سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 818 - 2004 / 4 / 28 - 15:55
المحور:
الادب والفن
في الضاحية القصوى ، حيث أُقيـمُ بعــيداً عن رئةِ الضَّـبُـعِ ، اهتَـزّتْ
أشجارُ الدّغْـلِ وئيداً . أســرعَ طيرٌ يعــبرُ نافذةَ المطبخِ . قررتُ الليـلةَ
أن أتركَ تدخيني . لكني ( شأنَ قراراتي الأخرى ) ســوف أدخِّـنُ حتماً .
أشجارُ الدّغْـلِ تَـطَـوَّحُ أوراقاً وأماليدَ . البرقُ ( أراهُ الآنَ لـمَـرّتهِ الأولى )
هل كانَ حقيقةَ بَـرقٍ ؟لكنّ الرعدَ أتى . الريحُ تســوقُ غيوماً ســوداً ،
وحبالاً من مــاءٍ ، وروائحَ ليستْ من هذي الأرضِ . أهرولُ ، أهبِـطُ درْجاتِ
السُّـلَّـمِ ، ملدوغاً ، كي أفتحَ بابي للريحِ وللمطرِ … الساحةُ ( أعني موقفَ
سياراتِ الضّـيعةِ ) تلمعُ تحتَ ســماءٍ مثقلةٍ بالـنُّـعمى . أهـتزُّ أنا ، وحدي،
للرعدِ ...
وأختَـضُّ
وأختَـضُّ
وأختَـضُّ
……………
……………
……………
وفي وطني الآنَ ، الرعدُ :
الطيَــرانُ الأميريكيُّ
وبالحاويةِ العنقوديةِ ( كنّــا شاهدناها في بيروتَ زماناً )
يـنـقَضُّ على الكوفةِ
والفلّـوجةِ
والنجفِ …
الطّـيَــرانُ الأميريكيُّ
الليلةَ يـنـقَـضُّ عليَّ الآنَ …
27/4/2004
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