أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الدولة اليهودية- و-دولة أندورا الفلسطينية-!















المزيد.....

-الدولة اليهودية- و-دولة أندورا الفلسطينية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 09:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل تقبل "حل الدولتين"؟

هل تقبل وقف النشاط الاستيطاني؟

السؤالان للرئيس أوباما؛ وعلى نتنياهو الإجابة عنهما عاجلاً، أي في خطابه المنتظَر.

نتنياهو سيجيب، فلا مناص له من الإجابة؛ ولسوف يجيب بما يسمح له بأن يزعم أنَّ الخلاف، أو النزاع، بين "السائل" و"المجيب" قد أصبح أثراً بعد عين، أو يوشك أن يصبح، وأنَّ الكرة الآن في الملعب الفلسطيني ـ العربي.

إذا أشهر نتنياهو إيمانه بأن لا حلَّ إلاَّ "حل الدولتين" فإنَّ أحداً من حلفائه وشركائه في الحكومة لن يُكفِّره، إذا لم يحذو حذوه، فهذا إيمان لا يكلِّف نفس نتنياهو إلاَّ وسعها، وهو كالإيمان الديني "المجرَّد"، أي الذي لا تُثْقِل صاحبه الفرائض المرئية والمسموعة.

أمَّا إذا استخذى أكثر لمشيئة سيِّد البيت الأبيض الجديد، وأعلن على رؤوس الأشهاد وقف، أو قبوله وقف، النشاط الاستيطاني وقفاً تاماً مُطْلَقاً، فعندئذٍ، لن يكفيه، حتى أوباما، شرَّ فتحه لـ "صندوق بانادورا"، فنتنياهو، وقبل ائتلافه الحاكم، سينشقُّ على نفسه، ولن يرضى عنها ولو أصبح رئيساً لحكومة جديدة، تَحِلُّ فيها ليفني محل "الخوارج" من عَبَدَة حرِّية الاستيطان اليهودي في "أرض إسرائيل".

نتنياهو لن يقول "لا"؛ ولكنَّه لن يقول "نعم" إلاَّ إذا كانت "مشروطة"، و"مُلكَّنة"، أي تَتْبَعها "لكن"، التي تفوق "نعم" حجماً.

قد يتَّخِذ ممَّا يسمُّونه المواقع الاستيطانية "غير الشرعية" موضِعاً يُظْهِر فيه ويؤكِّد تجاوبه، جزئياً، مع مطلب أوباما "وقف النشاط الاستيطاني". وقد يظل مستمسكاً بالبناء الاستيطاني الذي يُشَدِّد الحاجة إليه، على ما يزعم، "النمو الطبيعي" للمستوطنين؛ ولكنَّه يمكن أن يُظْهِر شيئاً من "الاعتدال" كأن يقول إنَّ البناء الاستيطاني الجديد سيكون عمودياً، أو لا يقترن بالاستيلاء على أراضٍ فلسطينية جديدة، وإنَّ استمرار النشاط الاستيطاني، بمعناه هذا، سيقتصر على ذلك الحيِّز الذي يضم الكُتَل والمراكز الاستيطانية المهمة، والتي لم تمانع الولايات المتحدة، في عهد إدارة الرئيس بوش، وفي "رسالة الضمانات" التي تسلَّمها منها شارون، في أن تصبح جزءاً من إقليم دولة إسرائيل، بعد التوصُّل إلى معاهدة سلام بينها وبين الفلسطينيين.

أمَّا "الاعتدال الأقصى" الذي يمكن أن يُظْهِره نتنياهو فهو قبوله الوقف المؤقَّت، أي إلى أجل معلوم، للنشاط الاستيطاني، مع اشتراطه لجعل هذا القبول حقيقة واقعة شروطاً يشقُّ، على ما يتوقَّع، على الفلسطينيين والعرب قبولها وتلبيتها، فتصبح لديه، بعد ذلك، وبسبب ذلك، ذريعة للتراجع عمَّا أبدى استعداداً لقبوله، مُحمِّلاً الفلسطينيين والعرب مسؤولية تفويت وإضاعة "فرصة ذهبية" للسلام.

ويبدو أنَّ إدارة الرئيس أوباما تَتَّجِه إلى الربط بين "الوقف المؤقَّت للنشاط الاستيطاني" و"المفاوضات السياسية الفورية والقصيرة الأمد" والتي تستهدف التوصل إلى اتِّفاق بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على تعيين للحدود بين "الدولتين"، فالنشاط الاستيطاني يتوقَّف إلى أن يتَّفِق الطرفان على "تعيين الحدود"، فإذا اتَّفقا على أن تكون الكُتَل الاستيطانية الكبرى جزءاً من إقليم دولة إسرائيل، عملاً بمبدأي "التعديل الطفيف لحدود 1967" و"تبادل الأراضي"، يصبح من حقِّ إسرائيل، عندئذٍ، أن تنشط استيطانياً هناك كما تشاء؛ وكأنَّ الرئيس أوباما يريد أن يقول لنتنياهو: إذا أردتَ لوقف النشاط الاستيطاني ألاَّ يطول كثيراً فعليكَ ألاَّ تطيل أمد المفاوضات الرامية إلى التوصُّل إلى اتِّفاق على تعيين الحدود.

