أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - نص اللاجئ ( ذاكرة الأنسان بين طيات هذا الزمن ) للروائي محمد الأسعد















المزيد.....

نص اللاجئ ( ذاكرة الأنسان بين طيات هذا الزمن ) للروائي محمد الأسعد


توفيق الشيخ حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2673 - 2009 / 6 / 10 - 04:54
المحور: الادب والفن
    


ان كل انسان تجري في دروب وجدانه ايقاعات الكون وتسبح في مسارب ضميره مظاهر الحياة واحداثها ، وتتلقى مشاعره واحاسيسه نغمات الطبيعة بحسب استعداده للتلقي ودرجة رهافته الطبيعية ، فكل ما يجري ويسبح في مسارب الضمير البشري وكل ما تتلقاه المشاعر والأحاسيس فهو – لا بد – مطبوع بنبض ذلك الضمير ، ومطبوع بلمسات تلك الأحاسيس ..

في لقاء مع القاص العراقي – عبدالرحمن مجيد الربيعي – لجريدة العلم المغربية قال الربيعي ..

( بامكان الروائي العربي الطموح ان يكتب رواية عظيمة ، لأن موروثنا في هذا المجال قليل ومحدود الأهمية قياسا الى ما انجزه روائيو العالم ) . .

لو كنا نقاد ادب لكانت أولى الخواص الأدبية التي تثير انتباهنا هي الجمال الفني .. وهذا يبدو جليا وواضحا من خلال الأسلوب وروعتها ونقاء النبرة الصوتية للكلمات .. ان من واجب الأدب العظيم ان يكون ممتعا وذا قيمة .. والأدب الذي لا يعطينا المتعة هو ادب ميت وسرعان ما يدفن بالأدب الأفضل .. يقول تشيخوف ( أفضل الكتاب هو الكاتب الواقعي الذي يكتب عن الحياة كما هي ، ولكن لأن الأحساس بالهدف يسري كالعصارة الخفيفة في كل سطر في ما يكتب ، فانك لا تشعر بالحياة كما هي فحسب , بل كذلك كما ينبغي أن تكون .. فيسحرك ذلك ) ..

ان ابرز صفات الأنسان القدرة على التعبير عن خلجات نفسه ، واّماله , ومخاوفه ، فأن كل فرد لديه الأستعداد ايضا لنقل تعبيرات الأخرين ، هذا التجاوب يعتبر دعامة أساسية في تكوين المجتمعات الأنسانية ، ونتيجة حتمية لهذه الصفات والغرائز والقدرات والأنفعالات والأحاسيس التي يتميز بها الأنسان ..

بين طيات هذا الزمن وذاك، معاناة لا تصفها الألسنة او الأقلام ، وألم لا تعرف مداه الا اذا نظرت الى وجوه اصحابها .. وقليل من الذكريات ان مرت على ذاكرة الأنسان فهي قاسية تعتصر لها القلوب ألما .. هكذا تبدأ الحكاية .. حكاية الموتى الذين ابتسموا عندما رحلوا هناك .. حكاية الزمن الذي تبعثر على جراحات الثكالى ، بعد ان جفت الدموع واصبح الوطن شظية ، يمكن ان تقتل كل العابرين في المكان الخطأ ، في الزمن الخطأ .. حكاية الغربة اللئيمة التي يمكن ان تشكل في داخلك ذاك الحنين المفقود .. فالوطن في غربة .. والغربة في الوطن .. لا سبيل الى ادراك الموت الا اذا جلست وحيدا تفكرفي تلك الخطى المسرعة بأتجاه الموت بلا ثمن ...

" نص اللاجئ " ( ذكريات القبيلة الضائعة ) للروائي الفلسطيني – محمد الأسعد –عمل يجسد فيه اللاجئ تشرده في المنافي وذكريات تحمل الأحداث والتأملات السوداء عن وطن يحمل صورة متكاملة عن الغربةوالنفي .. اننا امام عالم روائي يكشف لنا صورة الزيف العربي لما يعانيه اللاجئ الفلسطيني ..

الوطن نافذة حب ، وحكاية خبز أمي الساخن ، ووجه أبي الصبوح ، وحقولنا وكرومنا وبحارنا الصاخبة وجبالنا الشامخة .. لماذا اراد – الأسعد – ان يعيد كتابة تأريخ الوطن بهذا الشكل .. أهي مجرد ارضاء نزوة ، ام ليحّمل القارئ المتعة غير المتعبة .. الرواية تعطي للتأريخ من دروس وبصورة مباشرة رغم ما فيها من موضوعية علمية .. انه ينظم الأكتشافات الفكرية الكبيرة عبر المراحل الزمنية ..

" انهم قبيلة ضائعة بكل معنى الكلمة سقطت من السجلات الرسمية والذاكرة معا ، وتعرضت كما سنرى للمحو لسانيا وثقافيا وككائنات انسانية ، ومع ان مجموع الشعب الفلسطيني في اماكن اللجوء الاخرى سقط كتجربة انسانية ويتساقط من ذاكرة الثقافة الفلسطينية نفسها في تناسب عكسي مع ارتفاع او انخفاض مناورات القيادة السياسية " ..

