|
شعراء فلسطين يقاومون الاحتلال حباً و شعراً.
معين شلبية
الحوار المتمدن-العدد: 2673 - 2009 / 6 / 10 - 04:54
المحور:
الادب والفن
الدوحة تواصل احتفالاتها بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009 شعراء فلسطين يقاومون الاحتلال حباً و شعراً
عاد الى البلاد الشعراء سليمان دغش سفير فلسطين في حركة شعراء العالم , عضو الحركة الشاعر معين شلبية والشاعر عبدالناصر صالح بعد مشاركة فاعلة ومميزة في احتفاليات القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 التي نظمتها وزارة الثقافة القطرية في عاصمتها الدوحة بدعوة رسمية من وزارة الثقافة القطرية والمجلس الأعلى للثقافة والتراث القطري,
وأحيا الشعراء مساء (الأربعاء) 27/5/2009 ضمن فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 أمسية شعرية في قاعة الصالون الثقافي بحديقة الرميلة، وذلك بدعوة من وزارة الثقافة والفنون والتراث. وتأتي الأمسية الشعرية التي أدارتها باقتدار الإعلامية أماني عواد، ضمن مساهمات وزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر في الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية لهذا العام. ويعد الشعراء الثلاثة من الجيل الثاني لشعراء المقاومة بعد محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد، هذا الجيل الذي لا يزال إلى حد بعيد منقطعاً عن محيطه العربي الكبير لما يفرضه الاحتلال من حصار وتضييق على أدب المقاومة والذي يشكل أحد أهم خيارات المواجهة الفلسطينية مع الاحتلال. وتناولت قصائد الشعراء موضوعات مثل القدس والعدوان الهمجي الصهيوني على غزة والوحدة الفلسطينية والحلم الفلسطيني في العودة والحرية والاستقلال، كما أكد الشعراء بحضورهم وأشعارهم استمرار مسيرة شعر المقاومة وعدم توقفه عند جيل الرواد كما يتصور البعض، وأنّ ثمة تجارب شعرية زاخرة في فلسطين يمثل بعض أبرزها الشعراء الثلاثة تواصل مجرى هذا النهر العظيم وترفده بماء الشعر المقدس/ماء الحياة. وألقى الشعراء -من خلال إحياء الأمسية الشعرية- الأضواء على القدس المحتلة والتي تتعرض إلى حملة تهويد مسعورة لتغيير معالمها العربية وتفريغها من سكانها العرب الفلسطينيين ومواصلة خنقها بسلسلة من المستوطنات التي تمتد وتتوسع يوماً بعد يوم، وكانت سلطات الاحتلال قد منعت أية فعالية ثقافية في مدينة القدس وداخل الخط الأخضر التي كانت مقررة في افتتاح فعاليات «القدس عاصمة للثقافة العربية 2009». وفي بداية الأمسية شكرت الإعلامية أماني وزارة الثقافة والفنون والتراث في شخص وزيرها الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري، والأمين العام للوزارة مبارك بن ناصر آل خليفة، ومدير إدارة الثقافة والفنون فالح عجلان الهاجري، الذي كان حاضرا في الأمسية إلى جانب شعراء وأدباء ومسئولين سامين بسفارة فلسطين بالدوحة.