نتنياهو قد "يعتدل" استيطانياً هذا "الاعتدال"؛ ولكن ليس بلا ثمن، فهو أوَّلاً يريد لمعارضيه، وفي مقدَّمهم ليفني، أن ينضموا إلى الحكومة التي يرأسها هو، ويريد من إدارة الرئيس أوباما أن تُقْنِع الدول العربية، أو دولاً عربية، بأن تعطيه من "التطبيع" ما يسمح له بأن يَظْهَر أمام الإسرائيليين على أنَّه قد اشترى بهذا "الوقف المؤقَّت والمشروط للنشاط الاستيطاني" ما يعدله، إنْ لم يَفُقْه، أهمية من "التطبيع العربي".

"سؤال الاستيطان"، على ما رأينا، هو الأصعب إجابةً بالنسبة إلى نتنياهو؛ لأنَّه سؤال ترى إجابته وتُلْمَس؛ أمَّا "سؤال حل الدولتين" فيمكن أن يجيب عنه نتنياهو بما يرضي الرئيس أوباما من حيث المبدأ؛ ذلك لأنَّ كل ما هو مطلوب من رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يجيب بما يعني قبوله المبدئي لـ "حل الدولتين".

ولكنَّ نتنياهو لن يفاوِض الفلسطينيين، توصُّلاً إلى "حلِّ الدولتين"، إلاَّ بما يُظْهِر كثيراً من كوامِن قبوله المبدئي لهذا الحل، فـ "الدولتان" اللتان يريدهما نتنياهو، وسيستميت في "دفاعه التلمودي والأمني" عنهما، إنَّما هما "دولة إسرائيل اليهودية" و"دولة أندورا الفلسطينية".

قد يوافِق نتنياهو على مساحة لإقليم "دولة أندورا الفلسطينية" في الضفة الغربية يعدل مساحة الضفة، عملاً بمبدأي "تعديل الحدود" و"تبادل الأراضي"؛ ولكنَّه سيستميت في الدفاع عن "الحق التلمودي والأمني الإسرائيلي" في أن يكون إقليم الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية ضِمْن إقليم "دولة إسرائيل اليهودية"، فهذا الإقليم الفلسطيني لن يتَّصِل بقطاع غزة إلاَّ عبر إسرائيل؛ كما لن يتَّصِل بالأردن إلاَّ عبر أرضٍ من الضفة الغربية ضُمَّت إلى إسرائيل، فوجود "دولة أندورا الفلسطينية" في داخل، وضِمن، "دولة إسرائيل اليهودية"، هو جوهر "حل الدولتين" الذي قبله نتنياهو!

و"أندورا" هي إمارة صغيرة (مساحةً وسكَّاناً) تقع بين فرنسا وإسبانيا. إنَّها "دولة داخلية"، لها عاصمة، وعلم، وبرلمان، وحكومة، ودستور، مزدهرة سياحياً، ليس لديها مطارات دولية، وتتولى فرنسا وإسبانيا الدفاع عنها.

إذا كانت "دولة فلسطين الديمقراطية المسالمة" بالخواص الجغرافية والسيادية لإمارة أندورا، وإذا كان ثمن قيامها هو الاعتراف بإسرائيل على أنَّها دولة يهودية، أي تخصُّ "الشعب اليهودي" فحسب، فإنَّ "فلسطين تلك" هي "مطلب نتنياهو" الذي يريد للفلسطينيين قبوله.
وإذا اعترف الفلسطينيون بإسرائيل على أنَّها "دولة يهودية"، وقبلوا حلاًّ نهائياً لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتوافق، ولا يتعارض، مع اعترافهم هذا، فإنَّ "الدولة اليهودية" يمكن أن "تجازيهم"، عندئذٍ، "خير جزاء"، بأنْ تسمح للاجئين الفلسطينيين بـ "عودة غير مباشِرة" إلى إسرائيل، أي بأنْ يعودوا، أو يعود قسم منهم، إلى "دولة أندورا الفلسطينية" التي تقع ضِمن "دولة إسرائيل اليهودية"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعراسنا الانتخابية!
- -حلُّ الدولتين- أم -حلُّ الدولة الثالثة النافلة-؟!
- ما معنى -نقطة التحوُّل 3-؟
- هذا المسخ لمفهوم -الأكثرية-!
- فكرة قريع!
- أعْتَرِف بإسرائيل على أنَّها -دولة يهودية صهيونية فاشية-!
- تناقض -النظام الديمقراطي- في لبنان!
- .. ونحن أيضاً عقبة في طرق السلام!
- لو كان الفساد رجلاً..!
- في -فوضى الفتاوى-.. كاد يُحرَّم الحلال ويُحلَّل الحرام!
- ما يردع إسرائيل عن مهاجمة إيران!
- -جمود تفاوضي- حتى نهاية العام الحالي!
- -ساعة الحقيقة- في البيت الأبيض!
- السياسة في فضائها المنحني!
- عندما نتبادل مع إسرائيل القلق من إيران!
- لعبة ضارة تدعى -التدليس اللغوي-!
- مُثَلَّث أوباما!
- -عباريم- تَحُدُّه -الأوهام- غرباً و-الحقائق- شرقاً!
- ردٌّ من جواد البشيتي على ما نُشِر من تعليقات على مقالته -ويس ...
- ويسألونكَ عن -الجاذبية-..!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الدولة اليهودية- و-دولة أندورا الفلسطينية-!