|
الكابتن عمو بابا..وداعاً
مارتن كورش الآشوري
الحوار المتمدن-العدد: 2666 - 2009 / 6 / 3 - 06:02
المحور:
الادب والفن
الكابتن عموبابا..وداعاً أيها الرياضيون أيها المتفرجون أيها المتبارون في ملعب الشعب،تلعبون في مدرسة الكابتن تتمرنون هل شاهدتم؟ أم سمعتم؟ عن كرة تبكي وعن همها للكابتن تشكي تجري دموعها كما يجري اللاعب خلفها بكت اليوم الكرة ليس لأن الضربة لم تكن حرة بل لأن الشيخ فارقها لن يعود بَعْدُ يحتضنها غادر المدربُ وحدته ترك المعلم تلامذته ضيّع الطفلُ لعبته فارق العراقي تربته إفترق الأبُ عن إبنه وإبنته خارت قبل قرن قوته ما عادت تطاوعه فقد الشباب والعنفوان لفريق الكرة صمام أمان لمدربي الكرة شيخ كان عمو بابا عراق بابا آشور بابا عمو الكابتن رحل الكابتن ورحل قبله عديدون على المستطيل الأخضر متبارون لمنتخب العراق لاعبون أرحل أيها المدرب القدير خلفك يصرخ فينا الضمير لم نهرع لنجدتكَ لم نتبرع لعلاجكَ تركناكَ تصارع المرض والكرة مرميةٌ على الأرض ليبقى تلاميذكَ يبكون خلفكَ عمو بابا أفضل لهم من بابا أولئك الأطفال صَنَعْتَ منهم أبطال كأنهم تلال سيبقون لكَ متذكرين محبين بريئين للوطن في مدرستكَ مخلصين هم وحدهم أنقياء عاشوا ولازالوا في صفاء رحيلكَ عنهم أكبر خسارة لن تعوضه للرياضة وزارة تحتارُ في أمرهم الإمارة أطفال العراق ورود جرت دموعهم على الخدود علمتهم رفعة العلم ربيتهم على صلة الرحم أخفيت عنهم الألم وووهجمة مرتبة منظمة يقودها الكابتن بحكمة وووسقط الكابتن على أرض الملعب خارت قواه.هل تملكه التعب؟ نظر مَنْ من حوله،تملكهم العجب عموبابا آشوريٌّ ذئب وهجمة مقابل هجمة ونهض الكابتن كما تنهض الأمة وتهيأ لهجمةٍ أخرى صافر الحكم معلناً لضربة حرة تقدم الكابتن ونفذ الضربة كأن الهجمةُ أصبحت صعبة وإرتطمت الكرة بالجدار ضربة شاطر،صنارة بحار بسرعة تراجع إلى خط الدفاع فهد آشوريٌّ،شُجاع وهجمة مرتدة (جمولي)و(صاحب خزعل) قوة مستعدة وأعلن المعلق الرياضي(إسماعيل) نزول اللأعب البديل خرج(كوركيس إسماعيل) ورمية جانبية تُقطَع الكرة بضربة رأسية وتخرج إلى خارج الساحة أشبال الوطن تفاحة وضربة زاوية ينفذها(هشام عطا عجاج)عالية ويضربها الكابتن رأسية ويعلقها بالشبكة وحارس المرمى،بدون حركة وصافر الحكم الفريق العراقي تأقلم *** مناولة من (دكلص)
والكابتن متهئٌ للقنص وضريةٌ بالرأس كأنها ضربك نجارٍ بالفأس لا لا يا حكم هذا ظلم قرارك غير صحيح إبقى مع العدل صريح الحكم يجب أن يكون عادل مادام للصافرة حامل وضرب هدف وهجمة على فريقنا من الخلف لا لا ليس بحق ليست ضربة جزاء ياحكم،ثق مع الأسف إعتبرها ضربة جزاء حكم يعمل في خفاء وووحلوة حلوة(رعد حمودي) صدها صدة الفهودِ وصافر العراق معلناً للكابتن الفراق *** غادر المعلم مدرسته بكى خلفه تلامذته عراقيةٌ هويته آشوريةٌ قوميته قديمةٌ كنيسته الأرض جنسيته المستطيل الأخضر بيته الجمهور الرياضي أهله مَنْ يا ترى سيحل محله؟ هل من بينكم مَنْ سأله؟ مَنْ يقدر أن يكون مثله؟ دعوا المستطيل الأخضر يحكم ويقرر دعوا أشبال العراق تقول للعب قانون وأصول للوطن جبالٌ قممها شموخ للبستان فاكهة وخوخ الكابتن في نوعه فريد عمل بكل جهدٍ جهيد نفذ بحكمة للفريق خطته أخلص للوطن،فقيرة لقمته أحب كرته في الدنيا عالية سمعته أحبه الأطفال صغارٌ أبطال سيستفقدونه كيف سينسونه؟ هل تنسى(الدبس)؟ المدرب(إيفان أوديشو)والكأس؟ أم ينسى المرمى حامي الهدف(شليمون أوشانا)؟ قوةٌ وشبابٌ وعنفوانا أم ينسى نهر الزاب الأسفل(نمرود)؟ على مجراه مفتوحةٌ أبواب السدود هل ينسى الضوء الشهب؟ أم ينسى المطرُ السحب؟ أم ينسى الكابتن اللقب؟ أم ينسى عموبابا الوطن؟ ترابه مع دمه إنعجن يا الله على الفراق صبرنا بين بقاع العالم تشتتنا وصافر الحكم معلناً الكابتن شهَم *** وإرتحل الكابتن بخشوع قابلاً بحكم الرب يسوع ودع تلاميذ مدرسته سائراً في وَحدته مفارقاً في التدريب وِحدته فجرت دموع الأطفال،على الخدود عالمين بأن الكابتن لن يعود للفراق أنياب الأسود لا تقف أمامه الحدود إلا مَنْ الرب فداه مكاناً في الفردوس أعطاه (فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ اَلْحَقَّ أقُولُ لَكَ إنَّكَ اَلْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي اَلْفِرْدَوْسِ) "لوقا23: 43" بريئةٌ للأطفال النفوس نام الكابتن على رجاء القيامة له من الرب سلامة رحل الكابتن.خلّف الخبرة أعطى للأطفال معنى القدرة وإن كانت أيامه مرّة تبقى له في مدرسته ذكرى شيخٌ ومدربٌ ومعلمٌ ومدرسة خبرة ومؤسسة عراقيٌّ مسيحيٌّ من قوم آشور أبٌ حنونٌ وغيور على تعليم تلاميذه صبور أطفالٌ،ورودٌ،رياحينٌ ملونين بتوجيهات الكابتن عاملين لأقواله سامعين فإن نادوا على أبيهم قالوا بابا وإن نادوا على عَمهم قالوا عمو عمو بابا فيك إجتمع العم والأب أيها المسيحي العراقي الآشوري المحب وحدكَ بمقولة الرب عملت من حولكَ كل أطفال العراق،جمعت (أمَّا يَسُوعُ فَقَالَ دَعُوا اَلْأوْلَادَ يَأْتُونَ إليَّ وَلَا تَمْنَعُوهُمْ لِأنَّ لِمِثْلِ هؤُلَاءِ مَلَكُوتَ اَلسَّموَاتِ.) "متى19: 14" لكَ يا عموبابا.الرب رجاء عملتَ بإخلاص وتفاني ونقاء ما إنتظرتَ كلمة شُكر بل صبرتَ على المر تعوَّدَ العراقيُّ على الصبر يا رب صبرنا كصبر أيوب في محبتكَ نجوب وإن كنا خلف قضبان الوجع لصوتكَ يا الله نسمع عراقيون إرحمنا مؤمنون بكَ خلِّصنا آشوريون من شتات الأرض إجمعنا (هَلْ أنْقَذَ آلِهةُ اَلْأُمَمِ كُلُّ وَاحِدٍ أَرْضَهُ مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ.) "2ملوك18: 33" مع الكابتن كان الفريق مسرور وأطلق الحكم صفارته لينهي الكابتن مباراته *** كابتنٌ في لعبة كرة القدمِ،خبير ما عرِف في واجبه التأخير مادام هو في الوطن لم يحزن هو والعراق شقيقان لأطفالهما مُحتضنان عموبابا الكابتن عمو والعراق بابا وبدأت المباراة فريقان للهواة تبادل الفريقان الميداليات زغردنَّ كل الأمهات جلسنّ متفرجات لأطفالهن مشجعات إنها لعبة الإياب فاز العراق في