أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - طريق النحل- في -فتوش-.!















المزيد.....

طريق النحل- في -فتوش-.!


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 819 - 2004 / 4 / 29 - 04:49
المحور: الادب والفن
    


"فتوش" يا امرأة سكنت عروقي.. ودموعي.. والامي.. يا حلم عربش على شباك احلامي.. كنتي قديسة يوماً.. وشيطاناً.. وكنتي ملاكي.. كتبت فيكِ اجمل اشعاري.. واحرقت لاجلك مشوار اقداري.. وحافظت عليك كما يحافظ الغريق على خشبة النجاة.. ما اوقعت بك يوماً.. ولا حاسبتك يوماً.. انت وحدكِ تذكرين كم كنت الصديق الصديق.. فتوش يا فتوش.. يا عمراً من الذكريات, يا قهوة الصباح والامنيات.. يا قصائد كتبت.. على اضرحة الشهوة في العراء.. قصائد لم يفك عذرية سماعها سواكِ .. كيف تحولت من امرأة الى مكان.. كيف تبدلتي من حال الى زمان؟؟ وصرتي وارفة النور والظلال والالوان.. من اين جئتي بثوب النبيذ واصوات العصافير.. بعد كل هذه السنين والاحزان؟ بعد ان مر ربيع الشوق الف مرة كل عام.. ودارت الشمس مليون دورة.. وربما اكثر.. ولم نلتقي سوى من بعيد, غرباء واكثر من غرباء.. وانتي تعلمين اي بئر خبأت لك فيه حكاية الحطاب!! اهكذا تمر الايام ووحدي التقي بالمكان على قارعة الطريق.. هناك في الحي الالماني في حيفا.. وحدي انا وامرأة اصبحت هي المكان.. فاللصدفة الف مبرر للقاء الغرباء بلا ميعاد.

اه يا وديع يا صاحب المكان .. كيف اعددت لي هذا الموعد ما بين ذكريات الامس والاحزان الان؟؟ فهذه التي الذي رسمتها في خاطري الف لون ومليون قصيده .. وبقيت انسان !! ومر كثير من الطيور من مكان الى مكان.. هذه هي المرأة التي لبست نور الشمس وادفات صقيعي من بعيد .. امراة عسلية العينين.. كشهد ارض فلسطين وازهار فلسطين.. امراة هي الحنطية.. هي حبات السنابل ايام الحصاد.. وبرتقال البساتين؟؟ حسبت نفسي اسكن في قلبها واعلق ذاتي على ياقة قميصها.. فاذ بها لا ترى مني سوى بقايا رجل راحل الى البعيد.. ولوهلة اكتشف انها هي التي تسكنني وتعشش في داخلي كعروق الياسمين.. تنام على ضفاف عيوني وتصبح في الرؤيا والرؤية يقين على يقين !!

صرت كلما رسمت عصفوراً تخرج صورتها من عينيه.. وكلما لونت الفضاء بزرقة السماء .. تولد من وراء الغيوم وبياض السحاب.. وان سكبت شاطئ البحيرات.. واموج البحار.. على لوحة عمياء.. اراها تطير كالنورس فوق المساحة البيضاء, تتحدى الخلق والخليقة. سكنتني هذه المرأة ولم تترك لي أي قرار او خيار.. سكنتني فارتَديتُ السفر رياحاً في سكة "العشق الازلي" من اجل عينيها.. ومارستُ الموت على مذبح العطاء في "لغتي الغريبة" نِذراً لراحتي يديها.

فجاء في الاولى التي هي الاخيرة .. نهاية الكلمات :

"سفر الخوابي والنبيذ معتـــــق
ورسائل العشاق والخـــــــلان
وقصائداً كتبت لعينيك فقـــــط
ومشاعراً احرقت فيها كيانـــي
ان قالوا اني في هواك متيــــم
جهلوا .. فاني في هواك فانــي
كل الذي يأتيك مني بلحظـــــة
هو الف حالات من الهذيـــــان
هو الف مرحلة من الشوق لـك
والف مرسال بلا عنـــــــــوان"

وجاء في الثانية التي هي البداية شيئاً يرتب منظور أبجديتي اليها:

"سأبقى احبك
مهما الليالي
تطول .. ومهما
يطول السفر
على سكة العمر امضي وحيداً
وحيداً برب وحيد .. كفر
فلست احب الهاً سواك
لانك انتِ هو المنتظر
انتِ صليبي .. وانتِ كتابي
وانتِ صيامي .. وانتِ السحر
تعالي نمضي وراء الحقيقة
خلف الاعاصير
خلف الخطر
فحبي اليك بركان عشق
فجر فيّ ليالي الضجر
تعالي .. ستبقى لغتي اليك
لغة تخصك دون البشر"

وتولد اللوحة كما تولد القصيدة.. في قول لشاعر من ماء بردى مات بعيداً عن تراب الشام.. حين قال "ان القصيدة ليس ما كتبت يدي, لكنها ما تكتب الأهداب".. وهي اللوحة ايضاً.. ترسمنا على المساحة البيضاء.. في لحظة وميض البرق حين يعانق السحاب السحاب.. "فالذي يجلس امام مساحة بيضاء للخلق, عليه ان يكون إلَهاً او عليه ان يغيير مهنته" هذا ما جاء في "ذاكرة الجسد" للعاشقة ذاتها بسخاء عظيم.. حتى مات على جدران عشقها الاخرون.. وهذا ما حدث لي في عناق الربع والسماء, وانا ارسم غابة من الصنوبر امام الفضاء البعيد, كان النحل يرقص رقصة الحياة.. جائني وجه الاميرة من جديد.. ليستقر كالختم, كبصمة الله على وجه الخليقة.. فسميتها "طريق النحل" !!