وكان أول الصادحين الشاعر سليمان دغش سفير الشعر الفلسطيني إلى العالم الذي قرأ «الكلمة الأخيرة لامرئ القيس"
في الحُلْمِ مُتَّسَعٌ لنا والْحُلْمُ أوَّلُ خطوَةٍ في الرّيحِ سوفَ أطلُّ من حُلُمي عليكِ وأشتهي ما شئتُ أو ما شِئتِ من غاباتِ لوزكِ وهْيَ تومئُ للفراشاتِ التي ارتعَشَتْ على قيثارةٍ في الرّوحِ تختزلُ المسافةَ كيْ توحِّدَ ذاتَها في زُرقَتيْنِ قريبتيْنِ بعيدَتيْنِ فليسَ أبعدَ منكِ عنّي ليسَ أقربَ منكِ منّي ليسَ أقربَ ليسَ أبعدَ من سماءِ الحُلْمِ عن بحرِ الحقيقةِ زُرقتانِ وزورقانِ ووحده الماءُ المُهيمنُ في المدى الوهميِّ يحتَرفُ المرايا... ها هنا في الحُلْمِ مرآةٌ تُباعِدُ أو تُقارِبُ رُبّما كُنّا وتلكَ حقيقةٌ مخفيّةٌ فيما تعدّى ظاهرَ المرآةِ في المرآةِ متّحدَيْنِ مَرْئيَّيْنِ مخفيّيْنِ لا أحدٌ سيفهَمُ شيفرةَ المرآةِ إلاّ نحنُ فالمرآةُ وهمُ الحالمينَ وَوَحيُ أصحابِ اليقينِ فلا تقولي للعصافيرِ التي ألِفَتْ أنينَ الر!وحِ وائتَلفَت جنونَ الرّيحِ وَيْحَكِ... لَنْ تَمُرِّي هاهنا في الحلْمِ مُتَّسعٌ لها.. في الحُلْمِ متَّسعٌ لَنا...
وأنشد بعدها قصيدة حول غزة متوسلا للموت أن يكون رحيما بهم في ظل الحصار الطويل الذي يفرضه الاحتلال:
في سَماءِ العصافيرِ ما بينَ غزَّةَ والمتوسِّطِ ثمَّةَ طائرةٌ تتسابَقُ مع ظِلِّها الزّئبقيِّ على سطحِ أحلامِ أطفالنا النائمينَ على موعدِ البحرِ لا كهرباءَ هنا كيْ تضيءَ منازلنا في ظلامِ الحصارِ الطويلِ الطويلِ على حافّةِ الموتِ ما أصعب الموت حينَ يجيءُ بطيئاً بطيئاً كما السُلحفاة ليأخُذَ أطفالنا واحِداً واحداً كُنْ رؤوفاً بنا أيُّها الموتُ ما أنتَ إلاّ ملاك نبيل توصّى بنا لا تَكُنْ قاسيَ القلبِ خُذنا جَميعاً إلى ملكوتِكَ لا تتلكأْ لماذا تُقَسِّطنا هكذا دفعةً دُفعةً طالما اخترتَنا للرحيلِ إليكَ على جانحيكَ تقدَّمْ تقدَّمْ فإنَّ فراشاتنا احتَرَفَتْ سُنَّةَ النارِ حولَ القناديلِ كيْ تتوضّأَ بالضوءِ أو تتوحَّدَ بالمستحيلِ على بُعدِ وَمضَةِ نجمٍ وليدٍ يسمّى لدينا الشهيدَ الشهيد
أما الشاعر معين شلبية فأنشد " هجرة الأشواق العارية ":
علَى قيدِ الموتِ كانَ ضيفُ المطرِ يرسمُ فوقَ الرِّيحِ مَا فقدتْ يداهُ تخومَ اشتياقهِ وفوضىَ جهاتِهِ وحلمَ المدَى. لمْ يبقَ مِنْ عَبَقِ الرِّياحِ مَا تشتهيهِ المرايَا لِتُسْقِطَ ظلِّي عليَّ يؤَثِثُها الصمتُ الذِي تليهِ ضجةُ الجسدِ شتاءُ الروحِ وقيامُ الندَى. غابَ محكوماً بالفراقِ طاعناً فِي العشق ِ تراودُهُ جدليةُ تدميرِ الذاتِ جماليةُ تهكمِهِ علَى الحياةِ سعادةُ المتَّكئِ علَى خرائبهِ وهمسُ الصدَى. عادَ يطلُّ عليهَا هيَ المسكونةُ بالأوجاعِ ونزاعِ الألوانِ المفعمِ / بألقِ العتمةِ ولهيبِ الأنوثةِ حتىَ أضحَى غيابهُا الشَّهيُّ عابراً فِي الوجدِ الذِي يطفحُ سكونَ الردَى. باتَ مكفَّناً بالأسئلةِ وفياً للأمكنةِ مدافعاً عَن هشاشةِ الممكنِ فِي مهبِّ الجسورِ مُذْ تخلَّى البوحُ عنهُ والباقِي سُدَى. صارَ يبحثُ عنهَا فِي خريطةِ ترحالهِ الداخليِّ بكلِّ مَا عَلِقَ بقلبهِ مِن غبارِ التشرُّدِ والتَّصحرِ والضَّياعِ لعلَّها تدخلُهُ سريرَ التجلِّي وتحصِي أضلُعَه لَهُ الرِّيحُ كلُّها ولهَا مقاماتُ الهدَى. مَا ظلَّ فِي القلبِ متسعٌ للنشيدِ وأنتَ فِي صحوةِ الفُقدان لاْ صحراءَ للذكرَى ولاْ مرثيَّةٌ زرقاءُ تعلُو فوقَ سطحِ العنفُوان. هوَ الشاردُ الأبديُّ مِن حطامِ البحرِ يطلعُ وهيَ الشهيةُ والنديَّةُ وهيَ الأميرةُ مِن ديارِ الحلمِ تهبطُ كيْ تستكينَ الروحُ علَى جسدِ الأقحُوان. مَا عادَ هوَ هوَ فقطارُ العمرِ يومضُ حدَّ الحلكةِ وفراشاتُ القلبِ تحملُ ممشَى الذكرياتِ؛ هجرةُ الأشواقِ جواحيمُ تتقرَّى قسماتِ المترقرقِ الأبديِّ والمجاهيلُ أَجنحَتي تحطُّ عَلى سقفِ الرِّيحِ لكلِّ اسمٍ رجوعُهُ ملءَ المدَى لكلِّ رَجْعٍ صداهُ كلمحِ الأرجُوان. مَا عادَ هوَ هوَ ومَا عادتْ هيَ ومَا عدتُ أنا أنا ولاْ الآخرُ أنا ومَا الحالةُ إلاْ حيِّزٌ كونيٌ للمشتهِي محطةُ انتظارٍ فِي الأبديَّةِ البيضاءِ حيثُ الكلُّ فِي الواحدِ والواحدُ فِي الكلِّ قرابينٌ مؤجلةٌ فِي ذُروةِ النسيَان. علىَ طرفِ التَّأملِ وفِي حضرةِ الشوفِ والغيابِ ينتابُني شعورٌ عصيٌّ علَى الإدراكِ يعودُني فِي الوحدةِ عطرُها الشَّهيُّ أنوثَتُهَا المترفعةُ شهقةُ اللهفةِ الأولَى حضورُها المباغتُ الخفيُّ رِعشةُ الإنخطافِ فِي سُبْحةِ الحرماَن. وأسألُ: - لماذَا تورقُ الزنابقُ فِي أوصالِي مِن جَديد؟ * لكيْ تُرَطِِّبَها الرِّيحُ يَا حَبيبي ! صمتاً صمتاً يَا حَبيبتي قدْ يسمعُنا أحدٌ لكَم تشبهينَ الماءَ لكَم تشبهينَ الرِّيحَ فِي حالةِ الهيَمان. صاهلٌ بالرغباتِ تأخُذُه القصيدةُ مِن جذوةٍ فِي القلبِ لاْ لشيءٍ رُبما كيْ تؤوِّلَّ مَا فيهَا مِن هاجسٍ يشتهيهَا لتَقرأ مَا يقولُ البحرُ ليْ: لاْ شيءَ يشبهُنا / وذاكَ منحدرُ الكلامِ تحرقُ هاطلاتِ ذاكَ اللهيبِ لنكتبَ مِن قريبٍ مَا تحطُّ السماءُ مِن ملامحَ تعرَّت علَى عزلةٍ قاتلَة . مارقُ حلمُنَا كأنَّهُ كائنٌ حبريٌّ لمْ نكنْ رمزاً لتحمِلَنَا النوافذُ علَى شفيرِ الأسئلَة ولمْ نكُن واقعاً يتجلَّى عَلى حبَّةِ القلبِ حينَ خابَ الظلُّ وارتحلَ الأُوارُ ولكنْ يا سيِّدي الحزنَ: غامضةٌ ظهيرتُنَا فِي لحظةِ الكشفِ الزائلَة. مقيمٌ فِي مجراتِ العراءِ يغرفُ رجعَ الغضَى منذورٌ للخساراتِ المعلقةِ علَى جدرانِ الغيابِ بعثرَهُ السبرُ عمَّا تخفِي حينَ تخلعُ الشمسُ ثوبَهَا الليليَّ وتحنُو قامةُ الأفقِ لهَا .. نخفقُ: نحنُ شهدُ الشهوةِ الأولَى نحنُ رذاذُ الضوءِ شهقةُ الحريرِ المجعَّدِ حفاوةُ الأضدادِ خريفُ الاعترافِ فِي ليلةٍ فاصلَة. كنبعٍ دافقٍ جوارَ مدفأةِ الأشواق ِ يتقرَّى أبهاءَها يتساقطُ الوهجُ علَى مداخلِ قلبِي صديقةُ الأسئلةِ تعلنُ سعيرَ الويلِ يقفُ متحدياً محنةَ وجودِهِ يتجولُ داخلَ خرائِبِهِ فِي زمنِ الموتِ العبثيِّ يحملُ صقيعَ المعاناةِ وجعَ الحواجزِ والجدرانَ العازلَةِ. واصلَ حنانَها السَّخيَّ فِي غيبوبةِ ذهولهِ حاملاً حائطَ الدهشةِ والإخفاقِ؛ فِي لحظةِ تأبينِ أحلامِهِ تزمِّلُهُ حالةٌ مِنَ التَّصوُّفِ الضارِي تُغطِّي نواحَ الإنكفاءِ وهشاشةَ الممكنِ يدلُقُ روحَهُ ويمضِي فِي نقعةِ الضوءِ المائلَة. تعبتُ مِن هواءِ البحرِ والصحراءِ تجاعيدُ الوقتِ تَشْرَقُ روائحَ الليمونِ سياجُ البيتِ مشدودٌ علَى صفصافَةِ المنفَى نرجسٌ رخوٌ ينثالُ مِن حبلِ المساءِ شلالٌ مِنَ السُّهدِ يلتحِفُ الخيالَ وجهٌ يتوسَّدُ النجماتِ فوقَ جذوعِ السماءِ فراشةٌ في القلبِ تقايضُ الليلَ ظلٌّ يطمرُ ظلَّهُ المهجورَ ويَسْكُنُ راحلَة.
ثم تلاها بقصيدة «الموجة عودة»
ولماذا أسامحُ يا أصحابُ ؟ هل أحدٌ منكم يحملُ أمتعةَ الصبحِ مكاني هل مَن يقرأُ في حزني النكبَة ويشاركُ في موتِ الليلِ مقاساةَ العتمَة ويمزقُ شرياناً في أحشاءِ زماني كانتْ في قلبي تتفتحُ زهرَة كانتْ في روحي زنبقةٌ مُرَّة مرَّ العمرُ ويا ليتَهُ... ما مرَّ. كانتْ في قلبي تتفتَّحُ طفلَة تتململُ في رحمِ الأحزانِ.. تُعاني كانتْ في روحي أُنثَى ترسُمُ أَجنحةَ الشمسِ وأَعقابَ البسمَة لكنَّ سهامًا مِنْ قوسِ أَحبائي بُعثتْ في عزِّ الصبحِ إلى روحي ... فأصابتْ ! ماذا أفعلُ يا أصحابُ ؟ هل يوجدُ مَنْ يحملُ منكم أتعابَ الأُمَة هل أحدٌ منكم يقرأُ أسفارَ البحرِ ويرشُفُ مِنْ قاعِ الكأْسِ بقايَا الجمرَة ؟ وتقولُ الطفلَة: ماذا أفعلُ كي تجعلَني حُبلَى!؟ ماذا أكتبُ يا أغرابُ؟ هل يوجدُ مَنْ يفهمُ فيكم ما قد أكتبُ؟ قد أكتبُ عنكم كلَّ خطاياكُم وأُعانقُ فيكم في عزِّ الظهرِ عذابي لتكونَ الثورَة لتكونَ الثورَة لتكونَ الثورَة.. ماذا أعملُ يا عشاقُ؟ هل أحدٌ منكم يعرفُ طعمَ الجرحِ المالحِ في صدرِ القُبلَة؟ هل أحدٌ منكم يعرفُ كيفَ يكونُ الحبُّ علَى جسرِ العودَة؟ هلْ أحدٌ منكم يعرفُ كيفَ تغيبُ الروحُ علَى خصرِ الخيمَة؟ هل أحدٌ منكم يعرفُ كيف يجوعُ القلبُ وتنتحرُ الشَّهوَة...؟! ماذا أفعلُ يا أحبابُ؟ سرابٌ هذا ... هذا سرابُ واصلْ شهوتَكَ المائيَّةَ واصلْ أحلامَ الزوجَة فغداً ستعانقُ تلكَ الموجَة الموجةُ عودَة الموجةُ عودَة الموجةُ عودَة.
