أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمل الأندري - جرائم الشرف: من الكتاب الى الإنترنت














المزيد.....


جرائم الشرف: من الكتاب الى الإنترنت


أمل الأندري

الحوار المتمدن-العدد: 817 - 2004 / 4 / 27 - 11:06
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أظهرت ارقام عالمية رسمية أنّ في ثماني من اصل عشر حالات من جرائم الشرف في المجتمعات التقليدية, تكون الضحية بريئة من التهمة التي الصقت بها وتظهر ذلك عملية تشريح الجثث التي تشهر حقيقتين مخجلتين هما ان الفتاة التي قتلت ما زالت عذراء وانّ الجهل ما زال يطبق على تلك المجتمعات. ويشكّل كتاب نورما خوري "الشرف الضائع, الحب والموت في الأردن" شاهداً على ذلك, فهي تتحدث عن مقتل صديقتها الأردنية على يد اخيها بسبب "جريمة" لم ترتكبها. وكالعادة تم الافراج عن الأخ - الجاني في غضون اشهر.

سعاد حالة اخرى تجسد المشكلة. ذنبها الوحيد انّها احبّت رجلاً في شرق وصفه نزار قباني بأنه "يصنع تاج الشرف الرفيع من جماجم النساء" ولا تسع سماؤه "رسائل النساء الزرقاء".

قصّة سعاد تبدأ عندما حملت من رجل تحبّه ما دفع زوج شقيقتها الى محاولة حرقها محواً للعار "الذي لا يغسل سوى بالدم". نجت سعاد وهربت الى اوروبا حيث اعتصمت بقناع يحميها من ملاحقة عائلتها لها في المنفى, تلك العائلة التي اتفقت ببناتها وشبابها على قتل ابنتها لاستبدال الراية السوداء على سطح المنزل بأخرى بيضاء كدليل على غسل العار.

كتبت سعاد سيرتها في كتاب سمّته "كيف أحرقت حيّة" (راجع المقالة في مكان آخر), وقبلها اختصره نزار قباني في قصيدته "رسالة من امرأة حمقاء" حيث تتوجه امرأة الى رجل تحبّه في رسالة تخبره فيها عن خوفها من افتضاح امرها, "فشرقكم يستعمل السكين والساطور كي يخاطب النساء".

اليوم, تزداد الاصوات المطالبة بتشديد العقوبة على جرائم الشرف خصوصاً بعد أن فضح الانترنت ما يدور في عقر كل مجتمع, شاهراً للعالم فظاعاته. وتملأ قصّة سعاد التي هربت من الاردن مواقع الانترنت, كوسيلة لابراز ما تتعرّض له النساء في الشرق الاوسط, باكستان, افغانستان, بنغلادش, تركيا وغيرها.... لن تتمكّن المجتمعات من طمر جرائمها ضد النساء في جنح الظلام كما كانت تفعل من قبل, فالانترنت شكّل وسيلة جديدةً, فعّالة وواسعة النطاق لفضح ممارسات قمعية وجاهلة لمجتمعات ما زالت التقاليد تتحكّم بها حتى حدود القتل, وابراز قضايا عديدة نسائية واجتماعية منها جرائم الشرف.

صورة سعاد على احد المواقع تظهر عينين حزينتين تبدوان كأنهما تنظران الى المتصفح, لتشعرانه بلاسبب بالذنب, ذنب انك تركت هذه الجريمة تمرّ من دون ان تحرك ساكناً. عيناها تلقيان اللوم على النساء قبل الرجال, على القوانين والتقاليد...

حوادث كثيرة تقع كل يوم, ودم جديد ينسال كل صباح وكل مساء, والعائلة تلاحق طفلتها لغسل العار حتى بعد عشرين سنة مثل الكردية التي هربت الى السويد لكنها لم تنجُ منها. لبنان لا يرحم بناته ايضاً, فأخيراً قتل شقيق شقيقته غسلاً للعار. وتغيير العقليات لا يتم بين ليلة وضحاها خصوصاً اذا كان ثلث النساء اللواتي يعشن في بيئة مماثلة اعتدن الامر حتى وجدنه طبيعياً!

نزار قباني الذي تحدّث عن قمع النساء وذبح الربيع في قصيدته لم يؤثر في احد, مجرّد قصيدة جميلة وشاعرية تدخل طي النسيان بعد قراءتها, لكن اليوم يأتي الانترنت ليشهر صورة في وجه العالم واحصاءات وشهادات وقوانين مجحفة, صورة امرأة بقناع ابيض تجتاح نظراتها عمقنا وتشعرنا بالالم, لاننا لم نحرّك ساكناً ولاننا المسؤولون المباشرون عن مصيبتها.

مواقع الانترنت تتحدّث عنها, وعن جرائم الشرف في العالم, القوانين ذات الصلة, شهادات نساء هربن من بلدهن واخريات فضّلن السجن لانه يحميهنّ من شرّ عائلاتهن, وقصص اخريات لم ينجون, اضافة الى الارقام والاحصاءات وقصص كثيرة لم توفّر أي مجتمع مهما كان متكتّماً ومهما احتال لاظهار صورة حضارية ومتقدّمة عبر التستّر على ممارسات مماثلة. لكن كل هذا لا يمكن ان يعبّر بالزخم عينه الذي تعبّر فيه عينا سعاد ولا شيء يدعو الى البكاء أكثر من عينيها المحدقتين بك عبر الانترنت.



#أمل_الأندري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمل الأندري - جرائم الشرف: من الكتاب الى الإنترنت