أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ابراهيم علاء الدين - يوم القيامة على الحدود الاماراتية السعودية















المزيد.....

يوم القيامة على الحدود الاماراتية السعودية


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 08:29
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


اذا كنت في مدينة العين الاماراتية ولا بد لك من وقفة في الظهران في طريقك الى الكويت فسوف تجد انها فرصة لن تتكرر للسفر بسيارتك برا، يراودك هاجز الحصول على نوع من الاسترخاء الفكري وانت على حافة الصحراء وحافة البحر في آن، لتكف عن الجدل المتواصل حول خطاب الرئيس اوباما، ونتائج الانتخابات اللبنانية، والكويتية.
وتترك خلفك مجموعة الاصدقاء الذين انهكتهم التحليلات السياسية لاثبات ان الانتخابات الكويتية لم تأت بجديد طالما انها تدور تحت سقف نظام سياسي يقوم على الحكم العائلي الوراثي، دون ان يدركوا المتغيرات الهائلة التي تتحقق في دول المنطقة عموما بما فيها منطقة الخليج وبما فيها المملكة العربية السعودية قلعة المحافظين الاسلاميين وحاضنة غلاة المتطرفين الذين يمدون حركات الاسلام السياسي بانواعها المتطرفة والوسطية بكل اشكال الدعم المادي والمعنوي.
وبكل أسف فشلت في اقناع معظم من شاركوا باجتماع خصص لمناقشة نتائج الانتخابات البرلمانية الكويتية واللبنانية بان هذ النتائج تؤكد الصعود المتنامي للتيار الليبرالي في المنطقة بشكل عام، وانه سوف يحقق قفزة هائلة لو تمكن مرشح الاصلاحيين في ايران من الفوز في انتخابات الرئاسة التي تجري اليوم الجمعة.
اذن لنتوكل على الله وننطلق بسيراتنا يرافقني الصديقان العزيزان احمد عبد العزيز المحسيري وفائق احمد السعدون لنجد انفسنا خلال اقل من ساعة ونصف على المنفذ الحدودي لدولة الامارات، وخلال اقل من نصف ساعة كنا قد تجاوزنا الحدود الاماراتية ووصلنا الى المنفذ الحدودي السعودي.
فاذ بشرطي يشير لنا بالتوجه الى طريق جانبي نصفه ترابي واذ بالاف الشاحنات الكبيرة متناثرة على جانبي الطريق، مضى على بعضها اكثر من اسبوعين تنتظر دورها لعبور الحدود السعودية.
ولما استفسرنا عن الامر علمنا ان السلطات السعودية بدأت منذ شهر تقريبا بتشديد اجراءاتها على حدودها مع الامارات وفرضت على سائقي الشاحنات اخذ بصماتهم كجزء من اجراءات الامن، وتستغرق هذه الاجراءات عدة ايام مما ادى الى ازدحام شديد للشاحنات امتد لمسافة تزيد على 25 كيلو مترا.
المشهد امام عينيك اقرب الى يوم القيامة وتحديدا في جهنم حيث درجة الحرارة في اقصاها وتزيد تحت الشمس عن 70 درجة مئوية، مما دفع سائقي الشاحنات للجلوس تحت شاحناتهم لحماية انفسهم من الشمس الملتهبة، يفتقدون لأي نوع من الخدمات مثل المطاعم او دورات المياه، او مياه الشرب. وقد مضى على بعض السائقين في هذا الوضع قرابة الاسبوعين، حيث تحتاج الشاحنة الى يوم كامل لقطع مسافة كيلو مترين.
وابدى عدد من السواق تذمرهم الشديد حتى انهم يضطروا لمعالجة بعض زملائهم ممكن يتعرضوا لوعكة صحية باساليب بدائية جدا، وبعضهم تعرضت سياراتهم لمشاكل فنية بسبب فترة التشغيل لموتورتها واجهزة التبريد، بالاضافة الى تلف كميات كبيرة من المواد الغذائية.
ويتعامل شرطة المنفذ مع السواق وهم من جنسيات مختلفة كثير منها اسيوية الى معاملة غير لائقة من شرطة الحدود، فيما السيارات الخصوصي والسعودية منها على وجه الخصوص تحظى برعاية خاصة.
تختلط عليك المشاعر وانت تشاهد الاف السواق بجانب شاحناتهم بهذه الظروف القاسية والاوضاع البائسة وكانك امام مشهد الانتظار في يوم البعث العظيم حين ينتظر الناس دورهم للمرور فوق السراط المستقيم.
وتقول اوساط سياسية ان هذه الاجراءات المتشددة اتخذتها السلطات السعودية للرد على موقف الامارات من الوحدة النفدية الخليجية ورفضها ان يكون مقر البنك المركزي للعملة الخليجية الموحدة في الرياض
وذات المشهد او قريب منه شهدته قبل عدة عقود عندما كان الصراع محتدما بين السلطات البعثية في دمشق وبغداد، حيث كنت متجها الى بيروت عبر العراق وسوريا وعندما وصلت الحدود السورية بعد ان تجاوزت منفذ الرطبة الحدودي العراقي ووصلت الى المنفذ الحدودي السوري واسمه ابو الشامات وجدت الاف السيارات والاسر رجالا ونساء واطفالا يفترشون الارض منذ ايام بعد ان اصدرت السلطات السورية قرارا فجائيا بالزام العابر للحدود السورية بالحصول على فيزا مرور او دخول باستثناء الجنسية الاردنية.
وبالتالي الانتظار اياما حتى ياتي الرد من السلطات المختصة بدمشق، وهذا يعني الانتظار لعدة ايام وقد ياتي الرد بالقبول او بالرفض.
ولكم ان تتخيلوا المشاعر الذي تنتاب المسافر عندما تفاجئه هذه القرارات خصوصا اذا كان يرافقه اطفالا او كبار سن او لم يكن معه ما يكفي من المال سواء لشراء ما يلزمه من طعام وشراب او لدفع الرشوة كما تبين لاحقا.
وخلال الساعة الاولى من الانتظار تجاذبت اطراف الحديث مع بعض من افترشوا الارض بين السيارات ونصبوا مظلة ربطوا اطرافها بين سيارتين نما الى ذهني الرغبة بالتحدث مع الضابط المسؤول بصفتي اردنيا لا تنطبق عليه الشروط الجديدة فربما هذا يعطيني ميزة على غيري من المنتظرين.
وفعلا توجهت الى داخل المبنى المحاط بسور من اللبن المدهون بالجير الابيض ودخلت الغرفة المخصصة للضابط المسؤول فوجدت شخصين احدهما بلباسه العسكري وعلى كتفه عدد من النجوم والاخر بلباس مدني يلعبان طاولة الزهر فقصصت عليه وضعي فاجابني على الفور قائلا "خرخش" .
لم افهم على الفور ما يقصد بكلمة "خرخش" فاستوضحته الامر فاشار بيده اليسرى حيث كانت اليمنى تحمل الزهر استعدادا لرميها على الطاولة فهمت من حركته ان ادفع فلوس. فادرت ظهري قليلا ووضعت مائتي ليرة سورية في داخل اوراق جواز السفر وسلمته له، تناول الفلوس ونادى على شرطي شاب وامره بانجاز ختم الدخول لزوجتي.
ولما خرجت الى حيث ينتظر الالاف سالني بعضهم قائلا "ان شاء الله خير..؟" قلت .. خير لقد دفعت فلوس ومشى الامر.. فابدى البعض استعداده لدفع فلوس ليرتاح من هم الانتظار المضني، فذهبت للضابط واخبرته رغبة البعض دفع فلوس لانجاز معاملاتهم ومعظمهم من اللبنايين والعراقيين وبعض السعوديين والكويتيين.
فقال الضابط "يلا جيب كل جواز فيه 500 ورقة وتعال " سألت ان كان يمانع بان يقوم بالمهمة احدهم .. فقال "يلا يا عمي روح خلصنا ان شاء مين ما كان" .
الرئيس اوباما في خطابه كان واضحا وصريحا وجريئا قياسا بالمخاطر التي قد يتعرض لها من قبل عتاة اليمين الامريكي واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والعالم، ومع ذلك يقول البعض "انه كلام فقط" والبعض الاخر يقول ان اوباما اعلن هدنة لأن امريكا منهكة من حروبها في المنطقة ويبلغ الحمق بالبعض ليحذر من الخديعة وهذا البعض يتصور ان اوباما سيأتي الى القاهرة ويقول انا شيخ الازهر وانني القائد المظفر الذي ساقضي على اعداء الاسلام.. هذا البعض كله ينتمي حتى لو كان يحمل اعلى الشهادات العلمية الى "العوام .. او الدهماء" كما كانت الشعوب تسمى سابقا .. وهذه الدهماء حرم عليها علماء الدين ابداء الرأي في الشان العام وفرضت عليها سلطات الخليفة الخضوع فقط له ولرجال دين القصر والمؤسسة الدينية.
واعتقد مع ان البعض قد يرى ان في الربط بين مأساة سائقي الشاحنات على الحدود السعودية الاماراتية، ومأساة الذين القي بهم اياما في انتظار فيزا بناء على قرار فجائي على الحدود العراقية السورية، وموقف البعض من خطاب اوباما نوعا من الاقحام غير المبرر، لكني ارى بينهما ترابطا وثيقا جوهرة تدني مستوى الوعي بل انهياره وفي تعابير اخرى تخلفه ومحدوديته بل عدمه، مما يجعل من هذه الامة ان جاز التعبير امة من الرعاع يتحكم بها الحاكم على هواه، مسكونة بالشك والخوف من الغير ولا ترى بغيرها الا عدوا عليها القضاء عليه.
ملاحظة : في لقاء مع احد السفراء المحترمين قبل ايام وكان محور النقاش خطاب اوباما قال "ان عدم الثقة متأصل في البدو وسكان الريف بصفة عامة .. فعندما كان ياتي رجلا من قبيلة مجاورة لزيارة مضارب قبيلة اخرى كانت القبيلة تنظر له بعين الريبة والشك وتقول "لعله جاسوسا او يضمر لنا الشر، وتاخذ وقتا حتى تتاكد كي تمنحه رعايتها واهتمامها بما ينطوي عليه من واجب التكريم. اما سكان السواحل فكانوا يستقبلون الغريب بالترحاب لانه كان ياتي لهم بالتجارة والخير والاخبار".
فهل ما زالت الثقافة البدوية هي التي تتحكم في عقلية العربي .. يبدو كذلك .. شاهدتها على الحدود السعودية الاماراتية وقبل ذلك على الحدود العراقية السورية .. وقبل ايام في عدد من الاجتماعات واللقاءات دارت حول خطاب اوباما.







#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلاق بيروتي .. ليك يا عمي بدنا دولة وبس ..!!
- المسيح غير الدجال ظهر في الامارات
- سقوط دولة -الاسلام السياسي-
- لماذا اعترض الشيوعيون الفلسطينيون على حكومة سلام فياض..؟
- ماذا تعني هزيمة الاسلام السياسي في الكويت
- المرأة الكويتية فازت رغم الفتاوي الرجعية
- سلام فياض ليس -اخواني- حتى يشكل الوزارة ..؟؟
- بابا الفاتيكان يحيي ذكرى النكبة في الناصرة
- ما الذي غيبني عن الحوار المتمدن
- لماذا فشل الشيوعيون العرب (2)
- لماذا فشل الشيوعيون العرب (1)
- ليس دفاعا عن الدكتور حجي .. او تهجما على شخص النمري..
- المسيحية اهانت المرأة اكثر مما اهانها الاسلام
- دونية للمرأة المسلمة في الدنيا وفي الجنة
- حوريات الجنة والجنس في تسويق الدين
- اوصاف الحور العين تشكك بعالمية الدين الاسلامي
- كونوا سادة الدنيا فالحلول لن تأتي من السماء
- شكرا دكتور طارق حجي والى كل النبلاء
- زعماء العرب في سوق عكاظ الدوحة
- التوبة القطرية .. ومأزق الاسلام السياسي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ابراهيم علاء الدين - يوم القيامة على الحدود الاماراتية السعودية