|
حوار مع حمار
كريم الثوري
الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 05:29
المحور:
كتابات ساخرة
حوار مع حمار
• في محافظة الديوانية وعلى حين غرة استشاط غضب حمارين واكتسحا كل من كان بطريقهما وكانت الحصيلة غير النهائية استشهاد احد المُسنيَن واصابة ثلاثة اشخاص بجروح مختلفة نقلوا على اثرها الى المستشفى وقيد الحادث ضد حمارين سنوافيكم بالمستجدات حال حصولنا عليها....نقلته وكالات الانباء عبرَ التايتل بتاريخ 26-5-2009 وقيل حديث حسن متفق عليه حسب –العراقية-الشرقية-الفيحاء-البغدادية- السلام.......
• استدعى الامر مُخيَلة احد المحافظين في اقليم الوسط لجمهورية العراق الفدرالية لبناء سجن كبير للحيوانات المخالفة لشروط الحيونة المعمول بها حسب القوانين والاعراف الدولية بما فيها توكيل محامي للدفاع عن الحيوان المُدان وان يكون من فصيلة الحيوانات المُدجنة تحديداً بشهادة شاهدين ذوي عدلٍ من فصيلة الخيول العربية الاصيلة غير المطعمة وان يكون غير مشترك بسباقات- الريسز- من قبل...... فاصل وسنعود....
• قيل لعبود لماذا تضرب الحمار مادام مطيعاً ممتثلا لاوامرك ويقوم بواجباته الموكلة اليه غير معارض يسوق العربة المحملة فوق طاقته حتى انه يقوم باطلاق عيارات هوائية مصحوبة بدخان من فرط ما اُثقِل َبكاهله فاجابهم وهو يُمَرًربسوطه دوائر فوق راسه قبل أن يلسعه به: أذا كنت لا اضربه فبمن ( اطلع قهري...................
فيما كنتُ جالسأ في خربتي مُستأنسا بوحدتي اشاغلها فتسوق لي الحكايات ذاتها في شريط تأكلَ بفعل اعادته مئات المرات في صندوق قديم لالة تسجيل تراثية تعمل بروث الحيوانات المحترق كالقاطرات القديمة مبتعداً عما الًت اليه تصاريح المتغيرات التي ما عدت مُكترثا بها لشدت تناقضات تناقضاتها وتعكيرها صفو حياتي ومماحكاتي التي اختلقتها لنفسي لكي لا اصاب بفايروسات الحيوانات التي اطلت علينا موخرا انخلع باب بيتي الطيني برفسة حمار كان يتصبب عرقا واثار جروح وخدوش تشكلت خرائط اعتباطية على جسده وقد كان منزوع الشعر في مناطق لا تعيين فيها. ظننته بادئ الامرِ حماراً برياً في مشهدي البربري لكونه كان يبدو مرقطا على طريقة الاسود والابيض في عدسة التلفزيون الذي اشتراه أبي في ستينيات الزمن الراهن لكني حينما تمعنت به استوقفني خواؤه وشدة الحيرة والارتباك التي بَدت واضحة في انكساراتِ عينيه الملبدتين بالاحمر القاني راجعت نفسي فتاكدت حينما اطرق براسه قبالتي مخذولا بانه ليس حمارا وحشياً بل انسياً مدجنا لدرجة التخشب والخوف الذي مازال يسود مملكة الحيوانات في بلداننا العربية اسوة ببني البشر حاشانا وحاشاكم.... تهاوى قبالتي انً بعمق باكياً وقال : - ويلي أين المفر فالعقوبة قادمة ودلائل الجريمة مثبتة لقد شاهدني جمهور يعرفني واعرفه منذُ عشرين عاما.
