أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نضال الصالح - المرأة ناقصة عقل وعورة وجب إخفاءها عن عيون الغرباء















المزيد.....

المرأة ناقصة عقل وعورة وجب إخفاءها عن عيون الغرباء


نضال الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 2679 - 2009 / 6 / 16 - 09:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


منظر الرجل في مجتمعاتنا الإسلامية وهو يسير على بعد عدة أمتار أمام زوجته التي تحمل في العادة على صدرها رضيعها وتمسك باليد الأخرى طفلا أو أكثر لاحقة خطى زوجها عن بعد، يعتبر منظرا مألوفا. أنه أحد المشاهد التي تعبر عن علاقة الرجل بالمرأة في بلادنا وتأكيدا على موقعها في المجتمع كونها تابعة للرجل وملحقة به وليست على مستواه. الرجل يتحدث عن امرأته في العادة بتعبيرات عامة وفي كثير من الأحوال تدل على المجهول- حرمتي، أهل البيت،هم، أم الأولاد، المستورة، وفي كثير من الأحيان يضيف كلمة " أجللك الله" وفيها احتقار واضح.

أحد أقربائي رجل دين معروف، له أتباعه ومريديه ويعتاش من مركزه كإمام وخطيب لمسجد، حيث يسكن وعائلته في بيت تابع لهذا المسجد. رأيت مهندسين وأطباء و طيارين وغيرهم من المثقفين يقبلون يده ولقد عجزت عن فهم هذه العلاقة الغريبة وإيجاد تفسير لها.على ذمة شيخنا ( بالتعبير الديني) دوما أربعة نساء وهو كما يقول حق منحته إياه الشريعة الإسلامية. كلما شاخت زوجة من زوجاته وعجزت عن تلبية رغباته طلقها وتزوج إمرأة صغيرة في العمر، وهو أيضا حق منحته إياه الشريعة الإسلامية. عندما تجادله في هذا الحق يخرج عليك بكم هائل من الأحاديث وآراء الفقهاء. كلهن عورات محجوبات عن نظر غير الحرم والحرم هو من تحرم عليه المرأة ، أيضا حسب الشرع. له منهن جيش من الأولاد والله ،حسب قوله وقول الفكر الذي ينتمي إليه، يرزق الطفل ويرزق معيشته معه، فلا خوف. ولكن الذي يعيل الأطفال وأبيهم وزوجاته ومطلقاته هو تبرعات المريدين وهي سخية. إعتاد كلما زرت الوطن أن بتصل بي لكي أشتري لزوجاته ملابس داخلية مثيرة، فهو يخجل أن يشتريها بنفسه أو أن يطلب شراءها من أقربائه ومريده. فكوني أعيش في أوروبا يسهل عليه طلب ذلك مني. عنما سألته عن حاجته لمثل هذه الملابس، أخبرني أن زوجاته تلبسها أمامه في حرمة منزله، فهن عورة أمام عيون الغرباء ولكن ليس أمام عينيه يتمتعن بهن كما يشاء هو وهن ملك له يعملن على إسعاده وذلك أيضا حسب الشريعة الإسلامية.
شاهدت في بعض فنادق شوااطئ البحر في مصر وغيرها من البلاد العربية كيف تجلس المرأة مغطاة الجسم من رأسها إلى أصابع أقدامها باللباس الأسود وتلبس كفوفا سوداء تغطي كل جزء من يديها، تجلس على جانب بركة السباحة، سابحة في عرقها حيث تخطت درجة الحرارة السابعة والثلاثين درجة وزوجها في لباس السباحة يستمتع بالسباحة في مياه البركة الباردة. فللرجل الحق بالإستمتاع ولا تملك المرأة هذا الحق.

حتى صورة المرأة فهي عورة كالمرأة وهذا ليس قول جرائد. دخلت على والدتي رحمها الله وعندها قريبة لي ترعرعنا معا منذ كنا أطفالا وهن يتصفحن صور عرس لبنت القريبة. طرحت السلام ومددت يدي للمصافحة فردتني القريبة عن ذلك بوضع أيديها خلف ظهرها. قالت والدتي وكانت منفتحة العقل، "تعال أنظر هذه الصور الجميلة من عرس ابنتها" فمنعتها القريبة بأنه لا يحق لي رؤية الصور. تعجبت وسألت قريبتي سؤالا لم تستطع الرد عليه، قلت يا ابنة عمي من طبع لك الصور أليسوا رجالا مثلي وكيف يحق لهم وهم غرباء أن ينظروا إلى الصور وأنا بوصفي في مركز أخيك لا يحق لي ذلك؟

لم يأت هذا الموقف من فراغ فهو مزروع في جذور الوعي والفكر في مجتمعاتنا الإسلامية يؤكده ركام هائل من النصوص الدينية على مختلف مستوياتها.
يرتكز الفكر الديني الإسلامي في موقفه من المرأة على كم كبير من النصوص الدينية وعلى تفسيره وتأويله لما جاء في الآيات القرآنية التالية : "الرجال قوَّامون على النساء" (النساء 34)، و"للذكر مثل حظِّ الأنثيين" (النساء 11)، وشهادة امرأتين تساوي شهادة رجل واحد (البقرة 282).
جاء في تفسير القرطبي في تفسير آية القوامة : ويقال أن الرجال لهم الفضيلة في زيادة العقل والتدبير، فجعل لهم حق القيامة عليهن لذلك. وقيل للرجال زيادة قوة في النفس والطبع ما ليس للنساء،لأن طبع الرجال غلب عليه الحرارة واليبوسة فيكون فيه قوة وشدة، وطبع النساء غلب عليه الرطوبة والبرودة ، فيكون فيه معنى اللين والضعف فجعل لهم حق القيام عليهن. أما ابن كثير فيقول في تفسير الآية: أي الرجل قيم على المرأة أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت .لأن الرجال أفضل من النساء والرجل خير من المرأة. ولهذا كانت النبوة في الرجال وكذلك الملك بقول الحديث النبوي( رواه البخاري) " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة". وفي تفسير الجلالين أن الرجال قوامون تعني مسلطون على النساء يؤدبونهن ويأخذون على أيدينهن. وفي تفسير النسفي القوامة تعني مسيطرين عليهن بما فضل الله الرجال على النساء بالعقل والحزم والعزم والرأي والقوة والغزو وكمال الصوم والصلاة والنبوة والخلافة والإمامة والأذان والخطبة والجماعة والجمعة وتكبير التشريق الخ.
أما أن للذكر مثل حظ الأنثيين فهناك أقوال كثيرة في كتب التفسير تدور حول نفس المعنى والغاية. يقول ابن كثير في تفسير الآية بأن أهل الجاهلية كانوا يجعلون جميع الميراث للذكور دون الإناث فأمر الله للرجل مثل حظ الأنثيين وذلك لاحتياج الرجل إلى مؤنه للنفقة والكلفة ومعانات التجارة والتكسب وتحمل المشاق فمناسب أن يأخذ ضعف ما تأخذه المرأة. أما القرطبي في تفسيره، فيعتبر هذه الآية ركن من أركان الدين وعمدة من عمد الأحكام، وعن ابن عباس يقول: أن نزول الآية كان من أجل أن المال كان للولد والوصية للوالدين فنسخ ذلك بهذه الآيات. أما البيضاوي فيذكر في تفسيره: أي يعد كل رجل بأنثيين، لأن القصد على بيان فضله. وفي تفسير البغوي أن الوراثة كانت في الجاهلية بالذكورة والقوة فكانوا يورثون الرجال دون النساء والصبيان. وكانت أيضا في الجاهلية وابتداء الإسلام بالمحالفة ثم صارت بالهجرة، فنسخ كل ذلك وأصبحت الوراثة باحد الأمور الثلاثة، بالنسب أو النكاح أو الولاء.
أما أن شهادة امرأتين تساوي شهادة رجل واحد فلقد ورد في تفسير الآية، يقول القرطبي في تفسيره، أنهم قالوا لا يجوز استشهاد المرأتين إلا مع عدم وجود الرجال. وعن ابن عطية أنه أجيز شهادة المرأتين مع الرجل مع وجود رجلان، إن أغفل صاحب الحق أو قصده لعذر.وأجيزت في الأموال دون غيرها. أما ابن كثير فيقول في تفسيره وإنما أقيمت المرأتان مقام الرجل لنقصان عقل المرأة حسب ما ورد في حديث نبوي عن أبي هريرة أن النبي قال فيما قال : ما رأيت من ناقصان عقل ودين أغلب لذي لب منكن)
