أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - بصراحة أقول : ما اجتمع فساد و ديمقراطية إلا وكان الشيطان ثالثهما ..!















المزيد.....

بصراحة أقول : ما اجتمع فساد و ديمقراطية إلا وكان الشيطان ثالثهما ..!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2667 - 2009 / 6 / 4 - 09:10
المحور: كتابات ساخرة
    


مسامير جاسم المطير 1615
من اكبر عيوب الديمقراطية العراقية أنها أهملت عند اختيار الوزراء في ثلاث تشكيلات وزارية مبدأ التخصص ، أي أن الدكتور أياد علاوي ، مثلا ً، لم يشترط في تشكيل حكومته مثلما تشترط الحياة السياسية في سنغافورة عند تشكيل مجلس الوزراء السنغافوري أن يكون الوزير " مختصا " في الشئون التي يشرف عليها . كذلك انتابت الدهشة جميع نخب الشعب العراقي حين رأت الدكتور إبراهيم الجعفري يختار أسماء اغلب أعضاء حكومته ليس اعتمادا على نظرية فلسفية بريطانية تقول بضرورة سيادة التكنوقراط في غالبية التشكيلة الوزارية ، بل اعتمد على علاقات الجغرافيا الحزبية وعلى التاريخ الوراثي الطائفي القائل بأن الصديق ينفع في وقت الضيق ،أي أن كل صديق لرئيس الوزراء يصلح لكل شيء ، لكل زمان ومكان .
طالما " الوزير الأول " يملك فصاحة اللسان واللباقة فلا حاجة لرجاحة العقل لدى " الوزير الثاني " مما لا يساعد على خلق تقاربات ملموسة بين النظام البرلماني الكلاسيكي الحر وبين التشكيلة الوزارية المتخيلة بأنها ديمقراطية .
أما الأستاذ نوري المالكي فقد قام بتجربة جديدة ، حتى دون الاستفادة من تجارب الحكومات التايلندية المتعاقبة ، حين اختار اغلب الوزراء في حكومته اعتمادا على نظرية قالها ذات يوم شارل ديغول : ( إن الشخص الذي لا يصلح لإدارة متجر أو مصنع أو حتى مزرعة فانه يمكن أن يكون صالحا لإدارة شئون إحدى الوزارات ..) وقد تخطاها نوري المالكي نحو " التوافقية " غير واضحة الحدود والمعاني والممارسات .
هكذا حصل في الوزارات الثلاث . لم يهتم الرؤساء الثلاثة بغير اختلاطٍ حزبي ٍ بين مجموعات متباينة ، أكثرها ليس متجانسا ، حتى صار الحزب ، بنظرهم ، هو الوطن ، والطائفة هي الشعب ، والتوافق هو المبدأ . شاهدنا خلال هذه النظريات العجب العجاب .. شاهدنا شخصا كسولا مذ كان طالبا في المدرسة الثانوية يصبح بقدرة قادر وزيرا ، وشاهدنا شخصا آخر يبلغ جهله بالقضايا العسكرية جهل جدتي حليمة ومع ذلك أصبح وزيرا للدفاع ..! كما رأينا شخصا ثالثا ينتقل من وزارة إلى أخرى ، حسب الطلب . نحترم والله كفاءاته الهندسية لكن جدلنا يتصارع في نمو تلك الكفاءة واستخدامها في وزارتين لاحقتين تتطلبان نضوجا تاما واختبارات ليست هندسية بأي حال من الأحوال . مرة صار وزير الإسكان والأعمار وثانية هو وزير داخلية وثالثة هو وزير المالية العراقية . كما معروف أن لكل وزارة من هذه الوزارات الثلاث محاورها الكبرى ..! أما وزير الثقافة العراقية فقد احتل هذا المنصب ، يوما ما ، مـَن كان مِن شياطين الإرهاب الدولي في العراق ، وهو ما زال مختفيا بسبب مطاردته من قبل البوليس الدولي بتهم القتل والتفجير واغتصاب حقوق الناس .
كثير من النواب دخلوا البرلمان بنفس الشاكلة .
كثير من وكلاء الوزراء والسفراء والموظفين الكبار والصغار دخلوا إلى مناصبهم تحت ظلال الطائفية والمحاصصة وما شاكل ذلك ..!
كثير من النساء دخلن إلى مناصب بطريقة الكوتا التي تخفي عيوبا غير مرئية .
آخر أنواع أزمات الديمقراطية العراقية وجدها العراقيون ليس عند السياسيين حسب، ليس عند رجال الأعمال حسب ، بل وجدوها عند وزير من وزراء الدولة العراقية هو معالي السيد وزير التجارة الذي ظل منتصبا في مكتبه بالوزارة زمنا طويلا على الرغم من شدة ما قذفته خراطيم المياه عليه من يد ملفات الشيخ صباح الساعدي ، رئيس لجنة النزاهة في البرلمان ، منذ حوالي 6 شهور . ظل السيد الوزير ملتصقا بمنصبه رغم كل الأصوات المنادية بنعومةٍ ، لكن بعلوٍ مرة ً ، وبخفوتٍ مرة ً ثانية ، بضرورة استجوابه داخل مجلس النواب تطبيقا للديمقراطية واحتراما للدستور .
