|
مشاهد حية من حياتنا وحياة من حولنا (5)
محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 2679 - 2009 / 6 / 16 - 09:14
المحور:
كتابات ساخرة
# المشهد الحادي عشر: بعنوان "الابن وعصير القصب": الجو حار.وحمدي يمشي في الشارع.كان أتين من عمله؛عندما أقترب من الشارع التي يسكن فيه.رأى محل عصير القصب.فانطلق إليه مسرعاً فطلب من باع العصير كوب عصير يشربه من شدة الحرارة.وصل لمنتصف الكوب نظر للباع قائلا:لو سمحت جهز كيسين عصير.بدأ الباع تشغيل ماكينة العصر وعصر قصب.ووضع في كل كيس شافت بلاستيك.فعطي الباع حمدي أكياس العصير.فسأله كم حسابك؟. 3 جنيه يا أستاذ.تفضل شكرا.السلام عليكم.وعليكم السلام. خرج حمدي متوجها لبيته حتى يعطي العصير لزوجة وابنه.فتح باب شقته.فأقبل عليه ابنه.. بابا وصل.. بابا وصل.. أهلا أحمد أين ماما؟..في المطبخ يا بابا..أيه إلا في الكيس يا بابا..أذهب وأنده ماما..فأخرج حمدي أكياس العصير..وأعطى واحد لأحمد والآخر لأم أحمد..أشربوا العصير سريعا قبل أن يتغير لونه ويصبح أسود اللون فالجو حار.أحمد:شكر يا بابا. عفوا حبيبي أشرب العصير بارد وطعمه لذيذ..دخل حمدي غرفة نومه لكي يبدل ملابسه..وأحمد يجلس أمام التليفزيون يشاهد قناة الكرتون..يا أحمد هل شربت العصير كله لا يا بابا..لماذا يا حبيبي؟..شبعت ولا استطيع تكملته..فقام أحمد يجري ويلعب داخل الشقة.. فجأة يسقط كيس العصير من يد أحمد على الأرض وعلي أرجل أبوه.. فنفزع أحمد ورفعه يده فوق رأسه.. أسف بابا لم أقصد لم أنتبه.. فتبلت ملابس حمدي من عصير القصب وأصبحت رجله اليسرى لزقه..فتضيق حمدي كده يا أحمد يجب أن تنتبه وأنا قلت لك لا تلعب وكيس العصير في يده..وانتهى الموقف؛ وفي العاشرة مساءً من ذلك اليوم؛ قالت أم أحمد لزوجها حمدي.. خذ أحمد خرجه ولو لنصف ساعة لأنه لم يخرج من البيت منذ أمس والولد مخنوق من البيت.. لا بأس جهزيه وألبسيه.. فأمسك حمدي بريموت التليفزيون يقلب في القنوات حتى وصل لنشرة الأخبار يشاهدها حتى تجهز زوجته أحمد للخروج.. ومرت ربع ساعة.. يقف أحمد أمام التليفزيون.. هيا يا بابا أنا جاهز للخروج.. فأغلق حمدي التليفزيون.. وأمسك بيد أحمد وفتح باب الشقة.. خرجا إلى الشارع.. وقال حمدي لأحمد سوف نمشي في شوارع جديدة لم تراها يا أحمد قبل ذلك حتى تتعرف على بلدك.. حاضر يا بابا.. وبدأ أحمد يسأل أبوه عن كل شيء يراها لا يعرف أو يفهم.. إلى أن وصلوا أمام مطعم الجحش للفول والفلافل (أكلات شعبية مصرية).. والشارع مزدحم جدا بالناس التي تسير والسيارات التي تجري مسرعه.. وفجأة تأتي سيارة من الاتجاه المقابل لسير حمدي وابنه أحمد.. ويلقي أحد الشباب المهملين بكيس ممتلئ بعصير القصب.. فيسقط على قارعت الطريق.. وكان حمدي لا يبعد إلا أقل من ربع متر أن مكان سقوط كيس العصير الذي انفجر.. فتبلت هذه المرة الرجل اليمنى لحمدي وملابسه بعصير القصب.. فنطق لسان حال حمدي.. سبحان الله .. عصير قصب لثاني مرة وفي نفس اليوم وأحمد معي.. وقال في نفسه في الظهيرة كان السبب أحمد ابني.. والآن في الليل شخص مستهتر لا أعرف.. لماذا تضايقت من ابني وتعصبت عليه ولماذا لم انفعل نفس الانفعال للسيارة المنطلقة مسرعة.. فرد حمدي على نفسه يجوز أني أخذت نفس الصدمة والمفاجأة في الصباح وعليه لم تعد بنفس القدر في المساء... وكان أحمد يتحدث مع أبوه أثناء ما كان حمدي يتحدث مع نفسه.. فلم ينتبه حمدي لكلام أحمد.. فشد أحمد يد حمدي بقوة وينادي يا بابا حدث لك شيء؟ هل أتبلت من العصير.. نعم يا أحمد. ناس ليس عندهم زوق. كيف يرمون كيس العصير من شباك السيارة على الناس في الشارع؟!!.
