أمين الربيع
الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 06:24
المحور:
الادب والفن
ونَثَرتُ فَوقَ الروحِ من ألمي رِمالاً،
واستراحَ بيَ الجسَدْ ..
نامَت ظُنوني واستَفزَّ الليلُ هَواجسي،
فثَنيتُ بعضي فَوقَ رؤيا ليسَ يفهَمُها أحَدْ ..
وتَساءَلتْ نفسي بمكرٍ مُزعِجٍ :
[هل يا تُرى سيَكونُ حُلْمٌ في دَمي
إن أوثقَتْ قلبي حِبالٌ من سَهَدْ] ..
لم ينطَبع أسَفي على شيءٍ مَضى
رَغمَ امتشاقي تَحتَ نَظْراتِ الحَسَدْ ..
ما سَوفَ يأتي جيِّدٌ ،
لكنَّني أنوي مُلاحقةَ الأبَدْ ..
مَطرٌ أتى،
وأصابَ قلبي ألفُ سَهمٍ ،
وانحنَتْ روحي تُطوِّحُها الجِراحُ
ونبضُ كفِّي ليسَ يَدري ما الرَّغَدْ ..
سيَروحُ عُمري هكذا،
هَدَراً يجوبُ مساحةَ الأيامِ
يبحَثُ عن شُعورٍ في فَضاءاتي شَرَدْ ..
سيَروحُ عمري في متاهاتِ الهواجسِ والأماني،
واهتزازاتِ المحاجرِ، والتِواءاتِ الخواطرِ
فوقَ رؤيا مِن مَسَدْ ..
أصحو كليماً خائفَ القَسَماتِ مُنكَمِشاً
أهُزُّ أشلاءَ الكَبَدْ ..
ولا ألقَ ذِراعاً جانبي،
ولا ألقَ بأفيائي أحَدْ ..
أجري إلى كُلِّ النَّوافذِ عَلَّ إنساناً
يَجوبُ شَوارعَ الليلِ البَهيمْ،
لكنْ أُفاجأُ أنَّ كُلَّ إنسانٍ أودُّ حُضورَهُ،
في صَدرِ من يَهوى بإيمانٍ رَقَدْ!
ها صِرتُ وحدي ساهِماً مُترقرقَ الأفكارِ فيَّاضَ الزَّبدْ ..
تَهوي النُّجومُ بجانبي، والليلُ يَهوي،
والنِّهاياتُ القَريبَةُ تَستَحيلْ،
والسَّحابُ الأسودُ المُكتظ ُّيهمي بالبرَدْ ..
العاشِقانِ استنفَذا دِفءَ الغَرامِ بعدَ أطفالٍ أتَوا،
وبَقيتُ وحدي عاشِقاً مُتكسِّرَ الأطرافِ
تُدميهِ الجِراحُ
وتأخُذُ الذِّكرى بقايا روحِهُ للسيفِ يفرُمُها
ويُشبِعُها بَدَدْ ..
***
أمين الربيع
#أمين_الربيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