|
أمين(*) سِرَّة -فيحاء- الصَّافية
محسن ظافرغريب
الحوار المتمدن-العدد: 2670 - 2009 / 6 / 7 - 02:08
المحور:
الادب والفن
أمين(*) سِرَّة "فيحاء" الصـَّافية
آ . قصيدة شعر لـ"ظـافر غريب":
ناحَ على العُشّ ِ تحناناً فأبكانا(**) و ودَّعَ - الطـَّيرُ - ، أعثاقاً و أغصانا
أيزهد الرّوحُ بالإيمان، بالوطن ِ؟! ، . . . و العُشُّ يمنحُ حتى الطـَّير إيمانا؟!
هجرَ النـَّخلَ، لا يلوي؛ مُفارقـُهُ كما خلتْ دار ٌ، لو خِلناهُ إنسانا
أيزهد الرّوحُ لو إحسانُ ظلَّلهُ ؟! . . . والحبُّ يمنحُ بؤس الكون إحسانا
أيهجر الطـَّيرُ والإنسانُ منبتـَهُ ؟! والفيءُ ، طعم التــَّمْر أوطانا!
اللهُ هو الحبُّ أشواق ٌ وإيمان ٌ وبوركَ الفنُّ مُذ كنا و مُذ كانا
هتفَ الكهْفُ بالنـَّقش ِ على الحجر ِ : تـُرى أتى الوحيُّ للكفران ِ غـُفرانا؟!
أم الضـَّـلالة ظِلال ٌ لموطِننا ودين حاكمنا قد كان كفرانا؟!
ضاقَ بنا ذرْعاً في ليل ٍ بلا بدر ٍ ليهتكَ الصـُّبحُ أستاراً و كِتـْمانا
وحي ٌ - كما الطـَّيرُ - ، غار حراء أتى! ليأتي بَعدهُ عدل ٌ جَبَّ حِرمانا
وتحت نخيلنا زيت ٌ، و واحتـُـنا دوح ٌ لهُ ر ِي ٌ - يا طيرُ - ما أظمانا!
يا مُنتهى طوبى . . يا أفياء مُشتهى . . يا فردوس كوثر ٍ ؛ أضحى الوغـْد ريـَّانا!
أتجفو عيناكِ مَنْ مِلءَ عينيكِ لطيفِهِ طالما ؛ أطبقتِ أجفانا
، يا مُنية النـَّفــْس . . - يا " فيـحاء " (بصرياثا) في "قــُـرنة"(***) آدم، في منفاهُ دُنيانا
أيملك الشـَّـطـُّ تغييراً لمجراهُ؟! أتهجر الدَّارُ أبناءاً وأركانا؟!
يا خالقَ الطـَّير ؛ هل غرثى حواصِلُهُ؟! يا مُبْدع الظـَّـبي هل رَمـَّلْتَ غزلانا؟!
يا مُبْدع الشـِّعْر، (سَيـَّـاباً - بويباً) إلى "جيكور"، مِن الشـَّـطـِّ، قد أوْدَعْتَ غدرانا
يا حاجبَ "بَدْرَاً" في غيْمات ٍ ماطِرة ٍ على ضريح ٍ بمرعىً نادى "غيلانا"
سُمـِّيتَ بالدَّهْر ِ لا بالغـَدْر ِ ؛ قد جُبــِلـَتْ أسماؤُكَ الحُسْنى، وكنتَ دَيـَّانا
يا خاسِفَ البدر في "آذار" أو كاسِفاً شعباً حيياً و حيـَّـاً، أبكى "شعبانا"(****)
مـَيـْتاً يثورُ على الموتى ضمائرهم وفي القصور ِ و في الأجداث ِ موتانا
___
ب . هامش النثر للناشر : "محسن ظـافر غريب":
من "دارمي" (جيل) الفترة المظلمة في عراق (صيف 1979م صيف 2009م):
- بطل وربع جريت كل قصدي أنساك ... تاليهه بآخر بيك بالمزه الگاك أطبخ وافكر بيك يا حلو العيون ... بالمرگة أخبط جاي حسبالي معجون هجم بيت العين هلگد وكيحه ... كلما يمر ( حليو!) تگلي صيحه! تدري اشوكت هلروح من حبك أتوب؟... من تسمع الشيطان غفروله لذنوب!.
- (**) العين التي لا تبكي لا تبصر في الواقع شيئاً: The eye which doesn t know the meaning of tears, it doesn t know anything of value
- أمين Amin(*) سر و(صندوق) وظهر وظهير أبيه، وسرة ورحم أمه "فيحاء"، الصافية، هبة شط البصرة، ونبعه العذب الفراتين، وقد إقترنا عند شجرة آدم، شمالي حاضرة البصرة الطيبة الخربة الحلوب، عند ضريح النبيَّ عُزير قرب "القرنة" (***) وألحقت ناحية العُزير العزيز بمافظة ميسان، وفي جنوب البصرة ضريحا (شيخها "الحسن البصري" وشاعرها "بدر شاكر السياب")، حيث ثاني مسجد في الإسلام بعد مسجد النبي مسجد البصرة.
