أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غالب الدعمي - عملية تجميل للمخبرالسري














المزيد.....

عملية تجميل للمخبرالسري


غالب الدعمي

الحوار المتمدن-العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 07:33
المحور: كتابات ساخرة
    


المخبر السري في ثقافتنا العامة هو ليس اقل من مصاص دماء او معتوه او حاقد او متأمر او شخص غير سوي تدفعه الحالة النفسية وحب الانتقام لأرتكاب حماقات بحق الاخرين من اجل انهاء مسيرة حياتهم او خلق متاعب معينة وهو بذلك يكون في غاية السعادة ويصل الذروة من اللذة النفسية مقابل ان يرى ضحاياه يعانون .
وفي دول العالم ومنها الولايات المتحدة ينظر الشعب الى المخبر السري بأحترام وتقدير باعتباره يقدم معلومات مهمة جدا تخدم امن الحكومة والمصلحة العامة وفي غالبها معلومات مهمة .
وعلى اثرها يشمل المخبر السري ( بأمتيازات برنامج حماية الشهود) على منافع مادية اوسكن وراتب وغيرها .
ولم يكتفي المشرع الامريكي بهذا المستوى بل ذهب الى مستوى تخفيف الحكم على المتهمين مقابل ادلائهم بمعلومات تفيد التحقيق . نقطة نظام .( العراق ليس بحاجة الى ذلك لان الفلقة تغني عن كل شيء) . انتهت نقطة النظام .
وصورة المخبر السري في العراق سيئة بسب كونها ظاهرة ليست وليدة التغيير بل لان جذورها التاريخة تعود الى سنوات طويلة مرت على الشعب العراقي وبسبها ذهب العشرات ضحية ( فاعل خير) بين شهيد وسجين ومشرد .
وبعد كل هذه السنوات من الجفاء بين المخبر السري والمواطنين هل نستطيع تحسين صورته في المجتمع ؟ واذا كان من الممكن ان نجمل هذا المخلوق او هذا المسمى فماهي السبل الى ذلك .وقبل الاجابة عن هذا التساؤل للننتقل الى طبيعة العلاقات الانسانية ، فليس صعبا ان نقول ان زيدا بدأ يتغير نحو الاحسن او نقول ان الطالب عمرو اصبح ذكيا ، ومن هذا يمكن للانسان ان ينتقل من صفة الى صفة ومن حال الى حال .ولعله يمكن لنا ان نجمل صورته(أي المخبر السري ) في المجتمع من خلال ان تكبيله بقيود تجعله انسانا وكيانا محترما ومحط احترام وتقدير الناس.
وتجرى الان دراسات لدى اصحاب القرار والمهتمين بتحسين صورة المخبر السري لخلق ( ثقافة تؤدي الى قبول هذا (المخلوق) في المجتمع ،وقد طرحت افكار مختلفة لدعم هذا البرنامج منها تهيئة سكن وراتب وفتح منافذ متعددة بغية تشجيعه على الادلاء بمعلومات تؤدي بالنتيجة الى حماية المجتمع والمال العام والمصلحة الوطنية .
وقد يذهب المشرع العراقي لاقرار حزمة من المكافأت لمصلحة تحسين صورة المخبر . وضمن البرنامج طرحت افكار ورؤى وبرامج تهدف الى تغير الصورة السابقة . بأتجاه صورة جميلة ناصعة وطنية مخلصة وجعله محط احترام وتقدير المواطنين كما هو حال المخبر الان في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة واوربا , ومن بين هذه الافكار والطروحات برزت احدى تلك الافكارمن ان افضل وسيلة لتحسين صورة المخبر السري هواعداد حزمة من العقوبات الرادعة اضافة الى حزمة المكافأت للمخبر السري لتحقيق توازن في حال تقديمه أي معلومات كاذبة واخضاع كل الاخبارات الى تحري دقيق وعدم التعامل معها للوهلة الاولى بأعتبارها صادقة ومؤكدة لخلق مخبر سري شريف ووطني بنظر المواطنين وليس بنظر الحكومة فهناك فرق كبير بين ان يكون المخبر محط اهتمام وتقدير الناس وبين ان يكون محط سخطهم وغضبهم.
فمن أجل ان نجعله شريفاٌ علينا ان نحدد له اطار وعمل واضحين فحين يقدم معلومة دقيقة غير مسيسة يكافأ، أويخفق في ذلك فينال العقوبة جراء محاولته استخدام القانون لفائدته الشخصية وارضاء بعض النفوس المريضة والتي تحاول جاهدة الانتقام من الاخرين بمختلف الوسائل .
أن ترك المخبر السري يعمل على عواهنه دون قيود هو الخطا الاكبر ويعتبر من الحوافز التي تجعل البعض من هولاء المخبرين يوضفون هذه القضية لمصالحهم .
وبشكل عام لاتوجد شخصية معينة يمكن ان نقول عنها انها تمثل المخبر السري فمن الممكن ان يكون مواطن بسيط او ضابط شرطة او استاذ جامعي او امرأة او شيخ عشيرة ، وقد يكون الدافع الوطني وحب المصلحة العامة حافزهم للادلاء بالمعلومات او قد يكون هناك حافز اخر لتقديم معلومات غير صحيحة وامامنا شواهد كثيرة جدا سواء كان الامر قبل التغير او كان بعد التغير .
ويبقى ان نسأل هل نستطيع ان نجمل من صورة المخبر السري -وهو مازال- يفتك بضحاياه دون رقيب.او وازع من ضمير او قانون واضح يحدد عمل المخبر السري .
ملاحظة . كاتب المقال هو احد ضحايا المخبر السري ، وهو الان مكلف في اعداد برامج لأعادة ثقة المواطن العراقي بالمخبر السري ؟!



#غالب_الدعمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة العشرين بدأت من السماوة وثورة النزاهة بدأت من السماوة
- منظومة العلاقات الانسانية وأثرها على نزاهة الانسان
- عماد العبادي في عيون رئيس الوزراء العراقي
- مؤيد البدري ، رعد حمودي ، فلاح حسن ، حسين سعيد ، احمد راضي
- وزارة التجارة اصبحت قضية رأي عام
- جني في المتحف البغدادي
- حسنا فعلت ياهيئة النزاهة
- المرأة الريفية في العراق
- هل للنزاهة سلطة على النفوس
- لماذا يسرق المدراء
- .زواج ( المكوار )
- الى مجالس المحافظات.... أذكروا محاسن موتاكم
- ذمة رئيس الوزراء وذمة هيئة النزاهة
- عزيز فرمان الشيوعي الذي ابتز البعثين
- المناضل الشيوعي الدكتور عبد الحميد الفرج
- بين عناد مشرف وزرداري عاد تشودري
- قيم المجتمع تتحدى قيم النزاهة
- أول الغيث .....300 مزور
- السيد المدعو
- النزاهة بين الجنون والعقل


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غالب الدعمي - عملية تجميل للمخبرالسري