أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - من أجل تجاوز مأساوية المشهد الفلسطيني الداخلي















المزيد.....

من أجل تجاوز مأساوية المشهد الفلسطيني الداخلي


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 07:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


يمكن تلخيص المشهد السياسي الفلسطيني الراهن بتصاعد حدة الاستقطاب والصراع الحاد والدموي على السلطة ، حيث لم تساعد جولات الحوار الوطني على تهيئة المناخات والأجواء باتجاه تجاوز حالة الانقسام التي حدثت في حزيران / 2007 ،رغم كل المحاولات المحلية والعربية ، وقد استمرت حملة التحريض الإعلامي المتبادل ، وتجددت ظاهرة الاعتقالات السياسية ، ومنع توزيع الصحف ، والتعديات على الحريات العامة والحقوق بما في ذلك حق إجراء الانتخابات الدورية للنقابات والتجمعات المهنية ، والتدخل الإداري في بنية وتركيبة العمل الأهلي من أجل إخضاعه للسيطرة والنفوذ، إضافة للقيود الخاصة بحرية الحق بالتجمع السلمي ... إلخ من الممارسات التي تتم بالمنطقتين " الضفة والقطاع " وبتفاوت نسبي بين منطقة وأخرى بطريقة شبه منهجية وخاصة في إطار الاستنزاف والصراع الحاد بين كل من حركة فتح وحلفائها برئاسة الرئيس ابو مازن وحكومته التي يرئسها د. فياض والتي تسيطر على الضفة الغربية ، وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة من جهة ثانية ، وذلك في سياق دائرة الفعل ورد الفعل المتبادلة بين الطرفين .
لقد كشفت أحداث قلقيلية الأخيرة ان هناك انزلاقاً سلبياً خطراً في إطار العلاقات الوطنية الداخلية ، فقد أضحى التنسيق الأمن الذي يتم بالضفة عنواناً لاستنزاف قوى المقاومة ومنها حركة حماس في إطار تبرير السلطة وخوفها من تكرار حالة قطاع غزة على الضفة الغربية وفي سياق التصور المهموم حول احتمالية تحقيق بعض الأهداف الوطنية الأمر الذي يتطلب المزيد من تنفيذ الاستحقاقات الأمنية وفق تصورهم ، كما كشفت تلك الأحداث غياب أجواء المصالحة باستمرار أجواء الشك وعدم الثقة في إطار العلاقات الثنائية بين الطرفين بدليل تجديد حالة الاعتقالات السياسية كل بحق الطرف الموازي ، وزيادة حدة الخطاب الإعلامي التحريضي كل بحق الآخر مما أعاد الأمور إلى المربع الأول و أشاع أجواء من القلق بين المواطنين بعدما استبشروا خيراً بإمكانية نجاح جولات الحوار الوطني التي ترعاها القاهرة .
إن حالة عدم الثقة المتبادلة بين الطرفين دفعت كل منهما لاتخاذ التدابير والإجراءات القاسية بحق الطرف الآخر وذلك دون الأخذ بعين الاعتبار أن السلطة ما هي إلى مصيدة قدمها الاحتلال في ملعبنا لنتصارع عليها بالوقت الذي تفتقد به هذه السلطة لمقومات السيادة في ظل استغلال هذا الاحتلال لحالة الاقتتال والانقسام الداخلي باتجاه الإمعان في فرض الوقائع الجديدة على الأرض عبر تكثيف الاستيطان وتهويد القدس واستكمال بناء جدار الفصل العنصري والإمعان في فرض سياسة المعازل والكنتونات بالضفة وكذلك الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة .
حيث تساهم أحداث الصراع الداخلي بقيام الاحتلال وأدواته الإعلامية لمحاولة إساءة سمعة الفلسطينيين أمام الرأي العام العالمي واعتبارهم انهم غير جديرين بالحكم وبالحق في تقرير المصير ،بدليل فشلهم بإيجاد علاقات سوية بينهما وذلك عبر استخدام أدوات الإقصاء وعدم الاعتراف بالآخر ، كما يستغل الاحتلال الحالة هذه عبر محاولته الاستفراد بقيادة الضفة الغربية من أجل توريطها بحالة التنسيق الأمني التي تتم على حساب أبناء شعبنا دون مقابل سوى استمرارية الحكم " السلطة " والسماح لشريحة قيادية بالتنقل وإدخال الأموال لتلك السلطة ، أي في إطار معادلة الأمن مقابل الرواتب وضمان انسياب أموال المانحين ليس إلا، مقابل وعداً موهوماً بإقامة الدولة ضمن بنود خارطة الطريق ، حيث استمرارية الحواجز التي تصل إلى حوالي 630 حاجز الضفة إضافة إلى سياسة الكنتونات والمعازل والاستيطان وما ألاعيب رفع بعض الحواجز في شمال الضفة ما هي إلا عبارة عن مغريات شكلية تقدم مقابل ضمان خطة التنسيق الأمني واستمرارية الاستجابة للضغوطات الاسرائيلية كما يحاول الاحتلال الاستفراد في قطاع غزة عبر تعميق فصله عن الشق الثاني من الوطن والسعي باتجاه تحقيق تهدئة على الحدود دون دفع استحقاقات هذه التهدئة الممثلة بإنهاء سيطرة الاحتلال على المعابر والحدود والموارد خاصة إذا أدركنا أن الوقائع اليومية تؤكد استمرارية وجود الاحتلال بشقية المادي والقانوني، حيث يقتطع شريطاً حدودياً يسميه المنطقة الأمنية العازلة بمساحة تصل إلى 300 متر شرق القطاع ، كما لا يسمح للصيادين بالصيد إلا بمساحة لا تتجاوز الثلاثة أميال إضافة إلى افتتاحه للمعابر بصورة مقننة إضافة لعدم سماحة بافتتاح معبر رفح حتى هذه اللحظة بصورة دائمة ومستمرة .
