أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - بلاغة الغموض في - أشرب و ميض الحبر - للقاص اسماعيل البويحياوي.














المزيد.....

بلاغة الغموض في - أشرب و ميض الحبر - للقاص اسماعيل البويحياوي.


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 2671 - 2009 / 6 / 8 - 05:04
المحور: الادب والفن
    



لا شك أن الوتيرة المتسارعة التي تصدر بها مجاميع القصة القصيرة جدا، تشي بأن هذا الجنس الأدبي الوليد قد وطن لنفسه مكانة خاصة في قلوب المبدعين المغاربة، و وجد له في التربة المغربية حضنا دافئا يحتويه .. و لعل ذلك ما سيساهم في تحقيق التراكم المرغوب ، الذي سيمكن النقاد – لا محالة- من أن يتلمسوا اتجاهات الكتابة في القصة القصيرة جدا و تحديدها ، رغم أنه يبدو أنها في تناسل مستمر.، مما يجعلها عصية على الحصر.
و يعد القاص اسماعيل البويحياوي أحد القصاصين الذين اختاروا أن تكون القصة القصيرة جدا الوسيط الذي يقدمهم للوسط الأدبي ، بعد أن رصدوا لمدة طويلة المشهد القصصي المغربي من خلال متبعاتهم النقدية المشهودة ، التي انصبت بالخصوص على القصة القصيرة جدا.
و مما يثير الانتباه في المجموعة القصصية " أشرب وميض الحبر" للقاص اسماعيل البويحياوي ارتكازها على بلاغة الغموض ، و نقصد بذلك أن القاص لم يتعامل مع لغته بنوع من الحياد ، باعتبارها و سيلة توصيل و تواصل ، بل اشتغل عليها بكثير من الحرص ، ليجعل منها أيقونة تستحق التوقف و التأمل و التفكيك و من ثمة الفهم أو التاويل ، لتكون بذلك أقرب إلى لغة الشعر ، التي تنحو نحو الإيحاء و التورية أكثر من لجوئها إلى التوضيح و السفور.
و يفرض هذا الانطباع نفسه على المتلقي انطلاقا من العتبة الأولى و الرئيسية للمجموعة و أقصد بها العنوان ، هذا الأخير الذي لعب المجاز دورا حاسما في بنائه ، وذلك من خلال إضافة الحبر إلى الوميض أي الضوء ، ثم من خلا ل شرب هذا الوميض ، فالشكل الذي ارتضاه الكاتب للعنوان غارق في المجاز ، مما يجعل الغموض يتسلل إليه ، فيفرض على القارئ التعامل معه بخلفية قرائية ، تستمد أدواتها من الاشتغال الشعري.
كما تتخلل الصور البلاغية كل قصص المجموعة تقريبا ، هذه الصور البلاغية ميسمها المجاز ، الذي يسافر بالمخيلة في عوالم المعنى البعيد و المستعصي أحيانا ، مما يفسر بأنه دعوة من الكاتب للقارئ من أجل المشاركة في بناء المعنى ، ونورد هنا بعض النماذج لهذا النوع من التعاطي مع الجملة ، الذي يتميز بهيمنة البعد الاستعاري.
-بصيص اللحظة الحربائي.
يتقيأ أوصال تمارينه المترهلة.
- فاضت شروخ الروح ، و تقرحت دموع الفردوس.-
- - يرشف زبد الغبار.


و لم يقتصر الأمر على توظيف المجاز في القصص ، و الذي يبدو مهيمنا على أكثر نصوص المجموعة ، بل تعداه إلى التركيب ، الذي لم يخضع إلى الصياغة العادية التي تميز لغة القص عموما ، بل انزاح إلى غير المألوف ، ليبتكر لنفسه تركيبا يراهن على فعالية القارئ و مشاركته في بناء المعنى أو اللامعنى.،و قد تميز هذا التركيب بالحذف و الجمع بين المتناقضات ، و كنماذج لذلك نذكر :
- أطل شبح المفترس الرحيم بأمره و اقفا على أسلافه المقدسين
-تبتلع قدرها عن طيب رعب.
-يبيض له قدره المخصي.
ثم أخيرا و مع..-
و يمكن كذلك الإشارة إلى عدم تحديد هوية الشخوص و الاكتفاء بالإحالة على ضمير الغائب أو الغائبة، مما ضاعف سمة الغموض في كثير من القصص ، و كأن القاص يتغيا من وراء ذلك الإيحاء بأن شخصياته هي الإنسان عموما أينما و وقتما وجد.
و أخيرا تؤشر المجموعة القصصية " أشرب وميض البحر" لاسماعيل البويحياوي على خصوبة القصة القصيرة جدا و حيويتها ، و قابليتها المبهرة للتكيف مع شتى أصناف الكتابة و الصياغة ، و هذا –لعمري- مكسب هام لها ، يبعد عنها شبح النمطية و التشابه و التناسخ ، الذي –لاريب- يصيب الجنس الأدبي بالتكلس و من ثم الانحطاط و الانقراض




#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة إفريقية رواية جديدة للكاتب مصطفى لغتيري
- رواية -عائشة القديسة- أو الوجه الآخر لمجتمع يصارع الانفصام
- حوار مع مصطفى لغتيري حول الرواية المغربية
- حضور الذات حقيقة و مجازا في ديوان - بقايا إنسان- لكريمة دليا ...
- وقع امتداده.. و رحل- مجموعة قصصية جديدة للقاصة السعدية باحدة
- أنماط الرواية العربية الجديدة
- على أعتاب المكاشفة
- رسائل إلى أديب ناشئ
- الإبداع القصصي عند يوسف إدريس
- أنطولوجيا القصة المغربية
- تسونامي - قصص قصيرة جدا - الكتاب كاملا-
- الكرسي -مسرحية من فصل واحد-
- إبداعات مغربية 2
- ضفائر للطيفة لبصير
- إبداعات مغربية
- السرد الروائي في رواية - رجال وكلاب- لمصطفى لغتيري
- روايات مغربية.. 2
- مميزات القصة القصيرة جدا ومرجعياتها الثقافية والواقعية (أضمو ...
- روايات مغربية
- التخييل القصصي القصير جدا في تسونامي


المزيد.....




- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - بلاغة الغموض في - أشرب و ميض الحبر - للقاص اسماعيل البويحياوي.