# المشهد الثاني عشر: بعنوان "اغتصبني وأنا ميتة!!!": سحر جميلة جميلات الحي.سندرلا المنطقة.تخرجت من الجامعة وحصلت على شهادة الليسانس في آداب اللغة الفرنسية.كان يتحدث عنها جميع الجيران والأهل والأحباب.يتمنى كل شاب رائها الارتباط بها ويتزوجها.ولا يفوت شهر طوال سنوات دراستها بالجامعة ألا ويدخل بيتها أهل أحد الشباب لكي يطلبها للزوج.ولكن أثناء المرحلة الجامعية كان أبوها يرفض خطبتها حتى تنتهي من دراستها أولا.وبدأ الجيران والأقارب يستغربون من هذا الأب الذي يُرجع الخُطاب ويرفض جميع المتقدمين.فهذا طبيب وهذا مهندس وذاك مُدرس.فكان الناس في حيره من أمر هذا الأب المتعنت وتلك البنت الجميلة.وأجمع الكل على أن سحر غرت بجمالها وحُسنها.وما خفيه كان أعظم.فبعد ظهور نتيجة الليسانس ونجاحها بتفوق.أحست سحر بتعب شدد أطح بها.فأخذها أبوها وأمها إلى طبيب الأسرة للكشف عليها.فطلب منهم الطبيب عمل بعض التحاليل في الدم.فكشفت النتائج أنها مصابة بمرض سرطان الدم.فنزل الخبر الأليم على أسرتها كالصعقة.وبدأ تخضع للبرنامج العلاجي.واتفقت أسرتها الصغيرة أبوها وأمها وأخويها الأكبر والأصغر على إخفاء الخبر وعدم التحدث لأحد به. ومرت سنين وأصبح عمر سحر 23 عاما.وقد رفض العشرات من الشباب المتميز يطلبون الارتباط بها.فأصبحت سيرتها ووصف جمالها على لسان كل من رائها وعرفها.وفي فجر أحد الأيام الباردة أخذ المولي عز وجل وديعته وانتقلت إلى جوار ربها.وبعد الظهر دفنت في مقابر المدينة. وانتهت مراسم الجنازة وتفرق المشيعون. وكان من ضم الناس الموجودين في الجنازة أحد الشباب الذي يسكن في حي مجاور للحي الذي تسكن فيه سحر. وعلى الرغم من أنه لم يراها ولا مرة. ألا أنه كان يعرف أنها ذات حُسن وجمال فتان من كثرة حديث الناس وخاصة الشباب عنها طوال السنوات الماضية. وكان ذلك الشاب مدمن الخمر. وكعادته عندما حل الليل بدأ يشرب الخمر فتوجه للمقابر حتى وصل إلى قبر سحر الذي يعرفه جيدا حيث أنه حضر جنازتها. وتهجم على قبرها وفتحه ونزع من على جسمها الكفن. وبفعل شيطاني إجرامي أخذ منها ما لم يأخذه أحد وهي على قيد الحياة. وظل يفعل ما يفعل حتى قرب طلوع الفجر. فتركها وروحها تقول يا أيها الناس.. هذا الكلب اغتصبني وأنا ميتة!! لا استطيع الدفاع عن نفسي!!.. وخرج هذا المغتصب من قبرها وهو ممسك بزجاجة الخمر وتوجه إلى السور الخلفي الذي يحيط بمقابر المدينة ووثب وعلى السور وقفز من فوق السور..وفي لحظة قفزه كانت إحدى سيارات الشرطة تمر بالصدفة فتوقفت ونزل منها ضابط الدورية وأوقفه.. أين كنت وماذا تفعل داخل المقابر؟.فضحك وضحك بشدة. فيقترب منه الضابط وأدرك أنه مخمور. وبدأ هذا السكير يحكي للضابط ما فعله بسحر وبكل دقة.فلم يصدقه.فأكد له أنه بالفعل قام بذلك الجريمة البشعة.فمسك به أمين الشرطة الذي يرافق الضابط وركبوا بالسيارة وانطلقت السيارة إلى داخل المقابر.وبدأ المجرم وصف طريق قبر سحر للعسكري سائق سيارة الشرطة حتى وصلوا لقبرها.فنزل الضابط ورأى أن القبر بالفعل مفتوح وعندما اقترب ورأى سحر بالوضع الذي تركها به هذا الحقير. أغمي عليه ووقع على الأرض!!!.
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإبل .. تربية وإنتاج
-
فضفضة ثقافية (الحلقة الحادية والسبعين)
-
من كواليس زيارة أوباما للقاهرة
-
أنفلونزا الخنازير المكسيكية (4)
-
أوباما يوجه كلمه للعالم الإسلامي من القاهرة
-
واقع المسرح العربي باعتباره أبو الفنون
-
مستقبل الطفل العربي في القرن 21
-
فضفضة ثقافية (الحلقة التاسعة والستين)
-
فضفضة ثقافية (الحلقة الثامنة والستين)
-
الموارد البشرية في البحوث الزراعية المصرية
-
تاريخ الفردية الرأسمالية و الجماعية الاشتراكية (الحلقة الثان
...
-
تاريخ الفردية الرأسمالية و الجماعية الاشتراكية (الحلقة الأول
...
-
فضفضة ثقافية (الحلقة السابعة والستين)
-
دليلك في طب ورعاية الماشية والأغنام والماعز وبيطرتها
-
تاريخ مرض الجمرة الخبيثة
-
أنفلونزا الخنازير المكسيكية (3)
-
أنفلونزا الخنازير المكسيكية (2)
-
أنفلونزا الخنازير المكسيكية (1)
-
فضفضة ثقافية (الحلقة السادسة والستين)
-
السلطوية في التربية العربية
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|