|
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي.....23
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 09:10
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الإهداء إلى:
ـ روح الشهيد عمر بنجلون.
ـ الرفيق أحمد بنجلون قائدا عماليا.
ـ الرفاق في إقليم خريبكة.
ـ الطبقة العاملة المعنية بالعمل النقابي الصحيح.
ـ من أجل الانخراط الجماعي في مقاومة كافة أشكال التحريف التي تستهدف الممارسة النقابية.
ـ من أجل نقابة مبدئية تسعى إلى تحقيق الوحدة النقابية، تجاه تردي الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء.
عمر بنجلون المناضل النقابي:.....1
وانطلاقا من اقتناع الشهيد عمر بنجلون بضرورة إعداد الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، إلى امتلاك وعيها الطبقي الحقيقي، وانخراطها في حزبها الثوري: حزب الطبقة العاملة، الذي يسعى إلى بنائه، من خلال بناء الحركة الاتحادية، التي تحولت على يد الشهيد عمر بنجلون إلى حركة عمالية، فإن الشهيد عمر بنجلون اختار الانخراط في المنظمة النقابية للاتحاد المغربي للشغل، لتحقيق هدفين أساسيين:
الهدف الأول: التمرس على العمل النقابي / الجماهيري، في مستوياته المختلفة، وبرؤيا علمية دقيقة للعمل النقابي الصحيح، والفاعل في القطاع الذي ينتمي إليه، وفي مجموع المنتمين إلى المركزية النقابية.
والهدف الثاني: الارتباط بالطبقة العاملة، من أجل الاستفادة من ممارستها النضالية اليومية، ومن أجل مدها بالوعي النقابي الصحيح، الذي يتحول، بالضرورة، إلى وعي طبقي حقيقي، وفي إطار الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي.
وهذان الهدفان لا يتحققان غلا بانخراط الشهيد عمر بنجلون في بناء حركة نقابية رائدة، خالية من كل أشكال التحريف النقابي.
غير أن الشهيد عمر بنجلون، وهو يناضل في إطار الاتحاد المغربي للشغل، يصطدم بأشكال لا حدود لها من التحريف الممارس على المستوى المركزي، وفي مختلف القطاعات، لخدمة مصالح الجهاز البيروقراطي، الذي تفسخ، حينذاك، إلى درجة التعفن. فلا شيء اسمه الديمقراطية، ولا تقدمية، ولا جماهيرية، ولا استقلالية، ولا وحدوية. فكل شيء لا علاقة بالنقابة، وبالعمل النقابي، يدبر بواسطة الجهاز البيروقراطي المتمكن من النقابة، ومن النقابيين. ومن أراد ان يغني على هواه، مما يخالف إرادة الجهاز البيروقراطي، فلا مكان له.
ولذلك نجد أن الشهيد عمر بنجلون، عندما حاول تقويم الانحراف النقابي، ومقاومة الجهاز البيروقراطي، كان جزاؤه التعذيب، وفي دهاليز المقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل سنة 1962، وبنفس طرق التعذيب لتي مارسها الاحتلال الأجنبي ضد المقاومين المغاربة، وبنفس طرق تعذيب المؤسسة المخزنية، من أجل إخضاعه لإرادة الجهاز البيروقراطي، الذي لا تختلف مصالحه عن مصالح التحالف المخزني / الرجعي / الظلامي المتخلف.
وانطلاقا مما تعرض له الشهيد عمر بنجلون في دهاليز المقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل بالدار البيضاء، فان الشهيد عمر بنجلون لجأ إلى ترسيخ التصور الصحيح للعمل النقابي: تنظيميا، ومطلبيا، ونضاليا في صفوف النقابيين، وشرع مباشرة في بناء الإطار النقابي الذي ينتمي إليه، على أساس التصور الصحيح الذي ترسخ عنده، وسعى إلى إيجاد إطارات أخرى في نفس الاتجاه. غير أن تعرضه للاعتقال، ومحاكمته، حالت دن القيام بالاستمرار في ذلك؛ ولكن النقابيين الأوفياء استمروا على نفس نهجه، وعملوا على تأسيس النقابة الوطنية للتعليم انطلاقا من التصور الذي رسخه الشهيد عمر بنجلون.
