أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ابراهيم البهرزي - من الذي ينبغي ان يدفع التعويضات ...ياعراقيون ويا كويتيون ؟















المزيد.....

من الذي ينبغي ان يدفع التعويضات ...ياعراقيون ويا كويتيون ؟


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2670 - 2009 / 6 / 7 - 09:00
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


من المستفيد من حالة التازيم بين العراق والكويت ؟

اليد التي دمرت البنية التحتية لدولة الكويت في العام 1991 واليد التي دمرت البنية التحتية لدولة العراق في العام 2003..هي ذات اليد .
من منا لا يتذكر السفيرة الامريكية ابرايل غلاسبي وهي تصافح صدام حسين قبل غزو الكويت بأسابيع –وربما أيام إن لم تخني الذاكرة- والتي اعترفت فيما بعد ,وأقيلت بسبب اعترافها هذا ..بان صدام حسين قد سألها :
ماذا سيكون موقف الولايات المتحدة فيما لو قامت القوات العراقية بالاستيلاء على زمام الامور في الكويت والسيطرة على مصادر النفط فيها ؟
كان رد السفيرة غلاسبي ,كما نشر فيما بعد وعلى نطاق واسع : انها تعتبر هذا الأمر شانا (داخليا !!!) ولن تتدخل في هذا الأمر !!..


بالطبع هذه(المكيدة الامريكية ) هي التي دفعت صدام حسين لان يتفوه بأول جملة يقولها في خطابه بعد ساعات من انطلاق ما سميت بعملية تحرير الكويت او (عاصفة الصحراء ):قال وبوضوح لا شائبة فيه :
(لقد غدر الغادرون )

نعم ,فبعد أن دفعت امريكا حمقاها بالمضي في المصيدة الى اقصى انشوطاتها ,عادت لتبكي وتجيش من اجل (تحرير الكويت ) من الغزو العراقي ..
بل انها نشرت صورا ملتقطة بالاقمار الصناعية –ثبت انها مفبركة فيما بعد- عن تقدم القوات العراقية باتجاه الحدود السعودية في عملية غزو قد تصل حتى سلطنة عمان !!!

من يفهم سيكلوجية صدام حسين –كما فهمتها امريكا –يدرك جيدا انه لن يقبل بخسارة معلنة يعترف بها (من الممكن ان يقبل بتنازلات تفوق قيمتها المادية والمعنوية اكبر الهزائم ..شرط أن تتم عبر محادثات , ولا تتطلب إعلانا شفهيا بالاستسلام
تلك هي الطبيعة العربية البدوية التي تبين فيما بعد أن مراكزا للبحوث كانت تدرس وتحلل حتى طبيعة التعامل بين صدام حسين وأولاده ومشايخ الخليج ونساءهم ....

كانت امريكا هي التي أوحت للمملكة العربية السعودية –راس مجلس التعاون الخليجي – بدعم صدام حسين على خوض حرب امتدت لثمان سنوات ضد دولة إيران ذات المذهب الذي يثير أولي الأمر والنهي من مستشاري الملك السعودي الشرعيين الذين يتمسكون بالمذهب الوهابي –أكثر المذاهب السنية خلافا ,بل ,تكفيرا للمذهب الشيعي والذي أعلنته إيران دستورها من خلال الدعوة لنظام ولاية الفقيه ...
لم يكن في العراق الذي بنيت دولته على أساس شبه علماني منذ العهد الملكي,طائفة من السنة تعتنق المذهب الوهابي ,بل أن اغلب سنة العراق هم من الحنفية والشوافع وقلة من المالكية , كما أن شيعة العراق-باستثناء التزامهم بالطقوس العاشورائية-لم يكونوا من المتزمتين لمذهبهم ....بالإجمال كان اغلب العراقيين قبل –بل وحتى بعد-حرب السنوات الثماني مع ايران لا يعنيهم من امور المذاهب شيئا كبيرا ,فكان التزاوج المشترك ,بل وحتى التشارك في الطقوس ساريا ....(مع وجود بعض الريبة لدى الدولة شبه العلمانية القومية من تأثيرات وجود الخميني في النجف على تكوين حركة شبابية مذهبية كتلك التي تشكلت في إيران قصد الإطاحة بالنظام الشاهنشاهي ...