وغنى بعدها لـ «محنة الألوان»:
هُناكَ.. خَلْفَ البحارِ العتيقَة لاْ نَوَى قُرمزيٌّ يَرْبِضُ خلفَ الزَّحامِ لاْ نوارسَ تُوَدِّعُ عُشَّ النَّدَى وَلا هواءٌ يحرِّكُ فيَّ الصَّدَى لِيْ خلفَ البحارِ بحارٌ وَليْ وردةٌ فِي مرايَا الكلامِ وَفناءٌ مرجعيٌّ يحملُ خيطَ المدَى يَدِي علَى ساحلِ الجسدِ المخيَّم وَيدِي الأُخرَى نواحِي الرُّكام فَاخرُجوا مِني لتَعْبُرَ خطوتِي رُويداً رُويداً ثُقوبَ الخِيَام. لَمْ يبقَ بيْ جرحٌ يذاكِرُني كَيْ تراوِغَ مهجتِي منِّي عَليَّ لَمْ يبقَ بيْ رَجْعٌ ليخمِشَ كُنْهَ مَأْساتِي القَطيعَة. خَبَّأْتُ فيْ صِوَرِ الكآبةِ دمعَهَا لأَسْبُرَ مَا وراءَ الموْت لَمْ أَجِدْ فيهِ الخَلاص فَالذِّكرياتُ تَفِرُّ مِنْ هَلَعِ الكتابةِ حِينَ يَأْخُذُنِي المخَاض لَمْ أَجِدْ فيهَا الخَلاص وَأَنا هِبَةٌ مِنْ خيولِ الغيبِ لَيْسَ فيَّ سوَى مراثٍ كنَّستهَا الآلهَة نَفْحٌ تَشَظَّى عَلى فَكَّةِ النُّورِ المغطَّى بِالإيمَاض. طَاْلَ انتظارِي فيْ سماءِ الفاجعَة طَاْلَ انتحارِي كَنحلةٍ عَطْشَى تُجَرْجَرُ فِيْ شوارعِ لونِهَا المقتُول كَفراشةٍ حَلَّت ببرزخِ الأَحلامِ حَينَ تُطْمَسُ الأَحلامُ وَالحُلْمُ بَتوُل. طَاْلَ طَوافِي فيْ منابعِ نورِهَا وَنورُهَا قمرٌ ضبابيٌّ تَلَظَّى بنارِ الثَّلجِ والأَوهَام! يَبُسَ الكِمَام وَناحَ طالعُ الأَحزانِ فيْ دمِّي فََاترُكِي كفَّيكِ مرآةً علَى حُلُمِي يَكادُ الحُلْمُ يُشْبِهُنِي وَأَنَا المحاصَرُ فيْ ظِلالِ الله ِ عَلَى وَردةٍ يَائسَة. لاْ تهجرينِي عندمَا يخبُو الضِّيَاء لَمْ يبقَ ليْ منفَى يُعاوِدُني وَلا وطنٌ يحدِّقُ فيْ العَراء! عَلَى جَسَدِي تَطفُو حَيْرَةُ الأَلوانِ وَالرُّوحُ تَفْتَحُ بابهَا للرِّيحِ عَلَّ الرُّوحَ تخلَعُ جسمَهَا الصُّوفيَّ وَبَوْحَ سَديمِهَا فَالدُّنيَا خُـــوَاء لاْ تَرْضَعِي بُؤْسِي المُرَاق فَهَذِي بلادِي ثَانيةً تُهَرْهِرُ كَرْبُـــــلاء .!؟
وختم قصائده بـ «رؤيا» وفيها:
تَصوَّرتُ يا صديقَتي أَنَّ قراءةَ الشِّعرِ قَد تكونُُ دهشةً أَو نزوةً أَو همسَ نار وَتصوَّرتُ يا جميلتي أَنَّ كتابةَ الشِّعرِ قَد تكونُ فكرةً أَو شطحةً أَو عُنفوان وَتصوَّرتُ يا حبيبتي أَنَّ الأُنوثةَ قَد تكونُ خِفَّةً في الكشفِ أَو رِعشةَ انبهَار وَتصوَّرتُ يا أَميرَتي أَنَّ وصلَكِ الوحشيَّ قَد يكونُ نزعةً أَو جُرعةً أَو كَهرمان وَتصوَّرتُ أَنَّ الحزنَ غاليتي وَطَنٌ ككلِّ المرايا وكلِّ البِحار وَتصوَّرتُ يا قاتلتي، أَنَّ الموتَ ملتحفٌ بِكلِّ أَسبابِ البلوغِ؛ وقدْ يُكْمِلُ النُّقصان وَتصوَّرتُ أَنَّ العشقَ مُلهمَتي، لغةٌ تَأْتي دُفْقَةً واحدةً دونَ انتظار وَتصوَّرتُ أَنَّ الحلمَ سيِّدتي هجسٌ غابرٌ لاْ يكفُّ عنِ الدَّوران وَأَنَّ الرُّوحَ وأَنَّ الجسدَ فاتنتي نَايٌ على شَغَفِ النَّهار وَلكنِّي ما تصوَّرتُ يوماً أَنَّ رحيلَكِ السَّرمديَّ سَيُلغي المكانَ ويُنهي الزَّمان وَأَنَّ صُعودي نحو هاويتي سَيَحظى بهِ الحبُّ وَلو كانَ انتحَار.
وحيى الشاعر عبد الناصر صالح دولة قطر، وجاء الشكر والعرفان بالجميل قصيدة نوردها كاملة:
قطر.. قطر الليل يشتهيك والنجوم والقمر.. وشاعر متيم بالعشق، مولع بوجهك الفتان مولع بالنور يأتي من مرافئ السمر يا ظبية الصحراء في بهائها وموجة البحر التي تظل في حضورها عصية على الخطر آتيك من بلاد الخوف والحصارْ آتيك مثقلا بالعطر والأشعار آتيك من حقول النار وفي حقيبتي وصية الأطفال والنساء والشجر.. وصية الأرض التي تحلم بالظفر.. آتيك يا حبيبتي وكلما أتيت دوحة الضياء والسَّحر تغسلني عيناك، يملؤني العشق والمطر.. فلتسلمي وتسلمي مدى الدهور يا قطر..
