سوي عليّ احسان..ذب الجكارة!!

سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 09:52
المحور: كتابات ساخرة
    

أذكر في مسرحية صقر قريش للشاعر الكبير المرحوم محمد الماغوط أن صقر قريش(عبدالرحمن الداخل) حين يقفز الى زمن ضاعت فيه فلسطين واقتطعت الاسكندرونة وتشرذمت الدولة العربية وصارت ضيعا يحكمها الاستعمار واذنابه يدمن على التدخين الذي لم يكن يعرفه في الماضي وحين يطلب سيكارة يقول(اعطني من هذه التي تخفف الهموم)..وبودي لو أعرف على ماذا سيدمن صقر قريش لو عاش في زمننا هذا وفي أوضاعنا هذه هل كان سيدمن على الخمور والمخدرات تخفيفاً لهموم تنوء بحملها الجبال؟!أم أنه سيصبح من(المكبسلين)الذين لا يصحون من الآرتين الا لياخذوا حبة(أم الحاجب)؟!!
أسوق هذه المقدمة بعد أن تناهى الى سمعي أن مجلسنا النيابي الموقر سيناقش في أقرب وقت مشروع قانون يحظر بموجبه التدخين في الأماكن العامة..ذلك أن البلدان المتحضرة سنت مثل هذه القوانين والتشريعات حفاظاً على صحة مواطنيها واطالة لأعمارهم التي يعيشون كل لحظة منها بهناءة وسعادة وبحبوحة عيش لا ينغصها الا مرض كلب العائلة او شعور (بزونة) الجدة بالاكتئاب بعد هجر (العتوي) لها!..ولأن بلدان العالم المتحضر الديمقراطي قد سنت مثل هذا القانون فأن من الطبيعي والطبيعي جداً أن نسير مثلها ونحذو حذوها فحالنا والحمد لله لا يختلف عن أحوالهم بشيء اللهم الا في تفاصيل هينة صغيرة ومتناهية في الصغر حتى لا تكاد تذكر..فهم يربون الكلاب والقطط في منازلهم وشققهم وبيوتنا تملؤها الجرذان والفئران والحشرات الطائرة والزاحفة لترفيهنا وترفيه أطفالنا..كهرباؤهم مستمرة أربع وعشرين ساعة بلا انطفاء وكهرباؤنا لا تأتي في اليوم الا بعضه..وماؤهم معقم نظيف يسير كالنهر بلا توقف وماؤنا عكر ملوث يصل البيوت بالـ(السي سي)..مستشفياتهم نظيفة تكاد تضيء من شدة النظافة والمنتسبون يسارعون كالملائكة لتخفيف أوجاع وآلام المرضى ومستشفياتنا خالية من الادوية والعلاجات والمنتسبون يلبسون(الجينكو)وجوهاً لهم بوجوه المرضى المساكين..مساكنهم وشققهم تشكو قلة الساكنين وانخفاض اجورها ومواطنونا لا يجدون مأوى لهم..دولهم لا تشكو البطالة وخريجوهم يجدون مكاناً لهم في الوظائف وخريجونا تلفظهم الجامعات الى الشوارع..بأختصار أنهم لا يختلفون عنا بشيء أبداً!!
يا ممثلونا(اعزهم الله بعزه وأطال أعمارهم وسنوات بقائهم على قلوبنا)عجلوا بأصدار هذا القانون حفاظاً على صحتكم أنتم قبل غيركم من التدخين السلبي وعقاباً للبطرانين من أبناء هذا الوطن الذين يبحثون عما يخفف همومهم في حين أن لا هموم في هذا الوطن السعيد بكم وبقراراتكم ومشاريع قوانينكم، أصدروا هذا القانون علنا حين لا نجد سيجاراً ندخنه نلجأ الى الحشيشة والكبسلة!!

#سعد_تركي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات