكل/ و طريقة تشكل و صيرورة حركية احتمالية نسبية حيوية تتحّوى مصالح يمكن مقايستها و مقايسة صلاحيتها
عندها سنسحب البساط ممن يعرض لمصالح الظلم و ازدواجية المعايير, و يقول لنا هذا هو الإسلام الدين الإلهي عليك القبول به كما هو ؟
فكل ناطق باسم الإسلام "بأل التعريف" هو يروج بحسن أو سوء نية لازدواجية المعايير؟
فهو يختزل الفهوم المتعددة للإسلام في فهم واحد يطلق عليه اسم "الإسلام"
و هو يصادر الصيرورة التاريخية الحركية للإسلام و يلغيها و كأنه ورث الهداية و النبوة من النبي الكريم محمد بلا واسطة؟
و كأننا لا نعيش في 1430 هجري
لا يستطيع أحد من الممثلين للإسلام – بأل التعريف- المراوغة كثيرا خلف البلاغة و لغة التجييش و العاطفة؟
فإذا كنت مسلما فماذا تقول في الصحابة و الإمامة ؟
ماذا تقول في زواج المتعة؟
ماذا تقول في مصادر التشريع؟
وفق أي مذهب يؤدي طقوس الصلاة؟
بعد الإجابة على هذه الأسئلة الأربعة , سيتضح لنا مدى الأوهام التي تسم من يتكلمون عن الإسلام بأل التعريف؟
و لكن إذا كان الإسلام بأل التعريف مستحيلاً؟
ألا يشكل هذا خطرا على المسلمين و عقيدتهم؟
بحيث يستطيع كل من هب و دب الادعاء بأنه مسلم؟
و سيتحول الأمر إلى شوربة؟ و سيستمر المسلمون في الانقسام و التفتت؟
أقول هذا سؤال وجيه.
فلو فرضنا جدلاً أن المسلمون لم ينقسموا إلى فرق و مذاهب- و هو افتراض مستحيل. إذ لا يوجد دين أو مذهب أو مدرسة فكرية لم تظهر فيها توجهات مختلفة و لم تنقسم إلى فرق و مذاهب ابتداء من اليهودية و المسيحية و البوذية و الماركسية ..الخ
أقول لو فرضا لم ينقسموا هل هذا سيضمن إسلام مزدهر , و مجتمعات إسلامية ناجزة و متطورة و قوية؟
لدينا أمثلة تستحق العرض هنا؟
المسلمين في فلسطين –بغالبيتهم الساحقة- سنة ؟ هل منعت سنيتهم من انقسامهم و اقتتالهم إلى فرق و منظمات ؟
المسلمين في الجزائر – بغالبيتهم الساحقة- سنة؟ هل منعت سنيتهم من اقتتالهم و عصمتهم من الوقوع في حرب أهلية؟
المسلمون الإيرانيون و غالبيتهم من الشيعة الامامية هل كفوا عن التنازع بين محافظين و إصلاحيين؟
و المسيحيون الموارنة في لبنان هل كفوا عن الانقسام و التنازع فيما بينهم" ميشيل عون- جعجع- الكتائب..الخ"
و البعثيون هل كفوا عن التنازع؟
إذن مفتاح الحلحلة ليست هنا.
فلو فرضنا جدلاً أن البشر كانوا جميعهم مسلمون سنة مثلاً على مذهب الامام الشافعي , و جميعم من شقراوي البشرة و جميعهم من متوسطي الدخل المادي و جميعم عرب يتكلمون الفصحى بلهجة قريش , و بل وجميعهم ثنائي الجنس يتكاثرون بالانقسام كالأميبي, بحيث نلغي مفاعيل الصراع بين الذكورة و الأنوثة.
هل سيكفون عن التنازع و الاقتتال؟
إذن ليست القضية قضية فرقة ناجية و إسلام صحيح و إسلام مزيف ؟
المشكلة في ازدواجية المعايير و من يبرر ثقافة الكيل بمكيالين ؟
و لكن هل من يمارس ازدواجية المعايير هو إنسان شرير؟
ليس بالضرورة من يتحّوى مصالح ازدواجية المعايير هو يقصد و يتعمد ذلك؟
القضية هي اعتلال للبداهة؟
فكثير من البشر الطيبين و الذين يتورعون عن إيذاء قطة تحولوا في لحظات و مواقف معية إلى مجرمين و سفاحين؟
و كثيرون يمارسون ازدواجية المعايير دون أن يتنبهوا لذلك؟
أو أنهم بفعل العادة و البيئة لم يعودوا يتحسسون ذلك؟
الخطر الأعظم الذي يواجه البشرية هو منطق الجوهر الثابت؟
و هو المنطق الذي يستند عليه مبري ازدواجية المعايير؟
كيف يمكننا مقايسة المصالح العقدية الفئوية و مدى حيويتها؟
كيف يمكننا الحكم بتحوّيها على مصالح ازدواجية المعايير؟
الإجابة المبدئية : يكفي للحكم على أي مصالح معروضة – سواء أكانت عقدية فئوية أو لا- أن تكون غير برهانية و تلزم الآخرين بها؟
و العقائد الدينية مفهوم تماما ً أن تتحوّى على ما هو مستحيل البرهان و غير برهاني و بل ربما المنافي للبرهان؟
و لكن من دون إلزام للآخرين ؟
عندئذ و عندئذ فقط تتحوّى مصالح إيجابية و حيوية ؟
لاحظ هذه الآية :
"فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر, إلا من تولى و كفر فيعذبه الله العذاب الأكبر"
فالله هو الذي يعذب, و ليس غيره؟!
و كذلك لاحظ هذه الآية القرآنية" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا"
و لم يقل قاهرا و متجبرا و مكرها الناس على الاسلام ؟!
إن العقائد بمعظمها... و بالمقابل تعرض لما هو برهاني و بدهي
كبداهة رفض الظلم و المحبة و التسامح و الرحمة ..الخ
و هذه هي المصالح التي ترقى لدرجة الإلزام ؟
ليس لكونها عقائد دينية صحيحة أم لا؟
بل لكون ما تعرضه من مصالح ايجابية ملزمة بدهيا و منطقيا للبشر بغض النظر عن ايمانهم بغيبيتها أم لا؟
البرهان العقائدي هو الصلاحية و الحيوية المتمثلة في حياة البشر الموالين لهذا العقد الفئوي أو ذلك؟
البرهان هو برهان عملي حيوي و ليس برهان على طريقة الرياضيات ؟



