|
جمهورية الصبيان
سالم محمد
الحوار المتمدن-العدد: 2671 - 2009 / 6 / 8 - 07:55
المحور:
كتابات ساخرة
بسم الله الرحمن الرحيم
التزمت حكومة جمهورية الأطياف والمكونات الصمت المطبق بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة (كتلة) حيث أعلن التلاميذ حالة العصيان والتمرد على إدارة المدرسة فاندلعت على إثرها أعمال عنف وشغب حطم من خلالها التلاميذ نوافذ المدرسة ومقاعد الدراسة وأضرموا النيران في مخزن المدرسة الرئيسي وسيطروا على الإدارة وانتشروا فوق أسطح هذه البناية وقبل انقطاع الاتصال بالمدير الذي استدعى القوات الأمنية ذكر لأحد القنوات الفضائية التي أمنت به الاتصال أن القوات الأمنية التي حضرت لإخماد هذا التمرد قامت بإمداد بعض التلاميذ بالأسلحة وأنها بدلا من تطويق المكان قامت بإنزال معونات واعتده من عرباتها العسكرية المتواجدة قرب المدرسة وإدخالها إلى الصفوف لتمكين هؤلاء التلاميذ المتمردين من المقاومة فترة أطول وبدأ التلاميذ باحتجاز المدير ومن معه الكادر التعليمي لتك المدرسة المنكوبة حيث أعلن المتحدث الرسمي للتلاميذ إن هذا اليوم يعد عيدا لهذه الفئة وانتصارا جبارا تحقق ويوم للخلاص الأبدي من استبداد الفئة العمرية الكبير التي مارست الطغيان والتعسف طوال قرون خلت. ودعا زعيم التلاميذ المتمرد إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة وعادلة لانتخاب كادر تعليمي وإدارة من بين كيانهم الصبياني امتثالا لقواعد العراف الديمقراطي الذي يجيز حرية تكوين إرادات متنوعة تعبر عن وجهات النظر القومية والعرقية والمذهبية والفئة العمرية حسب مانص عليه الدستور الذي اقره برلمان جمهورية الأطياف والمكونات وممارسة حق إنساني لحرية التعبير عن الرأي وبناء مكون جديد يضاف إلى أرقام المكونات العديدة والتي تعزز من وحدة الشعب وتماسكه بوجه المؤامرات التي تحاك لتمزيقه إلى كانتونات سياسية واجتماعية ليساهم هذا المكون الصبياني في الدفاع عن حرية الصبيان الذين ذاقوا الأمرين بسبب تدخل الفئة العمرية الكبيرة في شؤونهم الداخلية وليكون هذا التحول في استقلال هذه الفئة عاملا مشجعا يدفع باقي الفئات العمرية إلى اعتماد نفس السياق الحضاري الذي يعد من مثل وانجازات الديمقراطية المتبعة والمطبقة في جمهورية الأطياف والمكونات كما أنها خطوة بالاتجاه الصحيح لبلورة مفاهيم ليبرالية لاتؤمن بالحدود والمعايير الديكتاتورية المقيتة وتؤسس لعلاقة ديمقراطية شفافة بين الأعمار المتفاوتة كما شدد زعيم التمرد على ضرورة تماسك أبناء الشعب في هذا الظرف الحساس الذي يشهد تحولات جذرية تقدمية ووجوب تصدية لمشروع الفوضى والفتة لبناء وطن فدرالي تعددي عمري يقف عند حدود كل فئة عمرية . وأكد زعيم التمرد أن مصير المدير ومن معه ستقررنه المحكمة العليا التي سيتم تشكيلها لاحقا وسيحضون بمحاكمة عادلة وفق ما متعارف عليه في الدول المتقدمة وقد أثارت أحداث المدرسة ردود أفعال محلية وإقليمية ودولية متباينة , فقد حمل المتحدث باسم الكبار على هؤلاء الصبية وعلى النزعة الانفصالية الذين أعلنوا الانقلاب على العادات والتقاليد والقيم والنواميس ووصفهم من أرباب السوابق وان هذه المدرسة بالذات ينقل إليها التلاميذ سيئي السمعة والصيت من المدارس المنضبطة وأنهم لايمثلون قيم البراعم ويستحسن الانقضاض عليهم وجزهم وعدم إعطائهم فسحة من الوقت لتثبيت أركانهم ليكونوا فيما بعد نواة فاسدة تؤسس لمنطق غريب منافي للعقل والأخلاق. وفي أول رد فعل للبرلمان اعتبر رؤساء الكتل الكبيرة عن سعادتهم وفخرهم بهذا النضوج المبكر لديمقراطيي البراعم عادين هذه الثورة انجازا حيويا وحضريا يحقق العدل ابتداءا من هذه الفئة الفتية والطرية لبناء مجتمع حر بأفكاره وهويته وثقافته ولايمكن عد استقلال هذه الفئة عن السياق الاجتماعي أمر منافي عن قواعد الأخلاق لابل يرفد الأسرة مزيدا من الثراء