أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحاج علي - حكاية العصفور والعقرب














المزيد.....


حكاية العصفور والعقرب


احمد الحاج علي

الحوار المتمدن-العدد: 2668 - 2009 / 6 / 5 - 02:30
المحور: كتابات ساخرة
    


يحكى أن عقربا يعيش في منطقة خصبة صيدها وفير من العناكب والخنافس والصراصير، فصارت مع الزمن والإهمال قفراء جرداء فقيرة بالغذاء مليئة بأكياس النايلون ودواليب السيارات العتيقة، مزروعة بقشور علكة سهام وعلكة بالون، فكره العقرب حياته ،ولأول مرة في عمره فكر بتغيير مكان إقامته ، فالحال لاتحتمل، والجوع كافر، والديرة غالية، والغربة مرة، وفيما هو على هذه الحال ،هاجت مشاعره فصارت دموعه تسيل على خديه مثل حبات الحنطة المسلوقة أهي أهي أهي ، وبنزق من عزم على أمر، مسح دموعه، وقال العقارب لاتبكي : وما علي إلا السفر متمنيا لو يملك مكبر صوت ضخم يلقي من خلاله قصيدة وداع للديرة يسمعها العالم كله .
وفي صباح يوم مشمس ،علق زوادته بعصاه، وسار غربا يمشي ساعة ويستريح ساعة حتى وصل بعد مسير ثلاثة أيام بلياليها الىضفة نهر وقد تورمت رجلاه وانحنى ظهره، جائعا. عطشا. ناشف الريق. فهجم على الماء، غب منه حتى صار بحجم ضفدع كبير، عندئذ سرى النعاس بجسمه ،وبدا يخيط له عينيه، فاسند رأسه على يده ونام نومة القتيل، وفيما هو نائم حط عصفور على شجرة العليق التي ينام تحتها العقرب، وصار يغرد أجمل الإلحان فارتعشت الأشجار، وتمايلت الأغصان، وخرجت العناكب والسحالي تصغي لأنغامه، وأمواج النهر صارت تعلو وتهبط منتشية، أما العقرب فقد فتح عينيه قائلا لحاله: ماهذه الألحان الرقيقة، ياه إنها تذكرني بديرتي، ليتني مافارقتها أهي اهي أهي، سمع العصفور بكاء العقرب فالتفت إليه وقال : صباح الخير يابن العم .
رد العقرب وهو يشهشه : صباح الخير .
قال العصفور : أنا لااحب البكاء، وأتمنى السعادة لكل البشر . قل لي ياصاحبي مارايتك قبل اليوم في هذه الديرة ،هل أتيت سائحا أم عاملا .
رد العقرب : والله لم اقصد هذه الديرة الغريبة سائحا .
قاطعه العصفور: وكل الله يارجل، كلنا أبناء هذه الأرض ولا احد غريب إلا الشيطان .
تابع العقرب: إنما أتيتها جائعا طالبا الرزق بعد أن أجدبت البلاد ونشف ريق العباد وأنا داخل على عرضك .
رد العصفور : له له له، الناس لبعضها يارجل قل ماذا تريد ؟
قال العقرب بخجل : أنا لااعرف السباحة، و أريد أن اركب ظهرك وتطير بي إلى الضفة الأخرى فاني أراها من هنا كثيرة الخضرة، واحسبها تفيض بالرزق الحلال.
قال العصفور: يامئة اهلا وسهلا طلبك على الراس والعين أنا أهلي ربوني على حب الناس وخدمتهم أضعك في عيني وانقلك الى الضفة الثانية في أمان الرحمن
قال العقرب : كم تريد أجرتك
قال العصفور : باطل يارجل أليس عيبا أن يطلب المرء من ضيفه أجرا مقابل خدمة صغيرة .ناموس وفلوس.
قال العقرب: انتم معشر العصافير قلبكم ارق من دين حنا وطيبون، أولاد حلال يا أخي، لكن قل لي متى تنقلني الى الضفة الأخرى، وكيف ؟
قال العصفور منتشيا بمديح العقرب : حالا تعال امتطي ظهري، والتصق بريشي، وادر وجهك بعكس اتجاه طيراني لاتخف لأني سمعت مثلا يقول :من خاف مات
قال العقرب : السمع والطاعة ياصاحبي، ثم اعتلى ظهر صاحبه، والتصق به، فطار قاطعا النهر بغمضة عين، وما أن حط العصفور على الضفة الأخرى قريبا من شجرة جوز حتى لدغه العقرب في رقبته، فصاح من الألم أخ رقبتي قتلتني ياابن الحرام، أهذا جزاء الإحسان ياقليل الوجدان، لم لدغتني ؟
قال العقرب : لدغتك حتى تتعلم أن لاتقدم خدمة لمن لايستاهلها بعد اليوم، أما سمعت قول القائل " الأذية من طباع العقرب "
قال العصفور : سمعتها إلا أننا نحن معشر العصافير نفعل الخير ونرميه في قلوب الأشرار، علها ترق ولو نالنا منهم الأذية كما نالني منك وقد صدق من قال عن الأشرار"دق المية وهي مية "
قال العقرب: كلامك كلام جرائد لايسمن ولا يغن من جوع
قال العصفور: لا.كلامي ليس كلام جرائد.لأني أجد متعة لاتقدر بثمن ،عندما أقدم خدمة للناس.
قال العقرب: صدقني، وأنا أجد متعة لاتقدر بثمن عندما الدغ الناس
وكان في أعلى شجرة الجوز باشق يسمع حوارهما ويرى تصرف كل منهما عندئذ، أدار الباشق عينيه بين العصفور المتألم والعقرب المغرور واضمر في نفسه أمرا.



#احمد_الحاج_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايةالعصفور والعقرب
- الحكي والحكاية
- المقاومة وموت السؤال
- تموين ادلب والعقل البلاستيكي
- حكاية نواف والبغل
- حكاية الصبي الذي شنقناه
- حكاية قرم الملفوف
- متى نعترف بالآخر
- متى نبدأ بطرح الأسئلة
- السلطة الاستبدادية وحلقات الذكر الصوفية
- حكاية زهرة اللوز
- الحوار : حكاية كلمة مع الاستبداد
- الحمامة
- ثقب في السور
- حكاية الدب الذي غلبه أبو فهد في المباطحة


المزيد.....




- -صُنع في السعودية-.. أحلام تروج لألبومها الجديد وتدعم نوال
- فنان مصري يرحب بتقديم شخصية الجولاني.. ويعترف بانضمامه للإخو ...
- منها لوحة -شيطانية- للملك تشارلز.. إليك أعمال ومواقف هزّت عا ...
- لافروف: 25 دولة تعرب عن اهتمامها بالمشاركة في مسابقة -إنترفي ...
- فنان مصري: نتنياهو ينوي غزو مصر
- بالصور| بيت المدى يقيم جلسة باسم المخرج الراحل -قيس الزبيدي- ...
- نصوص في الذاكرة.. الرواية المقامة -حديث عيسى بن هشام-
- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحاج علي - حكاية العصفور والعقرب