على العموم ,فان حرب الخليج الأولى كانت مدعومة خليجيا لصالح صدام حسين .وبإيعاز (لا نريد أن نقول بأمر ) من الولايات المتحدة وحلفاءها في الغرب ....
وحين انتهت الحرب باستسلام واضح لقرارات الأمم المتحدة الداعية الى وقف اطلاق النار بين البلدين .نقول باستسلام واضح من قبل الجانب الإيراني الذي تعنت برفضها طوال سنوات...
أحس صدام حسين بان عليه أن يأخذ غنيمة المنتصرين ممن يظن انه حمى وجودهم من (بضاعة ) الثورة الايرانية الجاهزة (للتصدير )..
فاذا به يفاجأ بعكس ما يتمنى (الكويت تطالب بديونها التي قدمتها لصدام حسين إبان حرب الخليج )!!!

بالطبع ...لا يخلو من غباء من يظن ان بعض دهاة الساسة الامريكان كانوا وراء تحريض الكويت على المطالبة بديونها وعدم التفريط او التنازل عن ذلك ...
فقد غدا العراق بلدا قويا ..ولابد من (لعبة جديدة ) ...ما دامت (لعبة حرب الخليج الاولى )قد انتهت ..وامريكا تحتاج دوما للتسلية ..خصوصا عندما يتعلق الامر بالمال ...والنفط هو مال ....النفط يمكن ان يكون ملهى كبير بحجم (لاس فيغاس )كلها ....
ثم بلع أمراء الكويت الطعم نفسه الذي ابلعه نفس الصياد لصدام حسين ....
ولكي لا يفطن للطعم الأول .....قامت غلاسبي بتقديم (طعم ) رقيق هذه المرة ...لا يتضمن تحريضا او وسيطا للتحريض (رغم اننا لا نستبعد فرضية المحرضين الثلاثة ...الملك ..وذو الكوفية ....و-البتاع-)...لقد قالت غلاسبي :
انه شان داخلي ..
مما عنى له أن الكويت (محافظة ) من العراق ..
وهكذا بسرعة لم يتصورها ..لا الكويتيون ولا سعاة المصالحة (المحرضون ؟؟!!)
...ولا حتى العراقيون وفي أعلى المناصب أحيانا!!!
فجأة ..صارت الكويت في حوزة العراق..
كان طبيعيا لصدام حسين ان يعاند ..باعتبار ان الآنسة غلاسبي قد وعدت ...ووعد (الأوانس ؟)ديون ...
غير ان السيناريو الامريكي كان ينبغي ان ينفذ بأقسى مشاهده وبدون (ممثل بديل ) وعلى رؤوس الشعبين (الكومبارسين )معا
واندحر الجيش العراقي في اسوا مأساة يذوقها جيش جبار جرار ...ليتلاشى تحت عنف القصف اللامعقول واللامحسوب واللامتخيل لقوات اكثر من ثلاثين دولة ....
و(تتحرر الكويت ) تحت رايات بوش الاب....
هاهو القاتل يسعف القتيل بروح قتيل آخر!!...
ولتبدأ مسالة (التعويضات ) والتي صارت افعوانا يطارد أرزاق العراقيين ...
كان كل شيء خسره الكويتيون –وغيرهم –مدرجا ضمن سجلات التعويض ...حتى الغبار الذي تطاير من الصحراء وغطى جثث العراقيين (اولاد الخائبات )المساقين قسرا ..الى الموت ....
لم تسقط امريكا صدام حسين خلال عاصفة الصحراء لسبب بسيط
السعوديون لا يريدون بديلا ايرانيا
فالغباء الايراني استعجل لاهثا لقضم الكعكة ...
يقول الملك (شيطان تعرفه ...خير من ملاك لا تعرفه )..
وهكذا كان على العراقيين –شعبا وليس حكومة –أن يأكلوا العلف ...لأجل سداد التعويضات !!!
ووجد الكويتيون في (بعض ) الرموز العراقية فرصة للعبة المزدوجة :
إزاحة صدام ...و ..(تحرير العراق)...
قدم هذا البعض –باعتراف الأمم المتحدة والإدارة الامريكية –معلومات مضللة عن نشاط نووي كيمياوي بيولوجي خطير تقوم به السلطة الحاكمة في العراق
..وبوجود الحمقى تقترب ساعة الحفل عن موعدها ...
هاهو صدام حسين (يوهم ) من عرفهم سابقا حين غدروا ...هاهو يوهم الغادرين ..بان لديه ما يخيف ...
(في الحقيقة يعرف العراقيون تماما ..ان لاشيء لديهم مخيف غير خطابات الحماسة والوهم ..ولكن ماذا يمكن ان يفعلوا ..وقد غدا اقرب المقربين يكاد يهوي فزعا حين يستدعى لأمر عادي من قبل الرئيس !!)
الطعم المزدوج كان هذه المرة من نصيب الرئيس والأمراء الذين سعوا لتقديم كل ما بوسعهم ..أرضا وبحرا وسماءا ..من اجل :
(تحرير العراق )!
أحقا كانوا يصدقون بحسن النية هذه ..أم أنهم كانوا يضحكون في (عبهم )...ويقولون في سرهم .:
ذوقوا ما اذقتمونا ّ!!!
وكان كل العراقيين كانوا من نهب غنائم الكويت .....
وتم اجتياح العراق ....وذهب صدام حسين .....وجاءت ما أراد الغرب لها أن تكون ديمقراطية
ومن اجل هذه الديمقراطية المفترضة يستوجب اولا انعاش اقتصاد العراق ..
فكيف والعراق مثقل بالديون ؟
مؤتمرات وندوات وضغوط أفلحت في أن يتنازل الجميع تقريبا عن ديونهم ....باستثناء الكويت !!!