في الأسبوع الماضي زال تمرد السيد الوزير وحضر مشكورا إلى جلستين في مجلس النواب وقد ظن الكثير من الناس أن مثل هذه الخطوة بإجراء الحساب والكتاب سيكون عاملا من عوامل الانتعاش الاقتصادي في مدينة الديوانية التي اعتقل فيها شقيق السيد وزير التجارة وهو يحاول الهروب والتهريب ، الهروب إلى مدينة البصرة وتهريب أموال منهوبة من الدولة العراقية المغدورة بمؤثرات الفاسدين وأساليب الفساد ..!
بعد ساعات من حساب الادعاء والدفاع في مجلس النواب خرج معالي الوزير منتصرا عائدا إلى بيته مرتاحا ، ساخرا من سلطان مجلس النواب ، ثم جاء في أخبار الفضائيات ، بعد 24 ساعة فقط ، إعلان مثير لم يشهد العالم الديمقراطي له نظيرا حين قيل أن السيد رئيس الوزراء وافق على استقالة ٍ كان الوزير قد قدمها قبل أسبوعين( يوم 14 – 5 ) مما أثار زوبعة من أسئلة كثيرة ، بين أعداء السيد المالكي وأصدقائه ، بين حلفائه وخصومه ، عن مدى دستورية هذا القرار المصحوبة أسبابه بنوع من الغموض .
هذا الخبر احدث صدمة في مجلس النواب ، مثلما احدث صدمة في الشارع غير المحيط بمجلس النواب ، لكن الناس ظلوا فاغرين حلوقهم حتى هذه الساعة ، متسائلين: هل جاء قرار السيد نوري المالكي رئيس الوزراء لينقذ أخلاقية السيد الوزير..؟
أم أن السيد المالكي لا يعلم أن قرارا مثل هذا يمكن أن يخلق أزمة حقيقية في العلاقة بين البرلمان المتشدد في محاسبة الفساد وجميع المفسدين ، وبين عناصر كثيرة في السلطة التنفيذية من غير الآبهين بتعاسة الملايين من أبناء الشعب العراقي المحجوبة عنهم خدمات الدولة ..؟
ألا يعلم السيد رئيس الوزراء أن خصوم الديمقراطية العراقية كثار ، داخل الوطن وخارجه ، ينظرون دائما بعينين شيطانيتين حمراوين لكل خطوة من خطوات غفر ذنوب المتهمين بالتلاعب بأموال الشعب ..؟
اللغة الرسمية في الخطابات التلفزيونية ، مهما كانت بليغة أو منمقة ، فأنها لا تتماشى مع واقع جديد يريده الناس لحياتهم الجديدة . إنهم لا يريدون نصف الحلول ، لا يريدون حلولا زائفة . يريدون مواقف صارمة بوجه الفساد . يريدون " صولات " جديدة تعيد الحق إلى نصابه . يريدون نظاما ديمقراطيا يؤمن شراكة حقيقية بين الدولة والناس والبرلمان ، بين الراعي والرعية ، وإلا فان العقد الاجتماعي العراقي لن يظل صامتا حين تتهافت الديمقراطية العراقية وحين تظهر شقوق في العقيدة الوطنية على حساب لملمة العقيدة الحزبية أو الطائفية .
يظل الناس في ظل أزمات الديمقراطية العراقية المتجددة يهمسون أو يصيحون بصوت عال :
لا خير في برلمان لا يستطيع أن يحاسب وزيرا ،
لا خير في برلمان لا يراقب وزيرا،
ولا خير في برلمان لا يوفر لسكان العراق مياها صالحة للشرب .
في هولندا يقول كل مسئول في الدولة ملخص فلسفته : أنا ديمقراطي إذن أنا موجود .
بينما في العراق يقول كثير من مسئولي الدولة : أنا مليونير إذن أنا موجود ..!!
سيدي ومولاي رئيس الوزراء : إلى متى يستمر آلاف الموظفين العراقيين من الفاسدين ومـَن هم في طريق الفساد يقفون مسيطرين على شبكات الدولة كلها ، مشغولين بالبحث عما يزيد أموالهم يوما بعد يوم ، يقامرون بمصالح الوطن من اجل أن يوفر لهم فساد ذمتهم مزيدا من الثراء والرفاهية لهم ولأبناء عائلاتهم ومن اجل الانضمام لنوادي المليارديرية في العواصم الأجنبية على حساب بؤس الشعب العراقي الخارج توا من نظام المقابر الجماعية ..!
**********************
• ربّاط الكلام :
• نصيحتي لجميع الوزراء بضرورة قراءة قصص الفاسدين في العصر الأموي والعباسي والعثماني كي لا تصدمهم قصص الفساد في العراق الحالي ..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 27 – 5 – 2009