يقوم موقف الفكر الديني من المرأة كما رأينا على قوامة الرجل للمرأة لكونها ناقصة عقل ودين ولما فضل الله الرجال على النساء بالعقل والحزم والعزم والرأي والقوة والغزو وكمال الصوم والصلاة والنبوة والخلافة والإمامة والأذان والخطبة والجماعة والجمعة وتكبير التشريق الخ. كما أن المرأة في نظر الفكر الديني بأطيافه المختلفة سواء المعتدل منه أم المتطرف، عورة ومصيدة الشيطان ومن الواجب تغطيتها ولقد اختلفوا فقط في الكم الذي يجب تغطيته من جسد المرأة، فبعضهم قال كل الجسد بما فيه الوجه واليدين والبعض الآخر قال كل الجسد ما عدا الوجه والكفين. كما تتفق أطياف الفكر الديني على وجوب عزل المرأة عن الرجل وفصلها عنه ومنع الإخطلاط معه سواء في العمل أو المدرسة والجامعة.
يحدثنا علم النفس أنه عندما ينمو طفل في بيئة تحط من قدره وتزرع فيه أنه ناقص عقل فإنه سيكبر وقد زرع هذا الإعتقاد في قرارة نفسة مصدقا له ومعتقدا أنه لكذلك. لقد صدف أن كنت في فلسطين أثناء الحملة الانتخابية لرئاسة السلطة الفلسطينية . و لقد قامت السيدة سميحة الخليل بترشيح نفسها لرآسة السلطة الفلسطينية منافسة بذلك السيد ياسر عرفات . و لقد كان حديث الانتخابات يطغى على كل المجالس والمجتمعات الفلسطينية . وأذكر أننا كنا في مجلس عائلي عندما بدأ الحديث عن الانتخابات والمرشحين فسألت بعض الأخوات الجالسات إن كن سينتخبن السيدة سميحة الخليل بوصفها امرأة ، و كنت أتوقع دعم النساء لزميلتهن . و لقد فوجئت عندما كان الجواب بالنفي وأن ترشيح السيدة الخليل لنفسها مخالف للتعاليم الإسلامية . و لقد زادت دهشتي عندما سمعت إحدى الأخوات تقول : أن المرأة لا تصلح للرئاسة لأنها ناقصة عقل و دين " فسألت الأخت القائلة إن كانت هي تعتبر نفسها فعلا ناقصة عقل و دين ؟ فصمتت محتارة لأن الأمر أصبح يخصها شخصيا و ما كانت لتعترف بأنها ناقصة عقل ودين و لم تكن كذلك فلقد كانت امرأة فاضلة عاقلة متدينة ولم تكن بأي حال من الأحوال أقل عقلا و دينا من أي رجل كان . هذا ليس حادثا عرضيا وإنما هو جزء من ثقافة عامة شككت المرأة في قدراتها العقلية ووضعها الإجتماعي وجعلها ترضى بقسمتها ووضعها المتدني.
لقد جرت محاولات عديدة من أجل نشل المرأة المسلمة من مستنقع الفكر الظلامي ولقد نجح رواد الحركة التنويرية في إعطاء المرأة بعض الحقوق مثل حق العمل والتعليم وغيرها من الحقوق ولكن المرأة المسلمة لا تزال ترسخ تحت قيود عدة وثقيلة أهمها فقدان ثقتها بنفسها واستسلامها لسلطة الخطاب الأصولي الظلامي. ويواجه التنويريون هجوما مضادا شرسا من قبل الظلاميين تستعمل فيه كل أسلحة التكفير المعهودة. الهجوم على رواد التنوير وعلى دعاة تحرير المرأة مسلح بقرائته الخاصة للنصوص الدينية، ملأت صفحات كتب ومقالات الفكر الديني. ويكفي أن تقرأ عشرات الكتب لمؤلفين معروفين وغير معروفين و تتصفح المقالات التي تملأ الصفحات الألكترونية الإسلامية بالمئات لتجد نفس الأفكار تكرر باستمرار ويرتكز خطابها على، "أن من الدعوات الخطيرة التي تنتشر في بلاد المسلمين ، دعوة " تحرير المرأة " . هذه الدعوة الخبيثة بدأت في مصر من خلال دعاة لها تأثروا بما عند الغرب من حضارة وتقدم. و منهم الواعظ المصري رفاعة الطهطاوي، الذي صحب البعثة المصرية المتوجهة إلى فرنسا كإمام لها وفُتِنَ بأفكار الثورة الفرنسية ، لِمَا كان عليه المجتمع الإسلامي – آنذاك – من ضعف ديني ، وتخلف سياسي . وحين عاد إلى مصر حمل معه الروح الجديدة المتأثرة بالفرنسيين وعاداتهم ، خصوصا فيما يتعلق بالمرأة. و الدعوة إلى فكرة " الوطنية القومية “ بمفهومها المادي المحدود المنابذ للرابطة الإسلامية بين المسلمين مهما تباعدت أوطانهم ، وكذا استوحى من واقع الحياة الفرنسية أفكارا عن المرأة هي أبعد ما يكون عن شرائع الإسلام وآدابه ، وقد تجلى في مواقفه الجريئة من قضايا تعليم الفتاة ، وتعدد الزوجات ، وتحديد الطلاق ، واختلاط الجنسين ، حيث ادّعى في كتابه " تلخيص الإبريز في تلخيص باريز " أن " السفور والاختلاط بين الجنسين ليس داعيا إلى الفساد. كما يتهم هذا الخطاب " دعاة التنوير" أنهم في الحقيقة رواد العلمانية ذات المعنى اللاديني الواسع الذي يشمل حماية القانون لكل الأعمال والأقوال التي تهز القيم الدينية والأعراف الاجتماعية. وتجاهر بمخالفتها وتسفيهها، والتي تنشر الفوضى وتفرق الجماعة بالتشكيك فيما يلتقي عليه الناس من عقائد وقيم، والتي تطلق للشهوات العنان لأنها لا ترى أن على الدولة التزاماً دينيا أو خلقياً. ويتهم الخطاب رواد التنوير والحداثة بأنهم لم يدركوا الأغوار البعيدة والجوانب المتعددة لكلمة الحرية، ولم يستطعوا أن يدركوا أنَّ نَقْل هذه الآراء إلى المجتمع الإسلامي يمكن أن ينتهي إلى نَبْذِ الدِّين، وتَسْفِيه رجاله، والخروج على حدوده. كما أنه يعتبر إن تجربة الالتقاء الحضاري الشامل بين المجتمع العربي الإسلامي والحضارة الأوروبية في بداية القرن التاسع عشر الميلادي ، قد خلفت من الآثار السلبية ما زالت الأمة تتجرع مرارتها حتى الآن، حيث أنها قد صبغت وجهة العالم الإسلامي وحددت مساره النفسي والفكري والقيمي لفترة طويلة، وأفرزت عند الأمة هذا المسخ العقلاني القبيح المسمى بالعلمانية التي تسللت لحياة المسلمين واحتلت جانبًا كبيرًا من عقولهم وقلوبهم من حيث لا يعلمون، ولولا رحمة الله عز وجل لهذه الأمة ثم الدعوة والصحوة الراشدة التي صححت مسار الأمة بعدما كانت على شفا هلاك وغرق حتمي في مستنقع العلمانية النتن. كما أنه يتهم دعاة التنوير ويصفهم بدعاة تغريب وليس تنوير.والتغريب يعني حسب مقولة هذا الخطاب، تذويب الشخصية المسلمة في الشخصية الغربية بحيث لاترى إلا بالمنظور الغربي ولاتعجب إلا بما يعجب به الغرب و لا تعتنق من الأفكار و المناهج إلا ما هو مستورد من الغرب و تبتعد عن قيمها و عقائدها و اخلاقها المستمدة من شريعة الإسلام و تعتنق هذه الديانة الجديدة التغريبية. والتغريب هو تيار ذو أبعاد سياسة و اجتماعية و ثقافية و فنية , يرمي إلى صبغ حياة المسلمين بالاسلوب الغربي و ذلك بهدف الغاء شخصيتهم المستقلة و خصائصهم المتفردة و جعلهم اسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية . ( راجع:كتاب الاتجاه العقلاني عند المفكرين الاسلاميين المعاصرين ، سعيد الزهراني ، 1/204-205)،كتاب د. محمد عمارة - رفاعة الطهطاوي رائد التنوير في العصر الحديث - بيروت : دار الوحدة، ط1- 1984.، - كتاب د. محمد جابر الأنصاري - تجديد النهضة باكتشاف الذات ونقدها - بيروت : المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، ط1 ، 1992 م. كتاب د. عبد الحليم عويس - ثقافة المسلم في وجه التيارات المعاصرة - الرياض : النادي الأدبي بالرياض -1979 م،كتاب اساليب العلمانين في تغريب المرأة المسلمة – د.بشر البشر، كتاب الموسوعة الميسرة في الأديان و المذاهب المعاصرة –الندوة العالمية للشباب الإسلامي وعشرات الصفحات أللكترونية الإسلامية )

الغريب في خطاب الفكر الديني أنه يصور حرية المرأة بأنها انفلات أخلاقي ويدعو إلى منع الإختلاط بين الجنسين بأي صورة وفي أي مرحلة، وتحت أي ظرف، لأن مضار الإختلاط لا يماري فيها إلا مكابر ذو غرض غير شريف وقصد سيء، كما يدعوا الخطاب إلى تقيد المرأة بما يسميه بالزي الإسلامي الذي يستر البدن كله والذي يحفظ للمرأة كرامتها ويصون عفتها.( راجع كتاب محمود الجوهري:الأخت المسلمة أساس المجتمع الفاضل،دار الأنصار، 1978 ،ص 42 ). وكأنما يستحيل على المرأة أن تكون حرة عاملة في المجتمع من دون أن تفرط في شرفها وعفافها وأخلاقها. وكأنما الإنفلات الأخلاقي حكر على المرأة والرجل محصن منه. ثم أنهم دوما يشيرون وحصريا إلى هذا الإنفلات في المجتمع الغربي، كأنما المجتمع الغربي محصور على هذا الإنفلات ولا يحتوي أي قيم إيجابية. ثم من قال أن الدعوة إلى حرية المرأة وإعطاءها كامل حقوقها هي تقليد للمجتمع الغربي وغير نابع من الضرورات الحياتية لمجتمعاتنا ورقيها.
الموقفُ من المرأة هو موقفٌ مبدئي من الحرية والمساواة والنهضة . فلا يجوز لأحد، كائنًا مَن كان، الادِّعاءُ بأنه يملك نظرةً واقعيةً عادلة ترتكز على الحرية والعدالة، أية كانت خلفياتُها النظرية والإيديولوجية، إن لم يكن يتخذ موقفًا عادلاً من المرأة وقضاياها. فادِّعاء الديموقراطية والحرية، في السياسة والوطن وحقوق الشعب وحرياته، ادعاءٌ منافق إنْ هو استثنى حقوق النصف الآخرَّ من المجتمع. لا يمكن للتغيير أن يأخذ مجراه في المجتمع العربي نحو بناء مجتمع مدنيٍّ متقدم ومتطور وحضاري من دون تحطيم النظام القائم على دونية المرأة وانعدام حرية الإختيار عندها. إن بناء مجتمع مدنيٍّ متحضر يساوي بين أفراده متعذر مادامت المرأة العربية عرضةً لانتهاك حقوقها، ومادامت ً النظرة السائدةُ إليها على أنها "ناقصة عقل ودين"!



#نضال_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية والدين، صراع بقاء أم حياد إيجابي
- الكتب المقدسة هي جزء من المنتج الأدبي والثقافي الإنساني
- سلطة التاريخ على السياسة
- بين نقد الفكر الديني الإسلامي وسياسة الغرب الإستعمارية. رد ع ...
- رفض الغير ليس حكرا على الغلاة والمتشددين الإسلاميين
- الآخر في الخطاب والفكر الديني
- الله والمؤسسة الدينية
- المسيحيون العرب شركاء لنا في الوطن وليسوا على ذمة أحد


المزيد.....




- بي بي سي 100 امرأة 2024: من هن الرائدات من المنطقة العربية ع ...
- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نضال الصالح - المرأة ناقصة عقل وعورة وجب إخفاءها عن عيون الغرباء