فتحى فريد
الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 01:55
المحور:
الادب والفن
أعلن عن بيع أشلائى ، وذكريات الطفولة . أعلن عن بيع أهات الزمن المريض . أعلن عن بيع أفكارً صارت فى هذا الزمان جنون. أعلن عن بيع أخباراً تبدوا وكأنها مكذوبة ،،، أبيع صدقى وكذبى أبيع إخلاصى ونفاقى أبيع فرحى وأشجانى لعلى أن أصبح ثرياً.
لا عيب فى بيع الوطن وإن كان غالياً فالأم تبيع طفلها والفتاة تبيع شرفها ،وهناك من يبيع كليته أو قرانية عينه من أجل العيش كل هذا فى السوق والتجار يتهافتون للشراء بأبخس الأثمان.
ماذا هناك؟
طفل يبكى لايرتدى سوا سروال لم تستطيع عيناى رؤيه لونه لإختلاط التراب بالطين بالبكاء.
طفل على باب المسجد يصرخ أه يا أمى لما تركتينى هنا لست منهم وليس من بينهم من هو أبى تركته وأنا أيضاً أبكى ومشيت فى السوق.
ماذا هناك ؟
هى فتاه صارخة الجمال لكن وجهها مشحوب يبدو وكأن الماء لم يلمس جسدها منذ قرون إقترب منها وهو يقول ماذا لديكى لكى أشتريه ؟ فأجابته ليس لدى سوى ما بين عضدى لم يمسسه بشر ،ولكننى أموت شوقاً إلى الطعام إصطحبها فى سيارته الفارهه ومروا من أمامى كسحابه صيف محترقه ومضيت أنا أتجول فى السوق.
ماذا هناك؟
شاب مفتول العضلات يبين مفاتن جسده وقوته للنساء المفتونات ، وقفت أمامه إمرأة عجوز شمطاء قالت له كم يكفيك من المال ؟ فأجابها كم يكفيكى من المتعه ؟ قالت الكثير قال لها وأنا أيضاً الكثير ومضوا معاً فى طريقهما إلى المتعه الرخيصة ، ومضيت أنا أتجول فى السوق.
ماذا هناك؟
وجدتها جالسه على مقعدها المتأرجح وثيابها ليست بالرثه فتعجبت من مجلسها فدونت منها لكى أسألها عن ما لديها فأجابت قائله : ليس لدى ما أبيعه أو أشتريه ، ولكننى أبحث عن متعتى فى مشاهدة هذه الأسواق، ومضيت فى طريقى نحو السراب هذا هو الوطن كل شىء فيه للبيع والشراء .
الكل فيه يبيع لمن يمتلك الشراء، ولكننى لم يكن معى سوى قلم يصرخ فى وجهة الظلم والبغاء لم أجد من يشتريه ،ولم أجد نظره إرتضاء.
مكثت على الرصيف أسرد ما رأيت على الورق ربما يعجبه أحد قلمى فيشتريه وأظل أنا وكل إنسان بلا ثمن فى زمن النسيان زمن كل شىء فيه أصبح للبيـــــــــــــــــــــــع
#فتحى_فريد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