|
القضية الفلسطينية في خطاب اوباما
سهام فوزي
الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 08:10
المحور:
القضية الفلسطينية
مخطأ من يتصور أن أوباما كان سيعلن تخليه وتخلي الولايات المتحده عن إسرائيل ،فحماية أمن إسرائيل ووجودها هو من ثوابت السياسية الأمريكيه التي لا تتغير بتغير الإدارات والرؤساء ،وهذا ما حرص أوباما علي تأكيده فكما قال هناك رابط بين الولايات المتحده الامريكيه وإسرائيل يصعب كسره وكأنه بهذه الرساله الغير مباشره ينفي وجود اي توتر بين الطرفين وهو التوتر الذي اشاعت وجوده العديد من وسائل الإعلام ،وهذه الرساله حرص أوباما علي تكرارها مرة أخري عندما اكد علي قدم الروابط التاريخيه بين البلدين وان كان قد غلف الأمر بطابع أخلاقي وهو ما تعرض له اليهود من مآسي وأهمية حمايتهم من تكرار ما حصل لهم والتاكيد علي ان اي تهديد سيذكر اليهود بما عانوه ويجعل هناك صعوبه في الوصول إلي سلام حقيقي ،كل ذلك يمكن فهمه وتوقعه من أي رئيس أمريكي ولكن السؤال هنا ما الذي قدمه الخطاب للفلسطينين وينبغي عليهم وعلي العرب إستغلاله الجديد في رأيي وقد أكون مخطأة في ذلك هو الإعتراف بمعاناة الفلسطينين والتي استمرت لمدة 60 عاما من المعاناة والنزوح والحياة في المخيمات في الضفة وقطاع غزة والدول المجاورة ،كما أن هناك اعتراف جديد وايضا اعتقد انه غير مسبوق بالإهانة والمذلة اليومية التي تترافق مع الإحتلال ،ثلاث مفردات جديده :إحتلال ، مذلة ،إهانة أن تلك الكلمات الثلاثة هي اعتراف من الإدارة الأمريكية بما يجري علي ارض الواقع فهناك احتلال لاراضي فلسطينيه وهذا الاحتلال يقوم باعمال مهينة ومذله يرفضها المجتمع الدولي وفقا للقوانين الدوليه الموضوعه والجاري العمل بها ولذلك تصبح الكره في ملعب الفلسطينين والعرب هل سيتركون هذا التصريح يمر مرور الكرام كالمعتاد ويكتفوا بالقول قد سمعنا هذا الكلام من قبل ولن تفعل الإدارة الأمريكية شيئا أم يحاولوا ان يدرسوا هذا التصريح جيدا ويحاولوا ان يصلوا الي خطة عمل تمكنهم ان يحركوا الأمور قليلا خاصة وأن اوباما قد اعلنها للعالم ان الادارة الأمريكيه تعلم ن الفلسطينيين لن يحتملوا ان تدير الولايات المتحده ظهرها لمطالبهم المشروعه وأضع تحت كلمة المشروعه عددا لا نهائي من الخطوط فهذا اعتراف اخر يجب استغلاله فالرئيس الأمريكي يري أن هناك حق مشروع للفلسطينين في إقامة دولة خاصه بهم هذه نقطة البدء في وضع الخطة الفلسطينية ،الدولة الفلسطينية ،اعلم سيقول الكثيرون ان عددا من الادارات الأمريكية وعدت بذات الامر ولم تنفذ شيئا ولكن السؤال الذي يجب أن نطرحه علي أنفسنا ما الذي فعله الفلسطينيون والعرب لتحويل هذه الأقوال إلي أفعال ،الإجابه الصادقه ستقول لا شيئ نحن كنا نكتفي بان تتولي الادارات الامريكية الجديده الحكم لتنطلق الوفود العربيه كي تهنا وتعرض الملف علي الادارة الجديده ثم تضيع الفترات الرئاسيه في مفاوضات جديده وينتهي الأمر وهذا ما اوضحه اوباما في خطابه بان الطريق كان مسدودا أمام الشعبين دائما لبلوغ هذه الغاية نتيجه لطول تاريخ الصراع وتعقده ،وللاتهامات المتبادله بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وهو ما يري الرئيس الأمريكي انه ينبغي تجاوزه من أجل الوصول إلي السلام وكانه يقول كفي إضاعة للوقت فما حدث قد حدث إسرائيل جاءت وستبقي فما هوالحل في خطابه أعطي أوباما بعض الحلول أولها السعي لبلوغ هذا الهدف بموجب خارطة الطريق التي وافق عليها الطرفين ،كما رأي أوباما ان هذا يتطلب من الفلسطينين التخلي عن العنف والمقاومة المسلحة فهذا في رايه لا ينجح وضرب مثلا بالشعب الاسود في امريكا الذي وصل إلي حقوقه الكامله عن طريق الإصرار السلمي والحازم