الآن وأنت تتطلع إلى الفضائيات تجدها (هرجا مرجا )يقوده حمقى عراقيون وكويتيون ...ساسة ونوابا وإعلاميون
................
تستعيد لحظات النباح الغبي التي سبقت اجتياحين لهذين البلدين ....
ولا احد من هؤلاء الأغبياء يذكر حقيقة مفادها
إن من أوعز بتدمير البلدين هي قوة واحدة أوحت وابلعت (الطعوم ) لحمقى كانوا أداتها ..وتخلصت منهم ...بدليل أن كبيرهم يقول قبل رحيله :
لم أكن أتوقع الحرب ..كنت اعتقد أنها مجرد تهديدات .!!!....

هؤلاء الحمقى الذين يتلا سنون الآن على الفضائيات المشبوهة عراقيون كانوا أم كويتيون ..
أتذكر وجوههم جيدا :
فبعضهم كان ممن يهلل لاجتياح العراق لدولة الكويت والبعض الآخر ممن كان يهلل لاجتياح أمريكا لدولة العراق عبر الكويت ...
حسنا ..أحقا هم لا يعلمون إن من دمر البلدين ومن ينبغي عليه دفع التعويضات لكلا البلدين هي أمريكا ؟
أم أن حيتان الجوار المذهبية هي التي تحجب عن عيونهم هذه الفرضية لغايات ابعد ...غايات غبية ..لا تعدو عن (شفط) المزيد من النفط ..تحت وطأة هذه الصراعات ....والنوايا الأشد لؤما ...
الغباء الموحد العراقي الكويتي (السياسي البرلماني الإعلامي )....أما آن له أن يصحو مرة ؟
أم أن ألعاب الحماسة أكثر إغراءا من منافع العقل؟



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي العلاقة بين موضوع الاستاذ عبد العالي الحراك ....و(الكسك ...
- ديوان الحساب ........................(30)
- ديوان الحساب ............................(29)
- على من سابكي غدا؟
- رسالة في مواساة الغرباء..........وماجدوى البكاء يااخت , ان ك ...
- حول الطفولة في العراق ....ثانية!!!.............(شجون اخرى اث ...
- ديوان الحساب .....................(28)
- طفولات كباقات الورود .....ملقاة على مزابل العراق
- بصحتك يا ....(برلمان )!!
- ديوان الحساب ....................(27)
- محنة الرضا ..........امتحان الارادة .....(كبندول الكتابة الذ ...
- ديوان الحساب ..............(26)
- الهرُ........والخمرْ
- ديوان الحساب .........(25)
- ديوان الحساب (23)
- ديوان الحساب .....(24)
- يا كتاب وقراء (الحوار المتمدن )...احذروا فتنة الشقاق التي (ت ...
- ديوان الحساب .................(22)
- عن (القرج ..خاتون المحلة )...و (الامام الذي لايشوِرْ..)و(الع ...
- ديوان الحساب ....................(21)


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ابراهيم البهرزي - من الذي ينبغي ان يدفع التعويضات ...ياعراقيون ويا كويتيون ؟