عزيز العرباوي
الحوار المتمدن-العدد: 2670 - 2009 / 6 / 7 - 08:24
المحور:
الادب والفن
قصص قصيرة
+ سيرة رجل ... :
كانت الكوميديا من طبعه وكل حياته حتى قيل أنه كان يضحك ويسخر من زواره وهو على فراش المرض والموت . مات عبد السلام وترك كوميديته يتيمة مغلوبة على أمرها . يغتصبها الكل دون احترام لصاحبها . يحب الشباب بها على شاكلتهم ، بل ويستعملها المرؤوسون أمام رؤسائهم لإرضائهم وخطب ودهم .
قيل الكثير عن هذا الرجل العظيم الذي كان أول مؤسسي حزب الضحك في بلدته . بل سمعت عنه أنه كان يسخر من رجال السلطة كلما دار حديث معهم ، دون أن يحسوا بشيء أو يفهموا مغزى كلامه وكان يعتبرهم من أغبى الأنواع البشرية .
لم يبق من عبد السلام إلا السيرة . أما الحياة فذهبت معه إلى الدار الآخرة ...!
+ مفارقة ... :
كلما رأيته أو مررت به إلا وأحس بأنني أرى شبحا مخيفا . إنه ليس بإنسان يستحق المدح ، وجهه أسود مملوء عن آخره بالشعر الكثيف مثل جدي مسن . والطامة الكبرى هي عندما يبدأ في الحديث المسترسل عن الدين ، فتراه مثل ذلك الشيخ البترولي المعمم الذي اعتدنا صورته على إحدى الشاشات الخليجية . شيء مقزز أن تعيش مع مثل هذا الشخص في بيت واحد . لكن الظروف المهنية أرغمت على محمد اليساري الفكر العيش معه ...
هذه من بين المفارقات العجيبة في الحياة ...!
+ موت قبل الأوان ... :
طال وقت انتظار سقوط المطر ، والفلاحون الصغار بدأوا يندبون حظهم هذا العام . فكل المزروعات بدأت تستسلم لأشعة الشمس ولموجات "الجريحة " الناسفة للخضرة والجمال . لقد أصبح الناس في البادية عاطلون الآن طوال السنة بعدما كانوا يقسمونها إلى مرحلتين : نصفها عمل في الحقول والنصف الآخر عطالة ، وجلوس في المقاهي ولعب الورق ، والنميمة ، وما شابه ...
أما الآن ، ماذا هم صانعون في النصف الثاني من السنة ؟ وهل فكرت الدولة في إشغالهم ؟ أو على الأقل في تنظيم حياتهم وهواياتهم التافهة ؟ .
ومن لحظتئذ ، سنحمد الله على أن العطالة في البلاد سترتفع نسبتها قليلا . وسيصبح لدينا الوقت الكافي لقتل الوقت الفائض لدينا ....!!
عزيز العرباوي
كاتب من المغرب
[email protected]
#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