جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 07:03
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اليوم قمت من نومي فزعانه إكثير بسبب وجود نقاط من الدم على ملابس نومي , خفت إكثير وصرت فزعانه ووجهي تغير لونه , قامت جدتي من فرشتها ولحقت بي وسألتني شو فيه يا بنت , ففرجيتها الدم إللي على بنطلوني تاع الرياضه , تضايقت جدتي واحمر وجهها إكثير وخفت أنا أكثر منها واعتقدت إني عامله شيء خطير جداً , أنا مجرمه أو مصابه بوباء الكوليرا , على شان جدتي طلبت مني أشياء ما بتنطلبش إلا من إللي معاه كوليرا أو ملارايا , حتى إللي معاه إيدز بعاشر الناس ! شو وين عقولكوا ؟ حجبتني عن الناس وفي الصباح كنت عايزه أروح ألعب مع إبن عمي على التوته , من إمبارح إتفقت معاه نطلع على سجرة (شجرة) التوت , بس جدتي إلصبح منعتني من الخروج من المنزل بسبب الدماء التي رأتها على بنطلوني .
أنا الآن عمري تقريباًَ 15 سنه وصارلي عايش عن جدتي تقريباً خمس سنوات , خرجت من عند بابا وزوجة بابا , لكي أستمتع بطفولتي بس نضجت بسرعه , والنضوج عطل عليّ حياتي , أنا الآن ما إشبعت من الطفوله , بس مش مهم , أنا الآن في مرحلة المراهقه , أنا لازم أراهق ,على شان يصير نموي طبيعي , الإنسان إللي ما بمارس المراهقه رايح إيضله طفل صغير , إللي ما حبش وهو صغير ويرتوى من الحب بضله كل يوم يحلم بيه.
لازم أشبع من المراهقه , وشو ما أعمل يقولوا عني جاهله إعذروها , أنا بدي أجهل ونفسي أذوق طعم الجهل , نفسي أرتكب حماقات المراهقين , بدي أطيش فوق شبر أو شبرين من المي (الماء).
صدقوني إذا ما بشبع من المراهقه رايح أصير مجنونه , شو ما عملت يقولوا لا إتواخذوهاش هاي وحده مجنونه .
طول هذول السنين كانت جدتي تسمحلي ألعب مع أولاد الحاره ومع أورلاد الجيران ومع أبناء عمي ومع أبناء خالتي وأبناء خالي , كلهم بحبوني وانا بحبهم , بس اليوم كلهم زعلوا مني وقالولي إنت يا (نفين) ليش ما بدكيش تطلعي معنا على التوتة , حكيتلهم أنا أصبحت مريضه جداً أنا بنزف من خاصرتي , كنت أعتقد إنه الدم من خاصرتي وليس من ثقب البكارة , فقد عرفت بعد الشهر الثاني من الدورة حين تكررت وزارتني مرة ثانية أنني لست موبوءة ولست مريضة بل أنا بنت حلوه وطبيعيه ومثلي مثل أي أنثى , حكن عماتي إلي إلقصه بالكامل وفهمني إني الآن نجسة جداً , أنا أنجس من الشياطين , أنا غير طاهرة , يتجنبني الناس والمعابد الدينية , فمحضور على شخصي اللعب حتى خلف جامع حارتنا .
بعد نصف عام أو في نفس العام نفر صدري بشكل ملحوظ كل بنات الجيران عينهم على صدري , مواصفاته أبيض إكثير مثل الحليب وهنالك نقاط حُمر يتخللن البياض , وهو مثير جداً وأسمع تعليقات من الجميع : شو هالطعجه يا نعجه , وأحلى وحده إللي في النص , مشان ألله إرحمونا , عبرينا يا بنت الناس , يا دخيل الله على هيك طله .
صرت أعرف الآن ليش ستي منعتني من ممارسة الطفولة على شان أنا بنت حلوه والدوره الشهرية بتيجيني ومن المفروض أجلس في البيت خمسين سنه حتى يأتيني العاريس , يعني زيي زي عمتي , عمتي الآن عمرها تقريباً أربعين سنه , وهي لم تذق الجنس , ذاقت حلاوة الإيمان وحلاوة الزعفران , واللحوم البلدية , ولكنها ويا للحسرة لم تذق طعم الأشياء الزاكية , وأنا الآن صار عندي رغبه بالتمرد أنا خايفه جداً وأنا محبوسه في بيت جدتي ما يجينيش عريس , مش شرط يكون على حصان أبيض , عمتي روتلي قصة حلمها بالعاريس الذي يأتيها على حصان أبيض وبعدين صارت تحلم بعاريس مو شرط لون الحصان إللي بده يركبه , حتى ولو جاء على حمار هي الآن مستعدة للقبول به .
