رياض الحبيّب
الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 07:26
المحور:
الادب والفن
كنت مع صديق الصبا في حوار
حول أزمات مرّ بها كتّاب كبار
أدّت بهم الى الترحال والإغتراب
منهم شعراء كالسياب وعبد الوهاب البيّاتي وبلند الحيدري وسائر شعراء المهجر
ومنهم مَنْ آثر الإنتحار- مثل الشاعر اللبناني خليل حاوي والروائي الأميركي أرنست همنغوَي
وحينما فتحنا سيرة الشاعر الفرنسي رامبو* الذي ارتحل إلى أثيوبيا- وقد عاد إلى فرنسا في النهاية؛
طفق أحد الجالسين إلى جوارنا قائلاً:
واووو... رامبو شاعر عظيم قد تأثر شعره بشعر سارتر!
قال صديقي: لم يكن جان بول سارتر شاعراً إنما فيلسوف وروائي
أمّا ردّي فكان: كيف تأثّر رامبو بسارتر وقد توفي الأوّل قبل ولادة الثاني بحوالي خمس عشرة سنة؟
فاحمرّ وجه المتدخل خجلاً وابتعد عنّا
ثمّ عدنا إلى حديثنا فاستعرضنا بعض قصائد رامبو ومنها:
أوفيليا*
{ترجمة: نضال نجار}
للقصيدة ثلاثة مقاطع- هنا الثاني والثالث
II
الشاحبة أوفيليا
جميلةٌ أنتِ كالثلج
نعم، جرفكِ نهر النزق أيتها الطفلة
فالرياح المنحدرة من أعالي جبال النرويج
حدثتكِ هامسة عن مرارة الحرية؛
أن النسمة التي تضفر خصلات شعرك الطويل
إلى روحك الحالمة، تخبِّئ ضجيجاً غريباً
أن قلبكِ يستمع إلى نشيد الطبيعة
في أنين الأشجار وتنهيدات الليالي
أن صوت البحار الصاخبة، حشرجة هائلة
تقبِّلُ طفولة صدرك الأكثر إنسانية ووداعة
وأن ذات صباح نيسانيّ، سيجثو أمامكِ صامتاً
فارس شاحب عاطفيٌّ ومسكين
ياللسماء، يا للحب، يا للحرية
يا لحلم الطفلة العفوية
تمتزجين به كما الثلج بالنار
فيخونكِ الكلام أمام الخيال الواسع
وزرقة عينيكِ سيجذبها اللامتناهي المدهش
III
والشاعر يقول؛ أنه مع إشعاعات النجوم
ستأتين لالتماس الليل والورود التي قطفتِها
وأنه على سطح الماء شاهد
أوفيليا البيضاء
زنبقة
غافية
تطفو بغلالاتها الطويلة
..............
*
أوفيليا Ophelie
آرثر رامبو Arthur Rimbaud
السيرة الذاتية:
http://en.wikipedia.org/wiki/Arthur_Rimbaud
#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