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة توثيق وإحياء أدب السجون في العراق
- قليلون يستشهدون من اجل حقوق الشعب .. كثيرون ينهبون أموال الش ...
- عن غسل العار والختان في إقليم كردستان ..!!
- عن الشرخ السياسي في مسلسل الباشا – الحلقة الأخيرة –
- عن دبلجة فلم عنوانه : البصرة عاصمة الثقافة العراقية ..!!
- بيان حول ضرورة تدارك حالات التوتر بين الجماعات الحاكمة في ال ...
- التعليم العالي في العراق .. صدمة وكارثة ..!!
- نحتاج إلى مليون صابونة ركَي لغسل أكاذيب المسئولين..!!
- الشرخ السياسي في مسلسل الباشا 5
- إذا المربد يوما أراد الحياة فلن يستجيب القدر ..!!
- عن الشرخ السياسي في مسلسل الباشا 4
- عن الشرخ السياسي في مسلسل الباشا (3)
- المعلقات السبع لا تنفعكم أيها العراقيون .. كونوا هنوداً ..!!
- عن الشرخ السياسي في مسلسل الباشا (2)
- مرة أخرى عن الشرخ السياسي في سيناريو مسلسل الباشا (1)
- السر الوحيد الذي تستطيع وزارة الداخلية إخفاؤه هو غباؤها ..!!
- الكذب ليس قوة كما يعتقد حزب الله ..!
- في عين المندائي ألف دمعة ..!
- البصرة صيفها حارق الحرارة وشتاؤها صقيعي البرودة ..!
- فخامة الرئيس يمارس الجنس مع قاصر ..!!


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - بصراحة أقول : ما اجتمع فساد و ديمقراطية إلا وكان الشيطان ثالثهما ..!