فما هو هذا التصور الذي سعى الشهيد عمر بنجلون إلى ترسيخه في صفوف النقابيين، والذي تنظمت على أساسه مجموعة من القطاعات التي تكونت منها الك.د.ش؟
وإذا كان التصور، أي تصور هو وليد الممارسة، في علاقتها مع الفكر، وإذا كان الفكر هو وسيلة بناء التصور، فإن الشهيد عمر بنجلون، وانطلاقا من اقتناعه بالاشتراكية العلمية، وبقوانينها: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، ومن اعتبار الفكر الذي يحمله فكرا علميا، فإنه، وأثناء ممارسته للعمل النقابي، كان يعمل فكره في مجمل الممارسة النقابية داخل الاتحاد المغربي للشغل، بالإضافة إلى دراسته للوضعية النقابية بصفة عامة، ووضعية العمل النقابي في المغرب بصفة خاصة، ليصل إلى أن العمال النقابي في المغرب، ومنه العمل النقابي في الإتحاد المغربي للشغل، هو عمل تحريفي، لا مبدئي، تتفشى فيه كل أشكال التحريف، ويوظف لخدمة مصالح الجهاز البيروقراطي، وأجهزة الدولة، وأرباب العمل، ضدا على مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
ولذلك نجد أن التصور النقيض للتصور المعمول به في الأجهزة النقابية المغربية داخل الاتحاد المغربي للشغل، وفي غيره من الإطارات النقابية، التي كانت قائمة حينذاك في المغرب، يتسم ب:
1) الديمقراطية في مستواها الداخلي، وفي مستواها العام في المجتمع، كنتيجة للحرص على دمقرطة الإطارات النقابية المختلفة، التي يكون مصيرها بيد الأعضاء المكونين للأجهزة التقريرية، والأجهزة التنفيذية في مستوياتها المختلفة: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، وعلى ربط النقابة بالنضال الديمقراطي العام، حتى تساهم في رفع الحيف عن مجموع الكادحين في المجتمع.
2) التقدمية التي تجعل النقابيين يسعون، باستمرار، إلى تغيير أوضاع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين إلى الأحسن، تنظيميا، ومطلبيا، وبرناجيا، ونضاليا، حتى تقف النقابة وراء التحول العميق الذي يعرفه المجتمع من الأسوإ، إلى الأحسن، وعلى جميع المستويات، وفي جميع المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وهو ما ينتج عملية التسريع بالانتقال من التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية الأدنى إلى التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية الأعلى، التي ينتفي فيها الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
3) الجماهيرية التي تفرض جعل الإطار النقابي: القطاعي، والمركزي، مفتوحا أمام جميع العاملين في القطاعين: العام، والخاص، وملاذ متقاعدي جميع القطاعات، حتى يتسنى لجميع العاملين، والمتقاعدين، الانتظام في النقابة، والنضال بواسطتها، من أجل تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية، وفي إطار الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي.
4) الاستقلالية التي تقتضي الابتعاد عن كل ما يؤثر في مسارها النقابي، وفي قراراتها، وفي أهدفها النضالية، سواء تعلق الأمر بالابتعاد عن أجهزة الدولة، أو بالابتعاد عن الأحزاب السياسية، حتى تمتلك النقابة المركزية، أو القطاعية، كامل استقلاليتها، وتتخذ قراراتها التي لا تراعي فيها إلا احترام الديمقراطية الداخلية في اتخاذ القرارات؛ ولكن هذه الاستقلالية، وكما تصورها الشهيد عمر بنجلون، لا تلغي العلاقة بين العمل النقابي، والعمل السياسي، وبين النضال النقابي، في ارتباطه بالنضال السياسي كما لا تلغي تنسيق النقابة مع الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، مع باقي الإطارات الجماهيرية، التي تجمعها بها قواسم مشتركة، تقتضي القيام بالعمل المشترك، من أجل تحقيق نفس الأهداف. وخاصة تلك التي تكتسي طابعا سياسيا.
5) الوحدوية، التي تقتضي وحدوية التنظيم النقابي، الذي يكن مفتوحا أمام جميع العمال، وباقي الأجراء، ووحدوية المطالب ببعدها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، ووحدوية البرامج الهادفة إلى تحقيق المطالب المذكورة، ووحدوية الأهداف الآنية، والمرحلية. وإذا تعذر تحقيق الوحدوية في إطار النقابة الواحدة، فإن العمل المشترك مع النقابات الأخرى، يعتبر قوة نقابية مؤثرة، ولكن بشرط أن تكون بينها، جميعا، قواسم مشتركة على مستوى التصور التنظيمي، وعلى مستوى الملفات المطلبية، وعلى مستوى البرامج، وعلى مستوى الأهداف المشتركة.
وغياب قواسم مشتركة بين النقابات، لا يخدم مبدأ الوحدوية، بقدر ما يضر النقابة التي تحترم الوحدوية، وتعمل على تفعيلها.
والعمل المشترك الفاعل، والمتفاعل مع الواقع، هو الذي يحترم الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، وهو الذي يحترم الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، بالإضافة إلى الوحدوية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
المزيد.....
-
غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف
...
-
النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ
...
-
أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل
...
-
احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
-
فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر
...
-
نقطة نظام النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق
...
-
الرفيقة إكرام الحناوي، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس الن
...
-
رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يوجه
...
-
من اليمين واليسار...انتقادات لبايرو بعد تصريحاته عن -إغراق-
...
-
مسؤولة كردية رفيعة تطالب تركيا بإجراءات تخص عبد الله أوجلان
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|