الديمقراطي . وضمن سياق ردود الأفعال اعتبر تصريح رئيس كتلة التحالف القومي للأستقلال الذي يمثل شعب شمال جمهورية الأطياف والمكونات هو الاسخى عندما أكد أن هذه الثورة الديمقراطية هي مطابقة تماما مع مبادئنا في التحالف لكونها تطويع سريع للأحداث وإرهاص يحدد معالم جمهورية الأطياف والمكونات التعددية والقومية والطائفية والعمرية التي لايمكن أن تحكم بعد الآن بصورة مركزية وان حكم الإرادات المتنوعة هو مشروع ندعمه بقوة وان أي مشاعر انفصالية مهما كانت حدودها والتزاماتها وصورها هي مدعاة ترحيب من قبلنا وينبغي حل إشكال عدد السنين المتنازع عليها لتبيان حدود عمر فئتهم مع باقي الفئات على غرار المادة (140) من الدستور . فيما أكد رئيس كتلة المذهب والتعصب التي تمثل جنوب جمهورية الأطياف والمكونات أن نجاح مشروع هؤلاء التلاميذ البررة يعد عاملا مساهما يعزز فينا روح الإقدام على مواصلة السعي لفدرالية الجنوب وان نزعة هؤلاء التلاميذ لاينبغي إساءة فهمها على خلفية الاستقلال عن الفئة العمرية الكبيرة ويجب أن تكون حصة التلاميذ من الذين ينتمون لمذهب كتلتنا هو الأكبر وان انتخاب مدراء ومعلمين من بين صفوف التلاميذ في أنحاء جمهورية الأطياف والمكونات ينبغي أن يكون وفق مواصفات الولاء للمذهب ودرجة تقواه الدينية وان باقي التمثيل يجب أن يحظى لسائر الاتجاهات الدينية الأخرى للتلاميذ على أسس ومعايير تضعها لجنة منبثقة عن كتلتنا التي استحدثت موقعا في تنظيماتنا لهؤلاء التلاميذ وأننا في الكتلة نبارك انجاز الصبيان ونعده نقلة نوعية في رسم إطار جمهورية الأطياف والمكونات . وأما على صعيد ردود الأفعال الإقليمية اعتبر الناطق الرسمي لوزارة الخارجية في جمهورية (بم إستان الإسلامية) (انفجار إستان) هذا التحول هو رد فعل على السياسات المتهورة للنظام السابق في تعامله مع شعبه ورفضه الانصياع لرغبات أبنائه في اختيار الحياة التي تكفل سعادته وعبر عن أمله في أن يصدر هؤلاء التلاميذ فتوى تمنع حصول هذا الانجاز في دول الجوار وخاصة في جمهورية بم إستان الإسلامية لان خصوصيتها تجرم هذا النشاط وان الظروف التي حصلت في جمهورية الأطياف والمكونات جعلت من نمو ظاهرة التحرر عند الصبيان جزء من الحل الذي تحتاجه هذه الجمهورية ويساهم في عودة الهدوء والاستقرار لهذه الجمهورية . كما عبر عن استعداد بلاده لتدريب هؤلاء الصبيان في تثبيت دعائم وجودهم كوحدة اجتماعية جديدة منفصلة ودعمهم في المحافل الدولية والإقليمية . وفي باريس علق جان جاك روسو على ماحصل في العاصمة (كتلة)وذكر في معرض رده "أن من يملك الشجاعة لإعطاء شعب النظام القانوني يجب أن يشعر انه قادر على أن يغير طبيعته البشرية ,أن يحول كل فرد بحد ذاته كلا كاملا إلى جزء من كل اكبر يستمد منه هذا الفرد بطريقة معينه وجوده وإحلال وجود جزئي معنوي محل الوجود الفيزيائي المستقل عليه أن يسلب قوته الشخصية ليعطيه بدلا منها قوة مؤسسة لايستطيع استخدامها إلا بمساعدة الآخرين " وقد استهجنت وزارة خارجية جمهورية الأطياف والمكونات أقوال روسو هذه معتبرة إياها إساءة لإرادة الشعب الفدرالية وتحريض ضد الديمقراطية الانفصالية التي عملت الكتل السياسية من خلال كفاحها العسكري الذي اسقط النظام السابق ونظالهم تحت قبة البرلمان على تبليعها للشعب ودعوة لربط المكونات بطريقة ديكتاتورية مغلفة بكارتون ديمقراطي . داعين الدول الأخرى إلى عدم استعداء الشعب واحترام رغباته في العيش حرا وفق ماتمليه الإرادة الديمقراطية.
حررت في جمهورية الأطياف والمكونات العراقية
#سالم_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى الاستاذ فوزي الأتروشي
المزيد.....
-
الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
-
فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف
...
-
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|