تذكرتك

حنان كوتاري

الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 01:57
المحور: الادب والفن
    

حينما وضع يده في يدي .. و رأيت في عينيه إغراء بالانطلاق .. بالعدو و عد الزهرات البيضاء ..
أحسست بيدك تلامس يدي .. تشدني إلى الخارج بقوة خلسة من العيون.. كنت خائفة.. لكنك أزلت عني خوفي .. فانطلقت معك نعدو نحو المجهول .. نحطم الحدود .. و أخيلة الزرقة
و الفضاء .. و البياض و السماء .. تداعبنا .. تنادينا .. فتسابق الأنفاس الخطوات .. و تسابق الخطوات الأنفاس..
تذكرتك
حين فاح أريج ضحكاته في الفضاء .. و سرت النشوة في قلبه .. و شدت الزهرات البيضاء مع نسمات الربيع أغنية الحرية
كنا بين الفينة و الأخرى نلتفت يمنة و يسرة .. فربما أحدهم رآنا فلحق بنا.. و كلما تأكد لنا أننا في مأمن .. زاد اندفاعنا إلى هناك..
فجأة .. سرى الخوف إلى قلبينا .. توقفنا .. نظرت إلي و نظرت إليك .. كنا خائفين .. لكن الزرقة الممتدة في السماء .. اجتذبتنا من خوفنا.. فعدنا نعدو و نعد الدرجات التي تفصل بيننا و بينها..
تذكرتك
حينما توقف عن العدو .. و رفع رأسه نحو السماء متأملا البياض السابح في الزرقة ..
و الزرقة المحتضنة للبياض..
غمرتنا السعادة و نحن نعاين الحرية في الفضاء الممتدة حولنا و السماء التي تظللنا
جرى الزمن دون أن نشعر به .. بدأت معالم الظلام تظهر في الأفق ..عزمنا على العودة لكنك استوقفتني قائلا:
هيه .. قفزة أخيرة .. أنا و أنت .. في وقت واحد ... أغمضي عينيك في البداية و عندما ترتفعي افتحيهما و خذي بياضا و سآخذ زرقة .. هيا .. انطلقي
قفزنا سويا .. زادت سعادة قلبي .. فهذه المرة كان ارتفاعي أعلى.. ملأت المكان بضحكاتي .. و أنا أشعر بيدي فارغتين .. فقد ذاب البياض بين أصابعي .. التفت إليك لأريك ما عدت به .. لكن ..
تذكرتك
حينما أخذ يقفز في اتجاه السماء .. يرتفع و ينخفض ... ازداد ارتفاعه و انخفاضه.. جريت نحوه و أخذته بين ذراعي .. بكى من شدة ضغطي عليه.. كدت أخنقه..
قفزنا سويا .. ارتفع صوت صرخاتك و أنت ترتد إلى الأرض و جسدك يرتج ..
فقد كنت قرب حافة سطح ذاك المنزل الذي لم يكتمل بناؤه بعد ..
رأيت رأسك يهتز و رجليك و يديك تتحرك هنا و هناك .. خلتها حركات بهلوانية تناغي بها قلبي و تثير بها غيرتي ... هممت باللحاق بك لأثبت لك أني قادرة على المغامرة معك إلى الأسفل كما غامرنا سويا إلى الأعلى .. لكن اللون الأحمر القاني الذي لف جسدك أخافني ..فبقيت في مكاني أنظر إليك.. و أنا لا أدري ما الذي اعترى رفيقي و توأمي
تذكرتك
و ما نسيتك يوما
لكني رأيت في عينيه إغراء بالانطلاق .. بالعدو و عد الزهرات البيضاء.. فرأيت فيه خاله الذي احتضن لونا أحمر قانيا.. و هو يمد يديه في الهواء.. ليقطف زهرات زرقاء..

[email protected]

#حنان_كوتاري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات