أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - في حضرةِ الماء














المزيد.....

في حضرةِ الماء


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 09:46
المحور: الادب والفن
    



كنتُ في حضرةِ الماءِ مخضوضراً بالنجومِ
أُهادنُ قلبَ البنفسجِ
في السرِّ والعلَنِ المُرِّ
أهذي بغيرِ مرايا وأقطفُ زهرَ المسافاتِ
من جنَّةِ الغيبِ
أركضُ خلفَ طيورِ السَمندَلْ

كنتُ في حضرةِ الماءِ وحدي
كما شهوةٌ تترجَّلْ
كلَّما مرَّ بي خُلَّبٌ لابتسامتها
في الدروبِ الوحيدةِ
تذبحني رغباتُ الحياةِ على جمرِ أعتابها
بالسيوفِ الصديقةِ..... أعلى وأكمَلْ

وأنا لم أُوحِّدْ صدى دمها في دمي
مثلَ عشقٍ مُؤجَّلْ
يُبايعُني ليلها بالشموسِ القتيلةِ
في طرفِ الأرضِ
هذا الصباحَ المُشِّعَ على عطشي المُستباحِ
كلعنةِ مُخمَلْ

وأنا لم أُشذِّبْ ينابيعها بالأصابعِ عندَ المساءِ
ولمْ أتصدَّقْ على حقلها الليلكيِّ الهوى
بمعلَّقةٍ من سرابٍ ومَقتَلْ

أُحاولُ أن أتوسَّدَ بعضَ النشيدِ
كما يفعلُ الغجريُّ الطريدُ
كما يفعلُ القمرُ المُتلعثمُ
والوردُ في عتباتِ الوريدِ ولا أتوسَّلْ
إلى شجرِ القلبِ في العاصفةْ
إلى لغةٍ من دمي نازفةْ
لأرفعَ هاويةَ الشعرِ
فوقَ بهاءِ الوجودِ المُراقِ كحزنِ النجومِ...
كشارةِ حُريَّةٍ في دُجى العُمرِ....
ثُمَّ أقولُ بأنَّ غدي
رغمَ ما كانَ في حاضري
من ظلامٍ ومن قسوةٍ
في الحقيقةِ أحلى وأجمَلْ

بحرُ أسطورتي خلفَ ما تحملينَ
وما تصنعينَ... قليلٌ ومُهمَلْ
ومنفتحٌ مثلَ أبوابِ نرجستي
في ربيعِ الحياةِ... ومُقفَلْ

كُلَّما عانقتني بأوجكِ صفصافةٌ من حنينٍ
أرُدُّ اشتهائي إلى أوَّلِ النهرِ
أو أنثني مثلَ سنبلةِ الروحِ
نحوَ البهاءِ المُطوَّلْ

كأنَّ شتاءً من القُبلاتِ اليتيمةِ
ملءَ المساماتِ يعوي انكساراً
على إرثهِ المُتلاشي
من النرجسيَّاتِ والموجِ
في أرخبيلِ القصيدةِ لا يترجَّلْ

كنتُ أستنبتُ الهذيانَ العنيدَ من الصخرةِ / الحلمِ
مثلَ الجنودِ القُدامى
بلا أيِّ عاطفةٍ... ثُمَّ أُقتَلْ
وحيداً... وحيداً كفجرِ قرنفُلْ

طارَ قلبكِ خلفَ دموعِ الينابيعِ....
كنتُ أُعدُّ السهوبَ لضحكِ الطيورِ
وأشربُ ألوانها القرمزيَّةَ في شهوةِ الوقتِ....
هل طارَ قلبي وراءَ النداءِ
المُضمَّخِ بالعسَلِ المُشتهى..... ؟

كنتُ في حضرةِ الشعرِ
أغرقُ في لُجَّةِ الغيمِ
أنفضُ عينيَّ من نزعةِ الإثمِ
أنزعُ كُلَّ سهامِ كيوبيدَ عن ثوبِ قلبي
وألبسُ دهشةَ روحِ الغريبِ
على عجلٍ من هيامي... وأرحَلْ

ليسَ هذا النشيدُ رمادَ التأمُّلِ
فيما وراءَ الأنوثةِ
أو فسحةً لاخضرارِ البكاءْ
ليسَ غيرَ دمائي التي لثمتها شفاهُ السماءْ
وارتعاشةِ ضحكتها في خضمِّ الفراشاتِ
خلفَ السديمِ المُضاءْ
بأحلامِ زهرةِ نيلوفرٍ في خيالِ النساءْ

لستُ غيرَ نشيدي المُعلَّقِ فوقَ الرياحِ
كيُتمِ التمائمِ فوقَ الصدورِ
كنومِ الطيورِ
كحلمِ المسيحِ على الجُلجلةْ

سوفَ أمضي إلى ما أُريدُ كعاصفةِ الأسئلةْ
كالتماعاتِ عنقاءِ معناكِ في ظلماتِ الشرايينِ
مثلَ انفجارٍ مؤجَّلْ

أُقتلي ألفَ تمُّوزَ بي
مثلَ عبَّادِ شمسكِ
مستسلمٍ في سهولِ الحنينِ لفتنةِ جسمكِ
لا تنـزعي عن دمائي شذى الأقحوانِ الأخيرِ
ولا تنعفي فوقَ نهري المجفَّفِ
ضحكَ الطيورِ على ما نقولُ
أُقتلي واصلبي ألفَ تمُّوزَ بي
مثلَ عبَّادِ شمسكِ في حضرةِ الماءِ
لكنْ رويداً رويداً....
على مهَلٍ من جنوني
أُقتليني... أُقتليني لكَيْ أتأمَّلْ.

حزيران 2009



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمشي كيوحنَّا
- كائنُ الشمسْ
- لعلَّ أزهاراً ستُشرق
- في مرتقى شفةٍ
- نيسانُ أقسى الشهور
- حدائقُ من شهقاتْ
- مقالات وحوارات في الشعر والأدب
- ترانيم غجريَّة
- أشعار جليلية
- البحثُ عن الأوتوبيا
- وردةُ القلب
- الطيِّب صالح يهاجرُ جنوباً
- ترانيم غجرية
- فراشةُ قلبكِ المائيّْ
- نشيدُ طواويسِ الشعر
- مرثيَّة متأخرَّة لمحمد الماغوط
- شيء عن الأيديولوجيا الضالَّة والحُبِّ والحربْ
- لماذا تسكبينَ دمي على الشطآنْ ؟
- حنانكِ غزَّة
- ثلاث قصائد


المزيد.....




- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - في حضرةِ الماء