وهذا يحتاج في رايه أن يركز الفلسطينيون علي بناء مؤسساتهم السياسية التي تخدم الشعب وهنا اضاف اوباما جديدا بان اشرك حماس في الحل عن طريق الإعتراف انها تلقي بعض التأييد الفلسطيني اذا هو لم ينكر وجودها ولم يحاول ان يقصيها من الحل كما كان يفعل سلفه ولكنه وضع شرطا هاما وهو ان تضع حماس حدا لما اسماه بالعنف وان تعترف بالاتفاقات السابقة وبحق إسرائيل في الوجود وهنا يجب التوقف قليلا ولنكن في منتهي الصراحه مع انفسنا ونسال ماذا جني الفلسطينيون من المقاومة المسلحة وماذا جني العرب منها قد يقول البعض قد حررنا الأرض العربيه بالحرب والكفاح المسلح لن اتوقف عند هذه النقطه ولكن سأسال سؤال مباشر وكيف احتلت تلك الاراضي ؟ ألم يكن تحرير الاراضي العربيه تحريرا لاراضي احتلت في حروب كسبها الإسرائيليون فاضفنا مزيدا من الاراضي المحتله فقدنا الكثير لنستعيده دون ان نستعيد الارض الاصليه التي شنت من اجلها الحرب ، والسؤال الآخر والذي يحتاج من حماس وقادتها إجابة صريحه وصادقه ماذا جني الفلسطينيون من المقاومة المسلحة غير الخراب والدمار والقتل هل يجب كما صرح السيد اسماعيل هنيه ان نضحي بالشعب الفلسطيني او تحديدا باهل غزه من اجل المقاومة واي انتصار سيكون هذا وما قيمة الانتصار والم الشعب لا ينتهي ولمصلحة من تدمير غزة وقتل الابرياء وتشريدهم وما هو ثمرة هذا النصر الذي تزعم حماس انها حققته هل حررت الارض، هل امتنعت اسرائيل عن ضرب غزة وغيرها من المدن وقتما تشاء وكيفما تشاء ،ام ان ثمرة النصر كان تدمير غزة وغيرها من المدن وتشريد الناس في شوارع غزة وخسارة كبيره لا يتحملها الاقتصاد الفلسطيني ان كان هناك حقا اقتصاد فلسطيني ناهيك عن القتلي والمعاقين والمصابين؟اذا اكان انتصارا ام انتحارا؟ لقد جربنا طريق الكفاح المسلح فما الذي يمنع الآن ان يراجع قادة حماس سياساتهم ويستغلوا الفرصه المتاحه امامهم خاصه وان اوباما طلب اعترافا مماثلا من الاسرائيلين بحق الفلسطينين بالوجود وطالبهم بالالتزام بتعهداتهم كما طلب منهم وقف المستوطنات،واعترف اوباما ولو بصورة غير مباشره بالازمة الانسانية في غزه ومعروف ما هي اسبابها ، اذا الاعتراف المطلوب هو اعتراف متبادل ان لم يف به طرف سقط عن الطرف الآخر فلماذا لانكون نحن الطرف الاذكي في هذه المعادلة سيقول قادة حماس ان اسرائيل لن تلتزم ولن تقدم الاعتراف المطلوب ،قد يحدث هذا وفي الأغلب هذا ما سيحدث لكن هذا سيعني ان نجرد اسرائيل من سلاحها الدائم الذي تشهره عندما يضغط عليها المجتمع الدولي من اجل حل القضية الفلسطينيه بانها تدافع عن وجودها في مجتمع يناصبها العداء ويقتل اليهود وينكر عليها حقها في الوجود لنجرب ولن نخسر اكثر مما خسرنا عندما لجأنا الي الكفاح المسلح لنستخدم سلاح اخر وهو الكفاح السلمي الذي يهدف الي كسب المؤيدين والهادف الي وضع اسرائيل في مواجهة مع العالم باسره وليس مع العرب فقط. لقد أوضح اوباما ومعه كل الحق أن علي حماس ان تسعي لوحدة الشعب الفلسطيني وهذا في رايي ليس واجب حماس فقط بل واجب علي كل الشعب الفلسطيني فمحاولة تحويل تصريحات اوباما الي افعال تحتاج اولا انهاء حالة الاقتتال المسلح التي أضعفت الفلسطينين بصورة غير مسبوقه واعطت الفرصة الذهبيه لاسرائيل بان تسعي للخلاص من قوة الفلسطينين باقل جهد ممكن ،يجب ان يعرف الفلسطينيون خاصة حماس وقيادتها جيدا ان قوتهم ليست بالسلاح الايراني ولا بان يكونوا اداه في يد قوة خارجيه تطمع في انهاك الاسرائيلين باقل جهد ممكن حتي تنفرد باطماعها في المنطقة ،قوة الفلسطينين الحقيقية في وحدتهم وحوارهم الهادف الي ازالة الخلافات ،يجب ان يجلس الفلسطينيون الي مائدة التفاوض الفلسطيني الفلسطيني بلا شروط مسبقة وبوعي تام انه