إن المشهد الفلسطيني المأساوي الداخلي والذي يستغله الاحتلال إلى ابعد مدى يجب أن يدفع القوى الخيرة المؤمنة بقضية الوطن والمواطن بالتفكير بالطرق والوسائل النوعية باتجاه تجاوزها ، ولعل واحدة من تلك الطرق يكمن بالقيام ببلورة رأي عام ضاغط يعيد النظر بالسلطة بما انها سلطة حكم إداري ذاتي محدود فاقدةً للسيادة، وبأنها مصيدة احتلالية ليس إلا بهدف تعميق الصراع الداخلي عليها ،وتصدير مسؤوليات الاحتلال مرة إلى السلطة الإدارية ومرة للدول المانحة " مالياً " والشروع بالتركيز على منظمة التحرير الفلسطينية من خلال إعادة بنائها وتمثيل القوى الأساسية بها خاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي وباقي القوى غير الممثلة بها وذات التواجد الشعبي بالوطن كعنوان لحركة التحرر الوطني الفلسطيني من خلالها يمكن الاتفاق على رؤية وأهداف ووسائل نضالية ومنها وسائل المقاومة الشعبية التي حققت انجازات خاصة في مجال قرار محكمة لاهاي الدولية بصدد جدار الفصل العنصري ، ومن خلال ما تستقطبه مدينتي بلعين ونعلين وغيرهما من تعاطف دولي من قبل منظمات التضامن الشعبي بالعالم ، على أن تتضمن إستراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية إعلان دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران عام 67 ، حيث أن هذا الإعلان يضع المجتمع الدولي وكذلك الإدارة الأمريكية أمام المسؤولية تجاه مشروع حل الدولتين ويربط إقامة الدولة بمضمونها أي تحريرها من المستوطنات والجدار ، وضمان حق العودة واعتماد القدس عاصمة لها وكذلك ضمان تطبيق حدود الدولة أي وفق الرابع من حزيران عام 67 ، كما ينقل الطرف الفلسطيني من حالة الانتظار إلى حالة المبادرة من خلال الطلب من بلدان العالم بالاعتراف بالدولة وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ، كما يتم صياغة رؤية وطنية فلسطينية جامعة لأهداف النضال الوطني الفلسطيني بين كافة القوى والفاعليات الوطنية والإسلامية ، ويتم تجاوز بهذه الحالة وضع الاستنزاف الداخلي باتجاه الصراع على السلطة حيث يعمل ذلك على توحيد جميع الأطراف والقوى في جبهة كفاحية واحدة عنوانها التخلص من الاحتلال وضمان حق شعبنا بالحرية والاستقلال ، أي إعادة صياغة الضمير الجمعي الفلسطيني بوصفه يعكس المضمون التحرري والوطني لشعبنا في هذه المرحلة التي نعيشها ، والتي تتطلب تقديم البعد الوطني عن أية اعتبارات ذاتية أو فصائلية أو فكرية محددة .
اعلم أن هناك تعقيدات كثيرة في هذا الطريق خاصة أن الانقسام قد ولد محاور وعلاقات ومصالح وتحالفات بأبعاد إقليمية ودولية ، ولكننا يجب أن نرفع الصوت الوطني المدافع عن قضية شعبنا صيانة لآلاف التضحيات ، وذلك باتجاه تجاوز حالة العبث والاستنزاف الداخلي التي لن يستفيد منها سوى الاحتلال .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة اعمار قطاع غزة من منظور منظمات المجتمع المدني
- دور المنظمات الأهلية بالحد من ظاهرة العنف ضد النساء
- تقديراً ووفاءً للمناضلة والمربية الكبيرة
- العودة للديمقراطية المدخل الأصح لاستنهاض الحالة الوطنية
- لكي يستثمر التعليم في إطار التنمية الإنسانية الشاملة
- نحو دور فاعل للمجتمع المدني في مواجهة الانقسام
- قطاع غزة بين وهم الاعمار وواقع الدمار
- ليكن أساس الحوار المنظمة وليس الحكومة
- نحو علاقة محكمة بين التضامن الدولي والبرنامج الوطني
- أثر الأنفاق على الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة- قراءة اولية
- دور الشباب في المشاركة السياسية وصناعة القرار
- - الأزمة المالية العالمية وفلسطين -
- الرأسمالية لم تعد قدراً للبشرية
- - د. حيدر عبد الشافي بعد عام على رحيله - هل تعلمنا بعض من ال ...
- فلسطين بين النكبة وسياسة التمييز العنصري
- مؤتمر بيت لحم استثمار ام استلاب
- تقديراً للدكتور رباح مهنا
- دور المؤسسات المانحة في ظل حصار غزة
- دور المنظمات الأهلية في الحفاظ على وحدة نسيج المجتمع
- الشباب وحرية الراي والتعبير


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - من أجل تجاوز مأساوية المشهد الفلسطيني الداخلي