لعبة الذهاب أطلق الحكم صفارته حرك الكابتن كرته بسرعةٍ دحرجها كقذيقةٍ إلى الشباك أطلقها صرخ المعلق الرياضي صوتٌ قادمٌ من الماضي صوتُ القائد آشور فوقف كل الجمهور على المدرجات لترتفع في الملعب الهتافات وصرخ المشجع(قدوري) يا جمهور ترى الكابتن آشوري بوسة من خده ضروري الكابتن عموبابا ثروة قومية وووهجمة عراقية وقذيقة (درجالية) ها ها مع الأسف ترتطم بالعمود أشبال العراق فهود هنيأً يا كابتن للفوز أنت ضامن يلعب فريقنا في ساحة الخصم كله قوة وعزم أوفر طويلة من(ثامر) والكابتن بين لاعبي الخصم متحاصر ومن زاوية ميتة وضيقة ضربها الكابتن مثل الطلقة وبقوة الله القادر سجل الكابتن هدف جميل ساحر وتحيز الحكم يا ناس هذا ظلم نحن في واقع أم في حلم هدف محقق ألغاه الحكم الآسيوي بدون حق والكابتن إندهش وتعجب قال للأشبال:غيروا خطة اللعب وهجمة عراقية وركلة من قدم الكابتن،قوية ضربة آشورية نتيجة مناولة أرضية ونزل فريق النادي الآثوري إلى الملعب حامل اللقب المباراة مع منتخب العالم الكابتن مصاب.ان شاءالله.سالم من خيرة اللآعبين الدوليين بكنباور،بوبي مور،بيليه وياشين زِلَرْ،كروييف،فان باستن،جارزينهو وآخرين حرك الكابتن الكرة باليمين الفريقان متساويان هجمة مقابل هجمة سبب الفريق الآثوري للخصم،صدمة وإنتهى الشوطان نحن في الوقت الإضافي ننتظر هدف الذهب الصافي مباراة القرن فريق الخبرة ضد مُحبي الوطن مباراةٌ بين فريق الخبرة العالمية ضد فريق الحضارة الآشورية وحقق الكابتن هدف ركلة سريعة،قوية وخطف وإنهالت على هدف الخصم الكرات وإرتفت في الجو للنساء هلهولات ودقت الصافرة معلنة رجوع الطيور المهاجرة إلى أعشاشها مغادرة *** إرتحل الكابتن شيخٌ في السن طاعن وطنٌ الكل هجره أحدٌ منا ما شكره نسينا اللبن وتمره مَنْ منا عن وجعه سأله؟ نسينا ظل نخله شامخٌ جبله طيبٌ واديه وسهله على أرضه يجري نهران الكابتن والوطن صديقان واحدهما للآخر مُحبان وأطلق الحكم صافرته ودع الكابتن مدرسته إحتضن تلامذته بهدوءٍ دخل تابوته لينام على رجاء القيامة له من الرب سلامة *** سافر الكابتن في رحلة علاج خلفه تراب الوطن عجاج رفض كل قصور العاج ساكناً على المستطيل الأخضر له في قلب الوطن منظر وعاد الكابتن من مستشفيات فرنسا قاربه في ميناء البصرة،أمسى تُسرعُ به خطوات العودة متفكراً في أمر مدرسته والقدوة مدرسة لكرة القدم،روضا اللعب هو ترتيب وليس فوضا مدرسةٌ أسسها الكابتن وإن أصبح في السن طاعن أيها الكابتن القدير خط الهجوم من غيرك ضرير وصافر الحكم الآشوري في الغربة ما تأقلم *** تلاميذٌ في مدرسةٍ للكرة معلمهم رفض الهجرة فضلهم على صحته أعطاهم كل وقته بلل خدودهم بدمعته فكان لهم كالأبُ لكل واحدٍ منهم مُحِب صرف عليهم كل راتبه رعاهم بنبضات قلبه على المستطيل الأخضر هروَلَهم كأبٍ حنون إحتضنهم وصافر الحكم معلناً المأتم *** غادرنا اليوم عمو بابا دون أن ينتظر الجوابا غادرنا مدربنا الآشوري تدريب اللآعب عنده ضروري ما تأخر على مرضه صبر وإن