لا يجب ان يحصل كل فريق علي كل مطالبه ولكن ان يحصل كل فريق علي الحد الأدني من مطالبه مما سيؤدي في النهاية الي المصالحة والتوصل الي وحده فلسطينيه حقيقيه اساسها ان الجميع ينتمون الي فلسطين ويمثلون شعبا واحدا انقسمت العائلة الواحده فيه الي فتحاوية وحماسيون ،ان استطاع الفلسطينيون فعل ذلك فهذا يعني انهم سيكونون قادرين علي التوصل لاجندة موحده تري الواقع كما هو لا كما نشأنا عليه واملنا في تحقيقه باننا سنمحو اسرائيل من الوجود وسنستعيد كل الاراضي العربيه الفلسطينيه فالواقع يخبرنا ان تلك الاماني علي الاقل حاليا وفي المستقبل القريب هي محال لا يمكن ان يتحقق ولذلك فعلينا ان نقبل بان ما لا يدرك كله لا يترك كله ،يجب علينا وضع اهداف واقعية يمكن تحقيقها وتقديمها للادارة الامريكية علي انها المطالب التي لا يمكن التنازل عنها وهذه الاهداف هي حل الدولتين وان تصبح القدس كما قال اوباما مفتوحه امام جميع الاديان ،هذا هو الحل الذي نقدر ان نعمل للوصول اليه فهل ستقدر حماس علي ذلك ؟هل ستقدر حماس عاي انهاء حالة الاقتتال الداخلي وتفوت الفرصه علي اسرائيل بالوصول الي وحدة فلسطينيه حقيقية؟فبغير هذه الوحده سترفض اسرائيل القبول بالدولة الفلسطينية وحجتها ستكون مقبولة امام العالم كيف ستامن علي وجودها واستقرارها السياسي اذا سمحت باقامة دولة يتصارع اقطابها من قبل قيامها علي من يتولي السلطه والرئاسه ويقتلون بعضهم البعض فاي مؤسسات سيبنون واي جيش سيقدرون السيطره عليه . ان هذه الوحده الفلسطينيه المنشوده لن تتحقق بجهود الفلسطينيين فقط ولكن الامر يحتاج تدخل الدول العربيه من اجل انهاء الصراع الفلسطيني الفلسطيني ويجب ان تبتعد الاطراف العربيه الراغبه في تحقيق الزعامة علي حساب دول عربيه اخري عن استغلال حماس والساحة الفلسطينيه من اجل تحقيق هذه الزعامه فهذا لن يكسبها الزعامه بل سيؤدي الي القضاء علي الفلسطينين ،وقد يؤدي الي تفتت الوحدة العربيه الصورية التي تسعي جميع الاطراف العربيه علي تاكيدها رغم ان الجميع يعلم جيدا انها وحدة كلمات لا اكثر ،يجب علي العرب ان يقدموا المساعده الحقيقية للفلسطينين باقامة بني تحتيه واقتصاد قوي ،كما يجب عليهم ان يساعدوا الفلسطينين في بناء مؤسساتهم علي اسس ديمقراطيه تعبر عن ارادة افراد الشعب الفلسطيني كافة وتساعد في تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة وهذا هو التحدي الحقيقي اما ان نعي الواقع جيدا ونتحد من اجل تغيير الواقع و من اجل تحقيق الاهداف التي يمكن تحقيقها او نبقي هكذا نكتفي بالاحلام الثورية ونكتفي بالشعارات وننتظر ان ياتي التغيير بمعجزة الهيه ونبقي نجادل الاسرائليين حول من الضحية ومن الجاني ومن اخطا ومن اصاب وما يجب وما لا يجب ويضيع العمر ونحن نجادل ونحاور ونتفاوض ...
#سهام_فوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة طفل
-
رحلة سريعه مع المرأةعبر العصور
-
ردا علي تعقيبي علي مقالة المرأة المسلمه
-
معلمتي وأستاذتي د معصومة المبارك شكرا
-
نداء إلي السيد نوري المالكي
-
أنفلونزا الجهل
-
تحالف الذئب مع الحمل
-
اطيعي أو انتظري قرار ثلاثة أرباع الإله
-
إيران-المجلس الأعلي-حزب الله كفي فقد تجاوزتم المدي
-
تعليق من قارئ علي كتاب جمال البنا وردي انا ومن يرغب بالرد عل
...
-
تعليق من قارئ علي كتاب جمال البنا وردي أنا ومن يرغب علي التع
...
-
العراق وست سنوات مضت
-
من أجل تنظيف العراق من ملوثات الحرب
-
جمهورية إسلامستان الكبري2
-
جمهورية إسلامستان الكبري
-
الإمتحان المجتمعي
-
التوحل الديمقراطي
-
نحن والغرب
-
سفر البشير بين التحريم والتحليل
-
انا إنسانه أيكفي هذا؟
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|