أنا تأتيني الدوره الشهرية , لذلك أنا أصبحت مخلوق دوني , ليش ,؟ حكت عمتي على شاني صرت بالغه جداً إنت الآن عروس وبالغه ما بصير تلعبي مع الشباب أو تخرجي للشارع , بس بعد خمس سنوات إضافية من عمري عرفت إنه الشب كمان أو الولد بالغ وعاقل ويستطيع الزواج , ومع ذلك هو بلعب وبطلع على التوته وما في شيء بعيبه .
هاي مش مشكلتي لو حدي أنا بعرف إنها مشكلة كل البنات , بس والله ما إلي ذنب بلي بحصلي , هذي دوره مش مايكروب .
بعد سنه أو سنتين صرت أفتح باب خزانة غرفة النوم تاعت جدي ألله يرحمه وجدتي , ما كان في حدى بالدار , وبس شعرت إنها الدار صارت فارغه من السكان , قمت بخلع ملابسي وفتحت باب الخزانه مرة أخرى على مصراعيه هذه المرة وبدأت أنظر إلى جسمي وخصري النحيل , وبدأت بالتمايل شمالاً ويميناً وأمسكتُ بصدري ورحت أتحسس أنوثتي الضائعة هكذا دون أن يمسكها أحد , وبكيت جداً وقلت : جسمي بكره بس أموت رايح يوكله الدود , ليش ما أطعميه لقط جميل بهواني ؟ بدأت كما قلتُ لكم بالتمايل شمالاً ويميناً أمسكت هذه المرة بضفيرة شعري ورحت ألعق شعر رأسي , وبدأت أشعر بنوبات من الرعشات تأتيني الفينة تلوى الفينة , هذه الرعشة جاءتني حتى شعرتُ بأن شعر رأسي قد إنتصب مثل الذكورة الجامحة , إرتعبتُ كثيراً وعادت لي نوبة أخرى أكبر منها أحسست بكتفي يريد أن ينخلع من جسمي , أمسكت باب الخزانة وأحسستُ بدوخة في الرأس ركضت على السرير رميت بثقلي عليه بكامله تلحفت اللحاف وأمسكتُ بالمخدة بفمي وأسناني أكلتها أكلاً لما , كما يأكلون التراث أكلاتً لما , أحسست بأشياء تخرج من وسطي , الدموع أيضاً تتساقط مني , رميت مرة ثانية يدي على راسية التخت , شددتُ بأعلى صوتي وصرختُ وكأنني في لحظة الولادة , هتفت بأعلى صوتي لكي يخرج التعب من بين ضلوعي, ومن ثم شعرت بإرتخاء في كل أنحاء جسمي , فلم أعد قادرة على النهوض, إرتميت وكأنني جندي متعب قدم لتوه من المعركة , أنا الآن أتسطح فوق السرير , والصمت يطبق على المكان كله , أنا الآن في حالة شبع زائد, ثم غفوت قليلاً ثم نهضت من نومي وإذا بي إرتكبت معركة كبيرة على السرير , كل الأشياء مبعثرٌ وكأن مجموعة من الحيوانات المفترسة قامتبالهجوم على غرفة نومي.
حين جاءتني الدورة الشهرية أحسستُ وكأنني إرتكبت جريمة , ولم أكن أعلم أنها العاطفة والرومنسية, أغلقوا أبواب الدار , وأحاطوا سياج المنزل بالزجاج , وزادت جدتي من نظام الحماية ضدي , وكأنني أريد أن أعمل إنقلاب سياسي , أنا بنت حلوه إكثير بكره بضيع جمالي بين حانا ومانا وما راح أشوف يوم جميل .
هيك حياتنا كعرب , ما بنشبع من الطفوله , ولا بنرتوي من المراهقه , لهذا السبب بنظلنا أطفال ومراهقين طوال العمر .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