(****) "بويب" جدول صغير في قرية شاعرنا أبي غيلان "بدر شاكر السـَّـيـَّـاب" (جيكور ).
بعد فتح المسلمين مدينة البصرة سنة 14هـ، بنى عتبة بن غزوان في قضاء الزبير 10كم غرب مدينة البصرة، الأثرالإسلامي المقدس الهام مسجد البصرة من القصب، فتحولت حوله المساكن، فيه خطوة مقام الإمام علي بن أبي طالب سنة 36 هـ في حرب الجمل، حيث زار(ع) المسجد وألقى عددا من الخطب فيه، أشهرها الخطبة التي جاء فيها:" كأني أنظر إلى تربتكم هذه قد طبقها الماء حتى ما يرى منها إلا شرف المسجد كأنه جؤجؤ سفينة". وتحقق غرق البصرة، ولم يصل الماء إلى المسجد.. احترقت البصرة وربما المسجد أيضا، فأعاد بنائه أبو موسى الأشعري باللبن والطين ووسعه سنة 17 هـ . وقد أبقى الإمام علي فيه عبدالله بن عباس لتدريس الفقه والتفسير ، وظهرت فيه بعد ذلك الحلقات العلمية والمناظرات وظهر فيه علماء منهم: الحسن البصري وواصل بن عطاء والخليل الفراهيدي. وسع الولاة المتعاقبين المسجد، حتى سنة 160هـ عهد محمد بن سليمان العباسي الذي قام بأكبر عملية بناء في تاريخ المسجد، إلى أن جاء المغول سنة 656هـ ، ونتيجة لسياستهم التخريبية وهجوم الأعراب المتكرر على أهل المنطقة وكثرة القلاقل والفتن، هجرت سنة 701هـ البصرة الأقدم إلى البصرة القديمة (بقي المسجد على حاله حتى أعاد عمارته الأمير شمس الدين سنة 1227هـ) وتحولوا إلى البصرة الحديثة. توسع الآن المسجد وأعيدت عمارته وأحيطت ساحته الخارجية الوسيعة بجدار جميل زرعت داخله حدائق زادت الأثر بهاء. علي الفتى ذو الفقار الفارس الفقيه، ضجيع النبيين هود وصالح (ع):أعلن عن كشف قبره عام 171هـ وبدأ المسلمين زيارته علنا بعد أن كان سرا اختار الإمام الكوفة مركز الخلافة الإسلاميَّة (أشهرَ مدرستين للغة العربيَّة في البصرة والكوفة). وصل الموصل (الأنبياء، شيت ويونس وجرجيس ودانيال مدفونون في محافظة نينوى/ الموصل) وصلى في كنيسة أثرية في نينوى، قائلا:" لطالما عُبدَ الله هنا!". وقال(ع): " أصلنا نحن من هنا، نبط من العراق مركزُ الخلافة العبَّاسيَّة، استمرَّت حوالي 524عامًا حتَّى احتلال المغول بغداد. في المُتحف الإيطالي رسم على جلد غزال بالفحم للإمام علي بن أبي طالب (ع)، لراهب رسام كان في دير في منطقة الشالجية من جانب الكرخ شمال العاصمة بغداد، سبق إنشاء جامع "براثا" عليه حيث نزل الإمام علي بن أبي طالب (ع) في طريقه إلى ومن معركة النهروان وصفين. الإمام علي التقى الراهب وحدثه وهو في لباس الحرب وترك انطباعا مؤثرا لدى الراهب الذي قام برسمه بعد رحيل الإمام علي عن الدير. إستشهاد الإمام علي عام 40هـ في مسجد الكوفة.