"اذا رح تهجرني حبيبي, ورح تنساني يا حبيبي.. تبقى اتذكرني واتكذر.. طريق النحل" .. اما تعاهدنا ايتها الاميرة ان تكون هذه اللوحة مراثي اليك.. وان تنام كشباك اشتياق على جدران يديك.. فالى اين يسير بنا المصير؟؟ "لست ادري؟؟"

هنا يقايم حفل الزفاف في شارع ابي النواس .. هذا الاسم الذي اطلقته على الحي الالماني في حيفا, من خلال جدلية في مواجهة للمبادلة الكيفية في لعبة المكان والزمان!! ايام كان لي ولكم مسرحاً و"ميدان".!! فجاء "شيبوب" ليعلقه لافتتة امام كل ابواب الحوانت .. فاصبح مع الايام اسم مرادف لاسم هذا الطريق. اجتهد الكاهن الاكبر لميلاد هذا اللقاء.. الزميل هاشم دياب .. (اعذرني يا اخي من ذكر الانساب والالقاب..) ففي هذا المعبد الذي تقام صلواته للمرة الثالثة للسنة الثالثة على التوالي.. ميلاد عتيق ينام كالرسالة على صدرك وذاتك وراحتي يديك.. فتعطيه عنواناً يحمل في فضائه الرحب كل اسماء العطاء الحضاري فهو "الفن لغتي"!! فالتعزف العصافير سيمفونية البقاء ودفئ النهار.. ولتلتقي الاحزان بالامنيات.. لتتيح الظروف وتهيئ المكان لتستلقي باسترخاء ودلال "طريق النحل".. ولاول مرة منذ ولادتها, على جدران "فتوش" على جدرانها بالذات.!!

يا حزني الماضي .. يا حزني المتكرر مع كل النساء .. تعال اليّ .. فهانذا بعض من لون ومن دموع.. تعال فكل العصافير هناك.. وكل الامنيات هناك.. وانا وحدي هناك.. تعال لتسمع صوت "لغتي الغريبة" و"عشقي الازلي" لامراة من ضوء وماء!! امرأة نَسجتُ فوق يديها فصولاً من الغناء.. وباقات من الدموع والبكاء.. هي التي وهبتني خيمة صوفية الارجاء.. وسرقت من باطني كوامن الكبرياء.. الست انا هو الذي اقعدته السماء؟؟

اعود اليك في النهاية .. "يا اميرتي الغالية" يا صاحبة "طريق النحل" من خلال صوت القديسة الرحبانية , فيوز حين تقول " انتي وانا ياما نبقى .. نوقف على حدود السهل / وعلى خط السماء الزرقا .. مرسومة طريق النحل" .. ولا بد من ان يكون لنا لقاء اخر!!



اسم اللوحة " طريق النحل " – رسم زاهد عزت حرش
اللوان زيتية - 110 /160 سم



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوافل الدموع مهداة الى العراق.. ولقوافل الجوع والدموع!!
- رسالة شخصية, ليست الى محمد بكري فقط؟!!
- موجز من تاريخ الفن التشكيلي في شفاعمرو
- كاندنسكي .. ثورة لم تخمد بعد!!
- نزيه نصرالله .. هذا هو ميلادك الاخير؟؟
- اغنية للسنة الجديدة قــوافـل الــدمـوع
- الحرية للمناضل السياسي ابو علي - محمد مقبل
- عريان وابي عريان في اخر الزمان قصة لم تنتهي - من تراثنا العر ...
- رابطة سوا للفنانين التتشكيليين في شفاعمرو
- اتمنى لشمعة -الحوار- ان تبقى مضيئة به وبكم ابد الدهر
- عملاق اللون الفلسطيني.. اهلاً بهذا الحضور كلمة لم تلقى في حف ...
- مساهمة بصوت مسموع في نقاش استوفى كافة حالات الهمس عمداً
- الباص.. في مهرجان المسرح الآخر رائعة الموسم المسرحي لهذا الع ...
- الباص.. في مهرجان المسرح الآخر رائعة الموسم المسرحي لهذا الع ...
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن-7
- شفاعمرو ..تاريخ واسماء ووطن - 5
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن(6
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن 4
- الرسم الايقونوغرافي او التصوير الكنسي البيزنطي
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن- 3


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - طريق النحل- في -فتوش-.!