سافر ومن أجل العلاج غادر ليعود بسرعة من عينه تنزف الدمعة سائلاً عن تلامذته باحثاً عن كرته تلكَ التي لم ترفض له ركلة في شباك الخصم له قنبلة كان لها منه ضربة كأنه طفلٌ وهي لعبة أحبها لأنها كانت له وطن ما فارقها رغم المحن مرض وتألم وبكى لكنه ما شكى همه لأحدٍ ما حكى بل غطى مرضه بإبتسامة متوقعاً الموت بسلامة لينام على رجاء القيامة وأطلق الحكم صفارته فجرت للجمهور دمعته *** يا كل الرياضيين أشبالٌ للكابتن مُحبين جأنا الخبر الآتي تم فتح سجلات الوَفَيات إنتقل الشيخ من صفحة الحياة اليوم وإلى صفحة الوفاة رحل الشيخ لينام رحل بكل سلام لتبقى كرته عليها ختمِ دمعته هل رأيتم كرة تبكي؟ بركلة للجمهور تحكي؟ تلك كرة الكابتن دوما لها كان حاضن منذ نعومة أظافره عرفها كيف اليوم يتركها؟ هل يترك المحب حبيبته؟ كي يترك عمو بابا كرته الكابتن والوطن الغربةُ والمحن مواطنان إثنان ظل لبعضهما مخلصان الكابتن والفريق إنتظرهما الفوز على الطريق الوطن والكرة له في تراب الوطن ثمرة كأنه نخلة لنا فيها تمرة الوطن والتراب المسكن والباب اللأعبون والأصحاب دورات الخليج والعرب هتف كل الشعب قلدوا الكابتن مدالية ذهب دورة للكرة في الخليج العربي الله يعينك يا شعبي مباراة مهمة للعراق للكرة آلآف العشاق من الخليج وإلى المحيط كل لاعبٍ فينا نشيط وإنطلقت صافرة الحكم حمل الكابتن العلم علمٌ يحمل علم أعلن الحكم بداية المباراة إرتفعت في الملعب ،صراخات بكاءٌ وعويل ونعي وآهات الكابتن مات!! وصرخ مؤيد البدري:كووووول لا لا يا حكم هذا غير معقول هذا هدف عراقي يأتي في وقت الفراقِ أثناء الوقت الضائع والجمهور،واقفٌ،شاهدٌ،سامع ووووهدف رائع سجل الكابتن هدف كل الجمهور هتف هذا الكأس إلنا وعموبابا معلمنا دق صافرتكَ يا حكم للعراق اليوم يرفرف العلم ووووهدف ثاني جميل مناولة للكابتن،من (كوركيس إسماعيل) جاب الهدف عمو بابا يا عيني يا يابا جاء الهدف نتيجة دربكة واذا بالكابتن يعلقها بالشبكة الهدف الأول للفريق العراقي هدف راقي راقي مضى من الشوط خمسة وسبعون عام! فوز وفرح ومرض والآلآم وصافر الحكم يا إخواني إنتهى الشوط الثاني *** مباراة لنا في (الحبانية) مرتع جميل للآشورية عموبابا وناصر جكو ويورا إيشايا كلبرت وتارزن وشِشِي شدراك وعمو يوسف دكلس عزيز بدأت المباراة الأولى نزل الكابتن إلى الساحة،صفقولا المعلق مؤيد البدري ومناولة وتسكينة بالصدر وحلوة حلوة يا عيني يا عمري بمناولة من الخلف حقق فريقنا أول هدف *** وصرخ كل الجمهورِ أيها البطل الآشوري على تعبك،مشكورِ يا بطل العدوِ والكرة والمضرب كنت في كل مباراة تفوز وتغلب ما عرفت الخسارة ولو لعبت في أبعد قارة بل فوزاً بعد فوزا كنت للعراق رمزا لك الرب رجاء تبذل الجهد والعناء يا ذي الروح المعطاء يا مَنْ جعلت من الملعب بيتاً،مسكناً.صَدرُكَ رحب يا مَنْ للعراق محب سكنتَ المستطيل الأخضر عليه يتدربُ الطفل ويكبر لاعبون صغار،أطفال على أيديهم تتحقق للوطن آمال فلذات أكبادنا كل اللآعبين أولادنا قبلتهم في مدرستك أعطيتهم من خبرتك مدرسةٌ للكرة زرعتهم على المستطيل ثمرة يركضون،يهرولون بإرشاداتك يعملون كنت لهم في الملعب مدربٌ وأب لمسوا فيك كل الحب للكرة مدرب بكَ الجمهور معجب نسرٌ للعراق تحلق لك قلوب الصغار تخفق كل الجمهور لك مصفق يا عزيز النفس كنت مع العراق بالأمس كأنكما صديقان على ضفاف دجلة تتمشيان كانكما نهران على المستطيل الأخضر تجريان مع نهر الزاب الأسفل تلتقيان صديقان حميمان في مدرسة الوطن لاعبان وآسفاه كلاكما اليوم مظلومان عن جمهوركما محرومان وطنٌ الكل فارقه وعدتّ أنتَ وعلى مستطيله سكنتّ لكل الإغراءات رفضتّ لعقود التدريب ما أبرمتّ مدرسة للكرة أسستّ لأطفال العراق إحتضنتّ جهدك لغير العراق ما وهبت فضلت العمل على نفسك فنسيت صحتك قالوا ،سافر لتلقي العلاج بقيتَ تستنشق تراب الوطن عجاج ففي الوطن صحة وإنفراج مريض وفي أحضان الوطن خيرٌ من غربة فيها المحن ياعراق ياعراق في غربتنا لك نشتاق فارقنا عمو بابا لكنه ما فارق فيك الترابا هنيئا لك يا وطن وأنت لجثمانه تحتضن في ترابك سيدفن يامن كان بحبك مدمن هل نحظى نحن بترابك؟ أم نشرب من ماء نهرك متغربين بعيدين بين دول العلم مشتتين لا أحد عنا يسأل لا نعرف ما هو العمل؟ باحثين عن الحل لنا الرب أمل وعاد عموبابا وكله شجن أحضنه في ترابك يا وطن لاتبخل عليه بقبلة فارغة بيده السلة لامال لاجاه له الله فآه وألف آه على كل الذي عن الوطن تاه وصرخ الطفل،يا أماه عن حليب صدرك فطمتيني من حليب تراب الوطن أرضعيني تُهْنا عنك في غربتنا يا وطن وقد عاد إليك الكابتن دافءٌ فيك الحضن عاد الإبنُ إلى حضن أبيه مَنْ من ماء دجلة يرويه؟ عاد إبنكَ يا وطن محملاً بالشجن ضمه إلى ترابك إحضنه إلى صدرك عاد محمولاً في تابوت مات الكابتن.ياعراق لا تموت قم يا وطن وقف على قدميك أحمل تابوت الكابتن على كتفيك لا تنفض ترابكَ عن نعليك ضمد جراح ساقيك أذرف دموع عينيك حقَّ البكاء.أبكي بدموع عينيك من كل قلبه،أحبك ما هجرك وما تركك ترابك له فراش حدودك له ساحة و(كشاش) على مستطيلك سكن وعاش رفض كل الأغراءات ومزق كل (فيزا) السمات وقيد كل السفرات وأجل كل العلاجات رفض الهجرة على مستطيلك أحتضن الكرة أحتضنه يا وطن كان لك أعز أبن من ثدي نهريك رضع ما أرتوى ما شبع كان على كتفيك نجمة تلمع يا عراق له أسمع لأشبالكَ إحتضنْ وشجع بطل عراقي آشوري حر رفع علمك فائز منتصر ما خيب ظنك في كل المباريات رفع علمك صرخ عاليا بأسمك يا عراق أحبك وأطلق الحكم صفارته الكابتن إنتهت مدته وقف به مركب العمر لكَ يا الله ألف ألف شكر *** قال في رحيلكَ الوطن مَنْ عليَّ يحن؟ الكل تركني الكل هجرني فخذ يا كابتن كل دمعاتي أذرفها على الكرات أمسح بها خدود الأطفال أجعل منهم لاعبين أبطال سأعمل بوصيتك يا بطل عليك بتمثالٍ لن أبخل عموبابا ما شفى جرحك ما طابا ملفوفاَ بعلم الوطن ترابا نام على رجاء القيامة قرير العين بكل سلامة علم كفنه علم محب صادق وملهم لا حب يوازي حبه للوطن جعل من المستطيل له مسكن وأعلن الحكم نهاية المباراة خبر عاجل .. خبر وفاة الكابتن عموبابا مات *** وأوصى قائلا لكل اللاعبين سائلا لفوا جثماني بعلم العراق حبيّ للوطن،كل حبٍ فاق من الملعب الشعب شيعوني ثوب الوطن،ألبسوني بعلم العراق لفوني بقرب مدرستي أدفنوني صعبٌ عليَّ فراق ترابها إحفروا قبري عند بابها يارب لطلبة الكابتن إستجب كان للأطفال مُحب لهم أهدى كرته عليها جرت دمعته أوصى أن ينام في تراب المدرسة بسلام حتى متى الأطفال يركضون خلف كرتهم يجرون تعلو في الجو أصواتهم كالورود ضحكاتهم فيتذكرون مدربهم أيام كان يعلمهم على الكرسي جالس للمستطيل الأخضر حارس من ماء دجلة سقاه كل وقته معه قضاه هرولوا يا أبنائنا في تراب الوطن إسمنا أبذلوا الجهد فوزٌ لكم في الغد كل واحد فيكم يعادل ألف ناول،حول،إضرب،حقق الهدف أدوا التمرين يا أبطال على المستطيل الأخضر رجال أنتم للعراق، مستقبل للكرة من أجلكم رفض الكابتن الهجرة زرعكم في المستطيل الأخضر بذرة للعراق أشبال وعماد مدربكم بجانب مدرستكم، رقاد نائم بعد طول الجهاد على رجاء القيامة كلنا يارب نام عموبابا بكل حب أخذ معه كرة ومضرب ودع تلامذته وسافر هجرة أبديةٌ هاجر أطفال مدرسة من الرب لهم قدرة لهم قوة وأخلاص وروح حرة مدربهم شيخٌ للمدربين تحية له من كل العراقيين وصافر الحكم معلنا نهاية الآلم *** رحلت يا كابتن اليوم دخلت كهف النوم بقرب المدرسةِ تواريت تحت تراب العراق آمسيت على أرض الوطن ناديت للآعبين الأطفال أوصيت لا يكفي التمرين لوحده حب الوطن مسنده يا أشبال العراق أسمعوا من حليب صدرالأم أرضعوا لعبتم أمامي الكرة بروح حرة إرفعوا علم الوطن لا تهجروا الوطن على الفوز حافظوا يا أشبال أنتم لآسيا أبطال وصافر الحكم معلنا نهاية الآلم خبر عاجل محزن الكابتن رحل عن الوطن *** سيبكيك ملعب الشعب سينعيك كل الشعب يا مَنْ لبيت حكم الرب فنمت قرير العين محب على جبينك بيضاء السمعة جرت للوطن ألف دمعة خلفك يبكي الجمهور ذاك الذي كان بك مسرور ليتقدم المستطيل الأخضر عنك مترقب الخبر وقد أصابه الضرر فسأل الجمهور على عجل مَن بعد الكابتن يحل؟ مَن يفتح أبواب ملعب الشعب؟ من يسقي حشيش الملعب؟ هيا أيها الجمهور لننسى الغرور نبني جيلاً للطفولة مسرور إلى الفوز بهم نسير نشيِّع جثمان الكابتن نعاه التراب والوطن وصافر الحكم معلنا نهاية الندم *** خبر مهم وعاجل بين جمهور العراق متناقل السلام الجمهوري خبر وفاة بطلٌ آشوري رحل أبن (الحبانية) كابتن للكرة العراقية الناطق بلغته الآشورية حصد كل الألقاب فكان شيخا للشباب علما من أعلام الرياضة للفريق قوة وأنتفاضة آشوري مسيحي عراقي أحب الوطن من كل الأعماقي يا ربنا ارحمنا من غربتنا خلصنا أعنّا وصبرنا وإنطلقت صافرة الحكم وووووو *** المحامي والقاص الآشوري مارتن كورش
#مارتن_كورش_الآشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المؤرخ الآشوري
-
مطربات أم مرنمات؟
-
في نيسان
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|