العراقَ مركزُ الديانة الصابئيَّة المندائيَّة، وفي العراق، ترجم ملك الشعر الضليل عبدالرزاق عبدالواحد"كنزا ربا"، كتابهم المقدَّس لأوَّل مرَّة في تاريخ هذه الديانة. العراقَ مركزُ الكلدان في العالم. العراقَ مركزُ الإيزيديَّة في العالم. النبيَّ نوح (ع)، صنع سفينته في الكوفة في العراق. النبيَّ يونس (ع)، ابتلعه الحوت في العراق. النبيان عزرا وذو الكفل (ع) مدفونين في العراق. سبعةَ أئمة من آل بيت النبيِّ (ص)، دفنوا في العراق. الإمامان أحمد بن حنبل وأب حنيفة النعمان مدفونين في العراق. السيِّد أحمد الرفاعي والشيخ عبد القادر الكيلاني قطبان إسلاميِّان دُفنا في العراق أبُ الأنبياء إبراهيم ع، وُلِدَ في "أُور" ذي قار ، محافظة الناصريَّة في العراق أوَّل قانون تشريعٍّ مكتوب _ "شريعة حمورابي" كان في العراق. فالعالم كلُّه مدين للعراقيِّين لأنَّهم علَّموه الكتابة. والعراقيُّون اخترعوا العجلات. حضارة العراق عمرها ما يقارب 8 آلاف سنة (ستَّة آلاف قبل الميلاد)، أقدم حضارة في التاريخ، وتسبق الحضارة المصريَّة بآلاف السنين. السومريون أوَّلُ مَن عرف النقل المائي. العراقيون أوَّلُ حضرمارسوا الزراعة، وفي العراق تأسَّست قرية جرمو الزراعيّة. العراقَ أوَّلَ مَن استحدث نظام الرِّيِّ. أُسِّس الوالي الحجَّاج بن يوسف الثقفي في العراق خدمة العلم الإلزاميَّة في العراق لأوَّل مرَّة في التاريخ. تمَّ فتح "فلسطين" (توأم "العراق" إبان الإنتداب البريطاني لاحقا حتى خارطة الطريق العراقية الفلسطنية الآن الآن وغدا!) وتحريرها على يد القائد العراقي صلاح الدين الأيُّوبي. وقاتل أول قائد فعلي حقيقي بامتياز عراقي وطني الشهيد الخالد "عبدالكريم قاسم" فعلا لا قولا في "جنين" و "كفر قاسم" سنة 1948م، ثم بعد عقد من الزمن، صيف 1958م أسس "جمهورية العراق"، وأسس جيشي التحرير الفلسطيني والجزائري أيضا، لتقترن نكبة العراق في ( 8 شباط 1963م الأسود) بنكبة فلسطين، وتقترن بعده فاجعة الأنفال بحق أحفاد صنوه "صلاح الدين الأيوبي"، بفاجعة كربلاء، وكر البلاء وكرت الفواجع وصولاً لزمن (التكفير والتهجير والهجرة!) حيث (لا هجرة في الإسلام!)، لأن أرض الحضارات والمقدسات والخيرات وادي رافدين الحزن العميق، تعوم على أكبر بحيرة احتياط نفط وغاز طبيعي/ مسال في العالم.
آخر برميل للنفط يخرج في العالم من حقول مجنون، جنوب العراق.
وكَّد (العم سام): في شمال العراق يورانيوم. وقد قال الرئيس الأميركي الأسبق "بل كلنتون" عام1996:
" لقد أخذنا من شمال العراق يورانيوم يكفينا للقرن القادم21. وكَّد كلامه الكرد قالوا بأنَّ الأميركان هدموا جبلاُ كاملاً، نقلوا ترابه بطائرات إلى خارج العراق. فاستقدم قدم (العم توم/ أوباما) إلى العراق الذي أنجب حوالي 3آلاف عالم يُعترف بهم عالميًّا في مختلف الإختصاصات العلمية والإنسانيَّة. وعادت أميركا لمستنقع يذكرنا بالرئيس الشاب الديمقراطي "كنيدي" الذي ولد في عهده ( سنة1961م ) الرئيس الشاب الديمقراطي المسلم الأصل "أوباما" . . ويذكرنا أيضا بفيتنام، فانتوم نابالم.
(****) إنتفاضة شهر شعبان الشـَّـعبية العراقية المغدورة في شهر آذار 1991م بفعل تدخل الدولتين المستقلتين الوحيدتين في العالم؛ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و الولايات المتحدة الأميركية.
* * *
هنا البصرة - تومان العبد
هنا الحسن البصري والفراهيدي وبن سيرين والزبير ورابعة العدوية . . السّياب والبريكان ومهدي الصكَر والأخضر بن يوسف وكريم كَاصد و الصكَار. هنا عتبة بن غزوان والمغيرة بن شعبة وأبو موسى الأشعري وقبر السعدّية مرضعة الرسول الفرزدق وجرير. هنا البصرة التي تمنح الخير للغير وتنام تتوّسد البؤس والعوز والخراب. هنا مقام الأمير وخطوة علي بن أبي طالب(ع).هنا الميناء والمحّار واللؤلو. هنا غابات التمور وحلاوة نهر خوز. هنا أبي الخصيب وملتقى النهرين وشجرة آدم. هنا مهدي محمدعلي ومحمد خضير ومرتضى غالي. ملتقى درب الحرير.هنا بصرياثا وناي تومان الحزين وزرقة ثياب عمال الموانئ. هنا الآذان الله أكبر حين يخشع به(حجي محيبس). هنا الخير والسَمرة. هنا البمبر . و أحيا وأموت عالبصرة.
#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمين Amin
-
طائر الرّوح
-
يحيا يحيى السماوي
-
تشيؤ شعري Dinggedicht
-
سؤال وجواب A&Q
-
قصيدة المقالة
-
لُفافة نفث أف ٍ
-
شيكسبير بحضرة إلهة الشعر
-
إرادة ٌ شعبية
-
لفيفة العِرق الدَّساس
-
مِثل . . فينيق؛ صديق
-
تَبَّت يدا أبي . .
-
شِقشِقة ٌ هَدَرَتْ ثم قرَتْ
-
Valentine Happy
-
وا . . النِّداء
-
شِراع ٌ في غَبَش
-
كَذبَ المالكي::
-
كَذِبَ المالكي!، لم نعُد بعدُ
-
سورة النَّوى
-
رقيم أبُ دُبُّو
المزيد.....
-
موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
-
دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
-
مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي
...
-
ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك
...
-
مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|