قضية اللاجئين الفلسطينيين هي ليست قضية ارض بقدر ما هي قضية انسان .. الأنسان ذاكرة .. والذاكرة مجمل تأريخه .. أن تأريخ – الأسعد – يشير الى جديته ورغبته في دفع فن الرواية العربية الى اعلى مستوىممكن ومساو لمن مهدوا الطريق في انحاء العالم .. ما اصعب ان يقول الأنسان ما يفكر فيه في كل العصور .

لم يعد الكشف عن العالم الذي نعيشه كافيا .. ولم تعد كافية تعريته وفضحه والتعبير عن أزمته .. انه لا يقدم صورة الموجود وانما صورة الممكن , وما دام ممكنا رؤية الوجود على نحو مختلف فأن باب الأبداع يظل مفتوحا امام اعين المتلقين على احتمالات لا نهاية لها مما يثير فيهم الرغبة في اقتحامه بروح جديدة ..

يقول – هلدرن – " ان اللغة اشد المقنيات خطرا " فهي احدى الخصائص الكبرى للترابط الأنساني ولها القدرة على جعل الأنسان يقف موقف العلانية تجاه – الهم – بالمفهوم الهيدجري .. فالأنسان لا يعرف ما في اعماقه ولا تدرك افكاره الا في اللغة التي يستعملها .. فهذه اللغة وهذا الأنفتاح وهذه العلانية استطاع الأنسان ان يحدد وجوده في العالم .. فباتت جزءا من كينونته ولهذا تصبح عبارة هيدجر – انا ما اقول – لأن خطورة اللغة تكمن بهذا الأنفتاح وهذه العلانية ..

وثيقة السفر الفلسطينية هي لعنة يحملها اللاجئ الفلسطيني وتجلب له معها سوء المعاملة والأهانة والأحتقار وغير معترف بها .. انها وثيقة مشكوك في هوية حاملها في اي مكان يحل فيه ، انت شخص بلا جنسية .. - اي بلا وطن – هذه هي المعضلة التي يعانيها اللاجئ الفلسطيني .. العالم العربي يسمونك " وطنا " ولكني اسميك " منفى " فكل شئ في حياتنا اليومية يحدث كقدر ، كجبر ، يفرض علينا التسكع في الشوارع كمن حلت بهم اللعنة .. العالم العربي يقايض وجودنا باستغلالنا ، يبتزنا نفسيا .. يجعلنا نتذوق الموت ونرتشف كوؤس مترعة بالعدم . العالم العربي بكل اصواته ومناظره وروائحه متهم بالأعتداء على كل حواسنا .. في العالم

العربي قتلى .. موجودون في كل مكان وليس في اي مكان ... علينا ان ندرك ان الطريقة التي فكر بها الكاتب هو ما جعله يتحمل عبء الحياة الشاقة التي واجهته فقدم لنا نموذجا حقيقيا للمثال الأخلاقي في الفكر والفن ، حيث لا يمكن الفصل لحظة واحدة بين حياة المفكر والفنان وفكره او فنه .. لقد اغتيلت البسمة على شفاهنا، وفرحتنا مصلوبة بكل الشوارع على جدران الحقد .. من كان بعيدا عن الوطن يعيش على امل العودة .. الغربة وطن اّخر مع فارق الحنين .. فالأنسان المحكوم عليه بالموت قدريا لا يستطيع ان يتجدد من البداية

مرة اخرى ولكن في هذا العالم العدائي المشحون بفكرة الموت ، لا يفقد اصالته عبر غربته .. انه مثل النهر يستمد من غربته ، من مجراه قوة الطوفان .. انه يقهر الحياة ذات الأمتداد الزمني ، يا لها من رحلة شاقة مضنية , انطلق منها – الأسعد – في منعطفاتها وامضى عمرا طويلا في مشواره المجهول وتناول مرارةالغربة والنفي .. وأين نحن في تزاحم هذا الكون الجنوني ...

اخيرا .. كانت القضية حقا تثير عمق الأسى فقد قدم البعض باخلاص كلماتهم والبعض دمائهم وهكذا تتطور الحياة في وطننا وفي العالم أجمع .....



#توفيق_الشيخ_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الكريم كاصد طائر العراق
- متاهات أسباخ على رصيف التعب
- محمد خضير نخلة البصرة
- الوطن الرمز المنفى في شعر محمد الأسعد
- الرمز والأسطورة في شعر بدر شاكر السياب
- شجون ومواجع عناقيد آخر الليل
- ابن البصرة الكفيف - ثائر عبد الزهرة لازم -
- تأملات مع بكائيات الربيع


المزيد.....




- كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر ...
- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - نص اللاجئ ( ذاكرة الأنسان بين طيات هذا الزمن ) للروائي محمد الأسعد