- ويحك مالك تحمل هموم الدنيا فوق راسك وكانك ليس بحمار اكل الدهر عليه وشَرِب ؟
- أتركني وشأني بالله عليك انت لا تدري ما حصل لي صباح هذا اليوم؟ - خيراً وهل للحمير حكايات ايضا سبحان الله الواحد الاحد وكان هذا البلد مفطوما منذ ولادته على السرد المثقل بالآنين؟ - لقد ارتكبت جريمة ما تخيلتها يوما حتى في ساعات منامي المتواضعة؟ - أيُ جريمة ياهذا ام أنَك تهلوس؟ - وجدتني قد ضقت ذرعا بمسلك الحمير فراودتني نفسي للثأرِ وكانني بشر مُتمرِس ففعلتها؟ - هربت من العربة او من بيت سيدك ذلك يحصل دائما؟ - ليت الامر بهذه الطريقة هجمت على البشر في حالة غضب وكأنني كائنٌ خرافي كما في الافلام وقتلت وخربت ودمرت؟ - عجيب امر هذا البلد وكأنه لا يجيد سوى لغة القتل والتدمير حتى وصل الامر باجناس الحيوانات المُطيعة.... - لقد ضُيقَ الخناق عليَ ولم اعد اتحمل يكفي هذا؟ - والله لم اعد افهم شيئا وكأنك تتكلم مثل البشر قبل توصيف الكوارث لخلق المُبررات؟ - ليته كان سيدي فقط من يتطاول علي َبل صار اكثرهم يمارسون هوسهم في شكل جسدي حتى عوارضي لم تسلم ...... - ما حكايتك ايها الحمار المسكين تفضل اجلس ؟ - الحمير لا تحسن الجلوس خُلِقت للجري و الانبطاح... - طيب كما تشاء اشرح لي مصيبتك فلعلي اساعدك في حَلِها؟ - ليلة البارحة بذلت جهدا كبيرا فوق طاقتي حتى اصابني المرض والاعياء ونَبتَ ورم في ظهري من لسعات السوط وتكالبَ الذباب والدبابير فنصبت ولائمها وكانت النيران تشتعل في عينيً وما عليِ سوى الجري رغم الالام. - وماذا بعد؟ - استشار سيدي زوجته العجوز فعالجوني بوسائلهم البدائية وفوق عطبي امتدت الالام مساحة ظهري - كيف ذلك؟ - احضروا لفافة قماش بالية يُقال لها –الفتيلة-وبجانبها نار مشتعلة وكلما توَجرًت وضعوها فوق جرحي وهكذا استمرت اللعبة ساعات وساعات حتى غبت عن الوعي.... - طيب ارفسهم برجليك واهرب؟ - لقد كانت مكبلة ثم انهم وضعوا كيس طحين- ابو الخيط الاحمر- في راسي وكاني اُساق الى المشنقة؟ - هذه حكايتك اذن؟ - ليتها كانت كذلك فقط بل تمادى الخلق بدعاباتهم وكأني وسيلتهم لترويح عطب ايامهم؟ - سبحان الله خالق العقول والابدان؟ - في اليوم التالي اشفق سيدي على حالي نصفَ نهار فعدنا من العمل باكرا واطلق سراحي ساعات المساء لالتقط رزقي من الشوارع واعود بعد ذلك فَتصَيدنًي اربعة من العابثين فامسكوا بي وسقوني عرق مستكي من قنينة سكبوها دفعة واحدة في فمي دون ماء او ثلج او حتى- مزة لبلبي - في عز تموز؟ - بالله عليك قطعت قلبي اسكت ارجوك أيُعقل هذا؟ - وحينما سكرت البسوني ملابس رئيس الدولة السابق؟ - صدام حسين؟ - هل اسمه صدام حسين؟ - كأنك لا تعرف اسمه او تتغافل عنه وخرابه طال البشر والحجر والماء والشجر - انا حمار اسير وعيوني مشدودة الى طريقي بموانع كي لا ارى او اسمع ثم مالي والمسميات إن كانت لا تعنيني يكفيني اسم ولي امري؟ - فعلا حكايتك مبكية مضحكة ؟ - بعد ان سكرت و سكروا وضعوا معلبات جبن (كرافت ) فارغة في حدوات ارجلي واحكموها بمطارق احذيتهم واطلقوا سراحي فسرت اسير في الشوارع مترنحا والدماء تسيل من اماكن الاحتكاك فقد كانت تحزني من الاسفل ولا اعلم بعد ذلك ما حصل لي؟ - ألم تتذكر ام لانك كنت سكرانا؟ - اتذكر ولكني اريد ان انسى هل تقبلني بضيافتك الليلة؟ - بشرط ان تكمل الحكاية؟ - هجمَ عليً الرفاق الحزبيون وتمت الاتصالات على اعلى المستويات حتى حضر امين العاصمة بغداد سمير الشيخلي؟ - وكانك تنطق اسمه؟ - نعم لانه كان حماراً من قبل عفوا اقصد كان َ صاحب عربة يجرها حماره تربطني معه قرابة -البرسيم والحندكوك- قبل ان يصبح وزيرا للداخلية في الحكومة العراقية؟ - الحمار ام الوزير؟ - الحمار.. هو طبعا دعنا من السياسة ارجوك يكفيني ما انا به؟ - وكيف تمت معالجة الوضع؟ - اركبوني في سيارة مُظلًلة وهناك في شعبة الحمير الخامسة اُجري التحقيق معي - كيف ذلك؟ - قالوا اعترف من فعلها وكلما قلت لهم والله لا اتذكر وكنت حماراً سكراناً كانت السياط تنهل من ظهري واسلاك الكهرباء في دبري وعضوي حتى اجلسوني على قناني مكسورة؟ - لا حول ولا قوة الا بالله..... - وحينما عجزوا عن انتزاع اقوالي قالوا انت عصامي يبدو انك رئيس خلية الحزب - أجبتهم انا مجرد حمار........... لكن القدر رحمني اخيراً وخرجت بالعفو؟ - اي عفو تقصد؟ - في ميلاد الرئيس أصدِر عفوا عن السجناء وساقونا الى محرقة الحرب العراقية الايرانية فصاروا يحملون على ظهري كل شيء حتى المتفجرات فهربت من خدمة العلم .... لقد تعبت ارجوك ساكمل حكايتي فيما بعد فانا مرهق وتفكيري مشتت هل لي بجرعة ماء وقليل من الحشيش ؟! - اما الماء فنعم ولكن من اين اتيك بالحشيش؟ - أغفر لي سيدي ظننتني اتكلم مع صديقي الحمار....... - انا حيوان ناطق فعلاً فلمَ الاسف؟ تمدد على الارض رافعا قوائمه الى الاعلى وغاص في نوم عميق وكان يهلوس بكلمات لا تعيين فيها وبين الفترة والاخرى ينهق كما الحمير حينما تلتقي وجوهها بحمير تعرفها حا -حا -حا وما التقطتهُ من كلماتهِ أنه كان يسب الحكومة الملكية كثيرا وكذلك احمد حسن البكر................................
كريم الثوري عاصمة الكناغر
#كريم_الثوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القبح ومدلولات الجمال في القبيح
-
حوار مع كلب
-
حوار مع ديناصور بشري
-
يردس حيا الماشايفها
-
حوار مع ديك استرالي
-
حوار مع قطة
-
مدينة الثورة بين الحرية والتزمت الديني
-
مدينة الثورة 3
-
وثائق رجل
-
عندما تكتب المومس شعرا
-
الشعراء
-
ذاكرة الرماد
-
صديقي الشاعر
-
الطريق الى مدينة المحرومين
-
مدينة الثورة
-
من ذاكرة الوجع
-
هل تفكر امريكا فعلا بالانقلاب العسكري
-
عبد العزيز الحكيم يُعاقب الشعب العراقي ليس حباً بعلاوي وإنما
...
-
الشرقية للتلقين والتكفين ..حتى مثواهم الاخير
-
ابليس والذين معه
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|