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسلام بلا مذاهب قصيدة شعرية و أحلام هاربين
- بداهة رفض الظلم؟!
- أنا.. و الكومبيوتر.. و ذرة الأكسجين
- سبعة تساؤلات عن البداهة؟
- ردا على زهير سالم.. و احتكار الكلمة السواء
- الشكل السمكي ..و طرائق تشكل الحب بين البشر؟
- قديم جديد : بين العلم و الدين
- ما الجدوى - قصيدة
- قديم جديد: العقل أم الدين؟
- زهير سالم, و احتكار الكلمة السواء
- تساؤلات حول التكفير و الكافرين؟
- عن المصير الأخروي للانسان؟
- القومية الصهيونية و صلاحيات اعتلال البداهة - ج2/2
- القومية الصهيونية و صلاحيات اعتلال البداهة
- المرجعيات : صراع ...أم طرائق تشكُّل
- و لكن أكثرهم غاضبون؟ قراءة في خيار للاعنف و الحرب على غزة
- مهرجان رقمي
- النص الشعري الفعال
- على عتبات السيدة زينب
- قصة الساعة


المزيد.....




- عطلة لأبناء المكون المسيحي بمناسبة عيد القيامة
- القوى الوطنية والإسلامية في القطاع: أهل غزة يمثلون طليعة الج ...
- قراءة في خطاب قائد الثورة الإسلامية حول المفاوضات النووية
- جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تصدر بيانا حول الأحداث الأخ ...
- الأردن يعلن إحباط مخطط -للمساس بالأمن وإثارة الفوضى- وأصابع ...
- ممثل حماس في إيران: يجب إعلان الجهاد العام بالدول الإسلامية ...
- نحو ألفي مستوطن يستبيحون الأقصى وبن غفير يقتحم المسجد الإبرا ...
- بابا الفاتيكان يضع المعماري الشهير أنطوني غاودي على مسار الت ...
- حزب الله اللبناني يدين اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقص ...
- المئات من الكاثوليك في بيرو وغواتيمالا يحتفلون بأحد الشعانين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - الاسلام بأل التعريف/ و كيف نحكم بازدواجية المعايير