سامي فودة
الحوار المتمدن-العدد: 2673 - 2009 / 6 / 10 - 04:53
المحور:
الادب والفن
رحل الزمان وما ظفرت بمطلبي ... وغدا نهاري كالجحيم اللاهبِ
من أين أبدأ قصتي ولمن ترى ... أشكو اللهيب لهيب جمر حاطبيِ
من زاد من ولهي قراءة صرخةٍ ... من عانس ندمت لردِ خاطبيِ
رحماكِ لا تبكي فتلك مصيبة ... جمعتك في نفس الظروف بأعزبِ
أنا أعزب والنار تكوي مهجتي ... لا يعرف الآهاتِ غير مجربِ
ذهب الجميع وقد تباهى كلهم ... في طفلة ممشوقة أو في صبيِِِ
كل يلاعب طفلة في رأفة ... وأنا أراقبهم كأني أجنـبـي
أو هل تراني قد أتيت من الفضاء ... أم هل تراني قد أتيت مع الَسْبيَ
وبقيت وحدي كالمريض ممدداً ... يشكو الفراش تأففي وتقلبي
والنوم ما زاد العيون للحظٍة ... لا زلت أرصد في السماء كواكبي
لهفي على طفل يقول بوده بابا ... رجعت فهل أتيت بمطلبي
فأضمه للِحضن منـي ضمةٌ ... ُتنسي الفؤاَد عناءُ يوم َمَُْتعِبِ
وإذا سجدت تراه فوقي قافزاً ... أنِعْم به من قافز متحمس
أو طفلة إن شابها شئ أتت ... خلفي لتحمي نفسها أو تختبئِ
وتقوم في لطف تمشط لحيتي ... وتلمس الذقن بكل تأدبِ
هذا لعمري فوق كل شهادة ... بل فوق كل سعادةٍ أو منصبِ
من كان يحيى في سبيل طعامه ... كبر عليه أربعا ًثم أندبِ
لا زلت أحلم أن أراهم جانبي ... حتى أضاع الشيب منـي تشيبي
وأحدو دب الظهر لطول تحملي ... عظم الهموم كالجبال يحيط بـي
فرجعت مكسور الجناح ... أشكو لهيب غلاوتك فلا تغضبي
زعموا بنانك في النساء عزيزة ... وجمال مثلك كم يساوى فاحسبي
قد صرت في هذا الزمان كسلعة ... الكل زاود في شراكِ بمطلبيِ
لازلت أجمع مهرك وأجاهد ... جمعت نصف المهر فغنـي وأطربيِ
إن كان يمنحنـي الإله الصحة ... فالنصف الآخر حبى لك فأعلميِ
إن كان إسداء النصحة واجباً ... فأنا سأسديها لمثلك يا أبي
لا تحكموا بالجوار لا تقتلوا ... نفسين كي ترضوا ببعض الكسب
يكفيكما ظلما فتلك مصيبة ... والوأد إن الوأد ردُ الخاطبِ
حكم يجور على الجميع لعمركم ... يؤدِ بهيكل عانس أو أعزب
#سامي_فودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