أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق الازرقي - شيوخهم ومفسدونا!














المزيد.....


شيوخهم ومفسدونا!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2678 - 2009 / 6 / 15 - 09:03
المحور: كتابات ساخرة
    


كان الجيل الذي سبقنا ممن تهيأ له السفر الى بلدان أخرى قد نقل الى أسماعنا بعضا من صور الحياة في تلك البلدان فيتملكنا العجب حينها.
اذكر مما نقلوه إلينا انهم وجدوا في ستينات وسبعينات القرن الماضي بلدانا مثل سلطنة عمان او الإمارات وغيرها من دول الخليج لم يكن فيها ملاعب كرة قدم نظامية وان القليل منها إذا وجد فهي عبارة عن ساحات متربة وان كثيرا ما يجلس لاعبو الاحتياط والمدربون في البطولات الرياضية على بقايا من علب الصفيح.
كان هذا يقال في الوقت الذي كانت بغداد قد سبقت تلك الدول في نموها وتطورها خصوصاً إثر ما سمي بالطفرة النفطية التي راكمت عشرات المليارات من الدولارات في خزينة الدولة العراقية. لم نكن نعرف بالتحديد هل هو نوع من المبالغة ام هو الحقيقة ما نقل عن احد حكام دول الخليج حين قال انه سيجعل عاصمته مثل بغداد!.
اما النتيجة فلقد عشناها بمرارتها.
تكاثرت لدينا في العراق قصور الحكام فلم يكتف صدام مثلا بقصر واحد بل أصر على إنشاء اثنين وثلاثين قصراُ في الوقت الذي كان الشعب فيه يتدافع بالمناكب والأيدي للحصول على اربع بيضات دجاج او كيس من صمون الإعاشة الكهربائي وانقطعنا كليا عن الدول الخليجية ولم نعد نسمع أخبارها.
وبعد ان تهيأ لنا الخروج من القوقعة والاطلاع على العالم مرة اخرى اثر سقوط النظام المباد ودخول (الستلايت) الى بيوتنا فوجئنا بالتطور الذي وصلت اليه جميع دول الخليج والملاعب اليانعة الخضرة و (السوبر ماركات) الضخمة والشوارع والكورنيشات البديعة والنظافة المبذولة في الشارع والانظمة المرورية الراقية وغيرها الكثير وها نحن لم نزل نحبو حتى بعد مرور السنوات الست منذ التغيير الكبير في 2003 بل رجعنا القهقري في الكثير من المجالات.. فما الفرق بيننا وبينهم؟
لن نتعب انفسنا في التنظير السياسي مثلما يحلو للكثير من العراقيين ان يصدع رؤوسنا بذلك بل انها حقيقة واقعية بسيطة. هم عندهم اموالهم وخزينتهم المتولدة عن النفط وهي في ايدي حكامهم مثلما هي في ايدي حكامنا الذين ابتلينا بهم وحكامهم يوفرن لأنفسهم وأسرهم حياة باذخة رغيدة لكنهم لا يمنعونها كذلك عن شعوبهم .. يأخذون لأنفسهم ويعطون لشعوبهم احتياجاتها ولربما الأكثر من ذلك فهم بهذا يضمنون حاضر مواطنيهم ومستقبل اجيالهم ويلبون جميع ما تحتاجه الحياة التي تليق بالبشر.
اما مفسدونا فلا يفقهون غير اللصوصية وكره الآخر فهم لا يشبعون من الأموال التي يأخذونها من خزينة الدولة كل يوم بل يوغلون في سلب حقوق الناس والتعدي حتى على (خبزهم) وقوتهم اليومي فيحرمونهم من الغذاء الصحي والكهرباء ويمنعون عنهم الماء والدواء ثم وبعد ان ينكشف أمرهم يسارعون الى الفرار بالاستفادة من جنسياتهم المزدوجة فيشدون الرحال الى دولهم الاخرى وعندئذ لن يعبأوا بمن يتحدث عن المليارات التي سرقها وزير دفاع سابق او وزير كهرباء هارب او وزير تجارة يتهيأ للسفر الى موطنه الآخر.
الحقيقة الوحيدة المرة والتي يقف الشعب عاجزا إزاءها ان هؤلاء لا يشبعون من المال ولن يكتفوا بتوفير الحد المطلوب لحياة رغيدة لهم ولأقربائهم ومعارفهم بل انهم يريدون ان يسرقوا منا كل شيء بل حتى ما تبقى في جيوب عمال المسطر وفقراء العراق وهذا هو الفرق بين حكام الخليج شيوخها و بين مفسدونا. هم يأخذون في الوقت الذي يجهدون في بناء الحياة اللائقة لشعوبهم اما مفسدونا فلن يكتفوا بسرقة مواردنا بل سيأتون على ما في بيوتنا وجيوبنا كذلك.





#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسوغات الكويت لإبقاء البند السابع
- التعديل الوزاري
- القائمة المغلقة توريث العمل السياسي
- وتبخرت وعود الكهرباء!!
- الائتلافات الانتخابية .. تكريس الفشل
- عن تقاعد أساتذة الجامعات
- جلسة مجلس النواب ليوم 12 مايس
- محاربة الفساد طريقنا للتقدم
- احترام العُملة!
- مكرمات لا تُنفذ!!
- محاولة إحياء جثة هامدة
- الدكاترة!
- تمديد عمل البرلمان العراقي .. مؤامرة خسيسة
- دوامة المشكلات السياسية والأمنية
- مفارقات النظام الانتخابي العراقي!!
- يحوزون الأراضي.. فليضرس الفقراء!
- الانتخابات المقبلة والمحاصصة
- عطلة يوم السبت!
- الفساد في العراق
- تجميد عقود الزيوت النباتية!


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق الازرقي - شيوخهم ومفسدونا!