قصيدة «وجه الغزالة.. ماس جدائلها»، وهي قصيدة أهداها إلى الطفل الشهيد فارس عودة الذي تحدى قوات الاحتلال بصدره عاريا، ولم يكتفي العدو بقتله بالرصاص، بل أمعن في القتل وجاء عن طريق المدفع، ومزقوه مزعا، وفيها:
ولد معجزة عاد من نومه تحت ظل الصفيح وأودع أحلامه غيمة وعصافير تعبر صوب المخيم رتب أشياءه في الحقيبة أقلامه صورة الأهل رائحة القمح واجبه المدرسي بشاشة وجه المعلم أو عنفه حين يغضب رهبته حين يفشل في حل أسئلة الامتحان وفرحته حين يمضي إلى الجائزة ..... ولد معجزة يفتح الآن نافذة ذؤابتها أيكة الصدر يبعث أغنية للغزالة وهي تجوب الزقاق على هدي أنفاسه (يتذكر: وجه الغزالة مفتتح اليراعات حين يجف الكلام يسيل الهواء دما صافيا) يتهيأ للصحو أي الدروب سيسلكها دمه؟ أي قنبلة ستفجر رأس الفتى وتميط اللثام عن الجرح (والجرح أوسع من دورة الأرض والقلب أكبر من لهفة الغائبين) يتهيأ للصحو قال الفتى وهو ينفض أعباءه ليس يأخذني النوم من يقظة السيف لا وقت للنوم لا وقت للانتظار قليلا لكي تعبر الحافلات عقارب ساعته سوف يدركها الوقت والأصدقاء يجيئون يتجهون إلى أول العمر: راياتهم والنشيد المؤجل والشجر النبع والقدس والعرس والطفل يصعد أدراجه الجاهزة
وبعدها قرأ قصيدة صمت:
الآن انزلقت من أهداب الليل غصون الموت الآن بكيت وشربت مرارة كأسي نادمني الحزن/ السجن/ الوقت الليلة زارتني عيناك وساد الصمت
ثم قرأ على الحضور قصيدة قصيرة بعنوان: «كآبة»
تزورني الكآبة تسحقني الهموم والرتابة فأرتمي في حضن عزلتي في حضن مأساتي مسافرا يهدني التعب ينخر في أحشائي السغب لن تطفئي بركان ثورتي لن تقطعي بقشة شلال أمتي لن تقطعي جذوري فلتدركي فلتدركي حقيقتي.
يشار إلى أن الأمسية الشعرية أبى النثر فيها إلا أن يقول كلمته، وفسحت الزميلة أماني عواد النقاش، ودار الحديث حول دور الشعراء في لم الشمل ووحدة الوطن، وقال الشعراء إنهم بكلمتهم وشعرهم فداء للوطن، رغم حملة التهويد المسعورة، ومصادرة الأراضي والقتل والتشريد والتجريف، ولن يرضخوا وإن كان الثمن الأغلال والسلاسل والسجون.
قناة الجزيرة تستضيف الشعراء الفلسطينيين: هذا وكانت قناة الجزيرة قد استضافت الشعراء الثلاثة في برنامجها الصباحي حديث الصباح يوم الخميس الساعة التاسعة والنصف في بث حي ومباشر وأجرت المذيعة والإعلامية المتألقة هبة الغمراوي حواراً لمدة نصف ساعة مع الشعراء تناول موضوع القدس وأدب المقاومة والحرب على غزة والانقسام على الساحة الفلسطينية. وألقى الشعراء بعضاً من قصائدهم أثناء اللقاء . وتجدر الإشارة أنها المرة الأولى التي تستضيف بها قناة هامة بحجم الجزيرة الشعراء الثلاثة الذين يمثلون أهم شعراء الجيل الثاني في أدب المقاومة هذا الجيل الذي لا يزال قليل الحظ مع الاعلام العربي بشكل عام كما استضافت إذاعة قطر مساء الخميس 28/5/2009 الشعراء في حوار حيّ ومباشر أدارته المذيعة والإعلامية بثينة عبدالجليل تناول الوضع الراهن في فلسطين والانقسام الداخلي وأوضاع القدس التي تتعرض لحملة تهويد مسعورة إضافة الى المشهد الثقافي وأدب المقاومة . وغطت الصحافة القطرية كافة الفعاليات التي قام بها وفد الشعراء تغطية موسعة وشاملة.
#معين_شلبية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كفى !!!
-
كفى
-
طوق القصيدة - في وداعك محمود درويش!
-
نعي الشاعر الكبير محمود درويش
-
أدب
-
دراسة نقدية
-
رؤيا
-
تجليات الأزرق الكوني
-
دهشة الخلاص
-
كرجع الصّدى
-
حينَ خلعتُ جسدي !؟
-
قبل الماء
-
كلمات مهزومة
-
بحيرة الوجع
-
خيمة في الريح
-
طقس التّوحد
-
دع الشمس وانصرف
-
نجمة أيلول
-
خلف نافذتي الضبابية
-
هل يغريك الموت ؟
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|